Skip to main content

Full text of "يهود العالم العربي دعاوي الإضطهاد - زبيدة محمد عطا"

See other formats




يهود العالم العربى 


لبك كم زا «تسص- دل 








00.35.16 // :مط 





اليهود فى العالم العربى 


قراءة فى خرافة الاضطياد 


تاليف 
د كتورة زبيدة محمد عطا 
الطبعة الأولى 
01114 كام 


3-7 


عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية 
6 
5 مام 5001 ملذم لمانا لان 08م لزاع 


]أ.35ط.ط0)م»ا// :مط 
الس 2 











]أ.35ط.طممكا// :مقط 








حقوق النشر محفوظة © 
الناشر: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية 


55 3خ50©[14 طالخ آال1 1311011 7018 الأكاترء طعلاطهمآ 
3 : ع1 .لذ - «سممعوطاظ ,. )5 هننعسهنهه14ةا ,5 
ورمع لتمدصاهط ©صلاط_معلك : لنسصس1 


المقدمة 

فى هذه الصفحات أعود لتكملة ما بدأته فى الجزء الأول من موسوعة تاريخ اليهود والتى 
صدر جزئها الأول بعنوان «اليهود فى العالم العربى» وتناولت فيه فكرة القومية اليهودية 
والإندماج والتواجد اليهودى فى أرض فلسطين. 

وفى هذا الجزء أعرض لم كتبه المؤرخون اليهود خلال دراساتهم العديدة عن يهود العالم 
الإسلامى » وما طرحوه من نظريات تسامح واضطهاد لقد برزت سطور تتضضمن فى محتواها 
اتهامات للعرب بالعنصرية والاضطهاد وكانها كنس عسل حوت سمًا : 

فمارك كوهين وجوايتين واشتور وأبا إبيان طرحوا كلمة العصر الذهبى والتسامح . ولكن 
بين الصفحات برزت فكرة مسيطرة مؤداها أن هذه الفترة حوت أنوامًا من الاضطهادات 
نستطيع أن نلخصها فى ثلاثة مستويات أو ثلاثة عناصر رئيسية : 

- اتهام موجه للدين الإسلامى والفقهاء والكتاب الإسلاميين بأن الدين الإسلامى حوى فى 
داخله ومضمونه تعصبًا وما ورد عن الشروط العمرية وامتهان كرامة غير المسلم. وهو ما 
يمكن أن نسميه المستوى الدينى. والعمنصر الثانى على مستوى الدولة وحاولوا أن يشيعوا 
فكرة أن النظم الإسلامية حمل بعضها أو أغليها عنصرية وتميز يمتد إلى المستوى الإنسانى 
وإلى القاعدة العريضة من الشعب. وهى تناقض ما كتب فى تلك المؤلفات عن التسامح الذى 
ساد أغلب الفترات الإسلامية. وبدت سمات الإدعاء والتجنى واضحه , فيما كتبه عدد من 
المؤرخين ومن أشهرهم برنارد لويس والذى يبدو تعصبه للصهيونية ضد كل ما هو عربى. 
واضحًا تمام الوضوح. 

ومارك كوهين رغم أنه ردد فى أكثر من كتاب تعبير «العصر الذهبى». وندرة أحداث 
التعصب وأشاد بالمجتمع الإسلامى الوسيط, والذى فى مقال له فى فى مؤتمر العلاقات 
اليهودية العربية والذى عقد فى أمريكاء والذى اشترك فيه يمقال عن الاضطهاد ؛ فسر معنى 
كلمة الاضطهاد فيقول «إنه ليس قاصرً على الاضطهاد البدنى ولكنه يمتد إلى التثثير النفسى 
عن طريق تحقير دين الآخر» وأعتقد أنه بناءً على ما ذكره » فمن يضطهد اليوم هو الإسلام 
وشعويه الذى يقوم العديد من القادة ومفكرى الغرب بإهانته ووصفه بالتخلف والتحيز والوثنية, 

م 


]00.135.1// :مط 
0000 





ا01://لا0010: هه !1 


ًُ 
ويقومون بطمس حضارة استمد منها الغرب ينبوع حضارته, وبعض الدول الأوربية لديها 
قوانين ضد من يهاجم اليهودية والسامية» ولكن تفتح تفتح الباب على مصراعيه لمن يهاجم الإسلام؛ 
ناسين » أو متناسين » أن العداء للسامية موجه إلى العرب والمسلمين أيضًا بوصفهم من 
الشعوب السامية التى لانقتصر على اليهود وحدهم. 

ويناء على تفسير مارك كوهين للاضطهاد فقد عدّد فى مقاله عرة أعدات امكدرها القضا 
وتأكيدًا لما ثاله البهود من. اضطهادات فى العالم الإسلامي؛ وهى فى مجملها تعكس صورة له 
تردد في الكتابات اليهودية الأخرى: فبعضها كرر نفس الأحداث أو عرض لجزء منهاء دون 
البحث فى الدوافع الحقيقية وراعها أو فى حقيقة ما حدث فعلاً . ولكن كلاً منهم فسرها 
وعرضها وفق منظوره الذى يختلف عن أرض الواقع بكثير ٠‏ فلقد عرض لمنظوره الشخصى 
على أنه حقيقة وألبسه ثوب الصدق رغم افتقاره للموضوعية. 

ولذلك كان اهتمامى بطرح الموضوع بجميع أبعاده من خلال ما كتبه المفكرون اليهود 
الغربيون والمؤرخون الإسرائيليون وتناول الموقف من اليهود وموقف اليهود من الآخرين على 
المستوى الدينيين الإسلامى واليهودى وقرارات الحاخامات ومؤلفات الفقهاء المسلمينء وخاصة 

أن الكثير من المؤرخين ربط بين الماضى والحاضر . والدراسات بدأت بالعصر الاسلامى لتمتد 
حل عربت العصر الحاضر , كما فعل جوايتين فى كتابه (اليهود والعرب) أو فيما كتبه برنارد 
لويس , واعتقد أن المقارنة على أرض الواقع ليست فى صالح اليهود قديما أو حديكا: 

- وتناولت موقف الدولة الإسلامية فى أقطار عديدة وكيف تولت حماية رعاياها ولم يكن 
هناك جيتو كما سيق أن عرضت . وإذا كانت هناك حالات عانى فيها اليهود فإنهم لم يكونوا 
وحدف اقفن هنذا؛ فهى نتيجة نظام سياسى عام امتد تشدده تجاه جميع رعاياه من المسلميا 
وغير المسلمين. 

- الدراسة لا تهدف من النيل من أحد الأديان أو الإساءة لعقيدة الآخر ولا إلى اليهودي 
كديانة وعقيدة بحال من الأحوال فلكل دين إحترامه كما أنها لا تهدف إلى التقليل من قيم 
النزاشات “التي قام بها باحثون يهود؛ ولكن يجب أن تكون هناك وقفة؛ فهناك دراسات بعده 
عن الموضوعية وعمدت إلى الإساءة لصورة الإسلام قديمًا وحديئًا وإلى صورة العره 
والمسلمين عامة ». فما أقوم به هو رد فعل على هجمة شرسة وتجنى غير موضوعى عب 


دراسات عديدة. 





ًُ 


ويقومون بطمس حضارة استمد منها الغرب ينبوع حضارته. وبعض الدول الأوربية لديها 
قوانين ضد من يهاجم اليهودية والسامية؛ ولكن تفتح الباب على مصراعيه لمن يهاجم الإسلام؛ 
ناسين , أو متناسين ٠‏ أن العداء للسامية موجه إلى العرب والمسلمين أيضًا بوصفهم من 
الشعوب السامية التى لاتقتصر على اليهود وحدهم. 
. ويناء على تفسير مارك كوهين للاضطهاد فقد عدد فى مقاله عدة أحداث اعتيرها تلخيصً 
وتاكيدًا لما ناله اليهود من اضطهادات فى العالم الإسلامى؛ وهى فى مجملها تعكس صورة لا 
تردد في الكتابات اليهودية الأخرى؛ فبعضها كرر نفس الأحداث أو عرض لجزء منها دون 
البحث فى الدوافع الحقيقية وراها أو فى حقيقة ما حدث فعلاً . ولكن كلاً منهم فسرها 
وعرضها وفق منظوره الذى يختلف عن أرض الواقع بكثير » فلقد عرض لمنظوره الشخصى 
على أنه حقيقة وألبسه ثوب الصدق رغم افتقاره للموضوعية. 
ولذلك كان اهتمامى بطرح الموضوع بجميع أبعاده من خلال ما كتبه المفكرون اليهود 
الغربيون والمؤرخون الإسرائيليون ٠‏ وتناول الموقف من اليهود وموقف اليهود من الآخرين على 
المستوى الدينيين الإسلامى واليهودى وقرارات الحاخامات ومؤلفات الفقهاء المسلمين. وخاصة 
أن الكثير من المؤرخين ربط بين الماضى والحاضر . والدراسات بدأت بالعصر الإسلامى لتمتد 
حتى عرب العصر الحاضر , كما فعل جوايتين فى كتابه (اليهود والعرب) أو فيما كتبه برنارد 
لويس , واعتقد أن المقارنة على أرض الواقع ليست فى صالح اليهود قديمًا أو حديكًا. 

. - وتناوات موقف الدولة الإسلامية فى أقطار عديدة . وكيف تولت حماية رعاياها ولم يكن 
هناك جيتو كما سبق أن عرضت . وإذا كانت هناك حالات عانى فيها اليهود فإنهم لم يكونوا 
محنهم ف هذا فهى نتيجة نظام سياسى عام امتد تشدده تجاه جميع رعاياه من المسلمين 
وغير المسلمين. 

- الدراسة لا تهدف من النيل من أحد الأديان أو الإساءة لعقيدة الآخر ولا إلى اليهودية 
كديانة وعقيدة بحال من الأحوال فلكل دين إحترامه . كما أنها لا تهدف إلى التقليل من قيمة 

٠‏ الدراسات » التى قام بها باحثون يهود؛ ولكن يجب أن تكون هناك وقفة, فهناك دراسات بعدت 
عن الموضوعية وعمدت إلى الإساءة لصورة الإسلام قديمًا وحديمًا وإلى صورة العرب 
والمسلمين عامة , فما أقوم به هو رد فعل على هجمة شرسة وتجنى غير موضوعى عبر 


دراسات عديدة. 


أأنهقط.طماما//:ماط 


92952523:39:13:-214919125آؤآظثآثآ 02227 0 


مخاسة: له تق نسحم لفك لحر حمستس و عاض تاف انسلج ل ا يتسا ب معد اما 


60 
لقن وعدت أنه من الصعب أن نفصل الماضي عن الحاضرء فالماضى يلقى بظلاله على 
الحاضر بل من الواضح على المستقبل أيضاء كما فعل برنارد لويس بدعاوى الاضطهان 
الإسلامى فى العصر الوسيط والتى امتدت إلى الحاضرء ورغم أنى قد انتهيت من كتابة 
الجزئين الباقيين للكتاب من فترة فقد اطلعت على كتابين اعتيرهما دراستين مهمتين . 
وهما كتاب نورمان كانتور وعنوانه (تاريخ اليهود) أو الحلقة المقدسة صدر عام 1514 فى 
إنجلترا وفى أمريكا عام 1117: وقد تحدث فى كتابه عن بداية الدراسات اليهودية والإسلامية, 
وأ أن أغلب المتخصصين فى الدراسات الإسلامية فى الغرب من اليهود. ورغم ما ذكره عن 
تحرى الموضوعية والدراسة النقدية المقارنة فإنه يتخذ موقفًا منحارًا وبذكر أن تاريخ اليهود 
كان تاريحًا من الاستشهاد والمعاناة من الرومان إلى الجرمان إلى العرب(). 
وفى المقدمة التى كتبها » والتى قدم بها الكتاب , يؤكد أنه موجه لليهود وهو دراسة شاملة 
لتاريخ اليهود إلى العصر الحديث مما يعنى أنه ربط بين الماضى والحاضرء مما دفعنى إلى 
مناقشة بعض النقاط المهمة التى تربط بين الماضى والحاضر. 
وخاصة أن الكتاب الثانى وهو دراسة للجزائرى فوزى سعد الله عن يهود الجزائر وهو 
أيضا ربط بين الماضى والحاضر ويجِدّر المشاكل المعاصرة فى الشخصية اليهودية التى ما 
زالت تجمع فى داخلها منظومة التفوق والاضطهاد حتى في إسرائيل وفقًا لدراسة أعدها د. 
قدرى حفنى عن الشخصية اليهودية الحديثة فى إسرائيل. 
وإذا كان د. مارك كوهين تحدث فى مقالة عن الاضطهادات الإسلامية وذكر أن الاضطهاد 
ليس مقصورا على الاضطهاد البدنى؛ ولكن من الممكن أن يكون معنويًا بتحقير دين الآخر أو 
الاساءة إليه. فإننا يمكن أن نسال إسرائيل عما تفعله إزاء العرب من اضطهاد معنوى 
وجسدى. وفكرة الاضطهاد لاتختفى أبدا من الذاكرة اليهودية ٠‏ رغم أن اليهود 0 
شعيًا واحدًا وإنما هم أتباع دين مثل غيرهم .كما أن الاضطهاد لم يكن عامًا فى كل مكان 
عاشوا فيه ولكن دائما ريط كل * شئ بالاضطهاد؛ فوليم كانتور يهدى الكتاب كما قال إلى خال 
أمه الصهيونى البلجيكى , والذى كان ملازمًا فى الجيش الإنجليزى وقتل فى عام ١544‏ على 
يد النازيين وأكد أن ذكراه ستظل دائما مع من ماتوا فى سييل الاسم المقدس. 
إن الشخصية الصهيونية تنظر إلى الماضى دائما لتجسد أسطورة لو تحررت منها لكان 
من السهل الوصول إلى السلام؛ وهى تلقى التبعات على الآخر أو الأغيار فهى التى فصلت بين 
نفسها والآخرين ونظرت إلى الإنسان اليهودى وغيره باعتبارهم أدوات لتنفيذ مشروعها 


]00.135.1// :مط 
10 


ين 





5 
الاستيطانى ؛ كما تناست الصهيونية أن الوطن تميزه قومية واحدة ولكنه يضم تعددية دينية 
"ويستطيع أن يعيش المسلم والمسيحى واليهودى فى وطن ينتمون إليه. لا أن ينظروا فيه إلى 
الآخرين كالاغيار » وكيف ترفض مجتمع الآخر ولاتعتبره شريكًا وتفضل الاعتزال ثم تحمل 
هذا المجتمع مسئولية الوقوف ضدها ؟ وفوزى سعدالله حين تحدث عن يهود الجزائر ذكر أنهم 
عاشوا الحياة الجزائرية كاملة بحقوقها وواجباتها وأن الجزائر فتحت أبوابها للجاليات 
اليهودية المهاجرة من إسبانيا بعد سقوط الأندلس , وموجة الاضطهادات التى تعرض لها 
اليهود على يد محاكم التفتيش , وعاشوا إلى جانب الجزائريين فى الزمن الوسيط والحديث. 
ومع ذلك يعرض سعد الله إلى أنه فى عام 1577م اختارت الأغلبية الساحقة من يهود الجزائر 
الرحيل إلى فرنسا ويلدان أخرى, رغم أن جبهة التحرير الوظتى سنواء كريم بلقاسم أو أحمد 
بن بله أى يوسف بن خده أو فرحات عباس لم يكن أى أحد منهم يتصور فى أى لحظة هذا 
الرحيل الجماعى لليهود ووجهوا لهم النداءات تلو النداءات من أجل البقاء فى الجزائر وقدموا 

لهم الضمانات والوعود من أجل طمأنتهم وإشراكهم فى بناء وتشييد الجزائر المستقلة"). 
اليهود أنفسهم إلى آخر لحظة لم يكونوا يتصورون هذا الخروج من الجزائر التى عاشوا 
قينا كن اتطورات الكورة التفريزءة قن أخترا؟) ستواتينا خاسئة وظيو للنظية السلنة 
السرية 085 والمساهمة الواسعة لفئات يهودية خاصة فى المجازر والجرائم التى ارتكب:: 
هذه المنظمة خصوصًا فى غرب البلاد؛ أحدثت شرخًا كبيرا بين الجالية اليهودية والمسلمين 
وهلعًا فى أوساطها وفى إمكانية الانتقام منهم بعد الاستقلال . جبهة التحرير الوطنى طمأنت 
ووعدت وضمنت ورحبت بالبقاء . والشعب لجزائرى المسلم سامح وتسامح ولم يحدث أن 
اشتكى أى يهودى ممن بقى فى الجزائر بعد يولية 477١م‏ من أى انتقام أو اعتداء أو تجاوز. 
أما الهلع والرحيل فكانا يعبران عن عقدة ذنب لدى اليهود وعن اعتراف ضمنى بعدم 
النخلاس والوقاء لتلك الأركن الصن استككتتهم والمجتع الت عاسو عه حتد الافنا الندية» 
هنا شخصية لامنتمية لوطن عاشوا فيه آلاف السنين . نفس الأمر نجده لوعدتا إلى جذور 
قديمة أخرى سنجد فيما حدث من الهجمة البرتغالية على المغرب العربى, وتحالف اليهود مع 
البرتغال فاقام لهم المرينيون حيًا خاصا بجوار القصر الملكى لحمايتهم من الغضب الشعبى. 
فهنا شخصية لاتنتمى للوطن الذى تعيش فيه إنما تتتمى لمصالحها ولو ارتبطت بذلك 


الوطن ما أصبحت شخصية منفرة أو مرفوضة. 


أأ.ههط.طاماه//:مثاط 





37 

اليهود أسرى ماضيهم وإن تجد شعبًا لم يتعرض للاضطهاد ولكن لايحيى الناس لاجترار 
الماضى وتحميل الآخرين تبعاته: فاليهود يطاليون العالم بسداد فاتورة اضطهاد فى حين أن 
جميع الشعوب عانت من استعمار واضطهاد ويصيح يذلك من حق كل طرف محاسبة الآخر 
وأولهم الفلسطينيون الذين لديهم حقوق اغتصبتها إسرائيل. 

بعض اليهود رفضوا الأماكن التى عاشوا فيها واعتبروا أنفسهم غرباء فلاحرج أن تنظر 
إليهم الشعوب نظرة الغريب واعتبروا الآخرين أغياراً » ويعضهم فضل العيش فى الدولة التى 
ارتبط بها ونبتت جذوره فيهاء وهذا ما دعا إليه اليهود الإصلاحيون ومثال يسوقه فوزى سعد 
الله عن أحد اليهود ممن فضل الإقامة فى الجزائر . ويقول إنه جزائرى حتى النخاع وأنه 
واحد من أبرز أفراد الجالية اليهودية الجزائرية وهو ©86!21016 اععنة/7 (ذكر فى 1544م: 
للكاتب البرت بن ساسون بكل اعتزاز وفخر وهو يضرب رجله بقوة على أرض مكتبه بساحة 
بورسعيد (قدماى متجنره ها هنا) أت1 621201265 1605م 7465 الصهيونية ترفض فكرة 
الانتماء لوطن خارجى. والقوانين العنصرية الآخيرة التى لاتمنح الجنسية لمن يتزوج من 
فلسطينى!؟)؛ وتبنى جدارا عازلا . هنا حاضر يرجع بجنوره لماضى يتخذ موقفًا عنصريا 
ويتهم الآخر بالعنصرية » وهفى معضلة وتناقض فى مكون الشخصية اليهودية . 

وهذا الجزء كما ذكرت عرض لما كتب من دراسات من مؤرخين يهود ضد الموقف الإسلامى 
سواء على المستوى الدينى أو الشعبى: أو الحكومى. وتحليل لما ورد من كتابات المؤرخين 
حرصت على أن تكون حيادية وتحترم الرأى الآخر إذا كان متناقضًا أو حياديًا على الأقل 
وتوضح الحقيقة التاريخية دون المساس بمعتقدات الآخرء ولكن التاريخ حقيقة ووجهة النظر 
العربية يجب أن توضح كما شاعت وجهة النظر اليهودية ومعظمها يغلفه ضباب التعصب , 
وخاصة أنه يملك من الوسائل ما لايمتلكه العرب من السيطرة على أغلب معاهد الدراسات 
الأوربية» مما يؤدى إلى وصول المعلومة إلى الغرب بلفتها ٠‏ بالإضافة إلى أجهزة إعلام تروج لما 
كتب فكل ناشر فى مقدمة الطبعات يعرض لآراء العديد من الصحف الغربية التى تمثل خير 
أداة لنشر الفكر الوارد فى المؤلفات. فى حين نفتقد نحن العرب هذه الوسيلة ليكون هناك 
الرئى والرئى الآخر. 


دكتورة زييدة محمد عطا 


]35.1آ.00// :مط 
2 


ممهحد 
دعاوى الاضطهاد 


التكوين السيكلوجى للشخصية اليهودية عبر التاريخ قديما وحديفًاء تندمج فيه منظومة 
الشعور بالاضطهاد مع الإحساس بالتفرد . وتلك المنظومة استخدمها اليهود الصهاينة فى 
العصر الحديث واخترعوا أسطورة الشعب المضطهد المسالم الذى تعاديه شعوب عربية تحيط 
به وتتمنى زواله. وتجسد ذلك كله فى تلك العبارة السخيفة التى تتحدث عن ٠‏ العداء للسامية» , 
وما زالت الوتر الذى يضرب عليه الصهاينة فى العصر الحديث لمحاولة بث عقدة الشعور 
بالذنب لدى الشعوب الأوروبية » وتحميل الحاضر تبعة الماضى والتذكير به كما فعل كانتور فى 
مقدمة كتابه الذى يهديه إلى خال والدته الذى توفى فى الحرب ضد الالمان. ويصفه بالصهيونى 
الكندى الذى لاقى حتفه على يد النازى . فى نفس الوقت الذى يقدم مؤلف الكتاب كتابه إلى 
اليهود والأغيار» أى أنه يضع تفرقة واضحة بين اليهود والآخرين. فهذا تناقض واضح فى 
المكون الذى يرفض الآخر ويحمله مسئولية موقف معادى. ويمثل موقف كانتور مثالا متكررًا 
لمحاولات اليهود الدائبة تنفيذ توصية قائد الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل بإثارة « أكبر قدر 
من الضجة حول القضية اليهودية...» من خلال الفن والتاريخ. 

والدكتور قدرى حفنى فى كتابه عن الشخصية اليهودية أشار إلى تلك المنظومة التى تجمع 
بين الاضطهاد والتفرد والتى ما زالت تلعب دورها في كتابات المؤرخين اليهود سواء جوايتاين, 
مارك كوهين» هارش برجء اشترء شتليمانء ثم برنارد لويس الذى شنها حريًا ضد العرب. 

ورغم ما كتب من مؤلفات عن تاريخ العصور الوسطى ووصف أغلب فتراتها بأتها عصر 
ذهبى لليهود فى العالم الإسلامي» فنجد خلال ثنايا الدراسات والنصوص الواردة من تلك 
المؤلفات تكمن فكرة الاضطهاد واتهام العالم الإسلامى باللجوء إلى التعصب وأنه فى حقيقة 
أمره لم يكن عصرا ذهبيًا حقيقيًا » فأبا إيبان فى كتابه التراث, ذكر أن العصر الإسلامى كان 
عصرا ذهبيا بحق» ومع ذلك فإن اليهود كانوا يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية , فهم فى 
نظر المسلمين غير مؤمنين ويناء عليه ليس لهم الحق فى التمتع بالمناصب السياسية والمالية 
كالمسلمين!*), نفس المعنى تكرر فى كتابات جوايتاين» حيث ذكر فى كتاب اليهود والعرب 
وصلاتهم عبر القرون0)» وفى كتابه مجتمع البحر المتوسط أن الدارسين اليهود فى القرن 


ا 





]135.1 00// :مط 
000 


٠ 


”:- التتاسع عشر والعشرين؛ حين تناولوا تاريخ اليهود فى العالم الإسلامى ذكروا مزايا التعامل 


مع المجتممَ الإسلامى ٠‏ وعدد جوايتاين عددًا ممن كتبوا عن ذلك , فذكر 001023865 وكتابه : 
تةأة] رعل :ع5 عع تتناوء70:[1ا عزوكمآ 
:. كمثال لتلك الكتابات » وإن عاد وذكر ما يناقض ذلك حين تحدث عن 2008 6011© فى 
مقاله سنة 1514م بعنوان : *1منر10 15" الذى ذكر : «أن العرب كفيرهم غير 
متسامحين فى اتجاه الديانات الأخرى, وأنهم كرهوا الأجانب كفيرهم» ويذكر أنه من الصعب 
إعطاء إجابة فردية قاطعة تطبق على جميع الأقطار الإسلامية» وخاصة لعقيدة بها تعقيدات 
كالإسلام؛ ويرى أن الشعوب التى دخلت فى نطاق الحكم الإسلامىء وكان لديها عقائد مخالفة 
كانت تعيش فى حالة خضوع وإجبار». ولقد قسم جوايتاين» ومارك كوهين» وعدد آخر من 
المؤرخين اليهود العلاقات فى العصر الإسلامى إلى ثلاث حقب زمنية؛ فترة من الفتح الإسلامى 
إلى العصر الفاطمى» ثم فترة الفاطميين, كم الحقية التى تبدأ من القرن الثالث عشر الميلادى. 
. ' ويذكر أن الفترة الأولى سادها التسامح تجاه اليهود» وأن الباحثين أرجعوا ذلك لعدة 
أسباب ؛ أولها : أن النبى فى البداية كان يعتقد أن العقائد السامية كانت تحتوى بعضا من 
اتضدق والسلام؛ بالإضافة إلى إمكانية التعاون مع المجتمعات الدينية الأخرى؛ ووجد فى بعض 
آيات القرآن دعما لهذاء فبعثت روح التسامح فى العصر الإسلامى الأول وعلى ذلك سمح 
المسلمون لليهود والمسيحيين بممارسة شعائرهم بمالايتعارض مع الإسلام «منعوا من إظهار 
الصليب أو النفح فى الشنار (بوق) فى المعبد فى المناسبات ». وأورد عنصرا آخر يفتقر إلى 
الموضوعية والتحليل السليم فأرجع التسامح لدى الأسرة الأموية التى حكمت بعد الخلفاء 
الراشدين إلى ارتباطها بفكر يرتبط بالعهد الوثتى القديه(")؛ ولذلك بعد فى رأيه عن الإسلام 
المتعصب , فالعرض هنا يفتقر الموضوعية فلا يمكن قبول هذا الكلام خاصة وأن معاوية 
مؤسس الأسرة الأموية أحد صحابة الرسولء؛ وهذه هى الدولة التى تمت فى عهدها العديد من 
الفتوحات الإسلامية. 
٠:‏ ويقول جوايتاين إنه لايستطيع تبنى هذه النظرية , إنما فى رأيه أن الخليفة معاوية شخص 
اذكى ماهرء وإن الشخص الذى يتميز بهذه الصفات يكون متسامحاء وإن المسلمين مع الفتح 
كونوا فى البلاد المفتوحة مجموعة صغيرة تعتمد فى طعامها ويقائها العسكرىء والنواحى 


+المالية والإدارية على الشعوب المغلوبة وعلى ذلك ساد التسامح. أما فى نهاية القرن الثانى 


وبالأصح مع القرن الثالث ولأسباب عديدة أصبح المسلمون الفالبية : فطوروا التشريع 


]أ.5هط.0مما//:ماخط 








١١ 
الإسلامى؛ ووضعوا شروط التمييز بين المسلمين واليهودء وأن بعضها يعود بجذورها إلى‎ 
العصر البيزنطى فأجبروا على ارتداء ملايس بخلاف الملابس الإسلامية . بعضها يدعو‎ 
فبعض الحكومات فرضت على المرأة اليهودية ارتداء حذاء من لونين مختلفين وإن‎ ٠ السخرية‎ 
قبل أن ينتقل للغرب‎ ٠ اللون الأصفر لملابس اليهود كان معروفا فى الأقطار الإسلامية‎ 
الممسيحىء وأن هناك حذر بالنسبة لهم فى تولى المراكز القيادية وارتفاع المنازل» وركوب‎ 
الحيوانات . ويضع جوايتاين بين حاصرتين: «أن هذا يشبه ما فعله النازى من منع اليهود من‎ 
ركوب المواصلات العامة». لكى يصف العصر الذى وصفه بالذهبى» وكتب عنه خمس مجلدات,‎ 
وأشار إلى عدم وجود تمييز فى الشراكة والنشاط اليومي: شبهه بالنازى().‎ 
ويشير إلى أن الفقهاء المسلمين لعبوا دورا فى إثارة التعصب فيما يتعلق بالوضع‎ 
الاجتماعى لغير المسلمين» وحاولوا أن يؤثروا على حكام زمانهم لجعل التمبيز موضع التنفيذ.‎ 
وحثوا الحكام على الانتقاص من حقوق أتباعهم غير المسلمين» وأن هناك كما كبيرًا من‎ 
التشريعات المضادة للذميين فى كتب التشريع الإسلامى, فهنا اتهام على المستوى الدينى؛ ثم‎ 
ينتقل الاتهام على مستوى الدولة والشعبء وعدد حالات التعصب تجاه أماكن العبادة للأديان‎ 
الأخرىء بدأها بذكر ما كان يحدث من الرومان من تدمير المعابد اليهودية » ومنع إقامة معابد‎ 
جديدة للأديان الأخرى, وأن هذا القانون الرومانى اعتنقه المسلمون تجاه الأديان الأخرى.‎ 
وذكر أن هناك قانونًا آخر من التمييز الذى ورثه البيزنطيون من الكتيسة الرومانية وهو عدم‎ 
السماح لغير المؤمنين بتولى مراكز فى الإدارة الحكومية , فالمركز يعطى السلطة والمكانة التى‎ 
لايجب أن تضفى على غير المسلم, ولأسباب عديدة وخاصة لعدم وجود مسلمين فى الفترة‎ 
الأولى مساوين لأهل الذمة فى المنزلة العلمية أو الإدارية . فإن عددا كبيرًا من المسيحيين‎ 
واليهود حصلوا على مراكز حكومية » بل ومراكز عليا . أما الذين احتفظوا بعقيدتهم. قتلوا‎ 
, م١١57 أثناء تولى وظائفهم مثل يوسف بن صموثئيل بن نغريله فى غرناطه فى أسبانيا سنة‎ 
وأنه فى فترة الضعف التى تعرض لها العالم الإسلامى فى أواخر العصور الوسطىء قام‎ 
شباب رجال الدين من المسلمين والذين ازداد عدائهم لفير المسلمين فى رأيه . مما اضطر‎ 
حكام العالم الإسلامى لدعمهم؛ وصدرت قوانين تحرم استخدام غير المسلمين فى وظائف‎ 
الحكمء وفى الطب وأن هذا القانون له طابع اجتماعى ودينى» ويشبه ما حدث فى روسيا سنة‎ 
2)0؛» وأن سبب المنع أن الإنسان لايستطيع ترك جسده لغريب من عقيدة أخرى ليتحكم‎ 
فى روحه؛ نفس المنع كان فى الديانة اليهودية » ووجد فى المشناهء وفى التوراة» وإن لم يطبق‎ 


]00.135.1// :مط 
“يس 2 








١ 


فى الإسلام قبل هذه الفترة. وهنا نجد خلطًا وتعميما مقصود! فالتاريخ الإسلامى لا يمكن 
إسقاطه على التاريخ الروسى لأن لكل تاريخ تطوراته الخاصة. 

وبالنسبة للاقتصاد كان لديهم ردود فعل اقتصادية , إن لم تكن هناك تفرقة اقتصادية 
كاوروياء وغير معروف طابع التميز فى الإسلام على الأقل من وجهة نظر عملية فى البلدان 
الرئيسة فى العالم الإسلامى» وبعض كتب الفقه الإسلامى جاء فيها أنه لغير المسلم, العمل فى 
نفس التجارة التى يقوم بها المسلمين. 

وقد اتهم صلاح الدين بالتميز ضد غير المسلمين» ووصفه بالحاكم المستيد لأنه أعاد 
المكوس والتفرقة فى المعاملة بين المسلم وغير المسلم فى التجارة ثم اضطر لإلفائها (هذا ا 
الحاكم الذى يصفه بالمستبد سمح لليهود بدخول القدس بعد أن كان الصليبيون حرموا 





دخولها عليهم؛ ولم يبق بها فى فترة الحكم الصليبيى إلا يهودى واحد صباغ) ثم ذكر أن 
التشريع الإسلامى لايقبل شهادة غير المسلم على المسلم إلا فى حالات نادرة. 

ثم انتقل إلى الحديث عن اضطهادات الموحدين , وأخذ أبناء اليهودء وإعطائُهم لأسر 
إسلامية؛ ويذكر أن السبب فى ذلكء أن الموحدين ليسوا عرباء ولايعتبر هذا نموذجا للسلوك 
العربى. ْ 

هذا تلخيص لا أورده جوايتاين فى العصر الذى أطلق عليه العصر الذهبى وواضح أنه 
ركز على بعض السلبيات ٠‏ وعلى أمور مشكوك فى فى صحة أغلبهاء وسنناقشها تفصيلا: 

ولقد أورد كانتور رأيًا فى كتابات جوايتاين » فيذكر أن جوايتاين يحاول أن يجد مفتاحا 
لهذا التطور ولكن توصل لنتيجة خاطئة: وهى تعتبر نوعا من الخداع: ويذكر أن الإسلام... 
من اللحم إلى العظم مأخوذ من اليهودية ويمكن القول بأنه توسيع لدائرة الأخيرة. كما أن | 
العربية قريبة من العبرية» ويناء على ذلك فلليهود الحق فى الأخذ بوفرة من الحضارة الإسلامية ١‏ 
فى نفس الوقت الذى تحتفظ الحضارة اليهودية باستقلالها وتكاملها أكثر مما حدث فى ظ 
الحضارة الحديثة » أو فى المجتمع الهلينى فى الإسكندرية ‏ وأن ما حدث فعلا فى تاريخ يهود ! 
البحر المتوسط من القرن الثالث إلى السادس الهجرى/ التاسع إلى الثالث عشر الميلاديين» 
يختلف عن تعميمات جوايتاين: فقد كان أكثر ايدلوجية وهذا الرأى يحمل فى طياته تحير 
وتجنيًا أيضا: 
٠‏ وما كتبه نورمان كانتور فى كتابه : 222101) 110152221 

”وبتاء[ عطا أن مكنا لذ ,منقك لععممده ع" )٠١(‏ 


: 006.35.11// :مقط 


و 
ويؤكد أن اليهود هم الذين بدأوا الدراسات التاريخية المنهجية فى التاريخ الإسلامى وهم 
الذين قدموها للعالم العربى ثم يعرج إلى رأى برتارد لويس وعدد من المؤرخين اليهود وموقفهم 
من العرب والمسلمين تاريخًا وحضارة ؛ ثم رد ادوارد سعيد فيذكر أن اليهود فى القرن 
الحادى عشر الميلادى قدموا للإسلام الكثير فى النواحى الحضارية ولعبوا دورًا فى الاقتصاد 
والحكم والعلوم؛ وأن الدارسين اليهود الالمان فى القرن العشرين خدموا الإسلام أيضا بدراسة 
الإسلام الوسيط وتقديمه فى دراسات حديثة وأنه من المؤكد أن العالم العربى «فى نظره» لم 
يكن يستطع قبل ١117م‏ بل ٠114م‏ أن تكون لديه قدرة على الدراسات التاريخية الحديثة , بل 
يتمادى فى ذلك ويقول : إنه حتى الآن يستطيع الدارسون العرب قراءة القرآن وتراث النبى 
كما أنهم لايستطيعون تحليل تلك النصوص وفقا لطريقة ومنهج الدارسين الفرييين0). فهو 
تعليق غريب» ونظرة استعلائية لتفكير الآخرء وكذلك يرى أن الدارس العربى لايستطيع أو 
يعجز عن أن يحلل منهج الحديث والتراث الإسلامى؛ فى حين يقوم اليهود بهذا بامتياز وأن 
عددًا من الدارسين اليهود الألمان بمساعدة من رجال إنجليز فرنسيين هم واضعو أسس 
الدراسات العلمية فى تاريخ الإسلام الوسيط فى فترة العشرينيات من القرن الماضى١),‏ 
ويعض التطورات التى حدثت للشعوب العربية . وفى رأيه أن العرب لم يروا فى الإضافات 
اليهودية ما يستحق الشكر فى عالم الدراسات الإنسانية, ولم يكافأ اليهود عما قدموه من 
أفعال طيبة لمجرد أنه صادر عن اليهود . 
وكذلك يرى أنه إلى عام ٠110م‏ كان اليهود يسيطرون على العديد من كراسى التاريخ 
والدراسات الإسلامية فى أمريكا وأوربا والاستثناء وجود شخص من الإثنية العربية فى هذا 
المجال وهو فيليب حتى» مسيحى لبنانى قام بالتدريس فى برنستون وتمتع بسمعة طيبة 
بجهوده فى قسم دراسات الشرق الأدنى, القسم الذى أسسه فى حوالى عام ٠150م‏ بميزانية 
من شركة البترول العالمية الأمريكية, أما الرواد الثلاثة الآخرون فى مجال الدراسات 
الإسلامية» فكانوا من المؤرخين اليهودء أحدهم من كنداء والآخر من نيويورك » وأشهرهم 
برنارد لويس من لندن» ولويس صهيونى متعصب ٠‏ بسبب ما حدث فى فلسطين وإسرائيل على 
حد قوله؛ وهو يرفض ما قيل فى مدح المسلمين وموقفهم من الأديان الأخرى مثل ما فعل 
المؤرخون الذين اتبعوا مذهب المؤرخ جرايتز 012612» وأن اليهود فى الأزمنة التى قيل إنها 
أزمنة مضيئة وفترات توهج فى تاريخ السفراد فى إسبانيا كانوا مواطنين من الدرجة الثانية, 
خاضعين للعربء الذين اتسمت تصرفاتهم بالعنف ضد المثقفين والثقافة . ويسوء الإدارة , 
وبانفجارات شيفونية وتعصب وخاصة فى العصور الحالية 09. 


]00.35.1)// :مط 
00 


١ 
من الواضح أن عامل التعصب واضح فى التكوين الفكرى لبرنارد لويس » فهو يرفض‎ 
الرئى الآخر حتى لو كان رأى لمؤرخين يهود ويربط الماضى بالحاضرء وينفى حضارة قدمها‎ 
العرب ويتغاضى عنهاء ويحاول التحقير من شان الآخرينء فهو يجعل نفسه ضحية وجلاد‎ 
للآخرين . ثم يتحدث كانتور عن شخصية عربية؛ وهو إدوارد سعيد مسيحى عربى ولد في‎ 
فلسطين ودرس في مصر وانجلترا وهو ناقد أدبى عالمى وكان يلى كرسى الإنسانيات فى‎ 
جامعة كولومبياء كصوت عريى للرد على لويس المتطرف وكرد على سيطرة اليهود على‎ 
١1174 الدراسات الإسلامية والعربية فى الغرب. كتاب سعيد «الاستشراق» الصادر فى سنة‎ 
اعتبر كبوق للجنس العربى يحرر تاريخهم من سيطرة اليهود» وسعيد كان عضو فى منظمة‎ 
التحرير الفلسطينية المجلس الحاكمء أخذ فكرة المجتمع الآخر من المجتمع الرادكالى الفرنسى»‎ 
سعى لوقف تغلفل اليهود فى كتابة التاريخ العربى الذى بدأ فى القرنين التاسع عشر وأوائل‎ 
العشرين: والتى تواكب الاستعمار الفغربى فى الشرق الأدنى» ونظرية المجتمع الآخر التى‎ 
استخدمها سعيد فى كتابه الاستشراق» وفى كتاباته التالية كانت فى رأى كانتور تقسم العالم‎ 
إلى مجموعتين: الأشرارء ويمثلها النسق القديم من الاستعمار الغربى؛ وتمثلهم مستعمرات‎ 
البيض مثل الصهيونية واليهودية الشرقية: والذين سعوا لسلب أرض الآباء من العرب‎ 
والمجموعة الثانية الأخيار وهم العرب خاصة الفلسطينيين الذين أسيئت معاملتهم من قبل‎ 
إلصهاينة , ثم المجموعات الأخرى الذين كانوا ضحايا الاستعمار » ورجال القرب البيض‎ 
وهذه المجموعة تشمل النساءء واعتبر المرأة اليهودية تتبع التقسيم الأخير حيث عارض رجال‎ 

الدين الصهاينة المتعصبين حقوقها. 

ولآن نظريته ترتبط ضمنا بالصهيونية واليهودية الشرقية: والنظرية الراديكالية عن المجتمع 
الآخر اهتمت بها الأكاديميات اليهودية» فظهرت نظرية المجتمع الآخر فى كتابات يهودية ومنها 
كتاب شهير 6 1710010765 1115065 حيث ذكرها مثقف متخصص فى الأنثرويولجى وهو 
كلود ليفى اشتراوس الذى كان إبنا لرابى بلجيكى . كان يتبع أكاديمية أمريكية. والآخر 
إيمانويل فلايشتين. هزع نزوء1ل2 أعناضة 1121 عالم الاجتماع اليهودى. ولكن كان إدوارد 
سعيد الأشهرء حيث بنى نظريته على مجتمع الآخرء واستخدمها عام 1197 فى دراسته عن 
الاستعمار والأدب ولم يكن سعيد إنسانًا عربيًا بارا فقطء بل كان ناقدًا أدييًا متميزا 
وصاحب نظرية, وقد آثار خلافًا أكاديميًا مع برنارد لويس , وتعاريفه للاستشراق والاستعمار 
الحضارى وتمكن من اختراق دراسات الحضارة الإنسانية فى -/191١-.1148١م,‏ ولم يتجاهل 
سعيد الدارسين اليهود فى جامعة كولوميياء فكان على استعداد لمواجهة اليهود فى مجال 


5.16هط.طمام»ا//:مااط 





١ 
والذى كان يرغب فى استبعادهم منهاء فى حين يرى اليهود أنهم‎ ٠ الدراسات الإسلامية‎ 
مؤسسيها مثل : 811156865 اليهودى الصهيونى والمستشرق والذى خلط بين بين الشخصية‎ 
وملامح الحضارة العربية والمجتمع ويرنارد لويس يبدو شيطانا فى جحيم سعيد الشرقى9؟4",‎ 
كذلك يرى سعيد أن لويس عرف مع الاكتشافات البريطانية واستغلال بترول العرب من قبل‎ 
الأوروييين وأنه يمثل الشيفونية اليهودية تجاه العرب. إنه مع التعامل اليهودى السيِئ؛ لعرب‎ 
فلسطين (أسرة سعيد فقدت وطن الأباء سنة 1544م) وفى رأى سعيد أن لويس كمؤرخ‎ 
إسلامى يُعد فاسداء وهو الاسم المفضل لدى سعيد وأن حكم لويس على الإسلام كان خاطنًا‎ 
عقدة لاتينية.‎ :118٠0 غير مجدر وأن رفض الحضارة العربية أصبح فى عام‎ 
لويس تدعمه أقلية إعلامية » بالإضافة إلى المؤسسات اليهودية؛ وأخذ يهاجم نظرية سعيد.‎ 
وانضم إليه يهودى آخرء هو إرنست جلينر 011965 570656 . ولقد طلب سعيد من لويس أن‎ 
يعترف بإنجازات الحضارة الإسلامية وتأثيرها على اليهود» ورفض لويس التأثير الإسلامى فى‎ 
الفن والأدب » فيهود الإسلام لم يكونوا معادلين للعرب فى المكانة, كذلك رفض نظرية مؤرخى‎ 
عن حسن المعاملة والتسامح الذى تمتع به اليهود تحت حكم المسلمين . ومقارنته‎ ١4 القرن‎ 
بسوء الأوضاع تحت حكم المسيحيين وأن تاريخ اليهود في إسبانيا لايعكس الصورة التى‎ 
أوردوها عن عدم التسامح المسيحى ومدى التسامح الإسلامى» فالصورة لم تكن هكذا دائما.‎ 
ورسم لويس صورة مظلمة لتاريخ العرب الحديث وخاصة فى تعاملهم مع اليهود وأكد ما حدث‎ 
باستبدال اليهود بالمسيحيين كالارمن وحصولهم على مزايا اليهود فى‎ "٠١ ,١4 فى القرن‎ 
الأراضى الإسلامية؛ وأن بعث الكراهية البغيضة ضد السامية فى أوربا قد امتد فى رأيه إلى‎ 
الأقطار العربية على المستوى السياسى والأكاديمى . ولم يحصل اليهود كما هو معتقد على‎ 
المزايا والتسامح وادعى أن العرب فى العصور الحديثة عاملوا اليهود معاملة فى غاية السوء‎ 
وأدى هذا إلى ارتفاع مكانة المسيحيين مثل عائلة سعيد. وحصولهم على مكانة متميزة فى‎ 
وأخنوا مكان اليهود الذين احتلوه لقرون, وأشار إلى‎ "١ ١ 19 الشرق الأدنى فى القرنين‎ 
انهيار مكانة اليهود فى بيئة الشرق. ويرى كاتتور أن تلك الملاحظة أساءت إلى سعيد واعتبرها‎ 
أداء باطلاء لأنها لم تأت من دارس إسرائيلى؛ بل من أستاذ فى برنستون» فهو يسعى للإاساءة‎ 
إلى رغبة وأمل وحلم سعيد فى تحرير أرض آبائه فى الضفة الغربية. ومسكن عائلته فى‎ 
القدس الشرقية » حيث استولى عليها صهاينة مغامرون بالخداع كما أن برنارد لويس لايالى‎ 
جهدا للإساءة إلى العرب رغم أن الحقائق تكنب ادعائه كاحتفال مصر بموسى بن ميمون فى‎ 
قلعة دار العلوم عام 1517م؛ تحت رعاية قطاوى باشا الوزير اليهودي. وإشراف إسرائيل‎ 


]00.135.1// :مط 
010 





15 
ولفنسون الحاصل على الدكتوراه على يد طه حسين»: ومجمع اللفة العريية كان به عضرو 
يهودى, ويرنارد لويس يكرر أراعه فى كتايه : 
ما نإأمة كط عط أه عدن عط ددم مك11 أه كمدء لا 2000 أمدط 21/110016 عط 1 
. لإهل أمعوععط عطا 


فيرى أن أهل الذمة فى الإسلام كانوا فى وضع أفضل من العبيد ولكنهم فى مكانة أقل 
احترامًا من المسلمين وإن كانوا يصتفون مع العبيد والنساء وفى وضع أقل وأدنى من المسلم 
الحرء وإن كان وضعهم فى الحقيقة وعند التطبيق العملى أفضل مما قدمته القوانين الشرعية 
الإسلامية للذمة فبعضهم تمتع بمكانة اقتصادية وأحيانا بمكانة سياسية(١)‏ . كذلك الأمر 
بالنسبة للنساء حيث عاملهن الإسلام معاملة أدنى, ومع ذلك نجد المرأة تمارس سلطات فى 
المنزل والسوق ويلاط الملوك ٠‏ كذلك العبيد الذين أصبح منهم جند الدولة الإسلامية, ووصلوا 
إلى تكوين أسرات حاكمة كالمماليك؛ وأن المسلمين دائمًا ينظرون لأهل الذمة على أنهم فى 
مكانة أدنى, ولايستطيعون الشهادة أمام المحاكم الإسلامية كالنساء والعبيد ولايسمح لذمى 
بالزواج من مسلمات ٠‏ فى حين يسمح للرجل المسلم بالزواج من اليهوديات والمسيحيات وهناك 
قوانين تلزمهم بملابس معينة, ولايسمح لهم بركوب الخيل؛ ويسمح لهم بإعادة تجديد المعابد, 
ولايسمح بإنشاء معابد جديدة(١").‏ 
والجدال حول هذه المسائل التاريخية داخل إطار المفاهيم المعاصرة ينطوى على خداع 
ومغالطة فادحة, كما أنه لايجوز لأحد أن يطلب تعديل دين الآخر بحيث يناسبه . كما أن هذه 
التفرقة المزعومة فى الكتابات الصهيونية ضد الإسلام تنبع الآن من المجتمع الإسرائيلى كما 
أكدها اثنين من يهود إسرائيل وهم إسرائيل شيحاك وجدع جلادى» ٠‏ 
وكانتور يتحدث عن الانهيار الاقتصادى الذى تعرض له يهود العالم الإسلامى نتيجة 
للكشوف الجغرافية: وتحول تجارة البحر المتوسط فى القرن ,١7‏ بعد دخول العثمانيين إلى 
القسطنطينية» وقيام دولتهم بعد سنة 4017١م»‏ وهجرة يهود أسبانيا بعد سلسلة الاضطهادات 
التى أقامها مسيحيو أسبانيا وطردهم لليهود فلجئوا إلى الغرب الإسلامىء ولكن اكتشاف 
مسيحيى البرتغال طرق التجارة إلى الشرق الأقصى وانهيار اقتصاد البحر المتوسط الذى لم 
يستعد وضعه بعد ذلكء أفقد اليهود استثمارهم, وفى رأيه أن يهود الشرق فى القرن السابع 
عشر , أصبحوا مزارعين فقراءء وحرفيين صغارء وظلوا كذلك حتى هجرتهم إلى إسرائيل عام 
6,» وهم يمثلون نصف الشعب اليهودى وينظر إليهم يهود الغرب الاشكناز نظرة 
دونية» حيث أطلقوا عليهم اسم يهود الشرق أو السفرديم, ويرى الكاتب أنهم محدوبى التعليم 


35.16ط.0ماما// :مط 








١ 
بلا قوة ويروليتارياء هنا مجتمع قام على أساس الدين يفرق بين البشر يسبب أجناسهم, وهذا‎ 
ما أكده جدع رجلادى الكاتب الإسرائيلى . حيث يقول : «لم يعتبر المسلم الدين اليهودى‎ 
خطرا على الإسلام ديئا أو دولة لآن اليهود لم يشكلوا أى دولة سياسية وكانوا أقلية صغيرة,‎ 
وكل هذا يدل على أن العداء الحالى بين اليهود العرب ليس له جنور فى تاريخ الأمة الإسلامية‎ 
بما فيها يهود الإسلامء ولم يتم هذا العداء إلا نتيجة استعمار الصهيوينية الاشكنازى»"3,‎ 
وكاتب إسرائيلى آخر هو إسرائيل شيحال كتب على التعصب اليهودى متمثلا فى موسى بن‎ 
ميمون : «أن عظات ابن ميمون تضمنت وفق المبدأ التلمودى» أن إنقاذ حياة غير اليهودى غير‎ 
واجبة وشفاء غير اليهودى ولو لقاء أجر غير واجب إلا فى حالة الخوف من عداوته». وإسحاق‎ 
صمويل ريجوى وهو يهودى إيطالى ولد سنة 1414م من أشد أنصار حركة الإصلاحيين كان‎ 
يقول بضرورة تخلى اليهود عن العنصرية البفيضة عند المطالبة بالحقوق المدنية ويقول : «كيف‎ 
تطلب شيئًا لانستطيع لو أننا نلناه أن نستعمله وكيف نبرر أنفسنا أمام الأمم إذا كنا نثبت‎ 
بسلوكنا كل يوم أن استمرارنا فى التدين يتعارض مع الحرية والمساواة»(1) أما مارك كوهين‎ 
واضع الإطار لما يسمى بالاضطهادات الإسلامية؛ ورغم ما كتبه من مقالات عن التسامح‎ 
الإسلامى وما ذكره فى كتبه؛ فله مقالة بعنوان الاضطهاد فى مؤتمر العلاقات اليهودية العربية‎ 
فى أمريكا ذكر فيه أن عدم التسامح بالنسبة لليهود فى مجتمعات العصور الوسطى الإسلامية‎ 
كان أمرا طبيعيًا (:'), وعدم المساواه كانت من الأمور المألوفة ورغم أنه يعقد مقارنة بين ما‎ 
وأوضاعهم فى العالم الإسلامى» وأن التسامح كان‎ ٠ حدث لليهود فى أوربا من اضطهادات‎ 
يعتبر علامة ضعف فى أوروياء وأن العقاب للديانات الأخرى غير المسيحية يحقق إرادة الله‎ 
غير المكتوبة » ويضيف أن يهود العالم الإسلامى لم يعانوا ما عاناه اليهود الاشكناز فى أورويا‎ 
والسفرديم فى أسبانيا سنة ١79١م, ولكن يعود للتاكيد أن هناك حالات للاضطهاد تعرض لها‎ 
اليهود خلال الحكم الإسلامى» وحددها بثمانية اضطهادات رئيسية منذ ظهور السلام حتى‎ 
القرن الثالث عشر الميلادى لأنه يعتبرها الفترة التى ساء فيها وضع اليهود نتيجة انهيار العالم‎ 
الإسلامى من الناحية الاجتماعية والسياسية والتى أدت إلى غياب روح التسامح وظهور‎ 
الاضطهاد . أما العناصر التى عددها فهى فى مجملها أو بعض عناصر منها ترددت فى‎ 
كتابات اليهود الآخرين وهو ما يحتاج إلى دراسة نقدية» ولم يتوخوا الموضوعية فيما عرضوا‎ 
بل عماوا الأحداك يباب وتطليلات وتتائع لاتضنه على ارح الراعر: ظ‎ 


]00.135.1// :مط 


اس 





14 
أما عن قائمة الاضطهاد تلك فهى كما يلى:- 

-١‏ الاضطهاد الأول : طرد الرسول لقبيلتين يهوديتين من المدينة والمنبحة على حد قوله 
التى أقامها الرسول لرجال القبيلة الثالثة. 

؟- اضطهاد اليهود فى عهد الخليفة المتوكل ستة ٠0م‏ نتيجة لتطبيق العهد العمرى. 

1- حكم الخليفة الحاكم بثمر الله الذى وصفه بالمجنون 1-147١١٠١م‏ وإجبار غير المسلمين 
علي اعتناق الإسلام. 

4- اضطهاد اليهود بعد مقتل ابن النفريلة ٠١557‏ . 

ه- فترة المرابطين والموحدين(١").‏ 

1- اضطهاد اليهود فى اليمن استناد! للرسالة التى أرسلها ابن ميمون ليهود اليمن. 

!- حادثة المعبد اليهودى فى عصر سلاطين المماليك والتى أفرد لها مارك كوهين بحكًا 
قائما بذاته»'"), 

4- ويضيف إلى القائمة الفترة المتئخرة حيث سكن اليهود فى الملاح فى فاس ”4.له/ 
م حيث نقلهم الحاكم المرينى السلطان عبد الحق والذى أراد حمايتهم من حماسة 
الأهالى المتعصيين فى رأى مارك كوهين. 

وهناك من شارك مارك كوهين فى رأيه. مثل ترتون؛ فى كتابه «أهل الذمة» حيث يحمل 

العامة مسئولية الاضطهادات ٠‏ «وأنهم على استعداد دائم لنهب الأماكن الدينية غير الإسلامية 
وعلى الرغم مما نعم به اليهود من المزايا ٠‏ فإنهم كانوا يعيشون فى خوف دائم, إذ كانوا 
عرضة لأهواء الحكام؛ وعواطف العامة ويجب أن ينظر إلى قصة الحاكم بأمر الله» على أنه 
عمل رجل مخبول ؛ عمله ليس من الإسلام من شئ . ومع ذلك فإن حالة النميينء قد تطورت 
إلى أسوأ فيما بعدء إذ أصبحوا أكثر عرضة لشغب العامة عليهم, وصحب هذا الغضب 





الرضا وإن قلت هذه الأحوال «يقصد أن التسامح هو الشنوذ والاضطهاد هو القاعدة» فكان 
المسلم إذا مد يد العون إلى ذمىء طولب بالاستتابة » . 





]00.135.1// :مط 


1 


1 
وما كتبه تريتون يحمل الكثير من التجنى على الإسلام والمسلمينء ونفس الأقوال رددها 
/إ 7161 فى كتابه عن عرب الجزيرة هو وجوايتاين فى كتابه عن اليهود والعرب فذكر أن 
الدافع وراء طرد النبى للقبيلتين هو دافع اقتصادى, متجاهلاً السبب الحقيقى وهو خيانتهم 
للعهد. 
هذه بعض نماذج مما كتبه المؤرخون اليهود عن الاضطهادات الإسلامية فإن بدأت كتابتهم 
بذكر التسامح الإسلامى: فإنها تعود وتعدد الاضطهادات ولو حاولنا حصر ما أوردوة 
لوجدناه ينقسم إلى ثلاثة أنواع: 
ادعاء باضطهاد على مستوى دينى؛ ثم ادعاء على مستوى دولة؛ ثم ادعاء باضطهاد على 
مستوى شعبى ؛ وهذا ما عرضت له بالدراسة المقارنة , فتلك الادعاءات هى بتر للأحداث » 
وعرض تنقصه الموضوعية؛ بل هناك تناقض واضح فيما كتبه بعضهم . وما تضمنته الوثائق 
والنصوص الدينية أو وثائق الجنيزة أو المصادر . وإذا كان هناك تعصب فى بعض الفترات 
فهو الاستثناء وليس القاعدة» وهو قطرة فى بحر تسامح . ولم يكن مظهر عداء للآخر وعقيدته 
إنما كانت هناك دوافع ومسببات وراء الحدث والتعصب ليس من مواصفات العالم الإسلامى 
ولم يكن ظاهرة إسلامية . فالمتعصب أو المتطرف موجود فى اليهودية والمسيحية » ولايعنى أن 
الدين مسئول عن المتطرفين , بل الأفراد مسئولون عن تصرفاتهم. والتعصب يبدو أكثر 
وضوحا لدى اليهود بصفة خاصة , ومن استقراء التاريخ نجد أن الطبقة اليهودية الثرية والتى 
وصلت إلى السلطة لم تضطهد المسلمين فقط بل اضطهدت الفئًات الدنيا من اليهود ولعب 
الحاخامات دورا فى هذا كما يذكر شاحاك بالنسبة للعالم الإسلامى: فمن واقع النتصوص 
اليهودية وكتابات الرحالة اليهود كان التسامح هو السمة البارزة. ويذكر ماشلوم أحد الرحالة 
اليهود فى القرن الخامس عشر الميلادى أن اليهود على علاقة ودية بالاسماعيلية » وليس بينهم 
خلافات بعكس ما ذكر هارشبرج المؤرخ اليهودى لتاريخ المغرب. حيث ذكر أن رجال الدين فى 
المغرب طلبوا من اليهود عدم التعامل مع الأغيارء ومساكنتهمء فى حين الشريعة الإسلامية لم 
تحرم التعامل مع الأديان الأخرىء بل تعامل الرسول مع اليهودء والفترة التى وصفها 
جوايتاين ومارك كوهينء بأنها فترة التراجع» في سياسة التسامح الإسلامى وظهور التعصب 
الدينى» فترة القرن الثالث عشر ء وتواكب فترة حكم دولة المماليك حيث أشار إلى أن أعداد 
اليهود تراجعت, ولكن على أرض الواقع اختلف الأمرء فالنصوص ووثائق الجنيزة تثبت أن 
اليهود تمتعوا بالتسامحء وهذا ما ذكره الرحالة اليهودى عويدايا عن الأسر اليهودية فى مصر 


]00.135.1// :مط 
00 





”3 
والأعمال التى مارسوهاء وعملهم لدى سلاطين المماليك كمترجمين وأطباء واستمرار عملهم 
بتجارة الجواهر, والسماح لهم بالحج دون أن يتعرضوا لمضايقات؛ والمجتمع العريى الإسلامى 
لم يعرف فى مجمله التعصب الشديد؛ بل المجتمع الإسرائيلى الحالى هو الذى يطرح نظرية 
العنصرية. وإدوارد سعيد فى تعليقه على كتاب إسرائيل شاحاك يذكر أن القوانين الإسرائيلية 
تتسم بالتميز العنصرى ضد غير اليهود فى ثلاثة مجالات أساسية حقوق الإقامة. وحق العمل, 
وحق المساواة أمام القانون, ولقد امتد التمييز العنصرى لا ليشمل العرب فقطء بل امتد ليشمل 

اليهود الشرقيين. 
ففى العصر العباسى مثلاء وفى بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية, قام اليهودى ابن كمونه 
بتأليف كتاب يهاجم فيه الدين الإسلامى ٠‏ بعنوان «ثلاث رسائل فى الأديان» شكك فيه بنبوة 
النبى . مما آثار ضده الرأى العام الإسلامىء وإذا اتبعنا تفسير مارك كوهين لمعنى 
الاضطهادء وأنه يشمل المساس بدين الآخرء وما فعله ابن كمونه يعد اضطهادا تجاه البلد 
الذى نعم فيه بالتسامح ؛ وأساء إلى دين الدولة التى حمته. وتلك الدولة التى أساء إلى نبيها. 
دعت إلى محاكمة عادلة له. ولم تستجب لغضب العامة؛ ورغم عدم حضوره لمراجعة الاتهام؛ 
فقد قامت بنقله إلى بلدة 500 ابنه("")؛ ورغم الإساءة التى قام بها بكتابة ذلك الكتاب 
فإن عددًا من المصادر الإسلامية وضعت له ترجمة شخصية وذكرت مؤلفاته كنحد الشخصيات 
النهؤنية المتمدزة. 
مواقف بعض اليهود هى التى دفعت الدولة لاتخاذ موقف منهمء كإثارة. غضب العامة 
لتعمدهم الإساءة للعقيدة الإسلامية, ففى عهد الخليفة الحاكم بأمر الله 71-457١٠١م‏ كتب 
أحد شعراء اليهود بالقاهرة تاريحًا شعريًا بعنوان : (72الإ1/11552 ]1/1681112) تواريخ مصرية, 
قد مدح الخليفة الحاكم بتخفيفه الضرائب عن اليهود. وحمايتهم من العامة ومع ذلك قام 
اليهود فى حى الجودرية بالقاهرة بكتابة شعر سبوا فيه الرسول وأساءوا إليه. مما أدى 
بالحاكم بأمر الله لمهاجمة الحى؛ وما قام به ابن النفريله الوزير اليهودى للسلطان حبوس وابنه 
باديس الأندلسى بإستغلال منصيه . والتجبر والصلف والإساءة إلى المسلمين ومشاعرهم . 
هذا الرجل كان مكروها أيضا من اليهود لتعاليه عليهم, ولقد عده عدد من المؤرخين وبعضهم 
من اليهود مسئولا عما حدث فى ثورة العامة والتى أدت إلى مقتله. 
والوزير التسترى لم يقتل لكونه يهوديًا إنما بسبب مؤامرات القصر الفاطمى المعتادة بين 
الوزراء: وكا رر!ء مقتله الوزير الفلاحى الذى قتل هو أيضاء وهو يهودى الأصلء وإذا عددتا 





أأققط.طمكم)// :مقاط 


لض 

الوزراء أو أصحاب المناصب من المسلمين الذين تعرضوا للقتل بسبب مناصبهم سنجدهم 
بالعشرات إن لم يصلوا للمئات. فالمشكلة ليست مشكلة دينية ‏ إنما هى صراع على سلطة 
وسياسية فى المقام الأول. 5أ7/355615]6 102110 ودافيد فاستر شتاين فى مقالة عن الصفوة 
اليهودية ذكر أن صفوة المجتمع الأندلسى من اليهود كانت تتكون من العلماء والتجار والأطباء 
وموظفى البلاط وأن الصفوة الإسلامية كانت تنظر إليها بمنظور متدنىء ولكنه عاد ليؤكد أن 
الصفوة الإسلامية لم تكن بمنأى من تدخل الحكام والمصادرة: وأنه لايوجد يهودى يعامل 
معاملة فردية باستئتاء بقية العامة. فالمسلمين والمسيحيين واليهود يخضعون لنفس القانون, 
ويتعرضون لنفس الظروف السياسية: ولايوجد تمييز بين المسلمين واليهود فى النواحى العلمية 
والأدبية» فالأمر لايتعلق بدين يهودي أو إسلامى: إنما ظروف حكم وسلطة . وهذا ما أكده 
الرحالة اليهودى عوبدايا الذى ذكر أن المماليك لم يمنعوا اليهود فقط من ركوب الخيلء إنما 
منعوا الأهالى المسلمين أيضا . وقد اختلف المؤرخون اليهود أيضا فى تحديد فترات التسامح 
والاضطهاد» وفترات الازدهار والانكسار. مارك كوهين يرجع الانهيار فى وضع اليهود إلى 
تولية عناصر غير عربية من تركيا وغيرها أمور العالم الإسلامى؛ وأن عصر المماليك هو 
العصر الذى تراجعت فيه أعداد اليهودء فى حين يرى 18611 5]6]52(!') ستيفن ريف فى كتابه 
الأرشيف اليهودى من القاهرة القديمة أن القلاقل وعدم استقرار الوضع فى فرنسا وانجلترا 
فى القرون من الحادى عشر إلى الثالث عشر جعل هناك جاذبية للإقامة فى أرض فلسطين 
على حد قوله. وأن هناك عدد! من رجال الدين المتميزين وأتباعهم انتهجوا هذه الهجرة 

الأيدلوجية , فى حين أن الرحالة اليهود عويبدايا . وماشلومء أشاروا إلى قلة أعداد اليهود 
خلال هذه الفترة» وأن يهود فلسطين كانوا أكثرهم فقراء وغالبيتهم من كبار السنء أو أرامل 
الاشكنازء وإسرائيل شيحاك يرى خلاف ما يراه مارك كوهين. من أن تولية العالم الإسلامى 

لعناصر غير عربية سبب انهيار وضع اليهودء فشيحاك يرى العكس وأن تولية تلك العناصر 
أدت إلى انتعاش الجاليات اليهودية. فيما عرف خطأ من وجهة نظر اجتماعية بالعصر الذهيبي 

اليهودى فى البلدان الإسلامية. ويبصورة خاصة فى ظل الأنظمة المنفصلة عن غالبية الشعوب 

التى تحكمها والتى كانت سلطتها تستند إلى القوة وجيش المرتزقة . والمثل الأفضل فى نظره 
أسبانيا المسلمة . حيث يبدأ العصر الذهبى اليهودى الحقيقى فى الفلسفة والشعر إلى آخره. 

ومع سقوط الخلافة الأموية فى إسبانيا بعد موت الحاكم المنصور عام 197ه / 7١١٠ام,‏ 
ونشأة دول الطوائف على أساس القوة الغالبة مما أدى إلى ظهور ابن النغريله وأمثاله » ويؤيد 


]00.135.1// :مط 
000 


35 
1 


زف 
هارشيرج هذا الرأى: فيرى أن أفضل فترات الانتعاش اليهودى هى الفترات التى تسود فيها 2 | 
الخلافات: وتقوم ممالك مستقلة متصارعة . بعكس ما يحدث من وجود دولة قوية متحدة» وفى 
بظل ملوك الطوائف فى أسبانيا » نعم اليهود بأفضل أوقاتهم . وفى رأيه أنه فى ظل دولة 
موحدة. ستكون معاملة غير المسلمين بحزم حيث تطبق عليهم الشريعة التى تقيد حرية وحياة 
اليهودء ويقول جدع جلادى الكاتب الإسرائيلى فى كتابه ثلاثة آلاف عاء(*"): 

«أعدمت الكنيسة كل .من قام بعمل فى حق الدين المسيحىء أما الإسلام فمنح حق التوية 
ثلاث مرات لأهل الكتاب الذين اقترفوا جريمة فى حق الإسلام والرسول كالسبء كما منحهم 
حق الدفاع عن دينهم شفهيا وتحريريا» ويشير السمول صاحب كتاب إفحام اليهود إلى 
الربانيين (صار أحدهم ينظر إلى من ليس على ملته كما ينظر إلي سائر الحيوانات التى لاعقل 
لهاء وينظر إلى الماكل التى تأكلها الأمم كما ينظر الرجل إلى صديد الموتى؛ وغير ذلك من 
الأشياء القذرة» التى لايسعى أحد لأكلهاء أنهم ينظرون إلى الناس بعين البغض والإزدراء(9, 
وينسب هذا التشدد إلى الحاخامات. 

وادعاءات الاضطهادات والافشتراءات التى طرحت شملت ثلاثة مجالات: المجال الدين 
والحكومى والشعبى. 





أأ.35ط.طممكا// :مقط 


وف 
الهوامش 
5 . 1990 ,مملهمآ ستمطن لعجعدد عط1' وبع[ عط 0 بوماأونا : #مامفب) ممسدهلز 
”- فوزى سعدالله : يهود الجزائر ‏ الجزائر . صه . 
؟- فوزى سعدالله » نفس المرجع ص5 . 


4- فوزى سعدالله . نفس المرجع ص" . 


م- .7 عطا لهة لا.[! مسمناهه الات عمدكتت1 : (ى8 تاذ ) مدطع 
1- . 1974./ا.[8! .قععة طعنامعطاة أعماه 00 قاعطا وطدعة لصة وع1 : معاعاه 0 
لا . 1467 , وملهمآ ذأه؟ 5 ./اعزعه5 ممععوعاتلء11 سعاءاه0 
4- . 65-68 .م , 1974 , لا.]طز . قعمد غطا طأوفمغطا مأعقامف عتغط1 ,وطدعة لصه دعل معنن 001 
3- . 67 وطهعة سه وبع[ : معنائع0) 
١‏ 125 ,م ءاأته .م0 : عماصتك 
لله 25-126 .0 مأك ,00 : عمامدت 
- . 126 .مأك ,م0 : وماصنت 
ردك 5 . 127 .م ,أأه .00 : عماصنت 
- . 128 ,مأك ,م0 : اهمد 


ماعطا أو عونا عغطا صرمع1 برمماوزة] أن وعمعلا 2000 أممط عانلل84 عط[ :نواعم] لتمقصء 
212 , 210.مم سمناء8 .م1115 04 2000 بهل )أمعوعع8 عط 0)" لإعممتاكامطت 
1 . 212 .م ,أك.م0 : وأبودع] لممدت8 
/اا- . 153 مأك .م0 : عماصمت 
4- جدع جلادى : اسرائيل نمو الانفجار الداخلى . دار البيان ٠ ١944‏ ص١"‏ . 
4- اسرائيل شاحاك : التاريخ اليهودى الديانة اليهودية وطأة ثلاثة آلاف عام ترجمة صالح على : 
ص71 178-1١‏ . 


لط ) لمع لمعاوقة1 هذ سقالكآ أه وزع[ 126 ,عمهمم1845 ومتانععد2 : معطه0 عأتدالا 
. 145-165.مم, 1995 ,ل .21 . تمدع [أتعصدد»آ .سداد لداع تلء8 04 65[ عط 1 
مز لونمء2 لمعتومدك عطا هذ سداكآ 04 55ع1 عط ,عدمممكع8 , سمتاناعء ك5 : معطم علتدا1 


. 145-165 .مم , 1955 ,لآ.آ2 . علهدء؟ اعتهدط .20 سدادآ تدناعتلء14 أه ويء[ عطا 


]00.135.1// :مط 


اش 


كن 
7١‏ .145-165. أك .م0 : 0062 343112 انظر أيضا مقالة كوهين عن حادثة المعيد . 
77- ابن كمونة «أسعد بن منصورء : تنقيح الأبحاث للملل الثلاث . اليهودية: الإسلام , القاهرة . دار 
الانصار تقديم د. عبد العظيم ابراهيم . 
1 . 150-151 .ج م, معنهن .علانطععف طواع1 : 161 .0 سدلعاة 


الاسلام؛ ص77 . 
1 السمول بن يحيى بن عباس : بذل المجهود فى إقحام اليهودية . تحقيق عبد الواحد . ١5844‏ , 
مرااة١‏ . 





أ.35ط.طممكا// :مقط 


المّصل الأول 
المجال الديئنى 


الدين : 

حاول المؤرخون اليهود تحميل الشريعة الإسلامية ونصوصها صنوفا من العنصرية 
والاضطهاد للآخرين؛ وأنها مسئولة عن الموقف العدائئى ضد اليهودء وحملوا العهد العمرى 
مسئولية التمييز بين الأديان» ومنذ البداية أعدوا قائمة بسلسلة من الاضطهادات نسيوها إلى 
النبى» رغم أن الإسلام لم يحمل فى نصوصه تفرقة عنصرية أو جنسية , بعكس اليهودية. 
فاليهود اعتبروا أنفسهم شعب الله المختارء واعتبروا غيرهم أغيارًا » وتضمنت الشريعة 
اليهودية تحريمات عدة , مثل تحريم الزواج والطعام والتعامل مع الأغيارء وتحريمات السبت. 
وقد أشار كل من جوايتاين» واشترء وهارشبرج إلى أن الدين الإسلامى يحمل فى طياته 
معانى التمييز والتعصب . ويعتبر غير المسلم مواطنًا من الدرجة الثانية» وأن هناك مؤلفات 
دينية إسلامية حملت بين طياتها تعصبًا واضحا . مثل مؤلفات قيم الجوزية؛ وابن تيمية , 
والعهد العمرى الذى يتضمن تمييرًا فى الملبس والمسكن وأمور الحياة» ولذلك سأعرض لما ورد 
فى الكتب والنصوص اليهودية لنرى إلى من ينسب التعصب؟ وإلى من ينسب التسامح ؟ بل 
أن اليهود الذين اعتنقوا الإسلام أظهروا أوجه التعصب فى العقيدة اليهودية كالسمؤل وكتابه 
«إفحام اليهود». 

إذا رجعنا إلى نصوص التشريع اليهودى نجد أن كل شخص غير يهودى يطلق عليه جوييم 
وهى صيغة الجمع للكلمة العبرية جوى التى تعنى الشعبء وكانت فى البداية تطلق على اليهود 
وغير اليهود» ثم أصبحت تعنى الذم والقدح, وأصبح معناها الغريب وأعلاها تطلق على أولئك 
الذين تركوا عبادة الأوثان من المسلمين والمسيحيين وأدناها عبدة الأوثان» وفى سفر اشعيا 
10-١‏ وسفر ميخا 5-7 تمييز واضح بين اليهود وجميع الأغيارء والنظرية الثانية التى 
تضمنها العقيدة اليهودية أنهم شعب الله المختار » والشعب المقدس الذى ميز عن بقية شعوب 
الأرض(١)‏ . وهذه النظرية التفضيلية لشعب الله المختار» والشعب المقدس ٠‏ نجدها فى سفر 
التثنية )'(9-١4‏ «لامتك شعب مقدس للرب إلهك. قد اختار الرب ولكى تكون له شعبا خاصا 
فوق جميع الشعب الذين على وجه الأرض» ونفس الفكرة فى سفر اللاوين» إصحاح 


-#80- 


]00.135.1// :مط 


ف 
(.1-70-4؟) ويشكر اليهودى فى كل الصلوات ربه لاختياره الشعب اليهودىء وحينما يقوم 
أحد المصلين لقراءة التوراة » عليه أن ينوه بحمد الله لاختياره هذا الشعب دون الشعوب 
الأخرى. ولمنحه التوراة علامة التمييزء ولقد عزز هذا إحساس اليهود بأنهم خارج التاريخ: 
ويرون أن تراثهم أساس المسيحية والإسلام, وكلما ازدادت حالتهم سوماء ازداد إصرارهم 
على فكرة الشعب المختارء وهذا التميز يشمل كثيرًا من مظاهر الحياةء كالطعام والسكن 
والختان ويوم السبت ؛ أما الطعام فالكلمة العبرية الكتشروط؛ وكاشير بمعنى مناسب أو ملائم 
أو مقصود به نظام الأكل وطريقة إعداده وطريقة الذبح عند اليهودء فهى قوانين مصدرها 
التوراة » ويسمى الطعام ٠‏ كما يحلل أنواع أخرىء فيحل لليهودى أكل كل الحيوانات والطيور 
النظيفة .ومن الحيوانات ذات الأربع التى لها ظلف مشقوقء وليس لها أنياب . والطيور 
الأليفة, ويعض الطيور البرية أكلة العشب والحبء ماعدا ذلك من الحيوانات والطيور غير 
نظيفء لذلك يحرم أكل البغال والحمير والجمال والخنزير ٠‏ وحرم أكل السمك الأملسء وأنواع 
الأخطبوط » ويحرم الجمع بين اللبن واللحم» ويحرم تناولهما فى وجبة كاملة» وقد جرت 
محاولات لتفسير ذلك فى أنها تضفى عنصر القداسة على الحياة اليومية9). 

ونصت الشريعة اليهودية على ضرورة ذبح الحيوانات على يد ذابع شرعى. ويجب أن يكون 
يهودياء ويذلك يستحيل أن يعيش خارج الجماعة اليهودية وأصبح هناك حظر على تناول 
الطعام مع الأغيار » بل أصبح ينطبق أيضا على الطعام الذى قام بطهيه جوى أو غريب حتى 
لو قام بتطبيق قوانين الطعام اليهودى؛ وقد سبق أن أشرنا إلى الاسئلة التى ترسل إلى رجال 
الدين بخصوص المسافرين فى رحلات تجارية واضطرارهم لتناول الطعام مع الأغيار , ولكن 
من واقع الوثائق يتضح أنه تم تجاهل كثير من تلك التعليمات. 

ولقد هاجم اليهود الإصلاحيون قوانين الطعام بأنها تعطل اندماجهم وذكروا أن القوانين 
ذات طابع عشائرىء ويذكر السمؤل فى كتابه إفحام اليهود أن اليهود اختلقوا كتابا أسموه 
هلكت شحيطه. ومعناه علم الذباحة . ووضعوا فى هذا الكتاب من تشديد الأمر عليهم, 
وأثقلوهم به لقول التوراة : «لحما فريسة فى الصحراء لاتاكلوه؛ للكلاب ألقوه » يعنى إذا ذبحت 
ذبيحة ولم توجد بها هذه الشروط فلاتاكلوا ممن ليس أهل ملتهم؛ ولذلك فإنهم فسروا قول 
للكلب ألقوه. أى لمن ليس على ملتكم بيعوه لهم7؛): واليهود القراءون ألقوا تحذيرات الحاخامات 
جانبا . ويشير ابن قيم الجوزية فى كتابه هداية الحيارى إلى أن الحاخامات وراء التشدد وهم 


الذين نهو اليهود الذين يشترون من المسلمين لبنًا أو غيره من الأمور واعتبروه خروجا عن 





35.16ط.0ماما// :مط 


”7 
المشنا والتلموب ويعقد مقارنة بين التحريمات التى فرضتها التوراة بالنسبة للزواج والطعام: 
وبين سماحة الإسلام وتفسيره ٠‏ فيقول إن اليهود حرفوا تعليم التوراة» وإن فقهاءهم فى كتاب 
المشنة والتلمود قد حرموا عليهم فى هذين الكتابين مؤاكلة من كان على غير دينهم؛ وأنهم 
ابتدعوا مسببات غير صحيحة ابتدعوها من أنفسهم فإن التوراة حرمت عليهم مناكحة غيرهم 
من الأمم لئلا يوافقوا أرواحهم فى عبادة الأصنام والكفر بالله. وإنما حرمت عليهم أكل ذبائح 
الأمم التى يذبحونها قربانا للاصنام التثنية )4-17-١/(‏ , وقد ورد فى سفر الخروج ما نصه : 
«من ذبح لالهه غير الرب وحده يهلك» فالمناكحة تستتبع الانتقال إلى أديانهم وموافقتهم على 
عبادة الأوثان فلما نظر فقهاؤهم أن التوراة غير قاطعة ٠‏ فحرموا مأكل الأمم عليهم؛ ووضعوا 
كتاب هلكت شحيطه أو علم الذباحة!"). 

فإذا نظرنا إلى الدين الإسلامى نجده لايضع حدود حدودا مع الآخر من غير المسلمين فورد فى 
القرآن فى سورة النحل آية )١١0 :1١4(‏ ( فكلوا مما ررقَكُم اللّهُ حلالا يبا وَاشكُروا نعمت 
الله إن كم إياه تعبدون 019 إِنْمَا حرم عَليِكم الْمبَةَ والدم وَلَحُم الخنزير وما أهل لغَْرٍ الله به فَمن 
اضطَرٌ غَيْرَ بَاعْ ولا عاد فَنْ الله عمُور رُحيم» وفى سورة الأنعام آية (140) ١‏ قل لأ أجد في ما 
أرحي يمحن طن طاص تمه د يكو ردنا فوح أو حم حزير فإ رسأ 
فس هل ل اله به من انط غير بولا غاد إن رن عور حم 6539 4 وهناك عنصر 
آخر عزل اليهود عن غيرهم من البشر أوجد نوعًا من التميز والتباعد وهو يوم السبت وما 
يحدث فيه من إجراءات فالسبت هو العيد الأسبوعي يمتد من غروب شمس الجمعة إلى غروب 
شمس السبت وأهم شعائره هى الكف عن العمل فقد جاء الأمر صريحا فى الوصايا العشر 
المنسوية إلى موسى فى التوراة . لقد تكررت هذه الوصايا العشر بالفاظها تقرييا فى 
الإصحاح العشرين من سفر الخروجء والإصحاح الخامس من سفر التثنية . والسيب الذى 
يشرح هذا فى نظرهم أن الله استراح فى هذا اليوم بعد تكوين الخليقة» وفى سفر التثنية لكى 
يتمكن الإنسان والحيوان من الراحة بعد أسبوع عملء وفقهاء اليهود أمروا بالكف عن العمل, 
وحرموا إشعال النارء وأباحوا إبقاء النار التى أشعلت قبل دخول السبت» وحرموا السفر 
لتحريم ركوب الدواب ٠‏ وجعلوا السفر عبر الجداول والأنهارء ومنعوا عقد الاتفاقات أو الزواج. 

وهناك قصة تزعم أن موسى بن ميمون الطبيب اليهودى قال وهو على فراش الموت: «نحن 
معشر اليهود من حلل السبت استحللنا دمه» وأجازة السبت سببت لهم كثير من المشاكل 
بالنسبة للتجارة ومصاحبة القوافل . فقد وردت فى أحد النصوص شكاوى ضد أحد اليهود 


]135.1 00)// :مط 
سين" . 








ل 
الذنى استخدم مسلمين وتجاهل شروط العمل يوم السبت وجعلهم يعملون فى يوم السيت, 
والمنع امتد حتى إلى العلاج الطبى: إلا إذا كانت حياة المريض في خطر(). 

الأمر الثالث الذى أوجد التمييز بين اليهودى وغيره الزواج . إذ إن الشريعة اليهودية 
تحرص على نقاء العرق اليهودي وهذا ما لم يتحقق فى الحقيقة ووفقا للتاريخ كما أكدنا فى 
الجزء الأول فهناك زيجات عديدة مختلطة بدءا من الزواج المختلط كما ورد فى التوراة مثال 
النبى داود وسليمان امتدادا لأفراد الشعب الذى اختلط بالأدوميين والكنعانيين والآشوريين 
والبابليين والمصريين...إلخ بالإضافة للسبى والتهويد . ولقد نصت الشريعة اليهودية أن الزواج 
المعقود بين يهودى وامرأة غير يهودية ٠‏ والعكس يعد باطلا. والحياة الزوجية تعتبر فجورا, 
والأولاد أبناء زناء ويقول ابن شمعون إنه لايشترط وحدة الدين فقطء بل وحدة الدين والمذهب 
لصحة شروط العقدء بل أن الابناء الذين يأتون نتاج زواج يهودى وأجنبى التحق باليهود عن 
طريق اعتناق دينهم لايصح أن يكونوا لهم كهنه فى اسرائيل. وتاكيدا لذلك إذا ارتد اسرائيلى 
ثم تزوج اسرائيلية يصبح العقد صحيحاء وكذلك إذا ارتدت اسرائيلية ثم تزوجت اسرائيلى» 
ومعنى ذلك أن الزواج ليس فرعا من الإيمان كما هو الحال عند المسلمين والمسيحيين بل هو 
نوع من التعصب . وتعدد الزوجات جائز شرعا عند اليهود . ولم يرد بتحريمه نص واحد فى 
الكتتاب المقدسء ولا فى التلمود, ولكن الحاخام جرشوم بن يهودا من اقليم اللورين 
(80-97١٠م)‏ حرم تعدد الزواجاتء ولم يطبق قانونا فى محاكم الأحوال الشخصية لليهود 
فى أورويا إلى (٠5١١م/‏ ) والقوانين القشتالية المؤرخة 45114١م/‏ .6ه تكشف أن البند 
المانع كان اختياريا والمادة 04 من كتاب شمعون تقول : « لاينبغى لربك أن تكون له أكثر من 
زوجة »') وهناك ما يسمى البيومه؛ وهى أرملة اليهودى إذا مات ولم ينجب , كان على أخيه 
الاعزب الزواج بهاء وإذا أنجب مولودًا لايحمل اسمه. وإنما اسم أخيه الميت» وإذا رفض فإنه 
يشهر ويخلع من المجتمع الاسرائيلى؛ وقد أشارت التوراة لقصة يعقوب وزوجة ابنه الذى توفى 
وسعيه لتزويجها لابنه الآخرء ولما لم يتزوجها » احتالت على يعقوب حتى أنجبت منه وفقا 
للتوراة» وفى الفقه اليهودى للولد البكر من الأب مثل حظ الولدينء فهو متميز بالبكورهء أما 
البكر وأبوه اجنبى عن الملة, لايعد بكر . والهدف تزييف حق العربء فاسماعيل بن هاجر يحرم 
من ميراث البكرء فهو ولد مثل اسحاق ٠‏ ولكنه ابن هاجر المصرية. والأخير بن ساره العبرية » 
وقد حذر الزواج يابناء الأمم الأخرى مثل الكنعانيين كما فى سفر التثنية ”-5» وإن لم يطبق 
هذا فعلا فى أى فترة زمنية وبالنسبة للميراث فمن الأسئلة الموجهة لرجال الدين » ميراث 
المرتد (رجل مرتد وزوجته يهوديه) وميراث المرأة المرتدة المتزوجة ٠‏ فإنه يرثها والدهاء فتغيير 


أأنعقط.طهم»ا//:مقاط 





فنا 

الدين لايجعل والدها يفقد حق ميرائها 7): وأن منقولاتها وملابسها وجواهرهاء وهى جزء من 
ميراثها يذهب لورثتهاء وبالنسبة للرجل المرتد يرثه ورثته سواء يهود أو مرتدين وهناك رد من 
الجاءون أن المرتد لايرث أباهء واعتمد فى رده على الشريعة الإسلامية التى تحرم الميراث بين 
الديانات المختلفة . أما الحكم بأن اختلاف الدين يقف حائلا دون الميراث فئصله ناتج من 
حادثة زواج امرأة عربية من أحد اليهودء أما المرأة فهى ورده بنت معد يكرب عمة الاشعث 
الثى ماتت دون أن تترك بعدها وريثا لها: فجاء الاشعث إلى عمر سائلا إياه أن يورثه إياهاء 
فأجابه بأنه لاميراث بين أهل ملتينء ولقد ناقش موسى جيل فى كتابه عن المؤسسات الخيرية 
اليهودية هذا الأمرء ويشير مشكلة ميراث اليهود وموقف الدولة الإسلامية منه . وفى وثيقة 
أوصى رجل بحانوت للقادوش وإلم يكن له وريث. وجعله لصالح طلبة التوراة»: وفى حالة وفاة 
يهودى بلا وريث ينقل ميراثه لليهود("), والزواج وما يرتبط به من عادات حرم الارتباط بالأديان 
الأخرى واعتبره زواجا غير شرعى, والأبناء غير شرعيين, والآن اسرائيل تطبق هذا بعنصرية 
عندمًا ترفض الاعتراف أو منح الجنسية لأبناء اليهود المتزوجين بفلسطينيين. 

عند اليهودى يختلف عن غيره حيث يجب أن تبتعد كل مقبرة أربع خطوات عن مقبرة 
الأغيارء وكذلك يهتم اليهود بأن يُدفنوا فى مدافن العائلة. 

الختان : 


ذكر الختان فى العهد القديم فى ثلاثة مواضع أهمها سفر التكوين . والختان عادة قديمة 
شاعت بين أمم العالم القديم وقد نقلها العبرانيون عن المصريين ويسمى الختان بالعبرية بريت 
ميلاه أو عهد الختان لأن الختان علامة العهد بين الله وإبراهيم ويعتبرونه تقربًا للرب(١).‏ 

ويذكر اسرائيل ولفنسون أن كل من اختتن يعنى أنه دخل فى ذمة وعهد إبراهيم ويعرف 
العضو التناسلى بعد ختانه فى العبرية باسم مله كما أن له اسما خاصًا قبل ختانه وهو غرله. 
لقد أطلق اليهود على كل من اختتن دون أن يعتنق اليهودية اسلم حنيف أى غير صالح لختان 
شروط اليهود, ومن لم يختتن لايعد عضو فى الشعب المقدسء ونظرًا لأهمية الختان كان لابد 
أن يختتن اليهودى . ويعد يوم السبت وعيد يوم الغفران والختان فى اليهودية من المناسك 
القوية ويأخذ الطقوس شكل حفل مكون من عشرة أشخاص وهو العدد اللازم للجماعة 
اليهودية» وحتى إذا مات الطفل قبل سبع أيام اختتن(١١).‏ 


]00.135.1// :مط 
2 


ان 

الريا : 

وهناك موقف للعقيدة اليهودية من الرباء ويقول اسرائيل شاحاك يحظر التلمود علي 
اليهودى التعامل به بشكل قاطع » ومن يفعله يقع تحت طائلة العقاب), وهو عقاب يقع على 
أى يهودى يتقاضى فوائد على قرض يهودى آخرء ووفق أحكام معظم المراجع التلمودية يقضى 
الواجب الدينى بتقاضى أعلى فائدة ممكنة من غير اليهودى للقيام ببعض أعمال التعامل , 
واليهودى الذى يتعامل بالربا مع يهودى مثله يتعرض للخلع والطردء أما إذا اقرض بقصد 
الاستثمار والتوسع فى التجارة والمشروعات التى تدر ربحا تدريجيًا فيصبح مشروءًا ٠‏ ولكن له 
أن يقرض الأغيار بالربا . وكان الاقراض بالربا من الأعمال التى مارسوها منذ البادية فى 
الأراضى الإسلامية وكان الجهابذه اليهود فى الخلافة العباسية أمثال فنحاس وين عمران 
يقومون بتقديم قروض بفوائد مالية للأفراد وللدولة أيضا. 

وهناك ممنوعات وضعها رجال الدين اليهود على مساكنة الأغيار فى سلسلة القيود التى 
سعت لعزل مجتمع اليهود عن العالم الإنسانى المحيط به فى إطار سلسلة التحريمات السابقة, 
وهو مما جعل كل من هو غير يهودى من الأغيارء فهناك قانون يمنع بيع الأرض لغير اليهودى 
فى فلسطين» ونفس الأمر وجه فى سؤال الجلون رافى 35208]! 5121/1177 102119 من القيروان 
فى القرن التاسع بخصوص التأجير لغير اليهودى وأفاد بأن هذا الاجراء ممنوع؛ ويدعى أن 
فى عهد ميمون صدر تحريم لمن يؤجر لغير اليهودى» وفى عهد حفيد ميمون إبراهيم طلب منه 
مجتمع اليهود فى المحلة إصدار تشريع يحرم سكنى غير اليهودى فى منازلهم'') ولكن فى 
الفترة الأخيرة قام القادرون بتئجير شقق إلى غير اليهود من المسلمين والمسيحيين وهم 
أشخاص يحملوا أسماء النصرانى والحاج!'). وفى احدى وثائئق الجنيزة أوصى موسى بن 

٠‏ ميمون بالنسبة لأرض ملك يهودى بأن تظل الأرض فى يد مؤجر مسلم هو أبو على الشعرانى 

وأن يستمع أبو يحيى اليهودى لنصائحه . فلم يستطع موسى أن ينفذ قانون المنع. وهناك عدد 
من وثائق الجنيزة تشير إلى أن القادوش كان يؤجر مساكن الأغيار ويئخذ دخلها للمجتمع 
اليهودى مثل الأوقاف الإسلامية وحددها لعام واحد أو مدة فتكون لثلاثة أعوامء وكان القادوش 
يقوم بكتابة عقد إيجار مع المستأجرين ٠‏ وكانت توضع شروط للعقد وتتطلب موافقة الدولة 
وموظفيها ويئخذ أجرا على ذلك؛ ورغم ما أورده هارشبرج عن أحد حاخامات المغرب العريى 
مشددا على عدم مساكنة الأغيار أو التأجير لهم فإن الأهالى لم يستجيبوا . فإن الجيتى 
السكنى لم يكن هدف سعى إليه المسلمون أو حكامهم إنما الذنى سعى لقرضه حاخامات 





انك هط.طماما//نماكم 


١ 
اليهود لعزل المجتمع اليهودى عن بقية أفراد المجتمع وخلق عنصرية دينية تؤدى إلى خلق جو‎ 
من الكراهية والتعصب سواء من جانب اليهود أى من جانب المجتمعات التى انعزلوا عنها,‎ 
فالشريعة اليهودية وضعت قواعد التمييز البشرى وفرقت بين كل يهودى وغير يهودى وهو الذى‎ 
سعى اليهود الاصلاحيون لتجنبه.‎ 
لقد تجاهل يهود العصور الوسطى كثيرا من قيود العقيدة فى الزواج والسكن والطعام:‎ 
وإندمج أغلبهم فى تلك المجتمعات التى عاشوا فيها رغم محاولات بعض رجال الدين المتعصبين‎ 
ومن يتبعهم فرضهاء فالتعصب والتميز هو الطابع القائم الذى حاول فرضه رجال الدين‎ 
اليهود.‎ 
وفى كتاب هداية الحيارى نجد أن «يهوه» هو اسم الإله القبلى لليهود إذ يعتقد اليهود أن‎ 
,0 هذا الإله ربهم وحدهم وليس للأمم (الجونيم) الحق بتسميته إلها أنه رب إسرائيل وحدها‎ 
ويهوه قدوس اسرائيل وحدهاء ولذلك يرد فى سفر التثنية الاصحاح  / " «لآنك انت شعب‎ 
مقدس للرب إلهك وإياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع الشعوب الذين‎ 
على وجه الأرض» وصور يهوه على أنه إله مقاتل فيقول «إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان‎ 
فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم‎ 
المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم تملكون الأرض وتسكنون فيها لانى قد أعطيتكم الأرض‎ 
لكى تملكوها وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم , الكثير تكثرون له نصيبه والقليل‎ 
تقلون له نصيبه حيث خرجت له القرعه فهناك يكون له وإن لم تطردوا سكان الآرض من‎ 
أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا فى أعينكم, ومناخس فى جوانبكم ويضايقونكم‎ 
اله باطش ينادى بالسحق‎ )21-0١ / 77( على الأرض التى أنتم ساكنون فيهاء. العدد‎ 
ويقول ول ديورنت‎ .)284-117 / 7١ والتشريد ولايؤمن بترك أي من الأعداء حيًا (سفر اشعيا‎ 
أنه يصور كأنه رب حاقد على جميع الشعوب «هو ذا اسم الرب يأتى من بعيد غضيه مشتعل‎ 
الحريق عظيمء شفتاه ممتلئتان سخطًا ولسانه كنار آكله. ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة‎ . 
لغريلة الأمم بغريال السوء» فاليهود وصفوا أتفسهم بأتفسهم وحددوا له صفات موافقة‎ 
ويستطرد ديورنت يبدو أن الفاتحين اليهود عمدوا إلى أحد آلهة كنعان فصاغوه فى‎ ٠ 
الصورة التى كانوا عليها وجعلوا منه الها. ويزيد على ذلك أن من بين الآثار التى وجدت فى‎ 
قمم عليها اسم اله كنعانى‎ 7٠١ كنعان سنة ١191م قطعا من الخزف من بقايا عصر البرونز‎ 
يسمى ياه أو ياهو.‎ 


]135.1 00// :مط 
00 





زضن 

وإذا قارنا ما ورد فى النصوص وتظرنا إلى ما كتبه المؤرخون اليهود وما نسبوه إلى 
الإسلام واتهامه بالعنصرية والتميز ضد الأديان الأخرى فيما حوته الشريعة الإسلامية ووجهوا 
الاتهام إلى المؤلفات الفقهية كابن الجوزية وكتابه أحكام أهل الذمة وما أورده (ابن يوسف) فى | 
كتابه الخراج فيما يتعلق بالجزية . وهم ينسبون للشريعة الإسلامية التمييز بين الأديان مما ١‏ 
فرضه الإسلام من جزية على غير المسلمين. فيذكر جوايتاين أثة ورف فى أزراق الجنيزة حنتي: . 
في الأوقات التى كان فيها قدر من التحرر فرض على من يترك قريته أن يكون معه إيصال | 
جزية وكان التنقل من مكان لآخر غير مسموح به . والعنصر الثانى ها نسبوه إلى الخليقة عمر , 
بن الخطاب من العهد العمرى من فرض تمييز فى اللبس والمسكن على أهل الذمة. 

كانس الأسنلاسن يكن نيك اع تسر طن ونا مها لز فار خض يعينه ١‏ 
فهو دين عالمى يقول الله تعالى: « أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا » الأعراف ١ ١0-4‏ 
وإذا ما رجعنا إلى ما كتبه ابن قيم الجوزية ه01-14/اه وابن القيّم يضعه المؤرخون اليهود 
على قائمة المؤرخين المتعمصبين ضدهم ورغم أنه عاش فترة زاخرة بالخلافات تعرض فيها ا 
العالم الإسلامى للهجوم المفولى فترة ظهرت فيها الخلافات الطائفية » ورغم أنه تلميذ الامام 
ابن تيمية الذى اشتهر بتشدده ولازمه أربعين عامًا فإنه تكلم بموضوعية فى العديد من | 
الموضوعات وأرجعها إلى نصوصها الصميحة وسنرى مقارنة بين النص الإسلامي والنص 
التوراتي اليهودي تجاه الجزية. 

ففى سفر التثنية الاصحاح ”٠‏ الآيات ١5-٠١‏ «حين تقرب من مدينة لكى تحاربها 
استدعها أولاً إلى الصلح فإذا أجابتك إلي الصلح وقدمت لك فكل الشعب الموجودين فيها يكون 
لك للتسخير ويستعبد لك ٠‏ وإن لم تسلم لك بل عملت معك حربًا فحاصرهاء وإذا دفعها الرب 
إلى يدك فاضرب جميع الذكور بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدين 
كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتاكل غنيمة اعدائك التى اعطاك الرب الهك»(١).‏ وعن ابن قيم 
الجوزية يذكر د. صبحى الصلح من يقرأ بتدبير وإمعان كل ما كتبه اين قيم عن الجزية يكبر ظ 
فهمه العميق لسماحة الإسلام فى معاملة أهل الذمة فإمامنا الجليل حين يعرض للآية الكريمة 
«حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون» يأبى تفسير هذا الصغار بالامتهان والاذلال ا 
ويصرح بأن هذا مما لادليل عليه , ولا هو مقتضى الآية. ولانقل عن رسول الله عله ولا عن | | 
الصحابة , ثم يؤثر تفسير الصغار بالتزام الذميين جريًا فى أحكام الملة عليهم واعطاء 
الجزية1). 








]00.135.1// :مط 





5 

وينتقل من هذا إلى تحريم تكليف الذميين مالايقدرون عليه أو تعذيبهم على أداء الجزية أو 
حبسهم أو ضربهم ويصور وجهة النظر الإسلامية أدق تصوير حين يرى أن قواعد الشريعة 
كلها تقضى ألا تجب الجزية على عاجز لقوله تعالى : 7 لا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها » 
سورة من الآية رقم 21 ولاواجب على عجز ولا حرام فى ضرورة: فليصرح بأنه لاجزية على 
شيخ فان ولا ذمى ولا أعمى ولا مريض لا يرجى برؤه وإن كانوا موسرين وأن الرفبان فى 
الصوامع والديارات ليسوا من أهل القتال فلايجب عليهم الجزية» وأن الفلاحين الذين لايقاتلون 
والحرفيين لاجزية عليهم ٠‏ لأنهم يشبهون الشيوخ الرهبان ٠‏ وأن العبد ليس عليه جزية لمسلم 
كان أو ذمىء وأن المسلمين لو حاصروا حصنًا ليس فيه إلا نساء فبذلن الجزية لتعقد لهن الدية 
عقدت لهن بغير شئ ٠‏ وحرم استرقاقهن » ويستشهد بقصة عمر بن الخطاب حين مر بشيخ 
من أهل الذمة يسال على أبواب الناس فقال : ما انصفناك إن كنا أخننا منك الجزية فى 
شيبتك ثم ضيعناك فى كبرك ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه(0). 

ومذهب الحنفية يرى أن الذمى كالمسلم بمجرد الزامه أحكام الأسلام لأنه من أهل هذه 
الدار » مثله كمثل مكتب الجنسية فى عصرنا الحديث تسرى عليه جميع قوانين الدولة التى 
رضى أن يكون من رعاياها . 

ولقد صرحوا فى باب الاجازة والشفعة والمضارية والمزارعة بأن إسلام العاقدين ليس 
بشرط أصلاء فإن غير المسلم يملك عقد المفاوضة كما يملك جميع البيانات» وجارى الشافعية 
والحنفية فى بعض المعاملات » فاثبتوا للنمى الشفعة على المسلم,ء ولم يبطلوا بين الذميين إلا 
البيوع التى تبطل بين المسلمين. 

ولايتدخل الإسلام فيما أبيح للذميين من المطاعم والمشارب فلهم فى مجتمعاتهم الخاصة أن 
يتابعوا الخمر والخنازير (01). 

ويشير الماوردى فى الأحكام السلطانية إلى معنى الجزية والتى وردت بها الآية (حتى 
يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) أى لديهم غني عن قدرة أما كلمة صاغرون فأحد 
التئويلات أن تجرى عليهم أحكام الإسلام » ضمن قرار ولى الأمر أن يضع الجزية على رقاب 
من دخل فى الذمة من أهل الكتاب ليقرروا بها فى دار الإسلام ويلتزم لهم بذلها حقان أحدهما 
الكف عنهم والثانى الصماية لهم ليكونوا بالكف آمنين وبالحماية محروسين. وروى أن نافع بن 
عمر قال: كان آخر ما تكلم به النبى مه أن قال «أحفظونى فى ذمتى» فهنا تفسير منطقى 
الدفع مقابل الحماية فلم يكن يشاركون فى الجيوش الإسلامية. 


]00.135.1// :مط 


2 

ولقد تكرر ذكر الجزيه ونصبيغها فى وثائق عديدة فى فترة سبقت الاسلام كما كانت 
مفروضة على الشعوب الخاضعة لروما عند العديد من الدول الغالبة فيما تلى ذلك. 
7 وقد أورد دوزى أنه بعد استيلاء الفونسى السادس على طليطلة قد اشترط. أحكاما وهى أن 
يأمن من فيها من المسلمين على أنفسهم وأموالهم ودورهم وييتهمء ومن آحب منهم التنقل لم 
يمنع منه؛ ومن أحب المقام لم يلزمه سوى أن يدفع الجزية على عدد ما عنده من الأشخاص » 
وأن رجع بعد رحيله نزل عما كان بيده من عقار("). 

فهنا أسلوب واضح ومعتاد ليس ابتداعًا إسلاميًا لإذلال الأفراد فهو طايع التاريخ القديم 
والوسيط وهى مقابل ما يدفعه المسلم من بالزكاة فهى شبيهة بالضرائب على الدخل فى 
العصر الحالى وإن اختلفت المسميات فى العصور الوسطى. 

واقد قال أبو يوسف فى كتابه الخراج والذى بعده عدد من المؤرخين اليهود من أكثر 
المؤرخين تعصبا فى حديثه إلى الخليفة الرشيد «قد ينبغى يا أمير المؤمنين أيدك الله أن تتقدم 
فى رفق بأهل ذمة نبيك وابن عمك محمد (صلعم) والتقدم لهم حتى لايظلموا ولا يوذوا 
ولايكلفوا فوق طاقتهم ولايؤخذ شئ من أموالهم إلا بحق يجب عليهم فقد ورد عن رسول الله 
أنه قال «من ظلم معاهدا أو كلفه فوق طاقته فنا حجيجه»٠7١')‏ ومما ورد عن عمر بن الخطاب 
(أوصى الخليفة من بعدى بنمة رسول الله أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم 
ولايكلفوا فوق طاقتهم) ويقال أن سعيد بن زيد مر على قوم اقيموا فى الشمس فى بعض 
أرض الشام فسالهم عن سبب ذلك (فقيل له اقيموا فى الشمس فى الجزية» فكره ذلك ودخل 
على أميرهم: وقال إنى سمعت رسول الله يقول (من عذب الناس عذبه الله) . 

فهنا ترى تسامحا إنسانيًا ونفس لاتسعى للانتقام من الآخر بسبب دينه . هناك بعض ١!‏ 
النصوص فيها تشدد بعض الفقهاء فى تفسيرها ازاء أهل الذمة ولكنها لاتقارن بالنصوص | 
اليهودية التى تنظر إلى الآخر المخالف له فى الدين على أنه جونيم لاينتمى إلى الجنس 
البشرى المميز ويجب أن ينفصل عنه فى مأكله ومشربه . ولم يتمكن اليهود من اقامة دولة ١‏ 
فعلية فى العصور الوسطى وإلا كان تطبيق هذه الشرائع واضحاء ويكفى أن ترجع لكاتب ]أ 
يهودى مثل شاحاك ليوضح كيف يميز المجتمع اليهودى لا بين اليهودى والمسلم والمسيحى | 
فحسب ولكن بين اليهودى الغربى واليهودى الشرقى فى التعامل والأجر والحياة. ْ 

وأورد أبى يوسف نص عن رجل سأآل سلمان الفارسى عن ما يحل لنا من آهل الذمة يا أبا 8 
عبدالله قال : ثلاث من عماك إلى هداكء ومن فقرك إلى غناك وإذا صحبت الصاحب من تتكل | 
من طعامه ويأكل من طعامك ويركب دابتك وتركب دابته وأن لا تصرفه عن وجه يريده . 





أأ.5هط.طامام»ا//:مااط 


إدكوا 
ولى رجعنا للجزية وفرضها وأصولها التاريخية لوجدناها كانت معروفة عند الفرس 
والرومان وكانت تؤخذ فى مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية وكان المسلمون يدفعون الزكاة 
وحرم الدين الإسلامى حبسهم أو ضربهم للحصول عليها وقواعد الشريعة لاتوجب الجزية على 
عاجز لقوله تعالى : (لايكلف الله نفسًا إلا ما أتاها ) ولاواجب مع عجز أو ضرورة فلا جزية 
على شيخ فان ولا أعمى ولامريض وإن كان من الموسرين وأن الرهبان فى الصوامع والديارات 
ليسوا أهل قتال فلاتجب عليهم الجزية وأن العبد ليس عليه جزية» وقال ابن رشد المالكى إنما 
تؤخذ الجزية سنة بسنة جزاء على تأمينهم وإقرارهم على دينهم يتصرفون فى جوار المسلمين 
وذمتهم آمنين . 
وآية الجزية نزلت فى السنة التاسعة من الهجرة بعد أن أسلمت جزيرة العرب ولم يبق فيها 
أحد من عباد الأوثان ٠‏ فلما نزلت آية الجزية أخذها من النصارى والمجوس ولهذا لم يئخذها 
من يهود المدينة حين قدم المدينة ولا من يهود خيبر لأنه صالحهم قبل نزول آية الجزية وهذه هى 
التى جعلت اليهود يعتقدون أن أهل خيبر لاجزية عليهم وأنهم مخصوصون بذلك من جملة 
اليهود. 
ثم أكدوا أمرها بأن زوروا كتابًا فيه أن النبى أسقط عنهم الكلف والسخرة والجزية ووثقوا 
فيه شهادة سعد بن معان ومعاوية بن أبى سفيان . والكتاب غير صحيح كما أكد ابن القيم 
الجوزية لأنه لم يذكره أحد من علماء السيرة والمغازى. 
فالجزية نزلت بعد فتح خيبرء وحين تمت المصالحة مع يهود خيبر لم تكن الجزية قد نزلت 
حتى يضعها عنهم؛ ولم يكن معاوية قد أسلم فقد أسلم عام الفتح بعد خيبر- أما سعد بن 
معاذ فقد توفى عام الخندق قبل فتح خيبر» كذلك لم يكن فى زمن الرسول على أهل خيبر أى 
كلف أو سخر حتى يوضع عنهم ولو كان الكتاب صحيحًا لأظهروه أيام الخلفاء الراشدين أو 
فى أيام عمر بن عبد العزيز لأن الأمة لن تجمع على مخالفة النبى. 
فلقد ظهر بعد أربعمائّة عام على عهد الخليفة القائم بئمر الله العباسى وفى عهد الخطيب 
البغدادي وساله ابن المسلم وعلى بن الحسن المعروف برئيس الرؤساء فى ذلك. 
ولقد ذكر موسى جيل فى كتابه أرض الميعاد أن بعض اليهود أفادوا بأن يهود خيبر وفقًا 
للتشريع الذى وضعه النبى لم تفرض عليهم الجزية وأن عمر أخرجهم من أماكن إقامتهم وأخذ 
المسلمون أماكنهم رغم أن لديهم عهد إعفاء » وهو أمر لم يثبت فالوثائق كانت مزورة ولاتستند 
لعهد صحيح . 


]00.135.1// :مط 
00 





5 
ويذكر جيل أنه حتى الحاكم بأمر الله الذى دمر المعابد وأصدر قوانين ضد اليهود» أعفى 
قومًا من القيود التى وضعت على اليهود » وأن أولئك اليهود ادعوا أنهم من خيبر ولذلك أعفوا 
من الجزية(؟). 1 
وكانت الجزية على ثلاث طبقات وقال أبو يوسف وجبت الجزية على الرجال منهم دون 
النساء والصبيان؛ وعلى الموسر ثمانية وأربعون درهمًا وعلى الوسط أربعة وعشرين وعلى 
المحتاج الحراث العامل بيده اثنا عشرة درهمًا فى كل سنة. 
والجزية محددة بالشرع تقديرًا لاتقبل الزيادة ولا النقصان . 
وفى عام 1:/ام اله أحضر يهود دمشق عهودا ادعوا أنها بخط على بن أبى طالب 
لإسقاط الخراج ولكن ثبت عدم صحتها لأن اللغة التى بها تخالف ما درج عليه العرب 
فالخطاب الموجه إلى اليهود يتضمن السلام عليكم ورحمة الله ويركاته وأحسن الله بكم الجزاء 
وأسقط الخراج عنهم مع كونهم فى أرض الحجاز والتى لم يوضع عليها خراج قطء والخراج 
أمر يجب على المسلمين فكيف يسقط عن أهل الذمة وإسقاط الكلف ؟ وهذا ما لم يشرعه النبى 
وخلفاؤه وإنما فعله الملوك اللاحقون ٠‏ ومن الواضح أن النص أضيف ولم يشرعه الرسول وقد 
أخذت الجزية من يهود اليمن ولم يعامل اليهود بنسلوب عنف بل تسامح ولقد وضعت الجزية 
عن يهودى خدم الإسلام فى حادثة مشهورة فى عام الرمادة حين أرشد يهودى من أهل مصر 
إلى قناة تربط نهر النيل بالبحر الأحمر فى عهد عمر بن العاص؛ حيث أرسلت سفن مشحونة 
بالميرة من مصر إلى أقرب مرفا فى المدينة وكافأه الخليفة برفع الجزية عليه مدى الحياة"), 
وبشير جوايتاين إلى مثال شائع فى فترة العصور الوسطى (اليهودى لايعطى الجزية حتى 
يلطم). 
وبالنسبة للتجارة كان التشريع ينص على أن يؤخذ من المسلمين ربع عشر ومن أهل الذمة 
نصف العشر ومن أهل الحرب العشرء وكما ذكر المؤرخون اليهود ولم يطبق هذا الأمر فى 
بعض الأحيان فتحيانا كانوا يدفعون نفس النسبة كما حدث فى ثغر عدن الذى كان ضامنه م 
ووكيل التجار يهوديًا . 
ولقد ذكر جوايتاين أن صلاح الدين الذى وصفه بالخليفة المستبد حاول التمييز فى المكوس 
بين المسلم وغير المسلم من التجار ولكن تراجع تحت ضغط التجار الأجانب واضطر إلى إلفاء | 
هذا والمساواة بالنسبة للتجار المحليين من اليهود والمسيحيين والأجانب!؟"). ْ 


]أ.35ط.طممكا// :مقط 





5 

وخلاصة القول أن الجزية لم تكن اختراعا إسلاميًا بل كانت موجودة لدى الفرس والرومان 
والتشريع الإسلامى وضعها لغرض الحماية والدفاع مقابل ما يدفعه المسلم من زكاة . 
ووضعت تشريعات لحماية أهل الكتاب من العسف والظلم؛ وكتب الفقه الإسلامى تشير إلى 
توصيات للنبي وخلفائه لمراعاة أهل الكتاب وحمايتهم . ومقدارها فى حدود المعقول ويعفى منها 
من لم يقدر ورجال الدين 0" وإذا كان هناك تعسف من حاكم فهى سياسة شخص مرتبطة 
بتصرف إنسانى من حاكم وسنجد فى الحقيقة أن الظلم أى التعسف يشمل جميع الفئات. فهى 
فى هذه الحالة مكون إنسانى ليس مسئولاً عنه الدين الإسلامى, ولكن التعصب والعنف نجده 
فى الذات البشرية لا فى تعاليم دينية» ولو نظرنا للتطبيقات فى الدول غير الإسلامية تجاه 
المواطنين المخالفين لها في دين ينها طبيعة حاكم وحكم فلا تحمل المسيحية تبعة محاكم 
التفتيش الأسبانية وما فعلته بالمسلمين واليهود فهى دين تسامح. 

الطعام والزواج 

وإذا كانت العقيدة اليهودية وضعت شروطًا وموانع وقيودا على الطعام والزواج والعلاقة 
بالآخر فالإسلام لم يضع تلك القيود الخاصة فلم يضع قيودًا على التعامل مع اليهود أو 
المسيحيين فصرح بمعاملتهم وأكل طعامهم والزواج منهم. 

والملاحظ أن الجزيرة العربية لم تكن فيها قيود على القبائل التى تتعايش مع العرب فى 
فترة ما قبل الإسلام » فكانت بعض النساء تنذر إن عاش لها ولدان أن تهود احدهما فلما 
جاء الإسلام أراد البعض منعهم من المقام على ال ا فأنزل الله تعالى: 
4 لا إكراه في الدين قد تبن الرشد من الْغي ؟ سورة البقرة : من الآية 705 . 

وكان النبى وأصحابه يأكلون من ذبائح اليهود فقال تعالى فى سورة المائدة- 7 اليوم أحل 
كم الطَيبَات وَطَعَام الذين أُونُوا الكتاب حل كلم وطَْامَكُمْ حل لهم © سورة المائدة من الآية ه 
التحريم شمل (إِنْمَا حرم عليكم الْمََة والدم ولّحم الخنزير وما أهل فير الله به 4 سورة النحل 
من الآية ١١١‏ . وقال الترمذى ساألت أيا عبد الله النيسابورى عن ذبائئح السامرة. قال تؤكل 
هم من أهل الكتاب, وقال عبدالله بن أحمد: قال أبى: لابأس بذبائح أهل الحرب إن كانوا من 
أهل الكتاب ٠‏ وقال ابن المنذر : أجمع على هذا كل ما يحفظ عنه من أهل العلم, وإسحاق بن 
منصور ذكر أن عبدالله ذكر لابأس بذبح أهل الكتاب للمسلمين وهو إجماع الصحابة 
والتابعين”). 


]135.1 00// :مط 
شس 2 








0 
وذكر ابن القيّم الجوزية أنه جاء لأهله فوجد كتف شاة مطبوخة فسالهم عن مصدرها 
فقالوا إن جيرانهم من النصارى ذبحوا كبشا لكنيسة جرجس فسال أبو الدرداء فقال: هم 

.أفل الكتاب » طعامهم لنا حل وطعامتا لهم حل. | 

. وذكر أن أهل البيت أكلوا من ذبائح لبنى تثعلب وتزوجوا من نسائهم ولقد قدمت له يهودية 
شاة وهى التى لم ياكل منها الرسول. 
ولقد أشار ابن القيم فى كتابه هداية الحيارى (حاشية ابن القيم 571) لما نظر فقهاؤهم 
إلى أن التوراة غير ناطقة بتحريم مكل الأمم عليهم اخلقوا كتابًا سموه (هلكت شحيطا) 
وتفسيره علم النباحة فأمروهم فيه أن ينفخوا الرئة حتى يملؤوها هواء ويتاملونها هل يخرج 
الهواء من ثقب فيها أم لا فإذا خرج منها الهواء حرموه وإن كانت بعض أطراف الرئّة لاصقة 
ببعض لم يأكلوه وأمروا الذى يذبح النبيحة أن يدخل يده فى بطن الذبيحة ويتأمل بتصابعه , 
فإن وجد القلب ملتصقًا إلى الظهر أو أحد الجاثيين ولو كان الالتصاق دقيق كالشجرة حرموه 
ولم يأكلوه وسموه طريفًا ومعني هذه اللفظة عندهم أنه بخس حرامء وهذه التسمية معناها فى 
لفتهم هى الفريسة التى يفترسها السبع ليس لها معنى فى لغتهم سواه, وفى التوراة «ولحما 
فى الصحراء فريسة لاتاكلوا ». فهذا الذى حرمته التوراة من الطريف وهذا نزل عليهم وهم فى 
التيه. وقالوا ما كان من الذبائح سليمًا من هذه الشروط فهو دخيًا وتفسيره طاهر(”*"): وما 
كان خارجًا عن ذلك فهو طريفا وتفسيره بخس حرام ثم قالوا معنى قوله فى التوراة (ولحما 
فى الصحراء فريسة لاتأكلوا للكلب القوة) يعنى إذا ذبحتم ذبيحة ولم يوجد فيها هذه الشروط 
فلا تكلوها بل بيعوها على من ليس من أهل ملتكم وهو معنى قوله (للكلب القوه)(") . 

وبالنسبة للزواج فقد أباح الزواج للرجال من أهل الكتاب حتى لقد تزوج الرسول عه من 
ماريا القبطية وصفية اليهودية بعد إسلامهما. 

فقد اعترف الإسلام بعقد الزواج الواقع فى الشرك ولقد أسلم الجمع الغفير فى عهد النبى 
فلم يأمر أحدًا منهم أن يلغى عقده على امرأته فلو كان عقد زيجات الكفار باطلاً لأمرهم 
بتجديد عقود الزواج. 

ومن المنطقى اعتراف الإسلام بجميع عقود زواج الكتابيين ولقد رجم الرسول يهوديين زنيا 
وهو نفس ما كان يطبق على المسلمين, وإذا أسلم زوجان أو أحدهما فإن كانت المرأة كتابية لم 
يؤثر عدم إسلامها فى فسخ التكاح وتزوج الرسول من ماريا القبطية أم ابنه إبراهيم يعد 
إسلامها وصفية بنت حيى ولقد باعت صفية بنت حيي حجرتها من معاوية بمئة ألف. وكان لها 





]135.1 .00// :مط 


0 
أخ يهودى فعرضت عليه أن يسلم فأبى. فنوصت له بثلث المئة» وقال أبا عبدالله النيسابورى 
فلايعطى اليهودى والنصرانى مثل المسلم إذا سمى . وهناك حادثة غريبة من نوعها أوردها 
ستيفى ريف عن وثيقة زواج بين يهودى ومسلمة تعود للقرن الحادى عشر وهى غير مألوفة على 
الإطلاق ولايجوز شرعا وجوايتاين يرى أن الزواج تم فى قطر غير إسلامى والزوج يعمل فى 
عمل إدارى يتبع السلطان فى فلسطين ولقد تركته زوجته وأخذت ابنتها وتعرضت لأوقات 
صعبة وكتب إلى ابنته أن يلوم أمها وشرح لها ما وصل إليه من مكانة وذكر أنه لن يدعمها 
بالمال إذا ظلت فى مجتمع إسلامىء وأنه سيئخذها ويذهب إلى بيزنطة ١(الآن‏ يا ابتتى مع من 
ستكونين مع أهل أبيك أو مع أهل أمك المسلمين وإذا أرادوا يبعدونى وأنت ابنتى آتى وأنقذك 
من أيديهم)(:". 
ومن الواضح أن زوجته شعرت بمخالفة هذا للشريعة فتركته هى وابنتها وأنه يعرف أن هذا 
الزواج مخالف للشرع فهو ينوى فى حالة موافقة ابنته أن يذهب بها لبيزنطة , 


. البيع والشراء 

لاتمنع الشريعة الإسلامية من التعامل مع اليهود وأهل الكتاب ولقد تعامل الرسول معهم 
وساكنهم فى المدينة وثبت عن النبى أنه أخذ من يهودى سلعة إلى ميسرة وثبت عنه أنه أخذ 
من يهودي ثلاثين وسقا من شعيرء ورهنه درعه. ويعد هذا دليلاً على جواز معاملتهم » وثبت 
عنه أنه رارعهم وسقاهم, وثبت عنه أنه أكل من طعامهم,؛ وفى ذلك كان قبول قولهم إن ذلك 
الشئ ملكهم ٠‏ واقد شاركهم الرسول فى زرع خيبر وثمرها , ولقد أجر على رضى الله عنه 
نفسه ليهودى يسقى له كل دلو بتمرة وأكل الرسول من ذلك التمر(١".‏ 

وإذا كان هناك بعض الموانع فى التعامل وفقًا للاجتهادات فإن الشريعة الإسلامية لم تمنع 
ولم تضع القيودء وعلى أرض الواقع لم يستجب اليهود لتعاليم وتشريعات الحاخامات , وهذا 
ما أكدته وثائق الجنيزة وفقًا لما ورد فى الجزء الأول من الكتاب فى الفصل الخاص بالعمل فى 
مجالات الصناعة والتجارة والمساكنة وفى أوراق الجنيزة سكن فى أحد الأرباع يهودى ومسلم 
ومسيحىء وعلى حدود دار مسلم وجدت دار لليهودى فالتسامح هو ما ساد على أرض الواقع. 

وترجع إلى نص استعمله اليهود للتدليل على العسف الإسلامى وهى الشروط العمرية. 

تعددت الروايات فيما يتعلق بالشروط العمرية التى وردت فى عدة مصادر وتعددت الروايات 
وإن كان هناك بعض الاختلافات فى النصء وربما يكون نصًا شديد الإيجاز لأحكام مفصلة 


]00.135.1// :مط 
2 2 





ءً 
| مصحوب بظروف تاريخية تعلل تلك الأحكام وتلقى عليها أضواء . ولقد صدرت الشروط فى 

عدة صور متباينة إحداها وارد على هيئة كتاب صادر فى ضوء رسالة بعث بها إليه النصارى 
تضمنت أن يؤبوا الجزية عن يد وهم صاغرون وإن لايتشبهوا بالمسلمين فى ملايسهم ‏ 
ولايتخنون أسماءهم أو كُناهم ولايعملون أولادهم القرآن ولايتشبهون بالمسلمين وأسلوكهم 
ولاتتخنوة السلاح ولايبيغون خمر ... إلخ. 

وإلى جانب صورة آخرى من الرسالة إلى أبى عبيدة واليه على الشام وأوضح البعض 
المقصود بها مدينة دمشق وهى تشبه فى مضمونها الشروط السابقة . وشكك تريتون فى كتابه 
أهل النمة فى الإسلام فى صحة لهذا العهد وفى أنه لم تجر العادة أن يشترط المغلويون 
الشروط التى يرتضونها ليوادعهم الغالب والغريب أن يحرم المسيحيون على أنفسهم تناول 
القرآن هم وأولادهم ويقتبسون منه فى خطابهم إلى الخليفة وهم يستعملون (أن يعطوا الجزية 
عند يد وهم عن قرون) 57 وليس المنطقى أن يضع الأهالى على أنفسهم شروطًا بهذه الصورة 
على أية حال فهو وضع غير منطقى. 

والعهد ينسب تارة إلى عمر وأخرى إلى قائده ‏ والأمر المستغرب من الوجهة العامة أن 
العهد لم ينص فيه على اسم البلد . ومن ناحية أخرى فإننا لا نجد عهدًا مع أية مدينة من مدن 
الشام يشبه العهد العمرى بحال من الأحوال وكلها عهود بالغة البساطة . وفى عهد مدينة 
القدس «أعطاهم الأمان لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيهما ويريئها وسائر ملتها 
أنه ولاتنكس ولاتكنى كنائسهم ولاتهدم ولاينتقص منها ولا من صلبهم ولا من شئ من أموالهم 
ولايكرهون على دينهم ولايضار أحد منهم ولا يسكن ايلياء ومعهم أحد عن اليهود ومن أحب 
من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وما له مع الروم ويخلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم ومن 
شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهل فإنه لايؤخذ منهم شئْ حتى يحصد حصادهم»» 
وتريتون يشكك فى وجود هذا النص ونسبته إلى الخليفة عمر بن الخطاب كذلك لم يصبح 
شائعًا إلا فى عصر متاخر وكان مجهولاً أثناء القرن الأول الهجرىء فلما كان القرن الثانى 
ظهرت بعض نصوص حتى إذا كانت سنة ٠‏ .٠1ه‏ وجد العهد على صورته التقليدية المتداولة 
مع شئ من الاختلافات الضئيلة » كما أن العهود التى قطعها القواد المسلمون للبلدان المفتوحة 
لم تنسخ على غراره بل يرى البعض أن عمر بن عبد العزيز أول من وضع بعض هذا العهد ثم 
نسب كما يقول إلى سلفه وسميه العظيمء وريما كان العهد الذى ذكر أبو يوسف صورة قديمة 
لعهد عمر بن عبد العزيز أو أن يكون فى ذهنه صورة لعهد معين أو حقوق عامة وضعت لأهل 
الذمة. ويرى البعض أن العهد وضع فى المدارس الفقهية ثم نسب إلى الخليفة عمرء ولقد ذكر 





]00.135.1// :مط 





3 

أن أحد العمرين لأن عمر بن عبد العزيز بالتشدد . ويرجح محقق كتاب ابن قيم الجوزية 
د. صبحى الصالح أن يكون منسويا لعمر بن عبد العزيز (ولئن صح أن أحد العمرين لم يكتف 
بسن أصل الغيار بل وضع جزئياته كلها فى المركب واللباس والتسمية والتكنية والتكلم باللغة 
وغمير ذلك فلن يكون قط عمر بن الخطاب) ولهذا نستيعد أن يكون هذا الخليفة الراشدى قد 
فرض على الذميين ربط الكستبيان وهى الزنانير العريضة المدورة فى أوساطهمء أو أن يكون 
أمر بختم أعناقهم ولو عند جباية جزية الرؤوسء فإن هذا يناقض ما ذكره ابن القيم نفسه عن 
النبى وعمر من نهى المسلمين عن تعذيب الذميين وأمرهم بالرفق بهم وليست صحة الأسانيد 
إذا افترضنا صحتها حقا بكافية للقطع فى مثل هذا الموضوع التاريخى والاجتماعى الخطير. 
وإذا كان حدث فى عهد بعض الخلفاء أو الولاة فهم مسئُولو عنه ولم يدم ولم يكن قابلاً 
للدوام9). 

ما ذكر من تعليق الذميين الأجراس فى عنقهم كلما دخلوا الحمام فذلك فضلاً على كونه لم 
يقم عليه دليل لاينسجم قط وروح الإسلام . 

ويعرض د. صبحى وجهة نظره ويرى أن ابن القيم يلخص موضوع الغيار بكلمتين تبدوان 
فى نظرنا ممثلتين لفكرته الشخصية الأصلية؛ وذلك حيث يقول (لباس أهل الذمة نوعان: نوع 
منعوا منه لشرفه ونوع منعوا منه ليتميزوا عن المسلمين)؛ وفى رأى د. صبحى ليس فى 
أحدهما ما يوجب شعور الذمى بضالة شأنه لأنه مغلوب محكوم. واستعلاء المسلم عليه لأنه 
غالب حاكم فإن كلا الأصلين له ولا عليه بهما بحفظ كيانه. ويصان شعاره ٠‏ بل يخلد على 
الأيام أزياؤه وعاداته وتقاليده » ولم يكن الذمى بحاجة قط إلى تحذيره من لبسه المسلمين ولو 
عدها أشرف أو أغلى لأنه فى قرارة نفسه كان يرى الشرف الأسمى ماثلاً فى ارتدائه أزياء 
قومه . وإنما العيب والعار والجريمة فى اقتران هذا المدلول بالإذلال(؟'). وحمل المسلمين من 
حكام ورعية على الشعور بضعة كل ذمى لمجرد كونه ذميًا كأنهم عبيد أو بمنزلة العبيد» مع 
أنهم كما قال الإمام الأوزاعى بحق (ليسوا بعبيد ٠‏ ولكنهم أحرارًا وأهل ذمة. فمن تطف بذهنه 
فكرة الإذلال كلما عرض لسنة عمر فى الغيار ليسئ إلى عمر والنبى والإسلام وهو لايدرى 
وتزداد مساوئه ويعمق خطأه إذا أقدم أحد على تفسير (الصغار) بالإذلال فى قوله تعالى : ( 
حت يعطُوا الجزية عن يد وهم صاغرون 4. سورة التوية من الآية رقم 4؟ الصغار هناك فضلا 
عن كونه واردًا عند أداء الجزية لا عند الحديث عن الفيار الذى لايعرفه النبى عليه السلام فسر 
عند أكثر الأئمة تشددا » ومنهم ابن القيم بالتزام أحكام الملة. 


]00.135.1// :مط 
007 





4.23 
وجوايتاين يؤكد هذا الرأى إلي حد ما رغم اعتباره من مقدمات التعصب فجوايتين يرى أن 
اليهود متمسكون بالغيار لأنه يميزهم عن غيرهم , وكذلك يذكر كستلر فى كتابه القبيلة الثالثة 
عشرة أن اليهود حريصون على التميز بالإضافة إلى تسريحة الشعرء فوجود أى شخص 
بضفائر لولبية جانبية » وقلنسوة رقيقة سوداء عريضة الحافة وقفطان أسود طويلء وفى لمح 
البصر سوف تتعرف على الشخص اليهودى المالوف 0 ولكن الحقيقة التى تفرض نفسها 
ويقوة أن التميز فى الملبس لم يطبق إلا فى فترات محدودة وأحيانًا كان نتيجة لتضخم نفوذ 
بعض الوزراء أق أصحاب المناصب اليهود ؛ فمع تضخم نفوذ هؤلاء وتفضيلهم أبناء دينهم 
وإساتهم إلى الأهالى وأحيانًا نتيجة لخطر خارجي فيشد الغيار» فخلال القرنين الثانى عشر 
والثالث عشر الميلادى ساد نزاع مذهبى وخطر خارجى هدد المسلمين وهو الخطر الصليبى 
الذى أودى بالكثيرين بالإضافة إلى عنصر آخر هو عدم ولاء اليهود وتعاملهم مع الأجنبى كما 
حدث مع البرتفال حين هددوا المغرب العربى فحماهم بنو مرين بإسكانهم الملاح. وأحيانا 

يكون نتيجة موقف متردى فى الدولة والحكم وليس ضد دين معين . ش 

وفى المقال الذى كتبته صدم!!ن5 60146 لا يديدا شتليمان عن قوائم خاصة بعقود زواج 
يهودية تحتوى كشيرًا من أنواع الحرير و47 نوعا من الخامات ٠‏ وملايس وأغطية للرأس 
ا وحجاب تشبها بالمسلمات ولقد قامت بتصويره فى مقالها كذلك قلد اليهود الطليسان وغطام 
ا الرس الذى يرتديه رجال الدين المسلمين فى العصور الوسطى وقلدوا طراز ملايس المجتمعاي 
ظ التى يعيشون فيها والصفوة الحاكمة منهم ارتدت أغلى الثياب وأحسنها وأشارت وثائق 
الحيكدة ال هذه الملابس والتى تعد جزمًا من ميراث العائلات اليهودية"): وفى القرن ؟١‏ 
طلب تاجر يهودى من تاجر مسافر إلى الهند أن يحضر لابنه ثوب ديبقى وطراز وعمامة كاملة 
مع تطريز اسم الصبى عليها . وملابس ابن النفريلة وقصره وأثاثه كانت من أروع الثياب 
والمنشآت والأثاث. 

والمماليك فى أواخر العصور الوسطى لم يكونوا يحبون أن يقلد أحد طرز ملابسهم ولكن 
تقل اليهود بعض تلك الطرز فنجد امرأة يهودية تملكت ثوب عرف بالتغلق وهو معطف عسكرى 
ذو أكمام قصيرة كان من ملايس المماليك الشائعة 

وهناك أمر آخر تضمتته الشروط عدم بناء معابد وابن قيم يذكر فى إيضاح الموقف من 
المعابد قول الله تعالي 2 رولا دع ال اناس بَعْضَهُم يعض لَهَدمَتَ صوامع وبع وصلوات 
ومساجد ٠‏ يدَكَرُ فيهًا امم الله كثيرا» سورة الحج : من الآية رقم 5١‏ . ولقد اختار فى تويل هذه 








.5ه طماه»ا// :مقط 


و 
الآية أن الله لى لم يدفع بالمسلمين متعبدات أهل الذمة لهدمت هذه الأمكنة التى كانت محبوية 
له قبل الإسلام وأقر فيها ما أقر بعده. وأكد ضمنيًا بأنه يحرم علينا مبدئيًا التعرض للذميين 
بالظلم والأذى عند أداء شعائرهم الدينية9). 

وفى عهد خالد بن الوليد لأهل عانا «أن يضريوا نواقيسهم فى أى ساعة شاؤوا من ليل أى 
نهار إلا فى أوقات الصلوات كما أن لهم أن يخرجوا بالصلبان فى أيام عيدهم». 

وذكر أبو يوسف أن جميع شروط الصلح تضمنت عدم هدم بيعهم ولقد انتصر لهم صراحة 
فى أحكام أهل الذمة . أما بالنسبة لإدخال المرأة النمية الصليب إلى بيت زوجها المسلم 
ولصيامها الذى يعتقد وجويه فليس لزوجها أن يمنعها من هذا أو ذاك . وقد وجد الرسول بعد 
فتح خبير فى الغنائم نسخًا من التوراة فأمر بردها إلى اليهود لأنه رأى من حقهم أن يعلموا 
أولادهم دينهم مصداقًا لقوله تعالى : ( لا إكراة في الدين قد تبن الرشد من الْغّي ؟ سورة 
البقرة : من الآية5ه؟ . 

كذلك نجد فى القاهرة العاصمة الفاطمية الجديدة جرى بناء عدد من المعابد منها على 
سبيل المتال كنيس القرائين وهى كنيس يسلك لها من تجاه باب المارستان المنصورى فى حدرة 
ينتهى إليها يحارة . 

وكنسية دار الحضرة تجاه زويله فى مصر . ويذكر اسرائيل ولفنسون فى كتابه عن موسى 
بن ميمون «أن كنيس اليهود العراقيين بالمصاصه بنى وهم فى خلافة أمير المؤمنين عمر بن 
الخطاب»20). 

القضاء : 

ذكر المؤرخون اليهود أن التشريع الإسلامى لم يمنح اليهود مزايا متساوية فى القضاء وأنه 
لاتقبل شهادة غير المسلم عن المسلم إلا فى حالات نادرة » وأن قتل غير المسلم لاينتاسب عقابه 
مع عقاب المسلم؛ ويضرب احدهم مثلا بتسامح نور الدين والذى يعده حالة نادرة وذكر أنه قال 
لو كان المجنى عليه يهوديًا والجانى ابن نور الدين لاقتتصصت منه ويتخذها دليلا على أن 
اليهود لايلقوا الحماية الكافية أو أن هناك فرصا متاحة لسماع شكواهه*"). 

ولقد صرحوا فى باب الاجازة والشفعة والمضاربة والزراعة بأن اسلام العاقدين ليس 
بشرط أصلاً » فإن غير المسلم يملك عقد المقارضة كما يملك البياعات: وجارى الشافعية المالكة 
فى بعض تلك المعاملات » فاثبتو للذمى الشفعة على المسلم, ولم يبطلوا بين الذميين إلا البيوع 


]00.135.1// :مط 
07 


3 
التى تبطل بين المسلمين؛ وحتى فى الولاية فى فإن بعض الولايات العامة كالامامة» وامارة 
الجيش ذات طابع دينى صريح ٠‏ فمن المنطق ألا يكلف بها الذميون , أما الولايات الأخرى 
التى لايشترط فى القائم بها الاسلام فما أحدهم يملك دليلاً نقليًا ولاعقليًا على منع الذميين 
منها ولاسيما إن كانوا أكفاء لها إلا أن يكونوا بطانة لايآلون المؤمنين خبالاًء ويضمرون العداوة 

لهم وللإسلام.(40). 1 

وإذا نظرنا لوثائق الجنيزة فنجدها تعكس واقعا انسانيًا يمتاز بتسامح فلقد وقعت حادثة 
تتازع بين اليهود القرائين والمسلمين يشمل خلاف على أرض تتبع المسجد ادعت هيئة القرائيين 
أنها تتبعها ولقد أصدر القاضى الشافعى قرارًا لصالح المعبد اليهودى. 

كذلك حدث خلاف قضائى فى القدس فى عصر المماليك وحكم القضاء الإسلامى لليهود . 

وفى الخلافات بين اليهود على الملكية كان اليهود, ووفقًا للوثائق اليهودية . يفضلون اللجوء 
للقضاء الإسلامى: ولكن فى الأمور الشخصية كان الرجوع للمحكمة اليهودية فلقد سمح 
الاسلام للأديان الأخرى بحرية التقاضى فى أمورهم الشخصية الدينية والرجوع لمحاكمهم 
وفى خلافاتهم المالية والاقتصادية ولقد استعانت محكمة يهودية بخبراء مسلمين لتقدير ملكية 
محل خاص بفتاة يتيمة . 

وياستعراض قضايا أهل الذمة وأحكامها فى الأندلس التى وردت عند ابن سهل نجد أنها 
تقوم على انصاف آهل الذمة فى مقام العدالة أسوة بغيرهم, ويقول أن الذمى ينخذ حقه ولو 
كان خصمه مسلمًا ما دام هذا الحق ثابثًا له بالطرق التى حددها فقهاء الإسلام دون تعنت أى 
اجحاف وميزان العدالة كان يتم بالحيرة والتسامح فى حدود القواعد الشرعية. 

ومن الوثائق التى تثير الاهتمام تلك الوثيقة من مجموعة القرائين وتعود لعام ”4ه / 
٠٠م‏ فلقد قدم شخص يدعى البرهونى ادعاء ضد المعيد اليهودى الخاص بالربانيين الموجود 
فى حارة زويلة وكان قد بنى حديئًا وطلب ازالته وأن اليهود ليس لهم حق الاستيلاء على المكان 
ورفع الأمر لشيخ الإسلام القاضى الشافعى فقام بالرد على الالتماس الشيخ أبو عمران 
موسى بن يعقوب بن اسحق الإسرائيلى طبيب الملك ورئيس اليهود الرباتيين والقرائين 
والسامرة . الالتماس قدم امام محكمة اسلامية وكان كبير القضاة قاضى الدعوة «عصر 
فاطمي» والقاضى الشافعى وحضر المدعى البرهونى وطلب القاضى من كلا الطرفين احضار 
شهوده واحضر موسى شهوده وشهدوا لصالحه ويوجود المعبد اليهودى فى حارة زويلة من 
فترة طويلة وأن موسى يتولى أمره . وكان غالبية الشهود من المسلمين فكان هناك الحاج 


35.1 00// :مط 





3 

خطاب بن تصر الدين بن مجاهد وفخر الدين بن أحمد خالد معروف باسم صبرهء والحاج 

منصور بن بدر الدين نصر الدين المعروف بالطويل والمكرم والشريف شهاب الدين بن الزين 

خضر بن فليح 12:06نا"؟ والمعلم سماحة بن محمد بن مؤذن يعرف باسم جده فشهدوا لصالح 

طائفة اليهود(!؛) وأكد حقهم من قبل كبير القضاة وقاضى الدعوة أبو محمد القاسمى وارخ 
فى شعيان 874ه / ١7‏ مايو 74١1م.‏ 

ولقد سمح لليهود بإيقاف الأوقاف على المنشآت الدينية اليهودية «أما ما وقفوه فينظر فيه , 
فإن أوقفوه على معين أو جهة يجوز للمسلم الوقف عليها كالصدقة على المساكين والفقراء 
وإصلاح الطرق والمصالح العامة أى على أولادهم وأنسالهم وأعقابهم . فهذا الوقففٍ صحيح 
حكمه حكم وقف المسلمين على هذه الجهات. 

وأشار ابن قيم «لو وقفوا على مساكين أهل الذمة هل يستحقونه دون مساكين المسلمين . 
ويستحقونه مساكين المسلمين دونهم, أو يشتركون فيه. فلا ريب أن الصدقة جائزة على أهل 
الذمة. 

. فى كتاب موسى جيل عن المؤسسات الخيرية اليهودية أنها أوقفت أوقافا على المؤسسات 
الخيرية وفى وصية خاصة بوقف ذكره باسم احباس مخصصية لفقراء اليهود تصف فحص 
العائد وريع خاص بامرأه يهودية تدعى ست الآهل ابنة الفضل الكوهينى بن الشيخ أبو الكرم 
بن سعد من والد والدتها «جدهاء والوصية التى تشير إلى «أن أى شئئ يبقى من الايجار بعد 
التصليح يدفع منه درهمين لأختها ستيتة زوجة هبة بن أبو الغالب الصايغ كل شهر طوال 
حياتها والباقى من ذلك يصرف لعلاج المرضى أو دفن الموتى('؟) وللدارسين وليس لهم دخل 
ولكن ليس لآمر آخر» وجزء مخصص للمؤسسة الخيرية والوصية بتاريخ ١17ده‏ / 57١1م.‏ 

ومتلت بعض الأماكن للأديان الثلاثة مكان دينيًا له قداسته كما فى القدس حيث فيه قبر 
الخليل إبراهيم . وإذا كان مؤرخو اليهود قد سعوا إلى نسبة الاضطهاد الدينى للمسلمين 
فهناك وثيقة فى غاية الأهمية توضح التعصب الدينى اليهودى وكاتب هذه الوثيقة رجل الدين 
وطبيب ابن صلاح الدين موسى بن ميمون الذى اقيمت له ندوة فى دار العلوم معقل اللفة 
العربية 1171م. ووصفه الشيخ مصطفى عبد الرازق بأته فيلسوف اسلامى لأنه تتلمذ على يد 
فلاسفة الإسلام كابن رشد فى أسبانيا ولقد كانت الندوة تحت رعاية وزير يهودى هو قطاوى 
باشا الذى كان وزيرًا فى الوزارة المصرية. 

موسى هذا الذى كتبت عنه المصادر الإسلامية وتنقل كما ذكر بين منزله فى الفسطاط 
والقصر السلطانى الذى كان يلقى فيه الرعاية» وفى نهاية النهار فى المساء يتردد على منزله 


]00.135.1// :مط 
2 








2 


اليهود والمسلمون» بشهادته هو كان موضع تكريم المسلمين شعبا ودولة ومع ذلك كتب رسالة 
إلى ناجيد ويهود اليمن يسب فيها الاسلام والنبى محمد والمسيح عيسى وأتباعهم وهى مكتوية 
بالعربية موجهة إلى يعقوب بن ناثال الفيومى ناجيد اليمن والذى وصفه بأنه رئيس المجتمع 
اليهودى. والرسالة نشرها الاستاذ نورمان شتلمان اليهودى وصاحب الدراسات فى تاريخ 
اليهود الكتاب بعنوان: 8001 ع50نا50 لمة 111502 ة كلمدا طدعة أن 5ع[ 156 : 
وصادر عن مطبوعات المجتمع الأمريكى اليهودى أى أن النص صادر عن المؤسسة اليهودية 
وكاتب يهودى ومحقق يهودى أى أنه ليس هناك مجال للتحريف أو الادعاء بأن النص يتضمن 
معلومة مغلوطة9؟). 

ويتكلم فى البداية عن وجود يهود فى اليمن منهم الأثرياء والدارسين ويذكر أن رسالته 
كتبها بالعربية ردًا علي سؤال وجه إليه وأن سبب كتابتها بالعربية كى يكون سهلا لكل شخص 
قراءتها ويشير إلى أن هناك شغبًا حدث فى أرض اليمن ضد اليهود لاجبارهم على ترك 
عقيدتهم كالبربر فى المغرب, وأن هذه الأنباء قصمت ظهره. 

ويشير إلى قرب ظهور المخلص وأن قلوب البعض تغيرت وتركوا دينهم خوفًا وأن البعض . 
ظل محافظظًا على دينه ويشير لمجد الدين اليهودى وأن كثيرًا من الامم عارضتهم وأن الله 
فضلهم على جميع الشعوب وأن هناك شعوبًا حاولت تدميرهم وتدمير عقيدتهم بقوة الجيش 
مثل العماليق وسنحريب ونبوخذ نصر ٠‏ وتيتوسء وهادريان. هؤلاء يمثلون طبقة من طبقتين أما 
الطبقة والفئة الثانية فهى شعوب أكثر مهارة وثقافة مثل السوريين والفرس واليوتان الذين 
حاولوا تدمير العقيدة عن طريق المناقشة والجدل الذى أجادوه . وكمنتصرين وقاهرين 
استخدموا السيف ولكن لم تفلح أى الوسيلتين لترك اليهود لدينهم. 

«دثم ظهرت محاولة أخيرة وثالثة تمزج بين الاثنين وكانت أكثر تأثيرًا على الشعوب وهى 
ادعاء النبوة بادعاء ديانة ضد القانون السماوى وأنها من الله ككلمة الحق وقد خلق هذا نوعًا 
من الشك والاضطراب فهناك محاولتان أولاهما تتمثل فى المسيح الناصرى «فلتدق عظامه 
وتتحول لتراب» وكان أصلاً من اسرائيل. والثانى رجل مجنون اتبع نهجه واضاف أمرا آخر 
هو سعيه إلى السلطة والسيطرة والخضوع له وما فعله معروف تماما» . 

من هذا النص يتضح أن موسى بن ميمون يهاجم الدين المسيحى فى شخص عيسى عليه 
السلام , كما يهاجم الدين الإسلامى فى شخص النبى صلى الله عليه وسلم » على الرغم من 
تظاهره بموالاة المسلمين . 


6ذ.5ه .مامه »//:ملام 


لاه 

كلا الرجلين سعى لايجاد عقيدة مقاربة للعقيدة التى أنزلها الله ولكن ما أنزل من الله 
لايمكن وضعه بأيد بشرية؛ وعلى ذلك فإن هناك فرقًا بين العقيدة اليهودية وشعائرها وتلك التى 
وضعها - ولكن الشخص الجاهل للشرائع الإلهية والحكمة المقدسسة يرى أن تمشال مظهره 
الخارجى يقارب فى الشكل أو الملامح واللون فيعتقد أن عمل الإنسان مثل خلق الله لجهلهم 
بالطبيعة الأبديه أو كرجل عاقل يستطيع الحكم على كل منهم ثم يتحدث تفصيليًا عن صحة 
العقيدة اليهودية تجاه العقيدتين الآخرتين. 

ويعود فيذكر أنهم تسلموا تحذيرًا بخصوص هذا من الله فى سفر دانيال أنه سياتى فى 
المستقبل رجل ينسخ العقيدة الحقيقية ويقلدها وسياتى بكتاب مقدس وتشريع وادعاءات يدعى 
أن التشريع جاء من عند الله وأنه يتحدث إلى الله وادعاءات أخرى. 

ويذكر أنه بخصوص ظههور الدولة العربية وازدهارها تجاه الدولة البيزنطية أشار سفر 
دانيال إلى ارتفاع مكانة الرجل المجنون ولفتحه روما وفارس واليونان (دانيال )١١-١‏ . 

«بعد هذا أرى فى رؤى الليل فإذا بحيوان رابع هائل وقوى شديد جدا وله أستان حديد 
كبيرة » أكل وسحق وداس الباقى برجليه وكان مخالفًا لكل الحيوانات الذين قبله وله عشرة 
قرون كنت متأملاً بالقرون وإذا بقرن آخر صغير طلع بينهما وقلعت ثلاثة من القرون الأولى من 
قدامه. وإذا بعيون كعيون الإنسان فى هذا القرن وفم يتكلم بعظائم » كنت أرى أنه وضعت 
عروش وجلس القديم الأيام لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقى وعرشه لهيب نار 
متوقدة » نهر نار جرى وخرج من قدامه ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه فجلس الدين 
وفتحت الأسفار كنت انظر حينئذ من أجل صوت الكلمات العظيمة التى تكلم بها القرن كنت 
أرى إلى أن قتل الحيوان وهلك جسمه ودفع لوتد النار. أما باقى الحيوانات فنزع عنهم 
سلطانهم ولكن اعطوا طول حياة إلى زمان ('). ووقت الشخص الذى مجد اسمه» قال فى 
تفسير حلم دانيال أنه سيدمر محمد والإسلام بعد أن يقيم مملكته وقوة عظمته, وسيبيد معه 
أيضا اتباع سابقه «المسيح» الذين ما زالوا موجودين9؟). 

وعد الله البطريك يعقوب أن قومه اليهود لو تعرضوا للاهانة وخضعوا للشعوب الأخرى » 
أنهم لن يقضى عليهم ولن ينتهوا كمجتمع كما أنه لايمكن أن ينكر وجود الله فإنه لن يمكن 
واحد من تدميرنا أو القضماء علينا من هذا العالم كما ورد فى الاصحاح الأول / 6 «لأنى 


أنا الرب لا أتغير فانتم يا بنى يعقوب لن تفنوا». 


]00.135.1// :مط 
00 











لي 


وقال إن على اليهود أن يثقوا فى هذه الكلمات «ويجب أن نضع فى اعتبارنا أى أخطاء أو 
انتصار الأعداء علينا لن تضعف كبريائنا». 

وكما ذكرت التوراة «أما اسماعيل فلقد سمعت لك فيه , ها أنا اباركه واثمره وأكثره كثرة 
كثيرة جدا » اثنى عشر رئيسا يلد واجعله أمة كبيرة ولكن عهدى أقيمه مع اسحق الذى تلده 
لك ساره فى هذا الوقت :فى السنة الآتية أما النبى الذى يطغى فيتكلم بإسمى كلامًا لم أوصه 
أن يتكلم به أو الذى يتكلم باسم الهة أخرى فيموت ذلك النبى وإن قلت فى قلبك كيف يعرف 
الكلام الذى لم يتكلم به الرب فما تكلم به النبى باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام 
الذى لم يتكلم به الرب بل بطفيان تكلم به النبى فلاتخف منه» (التثنيه 0-0؟) (40), 

ويذكر أن هذا النص يشير إلى الرجل المجنون (هذا التعبير الخارج يشير إلى نبينا 
الكريم) واستمر فى خطابه طن هذه الوتيرة . 

ويقول «أن النبى ادعى فى القرأن أن التوراة بشرت له فى حين أن المسلمين أنفسهم 
لايثقون فى براهينه وأن اليهود لم يصدقوه ولم يجدوا دليلاً فى التوراة أو أى مصدر آخر عنه 
وأنهم اتهموهم بتحريف التوراة وأنه سيرى نهاية هذه الأيام مثل ما قال خالد الذكر سعديا ولا 
أحد يعرف كنهها ومختومة إلى وقت النهاية كما فى دانيال ١7‏ : 4 «أذهب يا دانيال لأن 
الكلمات مخفيه ومختومه إلى وقت النهاية كثيرون يتطهرون ويبيضون ويمحصون ٠‏ أما الأشرار 
فيفعلون شرا ولايفهم أحد الأشرار لكن الفاهمون يفهمون» وأن نهاية الأيام حينما يأتى 
المسيح وأن هؤلاء سيفشلون وحذر من الوقوع فى الشك فى هذه الحقيقة وهى عودة المسيح 
والقضاء على الآخرين ثم يتحدث بتفصيل عن عودة المسيح أو ظهوره وذكر أن عدد من الناس 
ادعى وحدد الوقت وذكر رجلاً ادعى أنه المسيح وظهر فى اليمن خلال حياة ميمون ولم ادهش 
لأنه وجد اتباع وذلك لجهل اتباعه بحقيقة المسيح ذكر مزايا المسيح وعلامات ظهوره ثم ينتقل 
للتنديد بالمسلمين ووصف حالة اليهود تحت حكم الإسماعيليين أى المسلمين. 

وأنه رغم استماعهم لأكاذيب الإسماعيليين وهم باقين فى صمت فإنه لم يسلموا من 
شرورهم فى أى وقت بل دأبوا على ايذائهم وطردهم كما فى سفر داوود ١٠١‏ / 7 . 

يقول أنه سيذكر عدة أحداث بعد قيام المملكة أو الإمبراطورية الإسلامية وأول تلك القصص 
عن هجرة أعداد ومئات أو آلاف من اليهود من الشرق فى أصفهان كان معهم رجل ادعى أنه 
المسيح؛ ونهبوا مسلمين وقتلوا من قابلهم واتجهوا إلى رحبة بغداد فى بداية العصر الأموى 
وأن الظيفة أمر جميع الدارسين والمثقفين من اليهود أن يذهبوا لبزادراك ار وجوت نر 





1 .35.طمما// :مط 


1 

حق وأن الشخص هو الشخص الذى ينتظرون فإننا سنعقد معكم هدنة ويشروطكم وإذا ظهر 
عكس ذلك سنقاتلهم ؛ فذهب وفد الدارسين اليهود اليهم وسألوهم عن ما دعاهم للقيام بهذه 
الهجرة فقالوا إن هذا الرجل لايعرفه إنسان طاهر وعلى خلق وأنه من بيت داوود وأنه ذهب 
تومن لبيت رجل أبرص ولقد تم شفاؤه فى اليوم التالى وأنه أولى علامات المسيح ولكن 
الدارسين ذكروا أن هذا ليس حقيقيا وأنه لايملك أى علامة من علامات المسيح: فثاروا عليهم 
وذكروهم أنهم قريبين من أراضيهم ويستطيعون العودة وأنهم سيدمرون لو اصروا على البقاء 
فى هذه البلاد وأنه ليس معهم نبى حقيقى. 

ويعد التحذير أرسل السلطان لهم ألف دينار موادعة للعودة إلى أراضيهم: ولكن حين عادوا 
إلى بلادهم فرض على اليهود غرامة من المال واجبروا عل التميز فى الثياب ويثوب مكتوب عليه 
«ملعون» ووسموا بالتنار فى ظهورهم وأن مجتمعات اصفهان وخراسان عانت الكثير. 

هذه القصة العجيبة ٠‏ تحمل الكثير من دلائل الغرابة والاضطرابء ومن الغريب أنه ذكر أن 
الخليفة أرسل بنى دينه من اليهود لمحادثة المدع واثبتوا كذبه وفرضوا عليهم أموالاً لعودتهم إل 
أهلهم وهو قمة التسامح ثم نسب إلى المسلمين الاضطهاد. 

ثم يحكى موسى بن ميمون قصة ثانية يقول إنها حدثت قبل خمسين سنة, فقد ظهر رجل 
فاضل اسمه موسى الدرعى من وادى درعة فى أسبانيا للدراسة مع الرابى يوسف هاليفى بن 
مجاش 14682513 : خالد الذكر «ذهب إلى فاس عاصمة مراكش وهو دارس تلمودى تتلمذ على 
يد أستاذه اسحق الفاسى كرئيس اليافيش فى لوسينا (/ا/1٠١-41١١م‏ / .407-47ه) وفى 
فاس اجتمع عليه الناس ويشرهم بقدوم المسيح, ولم يدع كما قام هذا المجنون أن الله أرسله 
كمسيح وصدق الناس نبوئته وحاول والدى اثنائهم عن اتباعه ولكن عدد! قليلاً اتبع والدى 
الفالبية تبعت موسىء وهناك أمر جعل الناس تتبعه إذ أخبرهم أن أمطارا ثقيلة ستسقط 
محملة بالدماءء وسقطت أمطار غزيرة وكانت الأمطار حمراء ثقيلة لأنها محمله بالطمى فصدقه 
الناس. 

وذكر أن المسيح سيأتى فى عيد الكيبور (الغفران) وأمر الناس ببيع أملاكهم وأن يخنوا 
قروضا من جيرانهم المسلمين الدينار بعشرة «الربا من طبع اليهود لا المسلمين » ومن أحداث 
فى التوراه بخصوص هذا العيد وحين جاء العيد ولم يحدث شئ كان اليهود قد باعوا أملاكهم 
وغفرقوا فى الديون وأصبحت القصه معروفة لجيرانهم من الأغيار كما يقول ابن ميمون والذين 
ارادوا قتله إذا عثروا عليه ولم يعد أى قطر إسلامى آمنًا له بعد هذه الحادثة. 


]00.135.1// :مط 
02 








0-5 


ويقال أنه هاجر إلى فلسطين ومات هناك وكانت تحت حكم الصليبيون مما يثبت عدم صدق 
الرواية فلم يكن الصليبيون يسمحون بإقامة اليهود وخاصة مدعى كهذا وأحد الرحالة اليهود 
ذكر أنه لم يكن بها غير صباغ يهودى واحد سمح له حاكم بيت المقدس بالبقاء. 
ويذكر موسى بن ميمون أن والده أخبره أنه قبل هذه الفترة بخمسة عشرة أى عشرين عاما 
اعتقدت مجموعة من العاملين فى الفلك فى قرطبة عاصمة إسبانيا بقدوم المسيح فى وقت ما 
وأنه سيكون من أهل بلدتهم وحلموا بذلك ليلة بعد ليلة واختاروا أحد زملائهم عيسى ابن اريش 
4115 وربطوه بعلامات معينة واجتمع السادة نوو المكانة من المجتمع اليهودى وأثبتوا خطأ 
هذا وجلدوه وفرضوا عليه غرامة لأنه ويصمته ايد أقوالهم فى أنه المسيح وفعلوا نفس الشئْ 
مع مؤيديه وذلك لإنقاذ أنفسهم من الأغيار وضرب ميمون أمثلة كثيرة من ظهور مسيح كاذب 
فى أماكن مختلفة. 
وهذه الأمثلة حذدّر منها الأنبياء وكتب عدم صحة الادعاء واضروا بالآخرين ثم يستمطر 
اللعنات على الذين يسبيون الضرر لهم وأنه الله سيضئ؛ طريقهم اشعيا ٠١‏ / ” «وأما عليك 
فيشرق الرب ومجده عليك يرى» ثم فى النهاية يطلب منهم إرسال هذه الموعظة لجميع 
المجتمعات اليهودية فى الريف والحضر وأن يأخذ الاحتياط ضد أى شخص ضعيف القلب أو 
شرير يقوم بنقل محتواها إلى الأغيار وليعلمهم بموضوعها لآن الله يحمينا وإنى كنت فى غاية 
الخوف حين كتبت هذه المومظة واعتبرتها مخاطرة لأهدى الكثير إلى الحق وأن أتباع الرسل 
وعدوا الذين يرسلون بعثه مقدسة بأنهم لن يلقوا أذى (يذكر شتيلمان فى النهاية أن هذا ترجم 
عن العريية). 
للد[ ه .له16؟6) رممرع1آ , أعقع188 ,7001ند1/! باءزعا عأطدة عغطا مور لعا أكمم 1" 
. 1-106 .مم ,(1952 علعناهل ببسعلط) 
النص السايق نشره استاذ يهودى ٠‏ واصدار ونشر منشورات مؤسسة أمريكية يهودية . 
هذا الرجل رغم ما حصل عليه من مزايا وامتيازات من صلاح الدين وابنه وما حدث من 
التسامح لم يجد غضاضة فى الإساءة إلى النبى الكريم وإلى الاسلام وتمنى زوال المسيحية 
والإسلام والتخلص من أتباعهما وتجريح الدين وتسفيهه ! لآأن الشعب اليهودى هو الباقى 
ويعرض لقصة المسيح المنتظر ومن ادعوه ورغم تأكيده انها حالات كاذبة حاول الإساءة إلى 
المسلمين واتهامهم بالعنف رغم تأكيده أنه الذى أثبت كذيهم رجال الدين اليهودى وفى النهاية 
يستمطر اللعنات على المسلمين والمسيحيين. 


]00.135.1// :مط 


لمن 

واسرائيل شاحاك المؤلف اليهودى وهو مواطن اسرائيلى وكاتب » يؤكد عنصرية موسى بن 
ميمون الذى حظى برعاية المسلمين وقيل أنه أسلم فيذكر آراء هذا الرجل وتعصبه فى كتابه 
التاريخ اليهودى وتاريخ الديانة اليهودية ويورد آراء الرجل . 

فيقول بالنسبة لغير اليهود وفقًا للمبدأ التلمودى فإن إنقاذهم ليس واجبًا كما أنه محظور 
قتلهم؛ ويعبر التلمود نفسه عن هذا المبدأ بالقول «غير اليهود ليس واجيًا رفعهم من البئر ولا 
إنزالهم فيها» وهذا ما يفسره ابن ميمون فيقول «بالنسبة لغير اليهود الذين لايكونون فى حالة 
حرب معهم يجب ألا يتسبب فى موتهم ولكنه يحظر علينا إنقاذهم إذا كانوا على وشك الموت 
مثلاً أنه إذا شوهد أحدهم يسقط فى البحر وجب عدم إنقاذه لأنه مكتوب لاتقف ضد دم رفيقك 
وغير اليهود ليس رفيقك. 

ويذكر شاحاك أنه يجب على الطبيب اليهودى بصورة خاصة ألا يعالج مريضا غير يهودى. 
رغم أن ابن ميمون نفسه كان طبيب شهير للسلطان وابنه وفى فقرة أخرى يكرر التمييز بين 
الرفيق وغير اليهودى ويستنتج من هذا العلم إنه محظور عليك إشفاء غير اليهود لقاء أجر أما 
إذا خشيت منه أو من عدائه فعالجه مقابل أجر ويبقى ممنوعًا أن تفعل ذلك من دون أجره 
وإصراره على طلب الاجر لضمان عدم كون الفعل خيرًا انسانيًا بل واجبًّا لايمكن اجتنابه فى 
فقرة أخرى يتيح معالجة غير اليهود مجانًا إذا كانت تخشى عداوتهم ولايمكن تجنيها (47). 

هذه العقيدة حظرت إنقاذ حياة غير اليهودى وعلاجه والحظر على حالات الخوف من 
العداوة مكرر حرفيًا فى مراجع رئيسية أخرى مثل «اربعاة توريم ”18ذ]نا1 اله41260” فى 
القرن الرابع عشر. «وييت يوسف لكارو» وشولبانه أروخ . ويضيف بيت يوسف مستندا لابن 
ميمون «مسموح أن تجرب الدواء على الكافر إذا كان هذا يخدم غرضًا » وهذا ما يكرره 
الحاخام موس اسيرليس 155611655 7810568 وتجمع مراجع الهالاخاه على أن المقصود بتعبير 
الأغيار هو كل غير اليهود . والصوت المعارض الوحيد كان للحاخام موسيس ريفيكس !؟) 
ويتحدث شاحاك عن سيطرة الحاخامات كان يهود أوربا وكذلك يهود العالم العربى قبل 
٠م‏ يكنون احتقارا شديدا وكرها لكل أنواع التعليم فيما عدا التلمود «والتصوف 
اليهودى» وأجزاء عديدة من العهد القديم أمًا الشعر العبرى غير الدينى ومعظم كتب الفلسفة 
اليهودية فلم تكن تقرأ. حتى أن أسماءها كانت ملعونة كذلك فإن اللغات كانت ممنوعة تماما , 
وكذلك دراسة الرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ وحتى التاريخ اليهودى لم يكن معروقًا 


]00.135.1// :مط 
00 


03 0 ز[ز[ز[ز[ز[ز[ آذ ا اا ااااا0ا1ا0الا ا ا دا ا ا لاا لا ا اا الا‎ [ 137303018١1 

















0 
أيدا والحس النقدىء والذى يفترض أنه من سمات اليهود كان غَائبًا كليًا ولم يكن هناك /أ 
محظور مرهوب مثل التقد مهما كان معتدلاً ويرينًا . 

وكان عاًا غارًا فى الخرافات المرذولة والجهل والتعصب . وفى مقدمة أول كتاب جغرافيا 
عبرى والذى نشر عام 14-7 فى روسيا يشكو المؤلف أن عددًا من الحاخامات ينكرون وجود أ 
القارة الأمريكية » ويستطرد الكاتب رغم ذلك فالعديد من يهود اليوم يحنون إلى ذلك العالم | 
باعتباره فردوسهم المفقود وهو المجتمع المغلق المريح؛ الذى لم يتمردوا عليه بل طردوا منه. | 
وقطاع كبير من الحركة الصهيونية أراد على الدوام إعادته وكانت لهذا القطاع الكلمة الأولى. أ 

اليهودية الكلاسيكية فى نظره قليلة الاهتمام بتوضيح حقيقتها لأعضاء جالياتها سواء | 
كانوا دارسين للتلمود أم لا »ويرى أن كتابة التاريخ اليهودى حتى بالأسلوب التحليلى الجاف 
توقفت كلياً منذ عصر يوسيفوس 101210105 135 فى نهاية القرن الأول وحتى عصر 
النهضة والسمة البارزة أن الحاخامات خافوا من التاريخ اليهودى أكثر مما خافوا من التاريخ 
العام ويذكر أنهم غيروا فى التلمود فى العصور الوسطى فى الدولة المسيحية وحذفت فعلاً فى 
أوربا كل العبارات المتضمنة هجوم على المسيحية وغير اليهود واستبدلوا بتعبير أممى 60 
وغير يهودى 01نا١أ/(120©‏ وغريب 204012 التى تظهر فى مؤلفاتهم السابقة فى أوريا بتعبير !7 
وثنى همجى وحتى كنعانى وسامرى, كما أنهم استبدلوا فى فترة معينة فى روسيا القيصرية ( 
حيث كانت الرقابة شديدة وادركت حقيقة التعبيرات الملطفة السابقة فقام الحاخامات 
باستبدالها بتعبيرات أخرى مثل عريى ومسلم «بالعبرية اسماعيلى التى تعنى كليهما» وأحيانًا 
مضرى لا منها أن السلطات القيصرية لن تعترض هذا النوع من الإساءات . 

هكذا حرف الحاخامات فى التلمود وتعمدوا الإساءة إلى العالم العريى . ويذكر إنه يعد ل 
قيام دولة إسرائيل اعيدت كل الفقرات والتعبيرات العدائية من دون تردد, وأنه أعيد نشر تلك أل 
المحفوظات فى اسرائيل بطبعات رخيصة تحت عنوان «هيسرنوت شاس 5035 )وم زوع1] وى أ 
زال الأطفال اليهود يلقنون بالفعل فقرات كتلك التى تامر كل يهودى بأن يتلو دعاء بالرحمة إذا 
مر بالقرب من مقبرة يهودية وأن يلعن امهات الموتى إذا كانت لغير يهودى . هذه صورة من 
صور العنصرية التى طرحها كاتب اسرائيلى0). 

وتعددت الصور التى طرحها شاحاك لتعطى صورة بانورامية عن الفكر اليهودى الملتعصب 
فيذكر عن ابن ميمون فى كتايه «دلالات الحائرين» والذى يعتبر بحق أعظم كتاب فى الفلسفة 2 
الدينية اليهودية» وما زال يقرأ على نطاق واسع حتى اليوم لسوء الحظء فبالإضافة لموقفه من / ا 


]5.1وط.طمغم»ا// :مط 


لذن 

غير اليهود عامة والمسيحيين خاصة ٠‏ كان ابن ميمون عنصريا معاديًا للسود. ففى فصل 
أساسى ورد فى كتاب «دلالات الحائرين» ا(لكتاب الثالث الفصل )0١‏ يبحث فى الشرائع 
البشرية المختلفة والتى يمكنها تحقيقه القيم الدينية العليا والعبادة الحقيقية لله» ويبين غير 
القادرين حتى على الاقتراب من هذا «مثل بعض الأتراك ومثل العنصر المفولي والبدى إلى 
الشمال والسود والبدى إلى الجنوب والذين يشاهد منهم فى أقاليمنا وطبيعتهم تشبه طبيعة 
الكبار» هم فى رأبى لم يبلغوا مستوى الكائنات البشرية والمستوى السائد بينهم دون مستوى 
الإنسان وفوق مستوى القردء لأن صورتهم تشبه صورة الإنسان أكثر مما تشبه صورة 
القرد». 

ويتساط الكاتب ماذا يفعل المرء حيال هذه الفقرة فى أكثر الكتب اليهودية أهمية أيعترف 
كما فعل العديد من العلماء المسيحيين فى ظروف مشابهة بأن مرجعا يهوديًا هاما جدًا يؤمن 
بآراء عنصرية متطرفة ضد السود ولذلك فأنهم فى أمريكا عام ١170‏ حين أعيد طبع الكتاب 
قام شخص يدعي «فريدلاندر» 2067همآ 115160 بترجمة الكلمة العبرية كوشيم ازاك ك4 
السود بكلمة 5©انتاكناء! والتى لاتعنى شيئًا لأولئك الذين لايعرفون العبرية والذين لايعطيهم 
الحاخام أى ايضاح لها والذى يشكل الموقف العنصرى المعادى للسود جزمًا من تراثهم 
اليهودى(؟؛), 

ويؤكد العنصرية كتاب بقلم «ليورسين 15051617 0عمآ ١5174‏ مباهج اليديش /0 و5نا0[ 716 
5 وطبع بعد ذلك فى دار بنجوين ومن الكلمات التى ذكرها «شايجتيس قاء8 ل5112» 
الذى يعنى الولد أو الفتى غير اليهودى ويقول أن أصلها عبرى ولايعطى معنى الأصل وهو 
«شيكتيز 50606162» . وقاموس مجدو العبرى الانجليزى الحديث يورد التعريف الصحيح 
للكلمة وهو «حيوان نجس» مخلوق كريه بغفيض يائس شاب غير يهودى . والحركة الحسيدية 
58 والتى تشكل استمرارا وخلفًا للحركة الصوفية اليهودية تجاه غير اليهود وهى كما 
يرى الكاتب موجودة وتضم آلاف من الأتباع المتطرفين فى اخلاصهم للحاخامات والذين يملك 
بعضهم نفوذ أساسيًا كبيرًا فى اسرائيل يفوق تفوذ قادة معظم الأحزاب وحتى فى صفوف 
الرتب العليا فى الجيش. 

ونظرة هذه الحركة لغير اليهود كما فى كتاب «هاتانيا 113/21/28 كتاب حركة «حاباد» 
54 أحد أهم وأشهر فروع الحسيدية . وفى رذى هذا الكاتب أن كل غير اليهود مخلوقات 
شيطانية لايوجد فيها شئ طيب على الاطلاق وحتى اليمينين غير اليهودى يختلف نوعيا عن 


]00.135.1// :مط 
0 













6 


اليمينين اليهودى ومجرد وجود غير اليهودى ليس أمرا مهما لأنه جميع المخلوقات الأخرى 
وجنت من أجل اليهود والكتاب منه عدة طبعات ويشرح هذه الآراء الحاخام لويافيتشر 
116 والذى يصفه «بالفوهرر 5لأعنا الحالى لحاباد بالإضافة إلى شتورسون 
3 1.11 الذى يقول إن هذه الآراء منتشرة على نطاق واسع فى اسرائيل حتى 
المدارس والجيش وحسب شهادة شولاميت الون 41081 316نةأناة51 عضو الكنيست تزايدت 
هذه الدعاية الحابادية قبيل الغزى الإسرائيلى للبنان عام 1114م لاقناع الأطباء والممرضات 
العسكريين بحجب المعالجة الطبية عن الجرحى غير اليهود , وهذه النصيحة شبه النازية لم 
تذكر العرب أو الفلسطينيين صراحة ٠‏ بل فقط غير اليهود 80[/153 . وزالمان شازارن الرئيس 
الاسرائيلى السابق كان نصيرًا متحمسًا لحاباد كما أيدها صراحة وعلنًا عدد من كبار 
السياسيين الاسرائيليين والأمريكان وعلى رأسهم بيجن , وهذا على الرغم من أن سمعة 
الحاخام اللوبافيتش والذى يرفض المجئ إلى الأرض المقدسة وعنصريته المعادية للسود سيئة 
السمعة حتى فى نيويورك. ش 

ويذكر أن هناك تضليلاً وخداًا مارسه معظم من كتبوا عن الحسيدية وخاصة باللفة 
الإنجليزية لأنهم يطمسون البيانات الساطعة فى النصوص الحسيدية القديمة وما يترتب عنها 
من إشكالات سياسية . وهناك محاولة لإقناع القارئ العادى للصحافة الإسرائيلية العبرية 
التى تنشر على صفحاتها أشد التصريحات دموية ضضد كل العرب والتى يدلى يها الحاخام 
اللويافيتش وغيره من القادة الحسيدية بل إن أكثرهم مدحًا للحركة الحسيدية , يما فيها 
حاباد» وهو «مارتن بوبر 810565 1/25148» , لايلمح أبدًا إلى العقائ الحسيدية المتعلقة يغير 
اليهود ولقد ترجمت كتابات بوير إلى العبرية وشكلت عنصرًا أساسيا فى الثقافة العبرية فى 
إسرائيل هما دعم نفوذ القادة الحسيدية المتعطشة إلى الدم وشكل عاملا هاما فى ظهور 
الشوفينية الإسرائيلية متملة فى كراهية كل الناس غير اليهود. فإذا فكرنا بالبشر العديدين 
الذين ماتوا لأن ممرضات الجيش الاسرائيلى متثثرات بالرعاية الحسيدية ورفضن علاجهم , 
رأينا أن عبء دمائهم يقع على رأس مارتن بوير . وكذلك موقف عالم اجتماع توراتى ذو نفوذ 
كحزقيال كوفمان 12106138 أ621946ء لا والذى دعا إلى الإبادة العنصرية على غرار نموذج 
فى سفر يشوع ويذكر أن هناك آراء أحيانًآ تأتى من خارج جماعة اليهود ومنهم رجال دين 
مسيحيون وعلمانيون ويعض الماركسيين يبدون رأيًا مفاده أن إحدى وسائل التكفير عن 
اضطهاد اليهود هى الإحجام عن الحديث عن الآثام التى يرتكبها اليهود والاتهام بالكذب 
الأبيض عنهم. 


]أ.35ط.طة ما // :مط 


06 
والاتهام الفظ باللاسامية يوجه ضد كل شخص يحتج على التحيز ضد الفلسطينيين أو 
بشير إلى أى حقيقة من حقائق الديانة اليهودية أو ماضى اليهود الذى يتعارض مع الصيغة 
المفتندة كنا يواجة غداء أقد من.اضنقاء اليهوق من غين اليهون: 
واليهود إن تمكنوا من سلطة مارسوا التعذيب والعنصرية حتى على أبناء جنسهم . وفى 
إسبانيا وفى عهد بدرى الأول الذى لقب بالقاسى أعطى اليهود فى قشتالة حق إنشاء محكمة 
تفتيش يهودية تحقق مع اليهود المنحرفين دينيًا فى كل بلد قبل مائة سنة من إنشاء محاكم 
التفتيش المقدسة الكاثوليكية . ويتحدث شاحاك عن أحكام الديانة اليهودية فيذكر أن من 
أحكام الديانة اليهودية يعتبر قتل اليهودى جريمة كبرى عقويتها الاعدام؛ وإحدى أشنع 
الخطايا الثلاث : والخطيئتان الأخريتان هما عبادة الأوثان والزنا . كما أن المحاكم الدينية 
اليهودية والسلطات العلمانية ملزمة بمعاقبة قاتل اليهودى حتى خارج نطاق اجراءات العدالة 
المعتادة ويعتبر اليهودى الذى يتسبب بصورة غير مباشرة بموت يهودى آخرء مذنبا بما يدعوه 
القانون التلمودى خطيئة من قانون السماء, ولكن عندما يكون الضحية غير اليهودى يكون 
الأمر مختلفا تماما . أما التسبب فى موت غير اليهودى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ' 
فلايعتبر خطيئة على الاطلاق . وهكذا يقول اثنان من أهم شراح شولبان اروخ أنه عندما 
يتعلق الأمر بغير اليهودى يجب أن لايرفع المرء يده لايذائه , لآن الأمر مباح بصورة غير 
مباشرة » وهو ممنوع إذا كان من شأنه نشر العداء تجاه اليهود (61). 
القاتل غير اليهودى الخاضع للولاية اليهودية يجب أن يعدم سواء كان الضحية يهوديًا أو 
غير يهودى» وإذا كان القتيل غير اليهودى وتحول القاتل إلى اليهودية فلا يُعاقب , والمؤكد أن 
الحاخامات المتشددين الذين يرشدون جمهورهم لاتباع الهالاخاه . مميزون عن البشر 
والنصيحة التى يسدونها للجنود المتدينين ذات أهمية خاصة . ولما كان حظر قتل غير اليهود 
فى حده الأدنى: ينطبق فقط على غير الجنود الذين لايكون اليهود فى حالة حرب معهم وتوصل 
العديد من الشراح الدينيين إلى نتيجة منطقية وهى أنه فى حالة الحرب يمكن أو حتى يجب 
قتل جميع المنتسبين إلى شعب معاد . ومنذ عام 1977م بعثت هذه العقيدة على نطاق واسع 
لارشاد الجنود الإسرائيليين المتدينين . وقد نشر هذا التعريف رسميًا لأول مرة فى كتيب 
صادر عن قيادة المنطقة الوسطى فى الجيش الاسرائيلى والتى تشمل ولايتها منطقة الضفة 
الغربية . ويكتب الكاهن الأول فى القيادة فى هذا الكتيب : «وعندما تلتقى قواتنا بمدنيين خلال 
الحرب أو خلال ملاحقة ساخنة ولم يكن مؤكدا أن أولئك المدنيين غير قادرين على ايذاء قواتناء 


]00.135.1// :مط 
00100 


05 
فوفقًا لأحكام الهالاخاة يمكن لا بل يجب قتلهم . والثقة بعرب غير جائزة فى أى ظرف ٠»‏ حتى 
إذا أعطى انطباعا بأته متحضر » فى الحرب عندما تهاجم قواتنا العدوء فهى مصرح لهاء لابل 
مأمورة , وفق أحكام الهالاخاة بأن تقتل حتى المدنيين الطيبين ٠‏ أى الذين يبدون ظاهريا 
ويورد كمثال لشرح تلك العقيدة فى الرسائل المتبادلة بين جندى اسرائيلى شاب وحاخام: 
ونشرت فى الكتاب السنوى لإحدى أهم الكليات الدينية فى البلاد » ميدراشيات -110 | 
اتناك ]ةلإنأكة التى تعلم فيها العديد من قادة نشطاء الحزب القومى الدينى هوشى أ 

ايمونيم . 

تضمن الخطاب ما يلى : «فى إحدى المباحثات فى مجموعتنا ثار جدل حول طهارة السلاح 
وبحثنا ما إذا قتل الرجال غير المسلمين والنساء والأطفال أو ربما الانتقام من العرب وعندها 
أجاب كل واحد حسب معلوماته لم استطع التوصل إلى قرار واضح . عما إذا كان يجب أن 
يعامل العرب كالعماليق ؛ أى أن المرء مسموح له أن يقتلهم حتى يمحى ذكراهم تحت السماء » 
أو أنه يتوجب شن حرب عادلة أى أنه يقتل المرء الجنود فقط ؟». 

فكان رد الحاخام شمشون ويزر ما يلى «نجد الايضاح الحقيقى فى 1053/06 ونجد 
التعليق التالى على قول التلمود : أن غير اليهود الذين يقعون فى بئر يجب أن لاينقذوا من 
الموت ولا أن يقتلوا بصورة مباشرة والتو . سافرت يورد ما يلى : يمنع قتل غير اليهود أما 
خلال الحرب فالواجب الدينى 70612130 يقضى بأن تقتلهم . ولقد قام الجندى موسى بكتابة 
خطاب آخر تضمن التالى: «أما بالنسبة للرسالة فقد فتحها كما يلى : «خلال الحرب : ليس 
مصرح لى فحسب بل إننى مأمور بأن أقتل أى عربى أصادفه رجلاً كان أو امرأة : إذا كان 
هناك سبب للخوف من أن يساعدوا فى الحرب ضدنا مباشرة أو مداورة . الأمر الذى يهمنى 
هو أنه على أن أقتلهم ولو كان تلك يتعارض مع القانون العسكرى. اعتقد أن مسألة طهارة 
السلاح هذه يجب أن تحال إلى المعاهد التعليمية». 

قل متاك امتصرية وتعصت ونان إلى الإنسائية كرما كته حا خامات استرائيل 
والشاهد ليس عرييا بل يهودى اسرائيلى ولكنه كاتب لم يستطع أن يتغاضى عن ضميره وعن 
عنصرية الحاخامات . وهناك كاتب اسرائيلى آخر هو جدع جلادى كتب كتابًا عن اسرائيل 
نحو الاتفجار الداخلى لكى يخاطب المستوطنين الأوربيين وأبناء دار الاسلام عن التفرقة 
السائدة فى المجتمع الاسرائيلى بين اليهود الأوربيين ويهود دار الاسلام. 





]00.135.1// :مط 





لاه 
ويذكر فى كتابه أن اليهود عاشوا منذ القدم وحتى الوقت الحاضر فى دار الاسلام مئات 
من السنين قبل الفتوحات الاسلامية التى حررتهم من الاستعباد الساسانى والبيزتطى . أما 
يهود الجزيرة العربية ولاسيما اليمنيون فقد عاشوا مع العرب منذ فجر التاريخ واستقروا فى 
العصور الغابرة وتمكن المستوطنون الاشكانز من تحويل هذه الطائفة إلى أيدى عاملة رخيصة 
بعد أن كانت تنتمى إلى الطبقة الثرية والطبقة الوسطى وطبقة أصحاب الحرف اليدوية والمهن 
الحرة فى أوطانها السابقة قبل هجرتها إلى اسرائيل . ثم أصبح مصير أبنائها وأحفادها 
المولودين فى اسرائيل اسوأ من الناحية الاقتصادية والثقافية واستطاعت المؤسسة الحاكمة 
تدمير هذا المجتمع من الناحية الحضارية والاجتماعية والأخلاقية بعد أن حاولت استئصال 
الحضارة العربية والاسلامية والقضاء على العربية الفصحى0”*). وتم ذلك بواسطة سياسة 
مبنية على العنصرية والخبث والرياء واستغلال العواطف الدينية . ويما أن هذه الطائفة لم يكن 
لها وطن آخر عدا الوطن العربى الإسلامى ولم تعش قط خارج هذه الديار فقد بقى مصيرها 
مربوطًا تمامًا بمصير الأمة الإسلامية والأرض الإسلامية. ويذكر أن معظم اليهود فى دار 
الاسلام رفضوا اعتناق الدين الإسلامى حقًا ولكنهم اعترفوا برسالة الرسول ومن ضمن 
العلماء الذين أيدوا هذه الرسالة أبوعيسى الاصفهانى المعروف بالعبرية باسم اسحق بن 
يعقوب وقد عاش فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان . ويقول أبو عيسى أن محمد وعيسى 
هما الرسولان الحقيقيان » وينصح اليهود أن يدرسوا القرآن والانجيلء أما الحاخام الكبير 
شمعون باريوحاى الذى عاش فى نهاية الخلافة الأموية فيقول أن محمد هو نبى الله الحقيقى 
أرسل رحمة للعرب. . 
ولقد وضع القراءوون اليهود الذين رفضوا السنة اليهودية فى الاحتكام إلى التلمود جميع 
دراساتهم باللغة العريية» وتأثروا بالإسلام من حيث الآراء وصورة التعبير وكتب جميع الفلسفة 
اليهودية فى دار الإسلام باللغة العربية, ولم تكن إلا جزء لايتجزأ من الفلسفة الإسلامية . 
ويقول أن صلاح الدين بعد أن استعاد بيت المقدس أمر بإعادة بناء المعابد اليهودية فى القدس 
على حسابه . ويذكر أن الدولة الإسلامية شجعت التجارة لا بالأقوال وإنما بالأفعال . ومكافحة 
الإجرام؛ ولاسيما بواسطة الوحدة الإقليمية بجميع أرض الإسلام00). 
«لقد قلنا سابقًا أن الوحدة الإقليمية فى الامبراطورية الإسلامية ساعدت الطوائف اليهودية 
فى الأقاليم المختلفة على أن تتحد وأن تكون مجتمعا دينيا واحدا مقره بغداد. عاصمة الخلافة 
العباسية ثم قوت هذه الوحدة العلاقات الشخصية بين يهود الشرق والغرب. وكثر الزواج 


]135.1 00// :مط 


0 











مه 


المتبادل بينهم وانتعشت أعمال التجارة والمال». ويستعرض الكاتب أوضاع اليهود فى دار 
الإسلام وما تمتعوا به من مزايا ويقول بأن فضل الإسلام على اليهود فى المضمار الحضارى 
وصل أقصاه إذ كان يهود الهلال الخصيب وشمال إفريقيا قبل الفتح يتكلمون لفغات مختلفة » 
ولاسيما الآرامية واليونانية؛ أما بعد الفتح فأخذوا يستعربون كباقى السكان؛ ويستخدمون 
اللغة العربية فى حديثهم وكتاباتهم وحتى فى أعمالهم الدينية. وكثيرآ ما كتبوا باللغة العربية 
مستخدمين الحروف العبرية ثم اقتبسوا الحضارة الإسلامية التى استوعبت الحضارات 
القديمة مثل الحضارة البابلية وحضارة اليونانيين وحضارة الرومان... الخ. 
وكان تأثير الإسلام على اليهود باردًا فى الفلسفة وعلم اللغة, والأدب والقواميسء والطب 
والرياضيات , وعلم الفلك والتراث الشعبى والعلوم الدينية... الخ(؛*). 
واقد تأثرت الصوفية اليهودية تأثرًا كبيرًا بالصوفية الإسلامية وقام ابراهيم بن موسى بن 
. ميمون الذى عين رئيس للطائفة اليهودية فى مصر. بوضع كتاب عنوانه الكامل لعباد الله قام 
بتحقيقه وترجمه إلى الانكليزية البروفيسور «صموبيل روز نبلاط» بعنوان -265 ]0 /[118/010/3آ 
03 إ(بلتمور 1474-1571) ويلاحظ الكاتب أن الصوفيين المسلمين قد حافظوا على آراء 
الأنبياء أكثر من اليهود أنفسهم ثم حاول إدخال بعض العادات الإسلامية فى الصلاة اليهودية 
مثل السجود "), ولكنه فشل فى ذلك غير أن اليهود العراقيين يسجدون فى صلاة يوم 
الففران مثل المسلمين . هكذا ترى أن الصوفية الإسلامية كطريقة فكرية وأخلاقية كاملة - 
أثرت على فلاسفة اليهود وشعرائهم كما أن العلوم اليونانية وطريقة التفكير تغلفلت إلى الحياة 
الفكرية اليهودية عن طريق الأساتذة المسلمين الذين طوروا التفكير العلمى المنهاجى. ويشير 
البروفيسور جوايتاين رئيس قسم العلوم بجامعة القدس أن يهود الإسلام تعلموا اللواط من 
الصوفية وأن عدد المثقفين اليهود فى القرون الوسطى انخفض بسبب الصوفية (يهود وعرب 
ص105-1017١)‏ هذه طبعًا ملاحظات عادية يدسها علماء الصهاينة , لإهانة الإسلام ويهود 
الاسلام وواضح أن البروفسور يتناسى اللواط المتتشر بين اليهود الاشكناز فى الغرب وإلى أنه 
أدى إلى مرض الايدز . 
ويتحدث عن التسامح الاسلامى أن الإسلام منح التوية ثلاث مرات لأهل الكتاب الذين 
قترفوا جريمة فى حق الإسلام والرسول كالسبء كما منحهم حق الدفاع عن دينهم شفويًا 
وتحريرا ويرد على ما سيق أن كتبه جوايتاين عنه تحيز علماء الإسلام. 


]135.1 00// :مط 





04 

كان موقف علماء الاسلام وأهل الكلام بالنسبة ليهود الاسلام معتدلاً وإيجابيًا لاحظ مثلاً 
كتاب «التمهيد» الذى وضعه الباقلانى فيما بعد فى القرن العاشرء وكانت الأوساط العقلانية 
الصوفية والبورجوازية تتعاطف مع يهود الإسلام: فمثلاً يمدح سعد الأندلسى يهود الإسلام 
بسبب اجتهادهم فى دراسة الشريعة الآلهية وحياة الأنبياء ويذكر ابن سعد فى كتابه «طبقات 
| الأمم, أسماء الأمم التى ساعدت على انتشار العلم فى العالم كما يلى: « الهنود والايرانيون 

والكلدانيون واليونانيون والروم والمصريون والعرب اليهودء واعتتى بتاريخ يهود الاسلام أيضنًا 
رشسيد الدين» (17417م- 1718م) كما أهتم بهم ابن خلدون من حيث التقسيم والتكوين 
والاصطلاحات . وهناك تشابه بين الفتوى الإسلامية وآدب الأسئلة والأجوية الذى نما فى 
العراق(!") تحت حكم الإسلام » والذى وضع بأيدى رؤساء الجماعات اليهودية العراقية كما 
أثر الإسلام على اليهودية فى قضضايا الزواج» وتركيب المعبد, والكلام والتدقيق في نصوص ' 
الكتب المقدسة؛ ونصوص الصلاة ٠‏ والفلسفة الدينية وأكل اللحوم (حظر لحم الخنزير مثلاً) , 
ومن الجدير بالذكر أن الإسلام السنى يسمح للمسلم أن يكل اللحم الحلال لدى اليهود ولم 
يعتبر المسلم الدين اليهودى خطراً على الاسلام دينا أو دولة . 

وكل هذا يدل على أن العداء الحالى بين اليهود والعرب ليست له جذور فى تاريخ الآمة 
الإسلامية ٠‏ بما فيها يهود الإسلام , ولم يقم هذا العداء إلا نتيجة للاستعمار الصهيونى 
الاشكنارى. 

ويذكر فيما يخص اللباس ويناء الكنائس والمنازل الخ . أن المؤرخين الصهاينة ينشرون هذه 
الأمور بالتفصيل. غيز أن هذه المضايقات لم تحصل إلا فى أطراف العالم الإسلامى: أما فى 
المناطق المركزية فإن الإجراءات التعسفية لم تطبق عمليًا بأغلبيتها السابقة, وكل من يحكم على 
مجتمع حسب مقاييس تابعة لمجتمع آخر من حيث المكان والزمان- يخدع نفسه- ويخدع 
القارئ أما إذا قارنا وضع اليهود فى الاسلام فى القرون الوسطى يوضع اليهود الاشكتار فى 
أورويا فى الفترة نفسها فسيكون فضل الإسلام واضحا وشامحًا . 

وعلى الرغم من هذه الحقائق المعروفة لدى جميع المؤرخين النزهاء تستمر المدارس 
الاسرائيلية فى تحريض الطلاب على العالم العربى والإسلامى. ويزعم المدرسون الصهاينة أن 
اليهود فى البلدان العربية والاسلامية عانوا من الاضطهاد ومن الفقر والأمراض السارية 
وفرضت عليهم إقامة جيرية فى جيتوات خاصة ٠‏ وحرم أطفالهم من الثقافة العامة . وبسيب 
القمع السياسى لم تمنح لهم أية فرصة للقيام بالنشاط الاقتصادى وأرغموا على السير حفاة 





.00.35 // :مط 





.5 
الرجلين منكسى الرأس , وكم هابلوا مسلما تحتم عنيهم ؛ 5 نحراف عن الطريق . وكان المسلم 
يعرضهم للإهانات والضرب (انظر التاريخ اليهودى فى العصر الحديث للدكتور س. كيرستيام |[ 
الذى يدرس فى الصفوف العليا فى المدارس الثانوية الصهيونية ولاحظ أيضا) أن جميع ل 
الصهاينة الذين يصنعون أحوال يهود الاسلام فى الأراضى الإسلامية وهم مستوطنون | 
أشكناز هاجروا من أورويا وأمريكا ولم يعيشوا فى الوطن الإسلامى ذلك لأن يهود الإسلام 
لايسمح لهم بالتحدث عن أنفسهم وعن حياتهم فى دار الاسلام؛ لآن جميع وسائل الاعلام ودور ١‏ 
النشر بأيدى المستوطنين الاشكنار. وفى مقالة فى جريدة بديعوت أحرونوت (75 / 1 /1/) | 
رد الصحافى التقدمى باروخ نادل على هذه المزاعم الكاذبة قائلاً : أن لكل طائفة يهودية فى لُّ 
المغرب زعامة يهودية تتالف من الصفوة المثقفة ذات النفوذ فى البلاد. 
الكتاب سجل واضح على اضطهاد اليهود الاشكناز ليهود العالم الاسلامى ؛ فالعنصرية أ 
تعدت المسلمين إلى يهود العالم الإسلامى . من على أرض الواقع لم تنبع العنصرية من | 
الإسلام ولكن من التعصب اليهودى الحاخامى ومن الدعاية التى اثارها مؤرخى اليهود. ' 
اليهود الذين نشروا صورة اليهودى الذى تعرض للاضطهاد على أيدى أجيال متعاقبة من ١|‏ 
الأوربيين ومعاداة السامية التى انتشرت فى أوربا . وكل من ينتقد اسرائيل واليهودية يصبح 7[ 
معاديًا للسامية كما حدث لجارودى واتهامه بمعاداة السامية وهى جريمة يعاقب عليها القانون !3 
الفرنسى ولكن أى مفكر أو كاتب أو سياسى أو قائد عسكرى يمكن أن يوجه إهانات للدين أ 
الإسلامى كما حدث فى أمريكا. 
ومنذ أن نشر كتاب «هل يحق لنا انتقاد اسرائيل» لباسكال بونيفاس المفكر الفرنسى # 
ورئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية وخرجت قضية اتهام كل من يعادى أو ينتقد 
اسرائيل بمعاداة السامية إلى النور بعد أن ظلت فى الكتمان سنوات واستخدمها الكثيرون فى 
فرنسا كسلاح ضد كل من يدين اسرائيل معتمدين على قانون جيسو الذى يحرم معاداة | 
السامية والتشكيك فى أحداث المحرقة النازية وبالنسبة لكراهية الإسلام فقد دخل التعبير لأ 
الجديد إسلاموفوبيا؛ أى الخوف من الإسلام 07). 















]00.135.1// :مط 


5١ 
هوامش الفصل الأول‎ 

, 700 , 7١0 , /8 المسيرى : موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية. القاهرة 114 , انظر‎ -١ 
. 51١ , ١١ص ؛ حسن ظاظا : الفكر الديني اليهودى اطواره ومذاهبه بيروت‎ 1 

7- سفر التثنيه 7-١5‏ . 

1- المسيرى : موسوعة المفافيم والمصطلحات الصهيونية القاهرة ه141 , ص04؟ , ظاظا : الفكر الدينى 
اليهودى أطواره ومذاهبه : بيروت ١44‏ . 

غ- السمؤل : افحام اليهود .ص.4١‏ . 


551ام. 


1- انظر موسى بن ميمون فى رسالته إلى يهود اليمن لمآ وطوعة )ه وبع[ عط : ممصسلان5 
والمقصود بالعلاج فى حالة الخطر علاج اليهودى فقط, والمسلم إذا خشى بأسه. 

- انظر المسيرى : نفس المرجع عن الزواج 700-70٠‏ , وظاظا : نفس المرجع ١10-14١‏ وحايم 
زمفرانى ألف سنة من حياة اليهود بالمفرب تحقيق أحمد شملان عبد الفنى أبو العزم ص 4١-80‏ . 

4- معترلة طاممه وذ وبجع1[ عغطا )0 مماونآ1 هم (112) وععمطستل! 
عن المجتمع فى المغرب والعلاقة بين اليهود والمسلمين . 140-205 

- . ومتاملصسه"1 قنادام غطا أه قأمعدساعو2] : أك و80 


7 صن 9/ . 


. ١76شص أسرائيل ولفنسون : نفس المرجع ص؟7 المسيرى: نفس المرجع‎ -١ 

- اسرائيل شاحاك » ص6" . 

رف ا منص 6 , مرنقت) غطا ددهم ممهتاهلسناه1 قنامام طوتبع1 عط كه كأنعتسته20] : [ز عطده]لا 
.6,9 

- . 229 .81 . أسعنسه20آ1 : 1ن عطوم]لة 

6- ابن قيم الجوزية : هداية الحيارى. ص "١‏ . 

71- سفر التثنيه , الاصحاح "١‏ الآيات ١85-١١‏ . 

-١١‏ مقدمة اين قيم : أحكام أهل الذمة ص" المقدمة. 


4- مقدمة أبن قيم : ج1١‏ .ص؟7 . 


أ.35آ.00// :مط 





ااا اا 0000000000 


5, 


غ]أ.35ط.طم0)ما// :مط 


4- أبن قيم : أحكام أهل الذمة ج١؛‏ ص؟١‏ . 

. ١994 . دوزى رينهارت : المسلمون فى الأندلس ترجمة حسن حبشى القاهرة‎ -٠ 

. 774-111 أبويوسف الخراج (عن الجزية)‎ ١ 

يفك .6341-9 .م عسنامعلد2 4ه ماوت : 1أ عطوه34 

اسم الكتاب بالعربية أرض الميعاد . 

77- أبوشامة : الروضتين » ج١.‏ ص7١7‏ . 

ع؟- . 72 .م , موطدعف لمة 5ع[ : ستعازه © 

0 أبويوسف الفراج , القاهرة ١7‏ 7١اه:‏ ص١5١-‏ /7717 . 

1- ابن قيم : أحكام أهل الذمة. ج١‏ صه6؟ . 

7- ابن قيم أحكام أهل الذمة ص١ه؟‏ , 

أبن قيم أحكام أهل الذمة ص١7١‏ . 

٠‏ . 56 .2 ,أك .00 : لقعا 

1 ابن قيم : ص15 . 

7- تريتون : أهل الذمة ص١2‏ . 

7- ابن قيم : نفس المصدر ص١7‏ . 

1- اين قيم المقدمة ص؟١-1١‏ . 

م- كيستظر : القبيلة الثالثة صشر ويهود اليوم» ترجمة أحمد نجيب هاشم القاهرة, ١551١‏ . 

“لا -0م 220 , وعءنتسدمع ,تعناعطاو غطا : )معسعاهاة لدمتالتت كد عستذدم : ممسللن50 ملتلء لا 
. سدأكآ تهبعنلت51 ؛ه وبع[ غطء صذ ,عتدههادا كه عععتانا 

لالا- أبن قيم » ص١8‏ . 

4- ابن دقماق ج؛ » ص8 ٠١‏ - المقريزى الخطط ج؟ , اسرائيل ولفنسون ص١‏ . 

ا . 1154 1974 , عأمه80 عدعنده5 لع 11:5 ملعصمآ طدعة كن وبع ع1 ممسللنا5ة 

٠غ-‏ اين قيم : ص77 . 

0 لأ نم0 عانهتقط عطا دده قامعتصناء 120 عأطدعف : (.10.5) كلممدكء 11 


؟5- . 296 .2 2فنت 6 مكلف غطا تدهم دمفملهياه1 قدوام وبع عط أه امعتسراع120 : 011 عطومالا 
. 208 .م مهما وطدصم عه 5بمع1 عط : سمصلتاة 





57 
617- تقد[ لن5 (ة) سقصدهل! نزط عأموط عععنن5 سه بومماونة1 لخ قلهدا وطمرخ )ه 165 : ممص 1 50 
. 233-279 .م سمعتعسية غطا 6ه ماع50 صمناق تاطدم طواووز عط]" 
غغ- . 238 .م بأك .م0 : ممسالن 8 
ه- الرجوع ص54 إلى التثنيه 55-15١‏ . 
1- شاحاك جه التاريخ اليهودى والديانة اليهودية وطأة ثلاثة آلاف سنة ص>7١‏ . 
/ا4- شاحاك : ص7” . 
48غ- شاحاك . ص؟”7 . 
5- شاحاك . ص١2‏ . 
- شاحاك : ص20 . 
- شاحاك : ص؟9١‏ . 
07- جدع جلادى: ص17 , 
'7ه- جداع جلادى: عصس؟7 , 
04- جدع جلادى : ص75 . 
هه- انظر مارك كوهين المجتمع اليهودى , انظر أيضا جدع جلادى ص77 . 
1- أكد نفس النظرية مارك كوهين . 





أ.35ط.طمما// :مط 





المصل الثانى 
المستوى الحكومى :الدولة 


إذا انتقلنا إلى مجال آخر هو مجال الموقف الحكومى الإسلامى من أهل الذمة ومن اليهود 
بالذاتء كما أورده غالبية المؤرخين اليهود الذين أرخوا للفترة الإسلامية فإن مقال مارك كوهين 
يلخص الموقف العام ويعبر عن غالبية ما أورده المؤرخون الآخرون واعتبروا أن الموقف المعادى 
لليهودية يبد من عهد الرسول وموقفه من القبائل اليهودية مرورًا بالخلافة العباسية. حتى 
الخلافة الفاطمية التي وصفوا عهدها بقمة الليبرالية والتحرر الفكرى , عادوا وذكروا أحدائًا 
فى عهد الحاكم والمستنصر الفاطمى تدل على التعصب الدينى . وحظى عصر سلاطين 
المماليك بالنقد الكافى منهم واعتبروا عهدهم بداية الانهيار والاضمحلال للوجود اليهودى فى 
العالم الإسلامى وعددوا اضطهادات جرت لليهود كحادثة بن النفريلة اليهودى وموقف 
الموحدين والمرابطين. 

ونستطيع أن نجمل القول بأن الاضطهاد كان الاستثناء وغالبًا ما ارتبط بوضع سياسى 
وحكم حاكم لم يميز بين المسلم والمسيحى واليهودى بل صب عليهم غضبه » فهى أحيانا أنظمة 
افتقرت للعدالة بالنسبة لجميع طوائف الشعب أو ارتبط الوضع بغزو أجنبى للأراضى 
الإسلامية لعب فيه اليهود دورا اتسم بالغدر إن تحالفوا مع المغير مراعاة لمصالح اقتصادية , 
أو ما قام به بعض من وصل من اليهود إلى السلطة والسيطرة السياسية من إساءة إلى 
المسلمين واستخدام بنى دينه كأداة للبطش مما أوجد موجة عامة من الاستياء الشعبى تجاه 
الشخص كابن النغريلة مثلاً » 

واعتقد أن أهم العناصر تحميل الأحداث التاريخية فوق ما تحتمل وتفسيرها من منظور 
متحيز يفتقر إلى العدالة » فقد كال د. مارك كوهين الاتهامات لأحمد بن طولون وفسر الأحداث 
وفقًا لمنظور متحيز فهنا النقد لم يكن نقدًا موضوعيًا بل حمل فى طياته ذاتية رافضة. 

وهنا تجدر المناقشة أن العنف موجود فى كل زمان ومكان فتحن لانعيش يوتوييا وجد فى 
الغرب بل بصورة أعنف من الموجود فى الشرق فى زمن العصور الوسطى واتخذ طابع 
التعصب الدينى ضد الآخر . وما زلنا فى العصر الحديث نجد تعصيًا وعنصرية هى الآن ضد 
الإسلام فنحن من منظور الكتاب اليهود وما طرحوه عن معنى الاضطهاد نعانى اضطهادًا 


عوك 





]أ.00.135// :مط 








الع قط.طهم»// :مط 


5 
فعليًا » وحين توصل الصهاينة إلى إقامة دولة حيث لم تتح لليهود من قبل إقامة دولة» بدأوا هم 
سياسة الاضطهاد للآخر وما تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة وما تقوم به حكومة الليكود 
يمثل قمة الاضطهاد من إقامة سور حاجز وسلسلة التميز ضد من يسميهم جدع جلادى يهود 
العالم الإسلامى. 

يرتفع صوت الشكوى من التعامل مع عالم الإسلام الذى قامت فيه الدولة بحماية ابن 
كمونه اليهودى الذى كتب كتابًا بعنوان «ثلاث رسائل فى الأديان» أساء فيه إلى الإسلام وإلى 
الرسول الكريم وحمته الدولة من العامة الذين أثارهم المساس بدينهم ونبيهم وقدمته لمحاكمة 
عادلة ثم هربته إلى مدينة أخرى . ولم يتعرض لأذى فكان أجدر بإسرائيل حين أقيمت لها دولة 
أن تطبق ما شكت منه من الآخرين فإذا بإدعاء التسامح يتحول إلى عنف تجاه عرب إسرائيل 
وتناست المبادئ التى روج لها مؤرخوها. ابن النفريلة يوسف وليس صمويل الذى كتب رسالة 
ضد الدين الإسلامى ورد عليه ابن حزم فى رسالة بعنوان «الرد على ابن النفريلة » ورغم أن 
كلا الرجلين ابن كمونة وصموئيل تمتع بمكانة ومنزلة فى الجانب الإسلامى . كما أن الحاكم 
بأمر الله ورغم مواقفه المتشددة والعنيفة من جميع الفئات الشعبية والدينية حيث نال السنة 
وأهالى مصر الكثير منه فإن اليهود نعموا بالتسامح إلى أن قاموا فى الجودرية بترويج شعرا 
أساءوا فيه إلى النبى فحرق الحى ونقلهم منه . 

ومارك كوهين رغم مقاله السابق ذكر فى أغلب كتبه أن اليهود لم يتعرضوا للاضطهاد إلا 
خلال فترة بسيطة عادوا لينعموا بالأمن نفس الأمر بالنسبة للموحدين والمرابطين فقد اتخذوا 
موقفًا عنيفًا ضد مخالفيهم فى المذهب من المسلمين كما اتخذوا موقفًا من أهل الذمة. ولقد عاد 
اليهود فى عهد الموحدين لينعموا بالمناصبء وحتى ما نسبوه للمماليك فالعصر المملوكى الثاني 
كان بداية انهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لشعب ككل : وكما ذكر أحد الرحالة 
اليهود فإنه حين صدر مرسومًا بمنع ركوب الخيل لم يكن قاصرًا على اليهود بل شمل عامة 
الشعب وماشلوم وعويدايا الرحالة اليهود الذين زاروا مصر مع نهاية عصر المماليك ويدايات 
العثمانن أشناروا إلى التشات تجاه الدهود فى القدس ومصن: .ويكفى أن تستفرحن أسماء 
الوزراء اليهود فى مصر الفاطمية والأندلس ومن شغل المناصب عليا وحساسة من اليهود فى 
العصر العباسى كالجهابدة الذين قام بعضهم بإقراض الدولة, ولم تقم الدولة بمصادرتهم أو 
الاستيلاء على أموالهم . ثم القائمة التى تحوى أسماء الأطباء اليهود فى العالم الإسلامى 
طويلة ومنوعة وفى جميع الأقطار. ووظيفة الطبيب من أخطر الوظائف فهو المؤتمن على حياة 
السلطان. أو الخليفة ويمكن أن يدس له سما أو يتخذ وسيلة للخلاص منه. ومن اليهود من 





5 
سمح له بقيادة جيش كيوسف بن النغريلة وكان الوزير الأول فى غرناطة «هل تقبل إسرائيل 
برئيس وزراء مسلم» ؟9 
وكان أول الاضطهادات التى أشار إليها مؤرخو اليهود وحاولوا إظهار الإسلام بمظهر 
التعصب من البداية موقف الرسول من اليهود. 
ولقد صاغ جواتيانى الأمر ليبدو أنه محاولة من النبى للانتقام من اليهود الذين لم يعترفوا 
بدعوته بالإضافة إلى الحصول على أموال اليهود لإنفاقها على الأنصار وذكر ما نصه «رفض 
اليهود عقيدة محمد ورفض محمد من غالبية اليهودء لايمكن لمحمد أن يقبل أى يتسامح مع 
جيرانه الذين يمثلون مجتمعا توحيدى ورفضوا ادعائه النبوة بل سخروا من ادعائه الإشارة 
إلى الشخصيات الواردة فى التوراة (كالفرعون وهامان) وبحث لأتباعه من أهل مكة عن أرض 
لهم بعد أن تركوا أراضيهم وهاجروا من مكة. واليهود لديهم قلاع ونخيل وهذا يخدم أغراضه 
تمامًا"), نفس الرأى يكرره مارجوليز 17/12580165 فى كتابه تاوذثلاء1[ عطا 06 ه115 لم 
امه بأن أهل المدينة تقبلوا فكرة التوحيد لاختلاطهم باليهود وشعروا بالزهو(") أن الله 
تحدث معهم ويلسانهم , ولكنه ذكر أن أهم أعضاء المجتمع اليهودى ابتعدوا عن محمد واتخنوا 
موقفًا معاديا منه ووصفوا محمدا بالمنافق , ولم يبذلوا محاولة لكسب اليهود لعقيدته , وأن 
بعض اليهود ضعاف النفوس انضموا لمحمد أما الغالبية فكانوا يستمعون إليه وينصرفون إلى 
حال سبيلهم؛ ويبدو احتقارهم لتصرفاته المضطربة التى يدعيها فيما يتعلق باليهود وكتبهم 
ورسالتهم وأنه قلد اليهود فى الاتجاه للقدس باعتبارها القبلة وجعل الصوم الكبير يوم العاشر 
وهو يوم صوم اليهود » رفضوا الاختلاط بأتباع محمد فرأى أنه لابد أن يتخلص منهم وليحقق 
رسالته السماوية ويوحد الجزيرة فى الإسلام وأن الرسول فى البداية حاول تجميع 
الطوائف المختلفة فى المدينة مع رفاقه فى الدين «ويقصد المهاجرين» فى محاولة لربط المجتمع 










وفى العام الثانى من الهجرة أقر حق يهود يشرب فى ممارسة عاداتهم فى الحفاظ على 
ممتلكاتهم واعتبرهم ندا للمسلمين وارتبط الجميع باتفاق على أن يتحدوا فى حالة تعرض أى 
فريق منهم إلى أى هجوم وكان يأمل فى تحويل اليهود إلى الدين. ومع فشل أمله فى تحويل 
اليهود إلى دينه الجديد بدأ محمد ينحرف شيئًا فشيئًا ضد اليهود بأسلوب من أساليب 
التقاليد العربية القبلية القديمة. 


يَأ أ. 010.35 // :مط 











54 


أما نيوياى /إ11618 فقد أشار إلى أن الرسول اتجه للحبشة المرتبطة مع بيزنطة ضد 
الفرس المتحالفين مع اليهود وأن الحبشة رحبت بهم لمحاولة إيجاد مكان لها فى الجزيرة 
الفرشة: 

وكتاب نيوياى مخصص لعرب شبه الجزيرة وأحداث الدعوة الإسلامية وعرض لأوضاع 
شنيه المزيرة مع بذانة الدعوة فتحدت هن فباهم :وان مناك فنا دهودية ويطوة رين" 
متهودة عاشت مع قبائلهم عبر العصورء وأكد نيوباى على المقولات السابقة من طمع الرسول 
فى أموال اليهود لتكون غنيمة للمسلمين!؛). 

نفك أن تفرك للقيائل الدهويية أن الإطوى العهودة الرجودة قن المنينة والعيهاز عا 
وأهم القبائل العربية المتواجدة فى المدينة . ونبدأ بالقبائل العربية المتواجدة فى المدينة بعد 
هجرة الرسول وصحبه إليها. فكان فى المدينة الأوس والخزرج قبيلتان عرييتان بينهما خلافات 
وحاولت الخزرج التحالف ضد الأوس ولقد بايعت الخزرج الرسول بيعة العقبة الأولى ثم بيعة 
العقبة الثانية, 

أما القبائل اليهودية فقد كان هناك بنو النضير وينو قريظة وينو قينقاع وهؤلاء كان بينهم 
خلافات , ولم يكونوا متحدين فى ميولهم السياسية والاجتماعية فقد كانوا فى شقاق دائم 
واتحدوا ضد بعضهم بعضماء فلقد اتحد بنو النضير وينوقريظة فى يوم البعاث مع الأوس ضد 
الخزرج وانضم بنو قيقناع إلى جانب الخزرج ضد بنى جلدتهم ولقد بالغ اليهود فى بغضهم 
وعداوتهم لبنى قينقا ع وأجبرت القبائل اليهودية الأخرى بنى قينقاع على الخروج من مزارعهم 
والاكتفاء بحيهم الذى كان يحميه بنو الخزرج". 

أما بالنسبة للبطون المتهودة الصغيرة فقد كانت هناك بعض البطون المتهودة الصغيرة ولم 
تخرج من ديارها بل ظلت محتفظة بمكانها ٠‏ وهذه البطون لا نجد لها ذكرًا فى النضال ضد 
الإسلام » ويتساءل إسرائيل ولفنسون هل لم يتدخلوا فى شئون الحرب أو أنهم قاتلوا أبتاء 
دينهم ولم يذكرهم المؤرخون لقلتهم » وهنا يفترض إسرائيل ولفنسون أنهم مع تهودهم آثروا 
النزعة القومية على العاطفة الدينية فلم يشتركوا فى حرب اليهود للمسلمين!"). 

ونجد أن اليهود هم الذين بدأوا العداء رغم موادعة الرسولء وحسن معاملته فلقد اتخذوا 

موقف العداء. 





كعب الأشراف زعيم بن نضير يبدى العداء من البداية للرسول ويقاوم الدعوة الإسلامية 


أ.35ط. ممما // :مقط 


: 


1 





ل 

منذ أن وصلت إلى يثرب ٠‏ رغم أن هناك بعض اليهود قد مال إلى الرسول كمخريق اليهودى. 
أحد زعماء بنى النضير وأغنيائهم ٠‏ وكان من أوفى الناس للرسول منذ هجرته ٠‏ كذك أظهر 
عبدالله بن سلام ولاعه للنبى وأسلم خالد بن الحارس وجميع آل بيته وغيرهم. 

ويحاول إسرائيل ولفنسون تبرير موقف اليهودء فيقول إنهم كانوا يرجون فى البداية على 
الآقل أن يتمكنوا من التاثير على الرسول حتى يدخل فى دينهم » ويحتمل أنهم كانوا يأملون 
أن يتمكن الرسول فى التأليف بين البطون المتنازعة وجعلها كتلة واحدة تقوم بالنهوض بالمدينة 
التى كانت فى حاجة شديدة إلى الهدوء والسكينة وكانوا يعتقدون أنه لى تم هذا لأصبحت يثرب 
مركرًا للتجارة فى الجزيرة ‏ وأن الرسول كان يعتقد أن اليهود سيدخلون ذمته وملته بلا 
مقاومة بل يرحبون بدعوته التى تشبه فى جوهرها تعاليم الكتب السماوية السابقة(). 

وتفسير ولفنسون ينقصه دقة التحليل فاليهود منذ البداية أضمروا السوء للدعوة الإسلامية 
ولم يرحبوا بها برغم أن الرسول بدأ بموادعتهم وعقد معهم العهود . أما العقود التى عقدت مع 
اليهود والمشركين تنقسم إلى قسمين : القسم الأول : يحتوى على عقود وعهود , وقعت فعلاً 
وشهد بوقوعها القرأآن الكريم وأوردها المؤرخون . 

أما القسم الثانى فيشتمل على عهود غير صحيحة ظهرت بعد وفاة الرسول والسبب فى 
ظهورها أن الخلفاء كانوا يقرون كل ما وعد به الرسول ولو لم يكن مكتويًا. وذلك أدى إلى 
ظهور عهود ادعتها بعض الطوائف اليهودية للإعفاء من الجزية. 

ولقد أورد ابن هشام نص المعاهدات الأولى التى تشبت تسامح الرسول حين أقرهم على 
دينهم وعاداتهم فلم تكن هناك أى نية فى اضطهاد بل أن المعاهدات التى عقدها مع الأنصار 
ذكر فيها اليهود «بسم الله الرحمن الرحيم . هذاا كتاب من محمد النبى بين المؤمنين 
والمسلمين فى قريش ويشرب ٠‏ ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم, إنهم أمة واحدة من دون 
الناس» المهاجرون من قرشيين على ربعتهم يتعاملون بينهم؛ وهم يفدون عانيهم «اسيرهم» 
بالمعروف والقسط بين المؤمنين وينو عوف على ربعتهم ويتعاملون معاملتهم الأولى؛ وتمضى 
الافتاقية إلى أن تصل إلى النص الخاص باليهود. 

إن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاريين » وأن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين , 
ولليهود » وللمسلمين جواليهم وأنفسهم . إلا من ظلم وأثم » فإنه لايرتغ «يهلك» إلا نفسه: وأهل 
بيته » وأن ليهود بنى النجار مثل ما ليهود بنى عوفء وأن يهود بنى الحارث مثل ما ليهود بنى 
عوفء وأن ليهود بتى ساعده مثل ما ليهود بنى عوفء وإن ليهود بنى جشم مثل ما ليهود بنى 
عوف» إلا من ظلم وأثم » فإنه لايرتغ إلا نفسه وأهل بيته » وإن جفنه بطن من تعلبه كأتفسهم, 


[ .000.35 // :مط 





./ 
وإن لبنى الشطيبة مثل ما ليهود بنى عوفء وأن البر دون الآثم» وإن موالى تعلبه كأتفسهمء لآأن 
بطانه يهود كأنفسهم. وأن لايخرج منهم أحد إلا بإذن محمد نَل , وأنه لا ينحجز على أثار 
جرح. وأنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته ‏ إلا من ظلم » وإن الله على هذا وإن على اليهود 
نفقتهم هذه الصحيفة ون بينهم النصح والنصيحة , والبر دون الإثم » وأنه لم يأنثم امرق » وأن 
النصر للمظلوم , وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين مادموا محاربين . وأن يثرب حرام لأهل هذه 
الصحيفة ٠‏ وإن الجار كالنفس غير مضار والاثم » وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها وأنه ما 
كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده , فإن مرده إلى الله عز وجل » 
وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإن الله ابقى على ما فى هذه الصحيفة الخ»(8). 

ولقد منحهم الرسول العديد من الحصون وأعطاهم نصيبًا من الغنائم إن شاركوا فى 
القتال» ولقد ذكر ابن هشام عقودًا مختلفة عقدت بين اليهود ويين الرسول ؛ فهناك صحيفة 
خاصة بينه وبين بنى قريظة ويين الرسول ويهود خيبر وتيماء ووادى القرى؛ وذكر أبن سعد 
عقودا عقدها الرسول مع يهود منى: وذكر صاحب فتوح البلدان صحيفة عقدت بين الرشول 
وأسرة شريفة من اليهود "): ويشير لإنا/اا10! أن المعاهدة أساسًا بين الرسول والانصار ومن 
اتصل بهم من بطون اليهود ,)'١(‏ أما من لم يكونوا فى حلف الأنصار لهم معاهدات منفصلة 
كبنو طلحة وينو جفنه الذين وردوا فى المعاهدة كانوا أتباعا لبنى غسان حلفاء بيزنطة فالنبى 
يتسامح مع اليهود وغير المسلمين وكان غرض الرسول من وراء هذه الصحيفة وغيرها من 
العهود التى عقدها مع بطون يثرب هو هدم النظام القديم وإيجاد نظام جديد يتوحد عن طريقة 
العناصر اليثربية وأن يعود الجميع حلفاء فى مدينة واحدة. 

ومن الواضح أن اليهود كان بينهم ضغائن فكان لكل منهم أو لكل عدد منهم صلح منفصلء 
ويؤكد هذا أن الرسول غضب من بنى النضير لأنهم لم يشتركوا فى الحربء فى حين أنه لم 
يطلب من بنى قريظة أن يشتركوا فى الحرب ونرى الرسول يحارب بطنا من البطون دون أن 
تتحرك الأخرىء لأن المعاهدة لاتمسها وهو يوضح الفرقة بين القبائل اليهودية ونظرة كل منها 
إلى صالحها الشخصى. 

ورغم محاولات الرسول التأليف بين القلوب فاحل للمسلمين آكل ما أحل لليهود أكله وأحل 
لهم التزوج منهم كما ذكر ابن قيم الجوزية وما ورد فى القرآن ١‏ الْيوْمَ أحل لَكُم الطيبات وطقام 
لذن أوقوا الكتاب حل لم وطََامكُم حل لهم وَالمحْصنَات من امات وَالمُحصتات من الذدين 


أرتوأ الكتَاب من قَبلكم إذا اتيتموهن أجورهن مخصين غير مسافحين * سورة المائدة: من الآية 
رقم 0 . 





غ]أ.35ط.طم0)ما// :مط 





ٌ 
: 
/ 


اذ.5ةة.طماه»ااا:مثاة 


“7 
وصبغة التسامح واردة فطعامهم حل للمسلمين ومسموح بالتعامل معهم والأمان نصت عليه 
الاتفاقات فليس هناك نية مسبقة ولكن ما اتخذه اليهود من موقف معاد هو الدافع لما حدث. 
ولقد ذكر ابن شبه أن الرسول رأى أن سوق المدينة تحت سيطرة قبيلة بنى قينقاع وكانت 
تأخذ من المسلمين ضرائب . والتحرر من سيطرتهم أقام سوقًا آخرى واختار النبى سوقا غير 
سوق بنى قينقاع وقال للمسلمين هذا سوقكم فلايضيق ولايؤخذ منه خراج» وكان سبب كراهية 
بنى قينقا ع واختلافهم مع المسلمين خوفهم على مكاسبهم الاقتصادية ,)١(‏ كذلك هاجم اليهود 
النبى وشككوا فى رسالته وعمدوا إلى توجيه أسئلة وصلت إلى التعنت فكان القرآن ينزل فيما 
يسآلون عنه. وفى سورة النساء 7 يسعَلِكَ أهل الْكتَاب أن تتزّل عَلَيْهِم كتَابًا مَنَ السّمَاءِ 4 من 
الآية ١61‏ فلما اشتد الام نهم وات لماجي رن مالك سا نل كاك لمك 
ما معههم وكانوا من قَبْل يُستَْححُودَ على الدين كرو قَنَما َادَهُم ما عرَقُوا روا به له الل عَلَى 
الكافرين 4 سورة البقرة آية 44 . 
ولقد اي رسي ا ا ل را 
موا اليْهُود وَالِْين أشْرَكُوا 4 سورة المائدة من الآية 45 ولم يشترك اليهود مع الرسول فى 
محارية قريش بل كانوا على صلة بقريش فلم يشترك منهم إلأ مخريق!") , ولقد أورد ابن 
هشام الحادثة التى فجرت الخلاف عن امرأة عربية جلست إلى صائغ بسوق بنى قينقاع 
فجعل بعض اليهود يراودوها على كشف وجهها وهى تأبى فعمد صائُغ يهودى إلى طرف ثويها 
يربطه فى طوقها فلما انكشفت سؤتها ضحكوا منها فوقع النزاع بين الانصار وينى قينقاع 
والحقيقة أن يهود بنى قينقاع كانوا يضمرون السوء للرسول منذ اختياره سوق آخر ويدأوا فى 
الإساءة إليه فدعى الرسول بنى قينقاع للإسلام «يا معشر يهودء أسلموا قبل أن يصيبكم الله 
بمثل ما أصاب به قريشا » فقالوا له يا محمد , لايغرنك من نفسك أنك قتلت نفرًا من قريش. 
كانوا أغمارا لايعرفون القتال إنك والله لو قائلتنا لعرفت أن نحن الناس ٠‏ وأنك لم تلق مثلنا, 6 
فنزات فيهم الآية (قل للذين كقروا مون و تحشرون إِلَى جهنم وبئس الْمهاد 69 قَد كان لَكُم 
ا لل الا لي ا ب ده 
من يشاء إِنْ في ذَلك لمبرَة لأولي الأبصار ؟ سورة آل عمران: الآية ١7 , ١7‏ . وكان هذا الرد 
العنيف بداية الصراع فقد اتضحت نوايا اليهودء ورفض بقية اليهود معاونتهم حيث كان بينهم 
ويين قينقاع من يوم بعاث خلاف شديدء وتوسط بينهم ويين الرسول بعد حصارهم بن أبى» 











ف 
فئجلاهم الرسول عن المدينة وكان الذى تولى إخراجهم من المدينة بثولادهم عبادة بن الصامت 
ووصلوا إلى اذرعات فى الشام واتجهوا إلى وادى القرى فى الشام. 
ولقد استمر اليهود فى الإساءة إلى الرسول وقام كعب الأشراف بكتابة أشعار فيها تجريح | 
للنبى وطعن فى الدين والمسلمين ونسائهم فأمر النبى بقتله فى ربيع الأول من السنة الرابعة 
للهجرة وكان قاتله أخاه فى الرضاعة ومعه أربعة من الأنصار بسيب ما أثاره من شائعات 
ومن طعن فى كرامة النساء وفى الدين مما كان سيؤدى إلى إثارة بلبلة ونقضنا للعهد. أما بنى || 
النضير فقد كانت معاهدتهم تنص على مشاركتهم المسلمين فى حرب قريشء ولكنهم رفضوا 
المشاركة واعتذروا بتقاليد يوم السبت وما تلى ذلك من سعيهم لاغتيال الرسول . فقد ذكر ابن 
هشام «أنه حين ذهب إليهم يطلب المشاركة فى دية القتيلين من بنى عامر اللذين قتلهما عروة 
بن أمية رغم الجوار الذى عقده النبى لهما فوعدوه أن يعينوه ثم انتهزوا وجود الرسول إلى || 
جانب جدار من أرض بيوتهم فرأوا أن يلقوا عليه صخرة وانتدبوا لذلك عمرو بن جحاش ولكن 
قام النبى وخرج ذاهبًا قبل أن يفعلوا ذلكء ولم تنجح المكيدة وترتب على هذا خروجهم من 
المدينة ولم يعاونهم الخزرج أو ينصروهم . وتوسط ابن أبى وسمح لهم بما حملت الإبل من || 
أموالهم إلا السلاح فاتجه جزء من أكابرهم إلي خيبر . وممن اتجه إلى خيبر حى بن الأخطب || 
وابن أبى الحقيق فدانت لهم خيبر وجزء سار إلي الشام: وأسلم من بنو النضير رجلان هم 
يامين بن عمرء أبو كعب بن عمرو بن جحاش , وأبو سعد ين دهب وحصلا على أموالهما 09. 
أما بنو قريظة فقد أخلوا بالعهد مع الرسول أثناء غزوة الخندق فلقد حزب اليهود الأحزاب 
على المسلمين وقام بذلك سلام بن الحقيق النضرى وحى بن أخطب النضرى وكنانه بن الحقيق 
النضرى بن قيس الوائلى وعدد من بن النضير خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم || 
إلى حرب رسول الله وقالوا إننا سنكون معكم نستاصله فقالت لهم قريش يا معشر يهود, : 
أهل الكتاب الأول والعلم مما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد أدينثًا خير أم دينه, قالوا : بل 
دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم ٌَألمْثرَإِلَى الذي 
أوتوا نصيبا من الكتاب ٠‏ يؤمنون بالجبت ؛ وَالطاغوت ؟ سورة النساء : من الآية )١990١‏ وأيدوا 
دعوة اليهود سنة ده ثم ذهب اليهود إلى غطفان ودعوهم لحرب الرسول فاتنضموا إليهم 
وتآمروا على حرب الرسول ولقد عرضوا الأمر على بنى قريظة وفى البداية رفض بنو قريظة || 
وقال كعب بن أسد أنى لم أر من محمد! إلا صدقًا ووفاءً ولكن ظلوا به حتى مال إلى أن نقض 
عهده مع الرسول وكانت بين جيوش المشركين واليهود التى بلغت ٠١‏ آلاف ٠‏ وكان حى بن || 
الأخطب ويهود خيبر وعدوا بنى غطفان أن يعطوهم ثمار سنة كاملة من ثمار المزارع(90). ظ 











]00.135.1// :مط 


07 

ولقد استطاع ضرب هذا التحالف فاستمال بنى غطفان ووقع الخلاف بين الأحزاب نتيجة 
ما قام به نعيم بن مسعود فأوقع بين بنى قريظة وقريش) وغطفان فطلب بنى قريظة من حلفائهم 
رهائن «إن رأوا نهزه أصابوهاء وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم ويين الرجل 
ببلده ولاطاقة لكم به إن خلا بكم » فلا تقاتلوا مع القوم حتى تئخنوا منهم رهئًا من أشرافهم 
ليكونوا بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معه محمدا حتى تناجزوهء(7). 

ولكن رفضت قريش وغطفان : وقام المسلمون بحفر خندق وأتت ريح شديدة شتت الأحزاب 
وفشلت المؤامرة» ونتيجة لموقف اليهود وخيانتهم للعهد وتآمرهم للخلاص من الرسول والمسلمين 
رغم العهود قرر أن يتخذ منهم موقفًا » فلقد بدأوا بالعدوان والتآمر والسعى للقضاء على النبى 
ودعوته وتسليمه لقريش فكان من الطبيعي أن يحاربهم ويقضى عليهم فهى حالة حرب قائمة 
وهم البادؤون . ولقد طلبوا تحكيم سعد بن معاذ ونزلوا على حكمه فأفتى بقتل الرجال وسبي 
النساء والذرارى » فما حدث كان فى أطار حرب بين الطرفين ولو تغيرت نتائج غزوة الخندق 
وانتصر اليهود مع قريش لقضوا على الدعوة وصاحبها كما أعلنوها مرارًا لحلفائهم . فلم تكن 
موجهة ضد الدين بل حملة ضد من نقض عهد لأنه لو كانت موجهة ضد الدين لاتخذ النبى 
موقفًا منهم منذ دخوله المدينة. 

ولقد قدم المؤرخون اليهود تفسيرات أخرى لما حدث فالبعض كما قلنا أرجعها لسعى النبى 
للحصول على ثروات اليهود وتوزيعها على المهاجرين ولكن من البداية آخى الرسول بين 
المهاجرين والأنصارء وأصبح المهاجر يرث الأنصارى إلى أن عدلت فيما بعد فلم تكن مشكلة 
مالية. 

ويضيف اسرائيل ولنفسون أن اقتصاد المدينة انهار بعد خروج اليهود ولم تعد تسمع فى 
التاريخ الإسلامى شيئًا عن قوافل مكة إلى يثرب والحجاز واليمن» ولكن د. طه حسين يرى أن 
انحطاط مكانة يثرب والحجاز عامة من الوجهة المادية لم يكن ناشئًا عن اختفاء اليهود أو 
إجلائهم وإنما كان نتيجة لانتقال النشاط العربى الاقتصادى إلى جهة أخرى خارج البلاد 
العربية. 

وإن اليهود ظلوا مسال مين للنبى والمسلمين حتى تمت الفتوح لينقلوا نشاطهم الطبيعى عن 
هه الأرض الحجازية التى لم يستقروا فيها إلا مضطرين والتمسوا لأنفسهم مناطق أخرى 
أخصب وأجلب للنفع فى العراق والشام ومصر. 


]00.135.1// :مط 
027 


>,” 

وهناك مثال يدل على مدى التسامح أن النبى اصطفى لنفسه إحدى نساء قريظة ريحانة 
بنت عمر إنحدى نساء بنى عمروى بن قريظة . ولقد عرض عليها الإسلام ولكنها طلبت أن يتركها 
فى ملكه فتركها وظلت متمسكة فترة باليهودية ولم يجبرها ثم أسلمت وكانت: عنده حتى توفيت 
في حياته11), 

ويالنسبة لخيبر: خشى اليهود مما حدث لقريظة ويدءوا يتخوفون من قوة الدولة الإسلامية 
فسعوا للتآمر ضد المسلمين وتاليف تكتل جديد منهم ومن يهود وادى القرى وتيماءء ولقد 
استولى الرسول على حصونهم فئخذ حصن ناعم ثم القموص وحصن بنى أبى العقيقى وكانت 
أخر حصونهم الوطيح والسلالم : ولقد تزوج الرسول صفية بنت حيى بن أخطب » ونهى عن 
اتيان الحبالى من السباياء ولاتحل لمن يؤمن بالله واليوم الآخر. أو أن يصيب امرأة من السبى 
حت يستبرئها4): 

صلح خيبر: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاصر أهل خيبر فى حضنهم 
الوطيح والسلالم وهما آخر حصونهم: حتى إذا أيقنوا بالهلكة ٠‏ سالوه أن يسالمهم وأن يحقن 
لهم دمائهم ففعل . وكان الرسول حاز جميع حصونهم الشق ووطاه والكتيبة . فلما سمع أهل 
فدك طلبوا أن يعقدوا معه صلحا ويحقنوا دمائهم وطلب أهل فدك الصلح على أساس النصف 
من الأموال. 

ويرد اسرائيل ولفنسون تسامح الرسول إلى أن خيبر واسعة الأطراف وفيها حدائق وزدع 
ونخيل يحتاج لأيدى كثيرة تكون قد مارست الاشتفال بالزراعة والفلاحة, ولم يكن من العرب 
من مارس ذلك إلا القليل ولم يرض الرسول أن يترك من أنصاره من يستوطن هذه الأرض 
ويعمل بها لاحتياجه اليهم فى الأعمال الحربية ولم يكن فى الامكان ترك هذه الأرض الخصبة 
لاتنتج زرعا ولا ثمارًا ٠‏ وكذلك كان المسلمون فى حاجة إلى الأموال ولذلك أبقوا على اليهود 
وفق شروط الصلح التى عقدت وأن هذه الشروط كانت فى صالح المسلمين . 

وهذا التحليل يفتقد للموضوعية فقد سبق أن ذكر أن طرد اليهود من المدينة أضاع مكانتها 
الاقتصادية فلو كان النبى حريصًا على الناحية الاقتصادية كما فى منظور اسرائيل ولفنسون 
فالمسلمون حياتهم تعتمد على التجارة لأبقى اليهود, ولكن لم يكن نشاط اليهود الاقتصادى هو 
عصب الحياة الاقتصادية فى الحجازء بل كان دورهم هامشيًا إلى حد بعيد ولقد تناسى إن 
وراء التحريض على قتل الرسول وضرب المسلمين زعماء بن النضير الذين وجهوا سياسة 
خيبر وكانوا يسعون لتسليم الرسول لقريش لقتله . 


غ]أ.35ط.طمم»ا// :مط 





7 

ويعد فتح بلاد خيبر وفقًا للاتفاق ضمها الرسول وقسمها على أصحابه بطريقة الأسهم 
وأقام اليهود على أراضيها على أن يعطوا نصف ثمارها للمسلمين وكان يرسل عبدالله بن 
رواحه يقسم ثمارها . 

ولقد أمر أن تسلم لليهود صحائف التوراه فى الأماكن التى فتحها المسلمون ولم يتعرضوا 
لهم بسوء وكانت لديهم أموال ولم يتخذوها. 

ورغم التسامح فقد أضمر له اليهود السوء فقد قتلوا اثنين من المسلمين بعد رجوع الجيوش 
الاسلامية, ثم ما فعلته زينب بنت مشكم من تقديم شاة مسمومة فى محاولة لقتله وكانت قد 
سألت عن أى عضو فى الشاة أحب للرسول فقيل لها أنه الذراع فاكشرت السم فيه ولكن 
الرسول تتاول الذراع فلاك منها مضغة فلم يسغها ولفظها أما بشر بن البراء فأكل منها ومات 
مسموما . وكان الرسول قد أحضر المرأة واعترفت وسالها عن سببٍ فعلتها تلك فقالت ٠إن‏ كان 
ملكًا استرحت منه. وإن كان نبيًا فسيخبره الله» فتركها تمضى دون عقاب . 

ولقد اورد ابن هشام تأثير ما فعلته تلك المرأة على صحة الرسول , يذكر أن أم بشر بنت 
البراء بن مضرور كانت تعوده فقال لها «يا أم بشر, إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع ابهرى 
«عرق من عرقين يخرجان من القلب ومنهما تتشعب الشرايين كلها» من الأكلة التى أكلت مع 
أخيك بخيبر»(29). 

ويذكر 716108 رغم تحيزه أن موقف النبى لم يكن ضد اليهود بدليل أنهم ظلوا فى 
المدينة تحت حكمه إلى وفاته. ويذكر اسرائيل ولفنسون أن اليهود الذين لم ينزحوا من الحجاز 
بقوا مطمئنين وأن عددًا منهم عاد إلى المدينة بدليل ما ورد فى سيرة ابن هشام والواقدى ٠‏ 
وذكر الواقدى أنهم حضروا إلى عبدالله بن أبى السلول وهذا دليل على أنه هناك بقايا ظلت 
مقيمة حتى يقال أنهم ظلوا فى الحجاز إلى خلافة عمر إلى أن قال فى مرضه الذى مات فيه 
أنه بلفه عن الرسول أن لايجتمع ديتان بأرض العرب فأجلى من لم يكن له عهدًا (*') وإن أغلي 
من تم اجلائهم من خيبر وفدك ولم يتعرض ليهود وادى القرى , وتيماء أى أن لهم عهدًا وكان 
الرسول قد منح عدة عهود ويذكر البلاذرى أن الرسول منح أهل مقنا عهدا. 

ولقد ألزم الخلفاء الراشدون أتفسهم بتنفيذ أى عهد صدر عن الرسول , ولقد ظهرت عدة 
عهود مزيفة عبر فترات زمنية مختلفة وكنموذج لتلك النصوص الملفقة نص ورد فى الجنيزة 
وكذلك ظهر عهد فى غمرة الصراع بين على ومعاوية . 





]00.135.1// :مط 





أنه 

يتضمن أحد العهود ما يلى ذكر أنه يعود للعام السابع للهجرة سلام. «أما بعد فإنه أنزل 
الوحى أنكم راجعون إلى قراكم وسكنى داركم فأرجعوا آمنين بآمان الله وآمان رسوله ولكم 
ذمة الله وذمة رسوله ولكن ذمة الله على أنفسكم وأموالكم ورقيقكم وكل ما ملكت أيمانكم وليس 
عليكم أداء الجزية » ولاتوطأ أراضيكم ٠‏ ولايجعل أحد عليكم ولاتمنعون من لباس المشقفات 
والملونات ولا من ركوب الخيل ومن أصناف السلاح » ومن قاتلكم فقاتلوه ومن قتل منكم أحد 
المسلمين تعقد محكمة تحت حكم المسلمين ولايعتدى عليكم بالفحشاء ولاتنزلون منزلة أهل 
الثئة وان تفافون ولاتطالبون بنضاء ولاستفراء ولاشمراء ولأكرا م ولاتنتعون هن نشول 
المساجد ولاتحرمون من ولاية المسلمين». 

وواضح أن العهد كله مزور وقيل أنه منحه لعشيرة صفية بعد زواجه منها ومن الواضح أنه 
فى العام السابع لم يكن قد تزوج صفية فكيف تم منح عهد لأمرأة لم يتزوجها بعل, 

ويهود الكوفة كان أغلبهم من يهود نجران الذين أجلاهم عمر بن الخطاب ولقد ادعوا أن 
عمرًا استثنى نصارى تغلب وأهل نجران من دفع الجزية باعتبارهم من القبائل العربية التى 
تربطها بالعرب وشائج القربى وخضوعهم إلى هذه الرسوم يعتبر إهانة وأسسوا مستعمرة 
أسموها نجران ولايوجد دليل على تلك العقود(1١'),‏ 

وذكر الطبرى أن معاوية اشترى أرضا فى الطائف من اليهود المستقرين بعد طردهم من 
اليمن والمدينة . معنى هذا أنه بعد عشرين عامًا من طردهم من اليمن والمدينة مازالوا 
متواجدين فى الحجاز فى تيماء ووادى القرى. 

وهناك وثائق فى الجنيزة وإن كانت قليلة العدد تشير إلى تواجد يهودى باعداد بسيطة 
وهناك وثيقة تعود للقرن الحادى عشر تشتمل على خطايين من صور تحتوى على سؤال عن 
شخص اسمه اسحق من وادى القرى ترك زوجته من أربع سنوات فى رباط عمون هناك وجد 
اتصال بين يهود وادى القرى وأولتك فى عمان وفلسطين. وهناك خطاب آخر من الجنيره يشير 
إلى الجاؤون شيررا وابنه الرابى هاى جاؤون بوميدثيا من يهود وادى القرى يسالونه مشكلة 
تتعلق بملكية الأرض("). 

ولقد ذكر بنيامين التطيلى أن فى تيماء حوالى ٠١‏ ألف يهودى وهذا قول بعيد عن الحقيقة 
فلايمكن أن تكون هذه الأعداد صحيحة يِثى حال » فى حين أنه لم ير أصلاً المنطقة ولقد ذكر 
عويدايا أيضًا قصة خرافية سمعها من البعض وهى فى مجملها من وحى خيال ناقليها بأن 


غ]أ.35ط. 0م // :مط 








70 
هناك قبائل تهاجم ركب الحج وأنها تبلغ ٠١‏ آلاف وأن هؤلاء عمالقة ويسمون الأعراب ويقال 
أنهم على دين اليهودء ومن الواضح أن راوى القصة لما عرف أنه يهودى حاول أن يضيف نوعًا 
من الإثارة0). 
وذكر الايطالى لودفيج فارتيما فى القرن ١7‏ أن حوالى +.٠١0(‏ أو 5.0٠‏ ) أسرة يهودية 
تعيش حول خيبر وإذا وقع فى أيديهم مسلم سلخوه حيا ويعد ثلاث حقب أشار الرحالة 
الدنماركى 1165! لوجود يهود فى الحجازن؟). 
من الواضح أن بقايا يهودية قليلة ظلت فى بعض مناطق محدودة فى الجزيرة وتستطيع أن 
نحدد الموقف من اليهودى فى الجزيرة العربية في العناصر التالية: 
-١‏ أن النبى بدأ بالتسامح سعيًا لايجاد مجتمع متألف فى المدينة وحدد علاقته بهم وفق 
عهود منحهم الآمان واعطتهم حقوقًا كفيرهم من أهل المدينة. 
"- الشريعة الاسلامية من البداية لم تمنع التعامل معهم. 
'7- زواج النبى من يهودية بعد إسلامها وهى صفية بنت حيى بن أخطب. 
فى المقايل : ٠‏ 
-١‏ سخر اليهود من العقيدة الاسلامية وشهروا بها وأساؤًا إلى النبى مثل كعب الأشراف 
الذى شهر بنساء المسلمين , وحاولوا إيجاد تواصل فعال مع قريش ضد الرسول طإلّه. 
"- قام بنو قينقاع بإثارة المشاكل والتعدى على المسلمين كحادثة المرأة المسلمة التى أساؤا 
لها وكان جوهر المشكلة اقتصاديا وهو إيجاد الرسول سوقًا أخرى غير سوق بنو 
قيتقاع . ولقد خرج بنو قينقاع من المدينة دون أن يمسهم سوء. 
7- لم تحاول أى من القبائل اليهودية الأخرى الانضمام إلى بنى قينقاع فهى تنظر 
لصالحها الشخصى. 
4- بنى النضير رفضوا مشاركة النبى فى قتال قريش رغم وجود معاهدات ثم حاولوا قتله 
ومع ذلك خرجوا من المدينة بما سمحت الابل بنقله من أموالهم إلا أنهم بدأوا بنقض 
العهد ومحاولة اغتيال الرسول ومع ذلك خرجوا سالمين. 
ه- أما بنو قريظة فقد خانوا العهود التى اعترف كبيرهم كعب بن أسد يعدالة النبى «لم 
أرى من محمد إلا صدقًا » ومع ذلك فى وقت الخطر الذى حاق بالجماعة الإسلامية حيث خربت 





غ]أ.35ط. مما // :مط 














724 
الأحزاب من قريش وغطفان بتأثير يهود بنى النضير أيضنا انضم اليهم ضد من عاهده وحالفه 
وامنه فتصبح فى حالة حرب معه وكان فى نيتهم تسليمه لقريش لتفعل به ما شاء وكان من 
الطبيعى أن يقوم باتخاذ موقف عنيف منهم بعد أن ترك لهم اختيار الحكم. ولو تغيرت نتيجة 
الحرب لأسلموا النبى والمسلمين لقريش لتنتقم منهم وتقضى عليهم فهنا لاتوجد ضحية 

ولاجلاد. 

وحتى موقفه من خيبر التى سيطر عليها زعماء بنى النضير وسعوا للتحالف مع يهود وادى 
القرى وفدك كان وفقًا لسنن الحرب تركهم على أراضيهم بعد مقاسمة الأموال فقط. 

فهى فى جوهرها ظروف حرب وكانوا هم البادئين بالتآمر وحاولوا قتله أكثر من مرة 
وسعوا لتسليمه لأعدائه إذا استطاعوا ونقضوا عهود السلم وانضموا إلى أعدائه لم يكن الدين 
جوهر الخلاف بل كانت الأطماع الاقتصادية وخوف اليهود أن يفقدو من السيطرة الاقتصادية 
مارسوه فى المدينة وخيانة لعهد وتعريض حياة الجماعة الاسلامية الناشئة للخطر. 

واذا قارناه بما يحدث الآن حيث طرد اليهود والعرب من أراضيهم ومذبحة صابرا وشتيلا 
مازالت فى الأذهان والمذابح التى تجرى كل يوم للفلسطينين بدعوى الحفاظ على الأمن لماذا 
تضفى اسرائيل عليها صفة شرعية للحفاظ على الأمن ؟ ولماذا يصف المؤرخون ما فعله النبى 
بالاضطهاد المتعمد وهو يدافع هنا عن حق شرعى ضد من خانوه وتآمروا على قتله وللقضاء 
على الجماعة الإسلامية فالتاريخ يفسر من منظور دينى الحاضر يولد من الماضى وللتاريخ 
بصمات على الذاكرة البشرية ولكن المشكلة فيمن يكتب وكيف يكتب. 

أما الاضطهاد الثانى : 

فقد أرجعوه للعصر العباسى ولعهد الخليفتين الواثق والمتوكل فالمؤرخ !115016 فى كتابه 
”تهداذآ1 لواعدتلعم أه عاذنا لمعناناه0 300 عاسمومعط عط م1 16/5" ينسب إلى بعض 
الخلفاء اتخان سياسة التميز والتعصب مثل الخليفة الواثق الذى قصر نشاطهم على مهن 
بعينها والخليفة المتوكل الذى ألزمهم بلبس الغيار(*"). 

وإن كان ما كتبه فيشيل فى مجمله عن أحوال اليهود تحت الحكم العباسى ينسب فى 
حقيقته للتسامح لا للتعصب فقد كان منهم أطباء الخلفاء وجهابذة الخلافة الذين بلغوا مكانة 
كبرى كفنحاس وابن عمران الجهابذة وحازوا ثروات واسعة وأقرضوا الدولة والوزراء 
واستثمروا للوزراء أموالهمء ولم يحاول الخلفاء مصادرتهم رغم أنهم صادروا الوزراء المسلمين 


]00.135.1// :مط 











7 

الذين كانوا يستثمرون لهم أموالهم مثل ابن الفرات ولقد سبق الحديث تفصيلاً عنهم فى الجزء 
الأول("). 

ولقد أرخت كتب «الوزراء» لهلال الصابئ «وتجارب الامم» لمسكويه و«نشوار المحاضرة» 
للتنوخى إلى أن الجهابذة فى العصر العباسى الأول كانوا من اليهود. 

ولقد شغل اليهود العديد من المناصب كجباة للخراج والجهبذة والطب والفلك ولقد ملكوا 
الضياع والقصور والأموال ؛ أما حالات المصادرة فكانت نادرة ولوضع سياسي فى أغلبها 
لاديني » وفى المقابل نجد أعدادًا كبيرة من الوزراء المسلمين صودروا وعوقبوا فهى تقلبات 
سئاسة : 

ومنذ قيام الدولة استخدم اليهود فقد عين الخليفة المنصور يهوديًا اسمه موسى كأحد اثنين 
من جباة الخراج ٠‏ وأمر الرشيد صاحب الخراج بالرفق بأهل الذمة وألا يؤنوا ولايكلفوا فوق 
طاقتهم وفى عهد المأمون تمتعوا بنفس التسامح فقد كان يعقوب بن اسحق الكندى من أهم 
فلاسفة عصره , بالإضافة إلى كونه طبيبًا شهيرا » وأدني الناس منزلة للخليفة المأمون . ولقد 
أشار ابن حزم فى كتاب نفح الطيب لمكانة هذا الرجل أنه جاء يوم لمجلس المأمون فجلس فوق 
ما يجلس بعض كبار المجلس «فساله أحد الجالسين لماذا يجلس وهو اليهودى فوق ما يجلس 
بعض كبار المسلمين فقال له «لأنى أعرف ما تعرف ولكنك لاتعرف ما أعرف» وهل هناك 
تسامح أكثر من هذا ؟ 

واستعمل اليهود كعمال فى ولايات الخلافة فاستعمل أحد اليهود على سيراف 9/١1ه/‏ 
م ء كذلك تولى يهودى اسمه ابن علان خراج البصرة وكانت له علاقات قوية بالجميع » 
فلما ماتت زوجته شيعها أهل البصرة بأجمعهم , ولقد قتل الرجل بعد ذلك لا لسبب دينى وإنما 
لصراعات سياسية ؛ فتكين الشرابى سعى لدى السلطان ملكشاه ضد ابن علان اليهودى الذى 
كان ملتجئًا إلى حماية الوزير نظام الملك فأمر السلطان بقتل ابن علان غرقًا ٠‏ فلما قتل انقطع 
نظام الملك عن الركوب ثلاثة أيام وأغلق بابه عليه . وكان نظام الملك أحرص الناس على دينه 
فعامل التعصب الدينى والحقد على دين الآخر لم يكن واردًا. وكذلك من اشتهر فى تلك الفترة 
اليهودى أبوسعد ين سمحه. 

وفى عصر الخليفة المتوكل الذى اتهمه المؤرخون اليهود بالتعصب كانت دار القوارير فى 
إقطاع أبو البركات عبدالله اليهودى وسمى شمس الدولة فأخذها الوزير يحيى بن هبيرة دون 





ه ]أ.00.135// :مط 





مم 
علم الخليفة فلما علم الخليفة أعاد إليه دار القوارير وزاد اقطاعاته وما مات 1٠‏ ده / 75١١م‏ 
خرجت بغداد كلها لتشيعه). 

ويذكر أدم متز «أن القرارات الصادرة لم تنفذ حرفيًا فى أى وقت من الأوقات ففى عام 
1ه - 44م أمر الخليفة المتوكل ألا يستعان بأهل الذمة فى الدواوين وأعمال السلطان 
التى تجرى أحكامهم على المسلمين فمن تلك أنه أمر بعزل النصارى من مقياس النيل ولكن 
هذا الخليقة نفسه بنى بعد ذلك بعشر سنين قصره المسمى الجعفرى وأجرى إليه نهرًا وجعل 
النفقة عليه إلى دليل ابن يعقوب النصرانى فى عام 197ه- 15م(8. 

وأحيانا يكون السبب أن أعداد أهل الذمة كانت تزيد زيادة واضحة ويستخدم أصحاب 
المناصب من نسب إلى دينهم وعدد منهم لجأ إلى العنف ؛ فهنا بدأت الخلافات الدينية تظهر 
ولكنها لم تلبث أن تزول بعد فترة وجيزة فهى استثناء . وكان النصارى قد علا أمرهم وغلبوا 
على الكتاب فأمر المقتدر بما أمر به المتوكل من رفضهم واطراحهم على الخدمة في هذه السنة 
نفسها , كان أمر المقتدر ضعيف الآأثر فقد كان وزيره أبو الحسن على ابن الفرات يدعو أربعة 
من النصارى إلى طعامه كل يوم وكانوا فى جملة كتابه التسعة الذين اصطفاهم وكان الكتاب 
المسيحيون منتشرين فى كل مكان7). 

ولقد عقدت صداقات بين علماء مسلمين ويهود مثل أبو يوسف ابن اسحق الفاسى الذى 
هاجر من المغرب الاسلامى بعد قدوم عبد المؤمن الموحدى فذهب لمصر وحلب ثم جاء إلى 
العراق وكان صديفًا حميمًا للقفطى صاحب تاريخ الحكماء وتوفى 5177ه/ 774١م‏ (0). 

ولقد وصل بعضهم إلى منصب الوزارة فقد استوزر ملكشاه نفسه أمين الدولة أبا الحمسن 
بن غزال الطبيب اليهودى السامرى الذى وجدوا عنده عند قتله ثلاثة ملايين قطعة من الذهب 
وظهر عنده من التحف والجواهر مالايوجد عند الخلفاء ,)'١(‏ وقتل الوزراء والشخصيات 
المعروفة كانت سمة سائدة لاترتبط بدين . 

أما فى المجالات الأخرى فهناك حالات عديدة لأطباء وفلكيين فهناك الفلكى أبو برهان من 
يهود الموصل. 

وهناك سلسلة من الأطباء الذين تمتعوا بشهرة ومكانة عند الخلفاء وأتباعهم وأصحاب 
السلطان من أطباء الكوفة موسى بن اسرائيل الطبيب الكوفى خدم ابا اسحق ابراهيم بن 
المهدى وكان على علم بالنجوم أى مهتمًا بالفلك وكذلك رواية الأشعار وكذلك جبرائيل بن 


...مما // :مط 





ويب 


41 

بختشيوع طبيب الرشيد(") » ومدحه الأصفهانى فى كتابه الأغانى وكان لعيسى بن موسى 
طبيب يهودى يقال له فرات بن شحتانا وكان عيسى بن موسى يشاور الطبيب فى كل أمر يقوم 
به وكان هذا الرجل أيضا طبيبًا للحجاج الثقفى ؛ وكان فى البصرة ماسرجويه وقد كتب كتايًا 
فى الأدوية وترجم موضوعاتها السريانية إلى العربية. وابن دمن الطبيب اليهودى المنجم كان 
حكيمًا وطبيبًا ومالًا بالهندسة وأنواع الرياضيات وكان ولده على طبيبًا مشهورًا انتقل إلى 
العراق وسكن سامراء وجاء فى عيون الأنباء لابن أبى أصييعه 1ه / ١177م‏ عن أبى 
الحسن على بن سهل بن دمن الطبرى أنه أسلم على يد المعتصم وسكن سامراء وادخله 
المتوكل فى جملة ندمائه وله كتاب منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير. 

ومنهم زكريا الطفورى طبيب الفتح بن خاقان وكان فى خدمة الأفشين , ومنهم يهودا وابنه 
صمويل وهاجرا من المفرب الاسلامى ١/اده‏ / 74١١م‏ واستقر فى اذربيجان وأصيح طبيبا 
لآل البهلوان وامراء دولتهم؛ وسنان بن ثابت بن قره كان طبيبا مقتدرًا كابيه وكان طبيب 
المقتدر ثم خدم القاهر وكان إليه يرجع وعلى وصفه يعتمد كما ذكرت المصادر9). 

ولقد أمر الخليفة المقتدر بعدم السماح بممارسة مهنة الطب إلا بعد عقد إمتحان للأطباء . 
ولقد بلغ عدد المتقدمين من الأطباء ثمانمائة ... 

ولقد أشار سنان بن ثابت على المقتدر أن يبنى بيمارستان ينسب إليه فاتخذ له فى باب 
الشام بيمارستان سماه البيمارستان المقتدرى وأنفق عليه من ماله كل شهر مائتى دينار!؛"). 

هذا جزء من العإملين فى مجالات طبية ولولا التسامح ما وجد المناخ المناسب لكى يتمتعوا 
بما كانوا يتمتعون به من مكانة فريدة. 

أما عن الموقف من ممارسة الشعائر فى الخلافة العباسية , كانت لليهود مراكزهم الدينية 
فى بومبديثًا وسورا . 

ويذكر جدع جلادى فى كتابه اسرائيل نحو الانفجار الداخلى «ساعدت هذه الطائفة 
الجيوش الاسلامية , ويعد الفتح ألفى الحكم الإسلامى جميع القيود التى فرضها الحكم 
الساسانى على اليهود؛ وكان رئيس الجالية اليهودية آنذاك شخصا يدعي البستانى وكان الملك 
الساسانى يزدجر الثالث قد فصله عن منصبه وحكم عليه بالموت » فأتقذت القوات الاسلامية 
حياته » وأعادته إلى منصبه ويقى البستانى فى الحكم إلى أن ألغى هذا المنصب نهائيًا بعد 
أربعة قرون ©"). وعلى أثر الفتح الاسلامى فتحت من جديد الجامعات اليهودية مثل «سورا 


]00.135.1// :مط 








,م 


ويومبديثا» وشهد شاهد من أهله فمع الفتح الاسلامى لم يضار اليهود بل استفادوا على 
المستوى الدينى والاجتماعى وإن لم يشاركوا فعلاً فى عملية الفتح كما ذكر جلادى الذى 
يستطرد . أن الامام على بن أبى طالب رحب بالجاؤن ابن اسحق عام 6ه / 1777م وأنه 
سار وراعه جموع من اليهود بلغت .... ٠١‏ ومن المؤكد أن هذا رقم غير حقيقي على الاطلاق 
ولكنه نعكس صورة الموقف الاسلامى. 

ولقد ذكر بنيامين التطيلى هذه القصة فى بغداد والقصة بها بعض المبالغات ولكنها كما 
قلت تعكس واقعا قائمًا على أرض من التسامح. فيشير العزواى المحقق إلى أن اليهود اطلقوا 
على الخليفة العباسى اسم الحافظ وأن يهود بقداد كانوا يلقبون الخلفاء بالحافظ مثلما يقول 
عرب البادية عن شيوخهم محفوظ وفى رأيه المقصود الحافظ للقرآن الكريم. وكان المقصود # 
الخليفة المستنجد بالله وكان له مقام فى قلوب يهود بغداد حسبما يقول بنيامين وهو حسن ‏ |] 
المعاملة لهم وفى حاشيته عدد منهم على علم بمختلف اللغات . ويذكر أن بغداد بها 4.١‏ ألف 
يهودى بها مدرسة المثيبة ويعيشون بأمان وعزة فى ظل الخليفة أمير المؤمنين . ويستمد رئيس 
اليهود سلطانه من كتاب عهد يوجه إليه من الخليفة وينقل المنصب إلى ذريته بالوراثة وعن 
تنصيبه يمنحه الخليفة حق الرئاسة عن أبناء ملته . والنص الخاص به بكتاب العهد هذا الذى 
يوجهه الخليفة العباسى إلى رؤساء اليهود فى بغداد ورد فى الجامع المختصر لابن الساعى. 

وعندما يخرج رأس الجالوت لمقابلة الخليفة يسير معه الفرسان من اليهود والمسلمين على 
حد قول بنيامين ويتقدم الموكب فينادى بالناس اعملوا الطريق لسيدنا ابن داود ويكون الرئيس 
ممتطيًا صهوة جواده وعليه حله من حرير وفضه وعلى رأسه عمامة كبير يتدلى منها قطعة 
مربوطة بسلسلة منقوش عليها شعار الخليفة . وعندما يمثل فى حضرة الخليفة يبادر إلى لثم 
يده وعندئذ ينهض الخليفة وينهض معه الحجاب ورجال الحاشية فيجلس فوق كرسى مخصص 
لجلوسه قبالة الخليفة » ويسرى نفوذ رأس الجالوت على جميع طوائف اليهود المنتشرة فى |7 
العراق ويلاد خراسان وسبأ واليمن ويلاد ما بين النهرين والجزيرة وجبال أرمينية ويلاد . ْ 
التركمان ويلاد كازخستان وحدود سمرقند والتيبٍ والهند. 

ويملك رئيس اليهود العقارات الواسعة والمزارع والبساتين فى جميع أنحاء بابل والعراق 
واكذوها مما ورثة عن أجدادة : وأفلاكة مصنونة ليس من حق أحد 'أن ينزعها مثه وله إيراد 
سنوى عظيم من الفنادق والأسواق والمتاجر عدا الهدايا التى ترد عليه من البلدان القصية 
ويجرى الاحتفال بتنصيب رأس الجالوت الجديد بمهرجان مشهور» يبعث الخليفة إحدى ركائيه 


غ]أ.35ط.ط0)م»ا// :مط 





م 

4 الملوكية فيتوجه إلى مقر الخلافة وفي ركابه الأمراء والنبلاء ومعه الهدايا والتحف النفيسة 
للخليفة ورجال قصره ٠‏ وعندما يمثل بين يدى الخليفة يتسلم منه كتاب العهد ثم يضع أمير 
0 المؤمنين يده على رأس الرئيس الجديد, ثم يعود أدراجه في مركبة خاصة وحوله الجماهير 
ا الغفيرة وتنفخ أمامه البوقات وتقرع الطبول ويحتفل بتجديد نصف رؤساء المثيبة(71). 
ويثير جلادى أن الجاؤون هاى ذكر أن المحاكم الإسلامية لم تكن لتقبل شهادة اليهودى أو 
ذا المسيحى إلا إذا كان من المعادليين أى الذين يقوموا بفرائض دينهم9). 
9 ويشير ابن القوطى فى الحوادث الجامعة أنه فى عام 7149ه- ١70١-1701م,‏ أن على بن 
| الفتح ابن الوزير أبو رئيس الرؤساء هاجم أحد اليهود الاغنياء فى منزلة وذبحه وأخذ ماله 
وتعرض لحرمه ولكن الجيران أمسكوا به واحضروه لباب النوب حيث قتل بتوسيطه لارتكابه 
تلك الجرائم. فهنا لم يفرق القانون الاسلامى بين ابن الوزير وابن اليهودى وغيره . 

وكانت الأماكن الدينية محل رعاية المسلمين والخلفاء ويذكر بنيامين أن قبر النبى حزقيال 
«زكريا» كان يزوره جماعة من اتقياء المسلمين يؤمونه لاقامة الصلاة فله فى قلويهم حرمة 
كبيرة ويسمونهم بلغتهم دار المسليمة (""), ولهذا المرقد أوقاف واسعة وعقار وضياع , ولقد قام 
] الخليفة المقتفى لأمر الله -07١‏ 0ه3-0هوم / 1175-.117١م‏ بتأييد حقهم فى الأوقاف ففى 

عهده نقلص نفوذ السلاجقة واستعادت الخلافة نفوذها السياسى وكان المقتفى قد أرجع لليهود 
١‏ جميع حقوقهم ويرأسهم رؤساؤهم ويؤيد هذه الأقوال ما أورده الرحالة بتاحيا من أن الخليفة 
| الذى كان زمن رأس الجالوت سليمان كان قد أظهر عناية كبيرة بمرقد حزقيال (:؟). 
وهى أماكن حافظ عليها كل من اليهود والمسلمين لايمسها أحد بسوء وأن اليهود والمسلمين 
' احتفلوا بالنبى زكريا وأن الحجاج المسلمين وهم فى طريقهم للحج كانوا يذهبون لقبر النبى 
| زكريا ويقدموا هدايا وكذا عند عودتهم » ويذكر أن الاسماعيلية محل ثقة يترك التاجر بضائع 
فى منزله ويرحل فتباع فى السوق بالثمن الذى يعرضه التجار حيث تعرض البضاعة غير 

المباعة على جميع الوسطاء وخوفا من تركها تفسد تباع ويتم هذا بأمانة. 

هذا عرض الموقف فى العراق على المستوى الحكومى وأغلبه اعتمادا على مصادر 


يهودية. 





يذأ.25ط.طم)مءا// :مط 








4 


مصر واليهود - ودعاوى الاضطهاد 

تبدو الصورة فى مصر أكثر وضوحا سواء من المصدر الاسلامى أو من أوراق الجنيزة 
التى تعكس توعية العلاقة من واقع مصدر يهودى أو من المؤلفات والدراسات لأساتذة يهود 
محدثين والبلد التى وصفت بأن اليهود عاشوا فيها عصورًا ذهبية وشغلوا فيها كل الوظائف 
وزراء وأطباء وكبار وتجار وموظفين حكوميين كبارًا وصغارا » ومع هذا الكم من التسامح 
الإنسانى فإن هناك عددا.كبيرًا من المؤرخين اليهود نسبوا إلى بعض عهود الحكم الاسلامى 
صفة التعصب » فهذا الشعب السمح هو الذى أقام احتفالية فى العصر الحديث لموسى بن 

ميمون وعين بن زئيفى «اسرائيل ولفنسون» مدرسا بكلية دار العلوم... 
امتازت مصر قديما ووسيطا وحديثا بالتسامح حتى أن بعض مؤرخيى اليهود أكد أن الذى 
أنشأ القاهرة كان حاخامًا يهوديًا وحاولوا أن يوجدوا هذه الشخصية الوهمية وينسبونها إلى 
شخص جوهر الصقلى وخلقوا أدلة على أنه الشخصية الواردة فى كتاب أحمعص والبعض 
حاول أن ينسب هذه الشخصية إلى يعقوب بن كلس(!؛) وإذا انتقلنا للعصر الأيوبى وعصر 
صلاح الدين الأيويى والذى كتب بعض مؤرخى اليهود أن عصره كان من أكثر العصور 
تسامحا وأنه سمح لليهود بدخول بيت المقدس بعد أن منعهم الصليبيون لقرنين من الزمان من 
الدخول إليها ولكن البعض الآخر نسب إليه التعصب ثم الاضطهاد الذى نسبوه أيضا إلى 
المماليك وإذا نظرنا لحقيقة الوضع فسنجد ما ورد بعضه لايستند إلى حقيقة أو تعرض لمغالطة 
واضحة. أو كان ينيع من ظروف سياسية طارثئة وأغلب الاجراءات كالمعتاد شملت جميع 
طوائف الشعب المصرى مثل ما حدث فى عهد الحاكم بأمر الله .وما كتبه مان 1/1322 فى 
كتابه .5م 1ل02) 1201210 عطا 7ع20نا علتاكهء221 ققة أملزاوظ ما وباعل ع1 وكتايه : 
1ع نآ له نإتماولط طأوأاع1 م1 5عللناد لد كاك 1 


ومارك كوهين فى كتابه : المجتمع اليهودى فى مصر الاسلامية فى العصور الوسطى وما 
كتبه اشتور وتريتون عن يهود مصر . ْ 

هذه المؤلفات تلقى الضوء على ما تمتع به اليهود من سماحة فى مصر ء وهناك شبه ١‏ 
إجماع من المؤرخين على أن الفترة الأولى من تاريخ اليهود فى مصر الاسلامية يسودها /١‏ 
الفموض ٠‏ ولكن هناك العديد من الاشارات على أنه لم يكن هناك أى اضطهاد على مستوى | 
الدولة» والحالات التى حدثت كانت تصرفات اليهود محركًا لها وهى حالات عايرة , ولقد اعتمد ١‏ 
مان ثنقة1/1 فى مادته على كتاب ساويرس بن المقفع فى تاريخ بطاركة الاسكندرية وواضح أنه | 





]35.1 .مما // :مط 


6م 
[ ليس بمؤلف محايد والقصة تدور عن أن الخليفة قد استدعى البطريرك حنا «1117م» وهدده 
بأنه سيحضر ويجعله يرتدى ملابس اليهود ويدهن وحهه بالرماد إذا لم يدفع ما عليه من مال , 
وهذه القصة كررها أكثر من مؤرخ يهودى . ماذا كان الاتهام الموجه للحاكم المسلم بأنه كان 
يطبق القانون العمرى فما الفرق بين ملابس اليهود والمسيحيين إذا كان الحاكم يريد الإساءة 
إلى البطريرك فسواء كانت ملابس يهود أو مسيحيين فهى تعد تمايرًا فى الملبس ولاتعد عقايًا 
9 فلو ارتدى ثويا أصفر أو أزرق اللون فكلاهما تمييزء ولكن إيراد القصة بهذه الصورة لمحاولة 
| إظهار التعنت الإسلامى!!؟). 
والقصة الثانية ذكرها اعتمادا على الكندى «الولاة والقضاة» وهو احتجاج ضد القاضى بن 
| حجر الذى تولى القضاء ١١لاه‏ / 711١م‏ » وقدمت شكوى للخليفة عمر بن عبد العزيز أنه 
أخذ أموالهم حين نزل البيزنطيون7”*), وهذا فى حد ذاته يفند ما قاله المزرخون ضد الخليفة 
عمر وموقفه من اليهود إذ لجنوا إليه فى شكواهم واثقين فى عدله9). 

وكذلك نسب إلى عهد أحمد بن طولون كثيرًا من المظالم ضد اليهود . وأشار إلى أنه بعد 
ضم أحمد بن طولون أجزاء من بلاد الشام إلى مصر سارع يهود فلسطين لطلب المعونة من 
يهود مصر الأكثر ثراء وعددا ولهم تأثيرهم حيث كانت هناك أكاديمية يهودية فى فلسطين. 

ويروى أن الأمير أحمد بن طولون كان له طبيب يهودى. وأنه حدث نزاع بين الطبيب 
والمسيحيين اليعاقبة » فقد باع بطريرك الأقباط ميخائيل لليهود كنيسة فى الفسطاط فى قصر 
الشمع وكذلك ممتلكات الكنيسة فى الاسكندرية الخاصة بدير سان مكاريوس وتحولت الكنيسة 
إلى معبد ويذكر أبوصالح الأرمنى القصة , فيذكر أن البطريرك السادس والخمسون من 
البطاركة وقت مصادرة أحمد بن طولون باع كنيسة لليهود بقصر الشمع واملاك البيع 
بالاسكندرية وزمازم الرهبان بدير «أبومقار»ء9؛؟). 

ولكنه اتهمه بالاستيلاء على مقابر اليهود والمسيحيين حين بدأ فى بناء الميدان فى عاصمته 
الجديدة /ا4ه / .لام ومن الواضح أن غرض أحمد بن طولون لم يكن الانتقام بل انشاء 
ميدان فى عاصمته وكما يحدث اليوم حين تزال مقابر أو منازل لانشاء طريق أو منطقة 
عمرانية . وأنه قبل وفاته أمر الناس بالدعاء له واشترك اليهود والمسيحيون مع المسلمين وأنهم 
أجبروا على ذلك وهذا القول يصعب تصديقه ولايمثل اضطهاداء فلقد فعل الأهالى هذا لما 
نعموا به تحت حكمه من استقرار وعدل ويدأ يشعر المصريون بذاتهم كدولة لها كيان مميز 
ولقك اسفن عواحن اليهود فى العصر الاخشيدى . وقصة زوجة كافور الاخشيدي التى شكت 





.0035| // :مط 


41 
من أن يهوديا صنع لها قباء وأودعت قباء من اللؤلؤ عند صائُغ يهودى ثم أنكره ولما فتش داره 
وجد القباء . وهذا يؤكد أن هناك يهودًا عاملين فى مجالات اقتصادية ولكن لانستطيع أن نحدد 
مدى شغلهم للوظائف الادارية وهناك شخصية يهودية لعبت دور هاما فى تاريخ الفترة وهو 
يعقوب بن كلس والذى بدأ نشاطه فى نهاية العصر الفاطمى . فنتُصبح منهم الوزراء والولاة 
ومتولى الخراج ونعموا بحماية الدولة بالاضافة إلى هذا الكم من الأطباء للخلفاء ووزرائهم 

وأمراء الدولة وكان طبيب المعز لدين الله الفاطمى يهوديا هو موسى بن العازر. 

ويرجع مارك كوهين هذا إلى عدم شعبية الخليفة الفاطمى بالنسبة لاتباعه السنة ففضل 
الاستعانة بأهل الذمة من اليهود الذين ليس لهم عصبية ٠‏ ويرى أن تعامل الخليفة مع اليهود 
كان غير تعامله مع النصارىء ويرجع ذلك إلى أن البطريرك المسيحى ورئيس الكنيسة القبطية 
فى بلاد النوية والحبشة كان ينحرف عن السياسة الفاطمية (*؟). إزاء هاتين الدولتين. 

ولايمكن قبول ما قاله د. مارك كوهين , فعلاقة المسيحيين بالدولة الفاطمية كانت تماثل 
علاقة اليهود وقائمة على التسامح ٠‏ فلقد تقلد المسيحيون كاليهود المناصب العليا وكانت زوجة 
الخليفة العزيز مسيحية وكان أخوها بطريركًا وكان عدد الموظفين المسيحيين كبيرا . 

أما أهم شخصيتين يهوديتين لعبتا دورا فى السياسة إحداهما شخصية شهيرة لعبت دور 
فى السياسة الفاطمية منذ قيام الدولة الفاطمية فى مصر وهو يعقوب بن كلس والثانية 
شخصية يحيط بها الغموض وفى الغالب هى شخصية أسطورية ولكن أهتم بها مؤرخو الفترة 
الاسلامية من اليهود وهى شخصية الرابى بلطيال بن شفطايا الغامضة التى وردت فى تاريخ 
أحمعيص. (51012111311 102150115 52115]) :111282لخ 0 1[16ئمئك 116 

وهى شخصية حاول عدد من الكتاب اليهود إيجاد معادل لها فى شخصية حقيقية فبعضهم 
رأى أنه جوهر الصقلي ويعضهم ذكر أنه يعقوب بن كلس والبعض الآخر رأى أنه أقرب شبها 
لطبيب الخليفة إبراهيم بن العازر وسنناقش كل الاحتمالات . 

يذكر المقريزى أن يعقوب يهودى من أهل بغداد خرج منها إلى بلاد الشام ونزل بمدينة 
الرملة وأقام بها وأصبح وكيلاً للتجار بها واجتمع عليه مال عجز عن أدائه ففر إلى مصر فى 
أيام كافور الاخشيدى واشتغل بخدمته وذهب إليه بالمتجر فباع إليه أمتعة بنصل ثمنها فكثر 
لذلك تردده على مصر وعرف أخبارها . وكان صاحب حيل ودهاء ومكر ومعرفة مع ذكاء مفرط 
فاستخدمه فمهر فى معرفة الضياع «من الواضح أن اليهود تمتعوا أيضا فى عهد الاخشيديين 
بالتسامح ٠‏ فيعقوب يتحرك بين المدينة والريف بمنتهى الحرية ويأمانء ولقد أعجب به كافور ل 





غ]أ.35ط.طم0)م»ا// :مط 


/ى 
3 وجد لديه من فطنة وحسن سياسة فقال لو كان هذا مسلمًا لصلح أن يكون وزيرًا . فلما بلغه 
9 هذا عن كافور تاقت نفسه إلى الولاية وأحضر من عامة شرائئع الاسلام سرًا فلما كان شعبان 
© سنة 05اه / ١151م‏ دخل إلى الجامع وصلى صلاة الصبح وركب إلى كافور ومعه محمد بن 
' عبدالله بن الخازن فى خلق كثير فخلع عليه كافور ثم نزل إلى داره ومعه جمع كبير وركب إليه 
أهل الدولة ليهنئوه ولم يتئخر أحد عن الحضور ولكن هذا أثار حقد الوزير فأخذ يكيد له فهرب 
من مصر إلى بلاد المغرب وكان كافور قد مات . 

فخدم المعز واستخدمه اعتمادا على خبرته المالية ومعلوماته عن مصرء ويذلك أصبح له عونا 
على خططه لفتح مصر . ويعد نجاح الفاطميين فى فتح مصر أوكل إليه الخليفة المعز عددًا من 
المناصب لثقته فيه مثل الخراج وجميع وجوه الأموال والحسبة والسواحل والاعشار والأحباس 
والمواريث والشرطة وجميع ما يضاف إلى ذلك . واستمر فى خدمة العزيز وجعله العزيز وزيرا 
له 114ه ٠‏ ولقبه الوزير الأفضل وأمر ألا يخاطبه أحد ولايكاتبه إلا به وخلع عليه ثم امتقل فى 
القصر عدة شهور ثم عاد لسابق مكانته سنة لاه / 1844م . وهذا يوضيع أن الموقف تجاه 
الوزراء كان سياسيا لا دينيا حيث وهبه الخليفة خمسمائة غلام من الناشئة وألف غلام من 
المغاربة» وتدبير أمور مصر والشام والحرمين وعمل له اقطاعا فى كل سنة بمصر والشام مبلغه 
تلثمائة ألف دينار وكتب اسمه على الطرز وفى الكتبء وألف كتابًا فى الفقه والقرأن ونصب له 
مجلسا فى داره يحضره كل يوم الثلاثاء ويحضر الفقهاء, والمتكلمون وأهل الجدل يتناظرون 
بين يديه . وقام بتاليف كتاب فى الأديان والفقه وكتاب فى آداب رسول الله والامام العزيز 
بالله وكان يجلس فى يوم الجمعة ويقرأ مصنفاته للناس بنفسه وفى حضرته الشعراء وينشدون 
مدائحهم . وعند موته خرج العزيز فى جنازته ويكى عليه وسمع العزيز وهو يقول أسفى عليك 
يا وزير والله لو قدر أن أفديك بجميع ما أملك لفعلت9؟) . 

هذا يدل على المدى الذى وصل إليه يعقوب . ونجد فيشيل يؤكد أنه رغم اسلامه فقد حابى 
أهل ملته السابقة من اليهود بالرعاية وأنه ظل على علاقته باليهود حتى بعد اسلامه حيث 
استخدمهم فى سوريا » فأرسل شخص اسمه أبى العود اليهودى بن العلائى كان يعد ممثلاً 
له لملاحظة شئون الأمير وممتلكاته والحفاظ عليها وإبلاغه أخبار الدولة فى سوريا ولكن بكجور 
حاكم سوريا اعتيره عميل سرى ليعقوب وجاسوس وشخص غير مرغوب فيه ”لاه / 15م 
. وكتب للخليفة أن ما حدث ثورة عليه وعلى الدولة. 





]135.1 00// :مط 





44 
وابن القلانسى يتحدث عن يهودى اسمه ابن أبى العود ولعله ابن أخ للسابق » ولقد حصل 
على منصب إدارى فى سوريا ويعتبر موظفًا كبيرًا ولم يستطع اثبات شخصيته فى 

الجنيزة). 

كذلك أشارت المصادر المسيحية إلى موقف ليعقوب ضد المسيحيين لصالح اليهود حيث 
كان الخليفة المعز على صلة طيبة بالبطريرك وكان ليعقوب صديق يهودى حصل على هبات من 
الدولة وكان اسمه موسئ وأصبح مقربا من الخلافة نتيجة لصداقته للوزير الأول وكان يحقد 
على البطريرك للمزايا التى يتمتع بها وقد حدث خلاف دينى فى حضور الخليفة والوزير 
والبطريرك الذى سب اليهود عامة وموسى خاصة ولذلك حمل يعقوب العداوة تجاه البطريرك » 
وفى الغالب المقصود بصديق الوزير موسى بن الرزان «العزر» أشهر أطباء المعز الذى 
استخدم أبناء موسى اسحق وإسماعيلء والابن الاكبر يعقوب خدم الخليفة الحاكم كطبيب » 
وهناك طبيب يهودى آخر هو أبو زكريا بن سعد السامرى والسامريون يذكرون أنهم عوملوا 
معاملة طيبة » والحاكم أخذ فى خدمته سامرى يدعى هاتكفى 291ل11202؛ إبراهيم وكان موظفا 
كبيرًا فى راملله. 

فعندما تولى عيسي بن نسطوروس فى عهد الحاكم بأمر الله الوزارة وامتدت ولايته إلى 
سنة وعشرة أشهر وكان مسيحيا . اختار يهوديًا يسمى منشا بن ابراهيم القزاز ليصبح على 
رأس الجهاز الادارى فى الشام: ووضع عيسى أهل ملته فى المناصب وعزل المسلمون من 
الحياة السياسية وفرض الضرائب على الناس وعمل منشا نفس الشئ لليهود فى دمشق مما 
اضطر الخليفة أمام كثرة الشكاوى من تعنتهم وتحميلهم الأفالى ما لا طاقة لهم به أن أمر 
بالقبض على منشا وجمع الضرائب من اليهود وأحل محلهم مسلمين . والمصادر اليهودية 
ذكرته باسم منشا ابن ابراهيم القزاز وإن كان كرايتز 012615 اتبع ابن العبري فى ذكر 
اسمه كرزا وأنه اتخذ جانب المعارضة فى دمشق لسليمان بن يهوذا جاؤون فلسطين . 

ولقد كتبت امرأة إلى الخليفة رقعة تقول فيها : ظ 

«بالذى أعز النصارى بعيسى بن نسطوروس ٠‏ واليهود بمنشا , وأذل المسلمين بك إلا 
كشفت عن ظلامتى»» فلذلك أمر بالقبض على هذين الرجلين7). ا 

والنص يوضح حقيقة الموقف فالخليفة أعطاهم سلطات واسعة وأساؤا استخدامها بشهادة 
جميع المصادر. وأساؤًا إلى الأهالى وظلموهم وتحيزوا لاخوانهم فى الدين على حساب 
المسلمين وكان عليهم أن يعدلوا فلاتكون هناك شكوى ولكن سوء الادارة والجشع هو الذى 


غ]أ.35ط.طم0م»ا// :مط 








44 

دفعه إلى الاساءة إلى المواطنين , ومع ذلك لم يمنع هذا الخلفاء الفاطميين من الاستمنرار فى 
استخدامهم وتوليهم الاعمال الادارية والاستعانة بهم فى المناصب الرئيسية. 

هل الذى بنى القاهرة يهودى؟! هذا ما طرحته أسطورة أو خرافة احمعيص 481122552 أو 
تاريخ الرابى بلطيال وهى من أهم المصادر اليهودية خارج نطاق الجنيزة . والكتاب حققه 
ونشره بالانجليزية 5201212211 31015 وتعتبر هذه الوثيقة أهم وثيقة تم اكتشافها ء// 
167 فى مكتبة كتدرائية طليطلة وقامت عليها العديد من الدراسات . وتذكر المخطوطة فى 
بداياتها فى عهد الاسرة المقدونية البيزنطية وتنتهى 4١١٠م/‏ 457ه فى الفترة التى تولت بها 
الامبراطورة ثيودورا العرش ثم قيام ميخائيل السابع وارتقائه السلطة. والمخطوط يتناول تاريخ 
أسرة المؤلف فى عهد باسيل الأول. 

ويعرض لحياة أسرة يهودية خلال الفترة من 708.١-64١١م/‏ 4575-8417ه تبدأ فى عهد 
باسيل الأول فتصل العائلة من اوريو 05136 ولقد نفوا واحضروا إلى إيطاليا , وتتكلم 
المخطوطة عن أوضاع اليهود فى بيزنطة والمؤلف قريب للرابى بلطيال . اسمه احمعيص بن 
بلطيال . والكتاب اسمه هيجلات احمعيص ولقد اختلف المؤرخون بالنسبة لتلك القصة والبعض 
قال أنها تستند لجزء من الحقيقة وإن لم تتسم بالدقة ولم نعرف شخصية بلطيال التى وردت 
فى القصة إنما وردت حولها التكهنات. 

ومجمل القصة يدور حول بلطيال سليل أسرة شيفاطيا 5116012013 فى أوريا 150م/ 
5ه وتلى ذلك ذكر حملات قادها المعز إلى إيطاليا «ولم يبعث الخليفة أو يقود أى حملات 
إلى ايطاليا قبل أن تصبح خليفة» فجيوش الخليفة استولت على صقلية وكان قائده جعفر بن 
عبيدة هو الذي تقدم إلى هناك وأن شهرته وصلت إلى بيزنطة واجتاحوا جنوب إيطاليا وأن 
بلطيال أصبح صديقا للخليفة لأنه خبير بالفلك كذلك . وحاول المؤرخون إثيات أن بلطيال ظهر 
تحت اسم آخر هو دى جوجيه ©0068 10 لأن الاسم لم يرد تاريخيا فى أى مصدر وليس له 
أساس من الحقيقة » وحاول أن يجد الصفات فى شخص جوهر الصقلى الذى قيل أنه كان 
انبيرًا وخطف من هري إبطاليا وانه كا نايسن الزوفاش والعزداالخنطلى فى يلضن اإراجة 
ويستعمل له تعيير الكاتب بسيب أن منصبه سكرتير للمنصور أبو المعز. وكان يعرف بالصقلى 
وأن اسم جوهر سماه به المعز كما كان يحدث فى تلك الأيام من تسمية العييد باللؤلؤ وجوهر 
وياقوت بعد اعتناقهم الاسلاه(؟؛). 





أ.35آ.00// :مط 








9٠ 


وت القضة غارئة من الحضعة ؛:قلو كان نوونيا لذكز ولك فى الصتادر الإشلامنة .وهياة 
جوهر معروفة . 15210112371 كوفمان يرى أن بلطيال هو ابن كلس وأن اسم أسرة بلطيال تحت 
اسم بن كلس البغدادى اليهودى الذى أسلم وطرد من خدمة الاخشيد 151ه بسبب غيرة 
وزيره وخدم المعز وإن كان يظهر ولاءه لليهود- وإن كان جوهر وابن كلس كلاهما اعتنق 
الاسلام . وريما كان بلطيال شخصية مستشار وهى غير ظاهرة ولكن يظهر فى القصة كوزير 
الخليفة لأمور فتح مصر , القصة تظهره وقد منحه الخليفة السلطة الكاملة لتجنيد الجيوش من 
جميع بلاد الخلافة » والبعض نسبه إلى الطبيب موسى بن العازر » وكان قد أسر فى جنوب 
إيطاليا ونسب الأسرة يرجع إلى رابى يسمى 417216]21 أولاده أذكياء متعلمون من أبتائه 
حنانيل شفطاياى العازر وأن أباه جاء عبر عدن إلى أوربا وهو من أصول تعود لبيت المقدس 
«كمحاولة لربطه بنُصول يهودية قديمة» وأن لقامه بالمعز بعد ذهابه إلى إيطاليا ودخوله كالبريا 
وأنه قرب بلطيال الذى أخذ كاسير وأحضره لخيمته وأنه نظر فى الفلك وأبلغه أن نجمه يرتبط 
بثلاث نجوم فسرها بلطيال بأنه سياخذ صقلية ثم أفريقية ففرح المعز وأعطاه خاتما وأنه ذهب 
مع المعز. 

وتستطرد القصة فى أن سفراء بيزنطة حين جاؤا إلى مقابلة المعمز طلب من بلطيال 
استقبالهم وحين سئلوا عن المتكلم عن القصر ذكروا له أن المسئول هو اليهودى وله سلطة على 
كل أراضى الخليفة . ولقد رفض المندوب البيزنطى وفقًا للرواية أن يسمح له اليهودى بالكلام 
مع الخليفة ولما بلغت القصة بلطيال غضب وتركه يومين وأصر أن يطلب العفو منه ويعد أن 
قابله فى قصر فاخر قام وأجلسه على كرسى ذهبى فى قصره وأخذ يتكلم عن أهله وشعبه 
ويصف الثراء الذى يعيشه وأنه بعد وفاة حاكم مصر أرسل قادة مصر إلى المعز المبعوثيينء 
فنحضر بلطيال وشاوره فى أمر رحلة طويلة فى طريق ليس به امداد لطعام أو ماء أو خيام 
ولامكان لمنوى ٠‏ فتولى بلطيال الأمر وأقام الأسواق وأماكن الاقامة وأمدها بالخبز والماء 
والسمك واللحم ومتتحات الدائق وكل ماهو ترورى مو" المنن التعيدة .ها "القليفة والأمراء 
فقد أقاموا الخيام وأقاموا على بعد ثلاثة أميال من مصر , وتوافد عليهم جميع أعيان مصر 
الرئيس والحكام وموظفى الدولة ولما دخل بلطيال حصن القلاع والأسوار ووضع الحراس على 
الحدود وأخذ مكانه فى القصرء ثم يذكر كيف أنه أنفق الأموال التى حصل عليها من الخليفة 
على المعيق. ئ 

وأنه أعطاه السيطرة على أملاكه وعينه وحاكم مصر وسوريا وعلى كل أرض اسرائيل ا 
وأورشليم ومنحه سلطة. 1 





غ]أ.35ط. مم // :مط 





9١ 

ولا مرض أوصى به الخليفة المعز ابنه العزيز ليكون مساعده وحارسه وليصبح وزيره ففعل 
هذا العزيز وإن كان تآمر عليه الراشون من الحاشية ولكن الخليفة ذهب إليه ويعد موته خلفه 
ابنه صموئيل وأخذ مكان والده وكان مسئولاً عن الخزانة . 

ويذكر المؤلف أن بلطيال تبرع بسخاء للمعاهد الدينية فى فلسطين والعراق وللفقراء من 
اليهود حتى أن المؤلف ذكره باسم الناجد حامى طوائف شعب الله فى مصر وأفريقيا وكل 
البلاد الاسلامية. 

القصة خيالية فلا جوهر صقلى ولايعقوب بن كلس ولاموسى بن العازر الذين ينسبهم 
بعض مؤرخى اليهود هم الأصحاب الحقيقيين لالشخصية. 

والقصة خرافية لم يذهب المعز إلى إيطاليا ولايمكن أن يقبل المعز بأن يعهد بقيادة جيش 
فتح لقائد يهودى . ولم يكن قائدًا لأنه رجل دولة حتى وظيفة الناجد (وهى رئيس اليهود) توجد 
فى أول العهد الفاطمى فقد عرفت بعد تلك الأحداث بمائة عام سنة ولم يعط المعز أحد قواده لا 
جوهر أو غيره سلطة كاملة فى إدارة أملاكه . 

إنما هى قصة خيالية اخترعها الكاتب ليعطى لاسرته جذورا قوية تربطها بالقدس ويقادة 
الفتح الاسلامى القاطمى لمصرء والغريب أن المؤلف هو الذى يدنى من مكانة اليهود حين يقول 
على لسان رئيس الوفد البيزنطى كيف يتوسط لى يهودى فى الدخول على الخليفة. 

فعقدة النقص والشعور بالاضطهاد تلعب دورها لتخلق تاريخا غير حقيقى وقصة مخترعة 
استنادا لتسامح الفاطميين. ويمكن اعتبار هذه الحكاية الخيالية . التى لقيت اهتمامًا مفتعلاً 
لاتستحقه ٠‏ نوما من الفولكلور الذى يسعى للتعويض النفسى لدى الجماعة اليهودية. ويصبح 
الأمر مفهومًا عندما نعرف أن الضجة حول هذا الموضوع التافه كان تحقيقا لمقولة هرتزل 
بإحداث أكبر قدر من الضجة حول «القضية اليهودية». 

أما عن الشخصية التى اعتبرت نموذجا للاضطهاد ضد اليهود فى جميع المؤلفات اليهودية 
فهى تنسب إلى الحاكم بمر الله الذى أفاضت فى ذكره المراجع وجوايتين يصفه بالحاكم 
«المجنون» . ورغم تركيزهم على عهد الحاكم وشخصيته فإن مارك كوهين يصف اليهود فى 
فترة حكمه بأنهم كانوا أقل الفئات معاناة وأن الاضطهاد بالنسية لهم كان قصير الأمد ومع 
ذلك فعاد ووصفه فى مقاله عن الاضطهاد بأن فترة حكمه تمثل أحد الاعمدة الرئيسية فى 
خريطة الاضظهاد تجاه اليهود. 


أ.35ط.طممءا// :مط 





١ 
ولقد انعكس‎ ٠ شخصية الحاكم بأمر الله شخصية مركبة متوترة قلقة تتجاذبها عوامل عدة‎ 
هذا على سياسة الدولة فى فترة حكمه فكانت مزيجًا متضاريًا من التعنت والرحمة التسامح‎ 
فلقد عانى منه‎ ٠ والارهاب لجميع عناصر شعبه . وحتى الاضطهاد لم يكن موجها ضد اليهود‎ 
المسلمون قبل اليهودء عانوا الكثير من الأوامر الغريبة والشاذة . عانى الجميع مسلمين‎ 
مسيحيين وأقلهم اليهود » سنة وشيعة لمزاج الحاكم المتقلب . سب لسنوات الصحابة والسيدة‎ 
عائشة على المساجد وعاد وألغى كل هذا . وجعل الناس تعمل ليلاًء حرم النساء من الخروج‎ 

إلى آخر تلك القرارات التى تعكس نفسا مضطربة تجمع بين الاضداد. 

وليس أدل على تضارب سلوك الحاكم ما ذكره السيوطى «شر خلقه كان جبانًا عنيدًا 
وشيطانًا مريدًا كثير التلون فى أحواله وأفعاله . هدم كنائس مصر ثم أعادها وضرب قمامة 
وأعادها ومن قبائح الحاكم أنه ابتنى المدارس وجعل فيها الفقهاء والمشايخ وخربها » وألزم 
الناس باغلاق الأسواق نهارًا وفتحها ليلاً فامتثئوا لذلك دهرا طويلاً . ثم أعاد الناس إلى 
أمرهم الأول.» وأكثر التعبيرات لتحديد هوية الخليفة ما ذكره السيوطى بكثرة التلون . 

وكذلك ما ذكره ابن حماد عن هذه الشخصية التى أثارت اهتمام المؤرخين بتكوينها 
النفسى الذى حوى المتناقضات ٠‏ فذكر في كتاب أخبار الملوك بنى عبيد «كان الحاكم جوادا 
بالمال سفاكًا للدماء قتل عدة كثيرة من أماثل دولته وغيرهم»("). 

«وجدت فى أيامه أمور كثيرة منها أنه كان فى خلافته أمر بكتب سب الصحابة فى حيطان 
الجوامع والمنابر والشوارع والطرقات. وكتب السجلات إلى سائر الأعمال بالسب وكان ذلك 
0ه/ 4١٠٠م‏ ثم أمر فجمع ذلك ونهى عن نقله فى 1517ه/ ٠٠١7‏ م». وتعددت القيود التى 
وضعها الحاكم ووقعها على جميع طبقات الشعب وفئاته الدينية فالمسلمون أصابهم فى حكمه 
الكثير أكثر مما أصاب غيرهم. 

أما اليهود فيذكر أن الحاكم بأمر الله استمر على سياسة من سبقه فى الخمس عشرة سنة 
الأولى من حكمه حتى أن اليهود اعتبروه المسيح وكمثال للعدالة والحكمة » ويعد توقف 
الاضطهاد كتبت 16861126! وهى مخطوط شعرى كتب بالعبرية لمدح الخليفة مدحًا مبالغا فيه. 
يقول مارك كوهين أن الاضطهاد ضد أهل الذمة قد مارسه فى أواسط خلافته كما يقول مارك 
كوهين إن هذه ظاهرة شاذة فقد عاد الحاكم بأمر الله بعد زوال تلك الفترة لحماية كاملة 

ولقد اتسم عهد الحاكم فى بدايته كما ذكر مان 7/1385 بتسامح شديد ويبدو أن اللسان 19 
العربى بين يهود مصر كان أكثر من اللسان العبرى وكتبت فى الحاكم الاشعار اليهودية التى ١‏ 





غ]أ.35ط.طم)م»ا|// :مط 


امو 
|| مدحته وإدارته . ويعتمد على ما ذكره لين بول أنه خلال العشر سنوات الأولى من حكم الحاكم 
تمتع اليهود والمسيحيون بمزايا عديدة مثل ما كان فى عهد العزيز ووصفه بعضهم فى الشعر 
بأنه المسيح(0). ٠‏ 

ويذكر المؤرخون أن الذى أشعل غضب الحاكم ضد اليهود ٠‏ كان اليهود ساكنى الجودرية 
وهى إحدى حارات القاهرة ويذكر مان «أن السبب اسائتهم للمسلمين وكتبوا شعرا يهاجمون 
فيه النبى وهى ما أثار الأهالى» ويذكر المقريزى أن «الجودرية حارة عرفت بالطائفة الجودرية 
أحد طوائف العسكر أيام الحاكم بأمر الله وقيل أنها كانت سكن اليهود المعروفة بهم فبلخ 
الخليفة الحاكم أنهم يجتمعون بها فى أوقات صلواتعم ويغنون. 

أمة قد ضلوا ودينهم معتل قال لهم نبيهم نعم الإدام الخل50) 

ويفسرون هذا القول ويتعرضون إلي ما لا ينبغى سماعهء. فقام الحاكم بأمر الله فسد 
أبوابها عليهم ويتدمير الحي وطرق المعبد أما تاريخ الاضطهاد فلقد بدأ متأخرًا بدليل أن المعبد 
لم يدمر قبل 7١١٠م/ ١٠”‏ 4ه ويؤكد هذا رسالة من شمريا من أورشليم الذى كتب عن رحلته 
لمصر وأنه وصل قبل الاضطهاد . 

ثم عاد الحاكم لتسامحه فى حوالى ٠ث٠م/‏ ١ه‏ فسمع بحرية العقيدة وسمح لمن 
اعتنق الاسلام بالعودة لدينه رغم أن التشريع الاسلامى يمنع الارتداد . وأعاد ترميم الكنائس 
والمعابد التى تهدمت فى مصر وسوريا وفلسطين. 

ويذكر الأنطاكى أيضا أنه قد بلغه أن جماعة من النصارى ضاقوا عن أنفسهم من المقام 
فى بلاده واستثقلوا من الغيار ويرغبون فى التوجه إلى بلاد الروم فئذن لهم فى صفر 4 .4ه 
فسمح لجماعة من النصارى واليهود بالتوجه إلى بلاد الروم بأهلهم وأموالهم حسب اختيارهم 
أمنين بلا إجبار فخرج من مصر والشام من شاء. 

وكان بداية الاضطهاد كما ذكر الانطاكى فى كتابه صلة تاريخ اورتيخا سنة خمس وتسعين 
وثلاثمائة أمر «أن يلبس سائر النصارى اليهود الزتانير فى أوساطهم والعمائم السود على 
رؤوسهم فامتثل ذلك فى سائر أعمال مملكته وتقدم أيضا بأن يكتب على الجوامع والمساجد 
والحيطان والدروب لعن أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية بن أبى سفيان وغيرهم من الصحابة 
وسائر خلفاء بنى العباس وعظم ذلك على المسلمين المنتتسبين إلى مذهب السنة ونالهم كل 
استهزاء وهوان»69). 


أ.35ط.ط00»ا|// :مط 








54 
كذلك أشار الى موقفه من شيوخ كتامة «بذل سيفه فى إراقة الدماء فى سائر الناس على 
طبقاتهم حتى أفنى الشيوخ الكتاميين ووجوه دولته وأصاغرهم وقتل جميع من فى الجيوش 
وبقيت مدة طويلة على حالته وكان متى وقع أحد فى تهمة صغرت أم كبرت قتله وأحرقه » 
واستمر على هذا الفعل مدة فاجتمع الكتاميون واستغاثوا إليه. كذلك سائر الكتاب والعمال 
والجند والتجار والرعايا والنصارى واليهود وسالوه العفو فكتب لكل طائفة منهم أمانًا وأعطى 
لأفل كل سوق مثل الكل من الرعايا والامانات»(5"). 
وأخذ الحاكم أموال أمه وأخته وعماته وسائر نساء القصر فى الاضطهاد لم يسلم منه أهل 
ويذكر إبراهيم بن شمريا 1-17١-14١١م/‏ /1-407١4ه‏ رئيس أكاديمية فلسطين فى 
مصر أنه كان لديهم محكمة خاصة بهم أى كانت لليهود حقوق التقاضى أثناء الاضطهاد. 
ولقد أشار مارك كوهين إلى وثيقة كتبها فى فلسطين شاعر مشهور هو صموئيل هوشانا 
وهو يشير لحادثة "١‏ ديسمبر(!”*) أن قامت مجموعات من العامة بمهاجمة جنازة يهودية 
والنص ورد فسى ع6 .ولتاعل 5أ ممدا/ط .لء ممدوهط .5 أعتاصدة ]0 دااعوعلا 
(6). 5 .م . أمعمعاممناة 
النص يشير إلى حماية الخليفة الحاكم لليهود «إذا أتينا لعهد الخليفة سيدنا الحاكم بأمر 
الله الذى يحكم الأركان الأربعة للأرض والذى ازدان عرشه المجيد كعرش آبائه والذى حكم 
المملكة بالتسامح والحكمة ولم يكن فى حاجة إلى نائب ووكيل مثال البعض الذى تآمر عليه 
والبعض الذى ثار ضده ولكن جعلهم الاله تحت أقدامه لأنه يحب العدل ويكره الفساد , عين 
قضاة على البلاد وأمرهم الحكم بالعدل والحق وفى الثالث 511317264772 من الخلق 5١‏ 
ديسمبر ١1١٠م/‏ 7١4ه‏ الحزان هاتيل توفى إلى رحمة الله وذهب إلى راحة أبدية اليهود 
حضروا لتقديم التشريف له حملوا له كفنه ومروا به فى أحد الشوارع إلى المدفن كان الغوغاء 
ينظرون إليهم وبدأوا فى لعنهم وإلقاء الحجارة وادعوا عليهم ادعاء كاذب وأرادوا تدميرهم 
وأرسل الحاكم إلى الشرطة والوكلاء وأرسل القاضى مبعوثين ومراسلين ودخلوا فى الجموغ 
وقبضوا على الجماعة المحيطة بالكفن والجنازة بدؤا فى طردهم والإساءة إليهمء فبعض اليهود , 
خافوا وهريوا بحياتهم والبعض اختفى والبعض دفع رشاوى البعض مرقت ملابسه » والبعض 
ألقى فى السجن وقيدت يداه ورجليه و7" قبض عليهم وألقوا فى السجنء وقضوا الليل جوعى. 
وعطشى وملايسهم أخذها سجانيهم وبينهم عضو محكمة يهودية. 





لأأ.ههطا.طاماه//:متاط 


56 
ويستمر فى عرض ما حدث لهم وكيف أن نساء ورجالاً قرروا الذهاب لقصر الخليفة 
يطلبون إنقاذهم فلما سمع الخليفة أشفق عليهم ولآن قلبه رق لهم فرأى الخليفة أن هناك أربعة 
مشكوك فى رواياتهم حسب نص صموئيل وقام بالإفراج عن اليهود وإعادة ملابسهم وأمر 
بعدم التعرض لهم. 
من الواضح أن ما اتخذه الحاكم لم يكن موقفًا شخصيًا من الدين اليهودى فلقد شمل 
الاضطهاد جميع الفئات , وتعرض المسلمين السنة والصحابة إلى السب والقذف فى حقهم 
رغم ما يشثيره من إيزاء لشعورهم الدينى. وصادر أهل بيته ٠وقطع‏ أيدى المقريين له كعين 
ولقد كان من أطبائه أكثر من طبيب يهودى: فقد أصابه مرض ولم ينجح أحد من أطبائه 
فى شفائه فاستعان بطبيب أو جرائحي يهودى معروف بمداواة الجروح وإن كان خامل الذكر, 
فشفى الحاكم فى ثلاثة أيام فأعطاه ألف دينار وخلع عليه ولقبه بالحقير النافع وجعله من 
أطبائه الخاصين . وهناك طبيب يهودي آخر وهو سنقر اليهودى عوضا عن أبى نسطاس وكان 
ابن سعيد فى المغرب يذكر أن اسمه شقير ومنحه كثيرًا من المنح والعطايا ومنحه دار وما 
منحه عشرة آلاف دينار (5), 



















هذه طبيعة الحاكم وشخصيته وهى تركيب نفسي خاص. 

هناك شخصية أخرى دار حولها الحديث وربطها المؤرخون اليهود بالموقف المعادى لأهل 
الذمة("") وأنه لايمكن تبرئة العصر الفاطمى الذى وصف بالذهبى من تهمة الاضطهاد وهما 
شخصيتان الأخوان أبوسعد وأبو الفضل تسترى والذى اتخذ مقتل أحدهما كموقف مضاد 
لأهل الذمة ؛ وإن كان بعضا منهم انصف العرب وذكر أن الصراعات السياسية كانت وراء 
هذا بدليل أن المتآمر كان يهودى الأصل فالأمر صراعات على السلطة بين أم الخليفة وأعوانها 
ووزراء الخليفة. 1 
أما الاخوان فهما يهوديان من القرائين: أيو سعد إبراهيم وأبى الفضل سهل التسترى 
وكانت مدينة تستر التى نشنوا بها فى منتصف القرن العاشر مركرًا تجاريًا مهما وكان اليهود 
يمثلون جزء هاما من سكانها كما أشار إلى ذلك مسكويه. 
وفى مصر بعد وفاة الحاكم تولى الظاهر وسمع عن اليهوديين وذكر المقريزى أنهما 
يشتغلان بالوساطة التجارية واتصلا عن طريق تجار البلاد بالخليفة الظاهر وكان أولهما تاجر 
جواهر والثانى مصرفيًاء وعملا على إرضاء الخليفة باحضار النادر من الجواهر والتحف 


ف غأ.25ط.ط0غم»ا// :مط 








١ ا‎ 
| 








]00.135.1// :مط 


55 
واستقرا فى الفسطاط حيث كان هناك أعداد من اليهود مقسمين وفقا لأصولهم الجغرافية كما 
أشارت إلى ذلك وثائق الجنيزة. وكون الأخوان شركة تجارية قائمة على رابطة الدم. 

ويداً ظهورهما فى عهد الحاكم وزاد تفوذهما فى عهد الظاهر والمستتصر . وكان الخليفة 
الظاهر قد طلب فتاة سودانية جميلة فأحضرها له أبىو سعد وهذه الفتاة هى التى أصبحت أم 
الخليفة المستنصر والتى أدارت أمور الدولة بعد وفاة زوجها واستعانت بسيدها السابق 
اليهودى أبو سعد , ولكن ظل الآخران فى الظل طالما نفوذ الوزير قوى فى الدولة » ولقد تقرب 
إلى جاريته السابقة وصاخبة السلطة بتقديم الهدايا ويلغت قيمة إحداها ١7١ ...٠‏ دينار. . 





ويدأ نفوذن أبو سعد يزيد فعند تولية الانبارى الوزارة .1 /ر اه قام أبيو سعد 
بإهانة تاجر هو ابن أحد أعوان وخدام الوزير ولما شكاه أبو التاجر ازداد فى إهانته » فقامت 
أم الخليفة بعزله إرضاء لأبوسعد, وأوصى أبو سعد على الوزير الجديد الذى كان يهوديا من 
قبل أبو منصور صدقة يوسف الفلاحى وعينت أبوسعد وزيرًا لها مرتبطًا بخدمة أم الخليفة. 

وكانت القوة فى البلاط مقسمة بين الترك والعبيد السودء ولقد حدث انقسام فى السلطة 
فالخليفة ووزيره كانوا يدعمون الترك وأم الخليفة ووزيرها يدعمون السود واستخدمتهم كحرس 
واعتمدت فى إدارة أمورها على أبى سعد وزيرها الذى كان لديه المال والعلاقات القوية. 

ولقد خشى الفلاحى من ازدياد نفوذ التسترى وسلطاته فسعى للتخلص منه ورشا حرس 
الخليفة وقتلوا الوزير. 

ويذكرنا ناصر خسرو أن أبوسعد كان يهوديا واسع الثراء يتاجر بالجواهر وكان مقريًا من 
السلطان الذى يعتمد عليه فى شراء ما يحتاجه من الجواهر . فاعتدى عليه الجنود وقتلوه فلما 
ارتكبوا هذا الجرم خشوا بطش السلطان ؛ فركب عشرون ألفا فارس منهم وخرجوا إلى 
الميدان . وهكذا خرج الجيش الى الصحراء وخاف أهل المدينة مغبة هزه المظاهرة لو ظل 
وقال: إن السلطان بسألكم إذا كنتم مطيعين أم لا فصاحوا صيحة واحدة نحن عبيد مطيعون 
ولكتنا أذنبنا » فقال الخادم يأمركم السلطان بأن تعودوا فعادوا فى الحال»!"'). 

فهنا السلطان أنهى المشكلة بالتفاضى عن ما حدث للتسترى الذى كان من الواضح أنه 
استفل سطانه فسيب الكراهية والحقد عليه وكان أول الحاقدين الفلاحى اليهودى الذى أسلم 
والذى كان يكن للتسترى الكراهية لتدخله فى شئونه ومحاولته سيطرته على الأمور واستيعاده. 

ويستطرد ناصر خسرو فى وصف الأحداث فيقول «أبو سعد كان له اين قتل وأن أبق سعد 
لايعرف غتاه الا الله «فقد كان على سقف داره ثلاثمائة جرة من الفضة زرع فى كل منها 





3 

شجرة ٠‏ كأنها حديقة وكلها أشجار مثمرة: وقد كتب أخوه لما بلغه مقتله رسالة للسلطان يقول 
فيها «إنى أقدم للخزانة مائتى ألف دينار مغربى فأمر الخليفة بعرض الرسالة عليه وتمزيقها 
على الملاء. وقال كانوا آمنين » وعودوا إلى بيتكم فليس لأحد شأن لكم ولسنا بحاجة لمال أحد 
واستمالهم إليه». 

هذا يخالف ما ذكره مان 0ائة7)4 أن الأمان لم يستمر إلا ساعات(') وقيل إن ناصر 
خسرو كان معاصرًا لأحداث تلك الفترة زار مصر ٠١5”‏ وكان شاهد عيان للأحداث ولقد 
اعتمد مان 1/1211 على ما كتبه الجاؤون إلى سهل بن أبى إبراهيم الرئيس الروحى لمجتمع 
الفسطاط عن وفاة الرجلين المتميزين وذكر أن هذا المصير أصابهما نتيجة غيرة الحاقدين 
ويصفهما بالشهداء , ولقد كتب اليهود عنهم سفر الالالا1 كتيه رجل أسمه حسيد. 

ولقد اعتاد اليهود الكتابة إليهم لحل مشاكلهم سواء فى المظالم أو فى علاقاتهم مع موظفى 
الدولة » فخطاب مرفوع من شخص اسمه مارك ابن عمران لديه مشاكل مالية وهرب من 
السجن وكان يريد الشيخ حسيد. ولكن تعددت الآراء بخصوص المقصود بحسيد أبو فضل 
تشمل وثائق الجنيزة خطابات موجهة إليه من يهود فى مصر وخارجها لقضاء مصالع لهم 
توضح مدى ما تمتع به هذا الرجل وأخوه من نفوذ فمجموعة من يهود طرابلس أرسلوا رسالة 
إلى حسيد بن سهل رد أبو سعيد التسترى على الوزير يشكو بخصوص أحد المعابد وإعادة 
بنائه ويشير أن أهل أحدى المدن اعادوا بناء معبدهم ولم يقل أي منهم شئ ويطلبون منه 
التسخل37"). 

ويشير مان 1/1311 فى كتابه )16:6 أن هناك وثيقة تشير أن أبو سعد كان له ثلاثة أسماء 
إبراهيم وحسيد والثالث أبو منصور هارون» اسم حسيد بن فضل وكان المقريزى يسميه 
هارون أبو نصر. 

وفى وثيقة كتبت بعد وفاة حسيد أن شخصا اسمه خلف بن هارون وأصل عائلته من مدينة 
رام الله من فلسطين طلب أن يتسلم من هارون بن سهل ومن ورثة حسيد بن سهل وديعة كان 
والد خلق قد تركها معهم فيظهر هارون بن سهل كمتصرف ووصى على ورثة حسيد وريث 
أموال وأعمال أخيه السايق الذكر وأن بيت دين كان يتولاه سهل بن إبراهيم ؛ فأفراد الأسرة 
ما زال لديهم أموال ويتمتعون بمزايا ولديهم أموال . ومع ذلك فإن أم الخليفة قتلت الفلاحى في 
مقابل قتله للتسترى ويعد تسعة أشهر فقط . فالقتل هنا صراع على سلطة بين أم الخليفة 
ووزيرها والسود الذين كانوا معها ويين وزراء الخليفة والأتراك من جهة أخرى. فالمتآمر كان 
يهوديا والقتيل يهوديا وكلاهما قتل نتيجة مؤامرات القصر وليست الخلافات الدينية. 





]أ.00.135// :مط 











514 


الأسيرة ب شبكرة الكاكة ' 


اسرائيل التسترى 
أبو سهل سعد أبى يعقوب يوسف202 أبوالفضل سهل 
يعقوب 
أبو على حسن سعل » تنصر 


هناك أسماء يهودية مقابل لها أسماء عربية ياشر > سهل »2 حسيد > فضل )١(‏ 
أن تكون أطراف زنارهم خضراء ليتميزوا عن النصارى, واعتمد فى مادته على كتاب ابن 
المقفع البطاركة وأنه رفع قيمة الجزية. 

ويذكر أن اليهود لم يسجلوا هذا فى تواريخهم , ويرجع الاضطهاد وفق روايته لقيام 
الأقباط بإنشاء كنيسة فى ديموره . وإلى أن ملك النوبة امتنع عن دفع الجزية للخليفة الفاطمى 
وأرجعوا ذلك إلى أن البطريرك كريستورلوس شجع أهالى النوية على هذا وكانوا مازالوا 
مسيحيين » وأن تشر وثائق الجنيزة إلى هذا ولا إلى أعمال عنف . 

وعلى المستوى الإدارى تمتع اليهود بالعديد من الوظائف الإدارية الكبرى فى هذا العهد 
ففي خطاب من منية زفتى أرسله شخص يدعي سبتاى يرغب فى أن يخلف والده ابراهيم 
الذى كان على صلة بالنجيد موسى بن مبارك وحصل على لقب حبر وأصبح رئيس مجتمعه فى 
منية زفتى ورغب ابنه سبتاى صاحب الشكوى فى أن يحل محله. وأن شخصا قدم من دمشق 
يريد منافسته على رئاسة الطائفة فكتب إلى الكاتب جوده هاكوهين وابنه الذى كان يشغل 





]00.135.1// :مط 








51 

منصبًا كبيرًا فى الإدارة الحاكمة وحمل لقب واسم سعد الملك وكان يقيم فى القاهرة والخطاب 
. بتاريخ 4٠١٠م/‏ 443ه04. 

ولقد حضر أفراد من اليهود بخصوص تعين ديان منيه زفتى وذكروا له أن الرجل القادم 
من دمشق وهو أبى البهاء ذهب لشخص يسميه صلاح الدين وربما رئيس المجتمع اليهودى أى 
شخص له نفوذ فى الادارة(5). 

وأن المعلومات كانت من عز الدولة الذى امتد تأثيره فى القاهرة لتأكيد التعيين فى وظائف 
الأقاليم وطلبوا أن يكتب لمن يعتمد عليهم الرسالة تثبت أن هناك موظفين إداريين يهودًا على 
مستوى الدولة ولهم نفوذ يحملون ألقاب مثل صلاح الدين وعز الدولة وسعد الملك تؤكد 
مكانتهم. وفى وثيقة أخرى موظف يخدم كمسئول عن الضرائب ويذكر أنه كاخ أو صديق 
للموظفين المسلمين. 

وإشارة أخرى فى وثيقة أوردها جل 011 فى نزاع يخص اليهود ذهب يهودى ذو مكانة 
ليتوسط لهم عند الأمير ويحاول التأثير عليه . وتوجد قائمة بنطباء للقصر وللأمراء فهناك 
أبوعمران موسى بن يعقوب ابن اسحق الاسرائيلى ورئيس المجتمع اليهودى فى الفسطاط 
«الربانيين والقرآئين والسامريين»("). 

وهناك طبيب آخر اسمه اسحق كوهين بن الفرات وأخيه ابراهام . 

عصر الوزراء العظام : 

فى عصر الوزراء العظام تمتع اليهود بمزايا التسامح الفاطمى كما فى الفترة السابقة 
ورغم انهيار وضعف السلطة المركزية فقد جاءت إلى مصر أعداد من يهود فلسطين نتيجة 
لموقف الصليبيين منهم واستعبادهم من فلسطين ومستعمراتهم فى الشام . وظهرت فى هذا 
العصر ثلاث شخصيات رئيسية . عملوا بوظيفة الناجد وكان لهم تأثير ونفوذ ابن سعد وأخيه 
مبارك وابنه موسى, والده كان طبيبا فى العصر الفاطمى ؛ وأصبح من الشخصيات الهامة 
وتمتع بثقة الوزير ورجال الحكم وكذلك الشاعر شليماها كوهين الذى كان مقريًا من بدر 
الجمالى فى عهد الأفضل”"0). 

يذكر مارك كوهين أن الوزير يوحنا الممسيحى أخو البطريرك عزل اليهود من مناصبهم 
فهوهنا يحمل المسيحيين أيضا تبعة الاضطهاد. 





أ.35ط. مما // :مط 





00 
ا ا المسئول عن الزراعة وأخذ شهرة من 
شق القناة التى سميت باسمه ولقد سجن حوالى سبع سنوات ثم أفرج عنه بسبب المبلغ 
الكبير الذى أنفقه . 
ولقد وصفه أحد الشعراء بأته الأمير بن الأمراء لازدياد نفوذه وات لماك كان 
مناصب إدارية وزاد نفوذها فى عهود عدد من الخلفاء ففى عهد الأفضل -١١0958‏ 1211م كان 
هناك بن دورا موظف هام فى الودلة عمل لمدة ١١‏ عامًا وأبوه كان موظفًا فى الاسكندرية وفى 
عهد الآمر استعان رؤساء الديوان بخضير بن عبد المنعم والسامرى أبويعقوب ابراهيم كذلك 
كان هناك أبى أبى الدم اليهودى. 
كذلك فإن المؤرخين اشاروا إلى حادثة اضطهاد نسبوها إلى المسيحيين هذه المرة حيث 
تعرض و ع د على يد بهرام الأرمنى إلى أن عزله رضوان بن الولخشى 
وقام بايجاد ديوان للجهاد. وتشير وثائق الجنيزة إلى أنه بدأ عهده باضطهاد لليهود فى الفترة 
59-15١1ام/‏ -78همه عندما قام وزير المالية أبو نجاح بن نياد وهو قبطى عرف بين 
معاصريه بالراهب حيث فرض غرامات مالية على كثير من اليهود ١‏ / 0ه 
149774-119) وكانت سلطات هذا الوزير وسياسته نتيجة منطقية لضعف خلفاء القرن 
الثاني عشر الميلادى ولم يكن موجها ضد اليهود فقط بل تعداهم لسكان مصر كافة . ولقد 
داب اليهود على إثارة المشاكل بين بعضهم البعض وتوجيه الاتهام واللجوء للقضاء الإسلامى 
كما حدث من صراع على جاؤنيه فلسطين 85-١٠١748‏ ١٠م‏ / 475-8ه حين وجه سليمان 
بن جودة اتهام ضد ناثان بن إبراهيم واستعان بنجيد القيروان وأتهم ناثان سليمان ببيع 
الاملاك الخيرية اليهودية ولجوًا إلى قاضى القضاة المسلم. 
فإذا قيمنا العصر الفاطمى وسياسة حكامه نجد أن اليهود تمتعوا بمناصب عليا عديدة من 
وزارة إلى جباية أموال إلى وظائف ادارية 1001 3 
سياسى أدى إلى قتل بعض الوزراء ء اليهود فهو نتيجة طبيعية للمؤامرات ٠‏ والقتل شمل جميع 
من تنازع على السلطة. 
الخليفة الحاكم وصفه اليهود بأنه المسيح المخلص ورجل العدل والتسترى قتل نتيجة. 
ا مؤامرات وصراعات السلطة وهى الحقيقة الواحدة لما حدث لأى رجل سياسى يهودى والتعسف 
يعود للشخص وتكوينه وليس لدينه؛ كما شكى بعض مؤرخى اليهود من موقف مسيحيين وصلوا 
للسلطة وكما قلت فإن المشكلة ليست مشكلة دين بقدر ما هى مشكلة أطماع وسلطة وتفوذ. 























ا أأ.كقط.طمغه)ا// :مقاط 





١٠.١ 


صلاح الدين الأيويى - واليهود 
صلاح الدين هو أحد أشهر أبطال التاريخ الاسلامى على الاطلاق والذى اشتهر بالتسامح 
. والعدل اختلف موقف المؤرخين منه. فبعضهم كال له التهم بالانحياز واتخاذ موقف من الذميين 
واليعض مدح عدله وتسامحه . 
فمارك كوهين اتهمه باصدار مرسوم ضد الذميين ومنعهم من ركوب الخيل والبغال. وأن 
خليفته العزيز عثمان أصدر قرارًا بحظر تعيين ذميين فى المناصب ويجبرهم على الفيار 
ويقرر أن الدافع وراء ذلك السياسة المعادية للفاطميين التي انتهجها صلاح الدين والتعصب 
للمذهب السنى في مصر. ولكن في رأيه أن تلك الاجراءات سرعان ما تحولت إلى موقف أكثر 
حيادية بالنسبة لليهود والمسيحيين(؟5). 
ويقول أن ذلك نتيجة لانحسار الحماس للاصلاح الدينى ؛ ولا أعلم على ماذا استند فى هذا 
فصلاح الدين ظل يقاتل الصليبيين لمدة ١7‏ عامًا فالحماس إلى الاصلاح الدينى لم ينحسر 
وإنما هى طبيعة الرجل الحقيقية. 
وجواتيانى اتهم صلاح الدين بالتعصب ووصفه بالحاكم المسلم المستبد الذي أعاد التمييز 
فى المكوس والمعاملة لغير المسلمين من التجار وأنه اضطر تحت ضغط التجار الأجانب إلى 
إلغاء هذا المرسوم سواء بالنسبة لتجار اليهود أو المسيحيين . وأن اسرائيل ولنفسون يقول أن 
اليهود تمتعوا فى عصره بالحرية وأن صلاح الدين لم يؤّثر طائفة على أخرى بل عامل الجميع 
بالرفق والعدل. وفيما يخص المكوس على التجار فليس ما فرضه صلاح الدين ابتداع وأن 
رجوعه فى القرار لم يكن مضطرا إليه أو مفروضًا عليه. 
وإذا نظرنا إلى شخصية الرجل وعهده فنجد أن ممن خدم صلاح الدين الطبيب المشهور 
والناجد موسى بن ميمون الذى سبق ذكره , وكان طبيبا لابنه إبراهيم ورجال دولته ووزرائه 
ولقد تمتع موسي بن ميمون برعاية السلطان وأبنائه وظل فى دار السلطان إلى أن أصبح 
الطبيب الخاص للملك الافضل نور الدين بن الحمسن على بن صلاح الدين الذى تولى حكم 
مصر بعد وفاة أخيه الملك العزيز 114١١م/‏ 510ه وكانت مدة ولايته على مصر سنة واحدة 
وثمانية وثلاثين يوما إذ تولى العادل بعد ذلك . 
ولقد نزوج موسى بئخت أبو المعالى اليهودى وكان كاتبا عند أم الملك الأفضل وتزوج أبو 
المعالى أخت موسى. 


أ.35آ.00// :مط 








١٠. 
ولقد أنجب موسى ابنًا وأصبح الآخر طبيبا مشهور وزعيم الطائفة اليهودية لقب بابراهيم‎ 
الثانى واختاره السلطان الكامل طبيبا له ويقول عنه ابن أبى أصيبعة «كان إبراهيم بين موسى‎ 
طبيبا مشهورًا عالما بصناعة الطب جيدا فى أعمالها وكان فى خدمة الملك الكامل محمد بن‎ 
أبى بكر بن أيوب ويتردد أيضا على البيمارستان الذى بالقاهرة من القصر ويعالج المرضى‎ 

فيه». | 

وليس أدل على تسامح الناصر صلاح الدين وابنه تجاه موسى وأهل دينه مما ذكره هو 
بنفسه وكيف كان يعامل فى القصرء وكيف كان له عيادته الخاصة لمعالجة المرضى من 
المسلمين واليهود ففي رسالة ارسلها موسى إلى شموئيل بن بتون فى أخريات أيامه «مسكنى. 
بمصر ومسكن الملك بالقاهرة ويينها نحو مسافتين أقابل الملك فى ساعات الصبح أما إذا كان 
هناك مريض فى قصر الملك من أبنائه أو من نسائه أو من أحد رجال حاشيته فإنى أمكث أكثر 
ساعات اليوم بالقصر. . ومجمل القول أنى أبكر صباح كل يوم إلى القاهرة أما إذا لم يطرأ 
طارئٌ فأعود إلى مصر بعد الظهر وأهل إلى منزلى متعبًا وجائعًا وأجد على المقاعد خلقًا كثيرا 
من المسلمين واليهود منهم الوجيه ومنهم القاضى والشرطى ومنهم الصديق والعدو وبعد أن 
أنزل عن الدابة أغسل يدى ثم أخرج لمقابلتهم والاستئذان فى تناول طعام خفيف("") . 

ثم أخرج إليهم لأداويهم ولكتابة أوراق الأدوية , وهكذا لاينقطع وفود الزائرين قبل دخول 
الليل بساعتين أو يقف . وهم النين يأتون للسؤال عن موضوعات واجيبهم وأنا مضطجع على 
السرير من شدة التعب والضعف». 

وفى خطاب آخر إلى تلميذه يوسف بن عقنين يذكر موسى «وأعلمك أنه قد حصلت لى 
شهرة عظيمة فى الطب عند الكبراء مثل قاضى القضاة والأمراء ودار الفضل وغيره من رؤساء 
البلدء ممن لاينال منهم شئ..(١").‏ فكان هذا داعيا لقضاء الأيام فى القاهرة . 

وقال ابن أبى أصيبعة فى عيون الأنباء «هو أوحد أهل زمانه فى صناعة الطب وفى أعمالها 
متفنن فى العلوم وله معرفة جيدة فى الفلسفة وكان سلطان الملك الناصر صلاح الدين يرى له 
ويستطببه وكذلك الملك الأفضل على»0""). 

وكان القاضى السعيد بن سناء الملك هبة الله شاعر السلطان صلاح الدين وأولاده وشاعر 
القاضى الفاضل فقد عرف موسى بن ميمون ومدحه فى قصيدة : 

أرى طب جالينوس للجسم وحده2 وطب أبى عمران للعقل والجسم 
فلو أنه طب الزمان يعلمه لايرآه من داء الجاهلة بالعلم 


اأ.دهط.طهغه»ا//:مقاط 











١٠. 
ويذكر ابن العبرى أنه اضطر لاعتناق الاسلام حينما كان فى أسبانيا ويقال أنه ابتلى فى‎ 
آخر أيامه برجل من الأندلس فقيه يعرف بأبى العرب وصل إلى مصر وحاققه على إسلامه‎ 
ودام إيذاؤه فمنعه القاضى الفاضل وقاله له «رجل مكره لايصلح إسلامه شرعاء فهل من‎ 
. 29 الممكن أن يكون تسامحا أكثر من هذا‎ 
ويذكر القفطى أنه أثناء وجوده بمصر فى فترة العلويين أرادوا استخدامه فى جملة الاطباء‎ 
وإخراجه إلى ملك الفرنج بعسقلان فإنه طلب منهم طبيبا فئختاروه فامتنع عن الخدمة‎ 
آنذاك أربعة أمورى (عمورى) 15١١م/ ٠1ده بلدوين‎ ٠ والصحبة. وكان ملوك الصليبيين‎ 
./اه-41مه بلدوين الخامس ١047-04ه / 1147م وأخرهم كان جاى‎ - ١١1/5 الرابع‎ 
, ه0485-١1١45 لوزجنان من‎ 


ويشير الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى أن صلة موسى بن ميمون بصلاح الدين الأيوبى 
ووزيره القاضى ال تكن عر كتير لابن مريتون لي الاي و الفلستفة الى كان السلطان 
الأيوبى ووزيره يعرفان أيضا الحق للفيلسوف وجهارته وحزمه فى شئون السياسة. 

وتراجم ابن ميمون تشير إلى أن الأفضل جعله رئيسا لكل يهود مصر على الاطلاق . رغم 
ما كان يحيط به من عداوات وأحقاد ٠‏ وإنما يرجع إلى صلاح الدين ووزيره الفضل فى حمايته 
ويشير إسرائيل ولفنسون إلى أن صلاح الدين كان ينتفع مما لأبن ميمون من لطف وتدبير 
ومن المكانة والقبول عند يهود اليمن فى تهدئة الثورات التى كانت تثور فى تلك البلاد. 

وهو قول يجانب الحق والحقيقة فرسالة ابن ميمون إلى اليمن كانت تحريضا ليهود اليمن 
ضد المسلمين وإساءة للمسيحية والاسلام وقذف فى حق النبى فرغم كل ما فعله صلاح الدين 
وابنه والمنزلة الكبرى التى نالها لديهم وحمايته من أعدائه حتي من خالفه من أبناء طائفته 
وحتى حين أتهم بالارتداد عن الاسلام . حماه القاضى الفاضل وقال أنه مكره . قال موسى 
أن القضاة وكبار الرجال يقصدونه فماذا يبغى أكثر من ذلك وماذا يمكن أن يقدم له . ليسب 
دين الآخر ونبيه . وإذا رجعنا لما ذكره شحاك ونصيحته يعدم معالجة الاغيار إلا إذا كان 
يخشى بأسهم والاغيار هؤلاء رفعوه لأعلى منزلة. 

وهناك عديد من الاطباء غير اليهود خلال فترة الأيوبيين ولقد ذكر مان 1/121 أن اليهود 
كانوا يتأمرون على بعضهم البعض ويلجاون إلى الوشاية للسعى للحصول على منصب ناجد 
لني 


شفا.0106.35ا// :مط 





المماليك واليهود 

حكم المماليك مصر ق.5؟7١-1١10‏ وعادة ما يقسم عصر سلاطين المماليك إلى دولتين دولة 

المماليك البحرية .7١-1/8١م/‏ 144- ١8/اه‏ والدولة الثانية دولة المماليك البرجية. وهذه 
الدولة حمت مصر من أخطار عديدة وخاصة دولة المماليك الأولى. ش 


أما الدولة الثانية فلقد عانت من عوامل داخلية وخارجية أضعفتها من سوء إدارة وانهيار 
إقتصادى واجتماعى حتى وصفهم المقريزى بأنهم «ألص من فأره وأزنى من قرد» ٠‏ 
وأقد نسب مارك كوهين وعدد من المؤرخين اليهود إلى المماليك كثيرًا من المثالب تجاه 
اليهود وذكر أن اليهود تقلصت أعدادهم . ويعتبر المماليك كاليهود أجانب وأن فترة الانهيار 
السياسى فى العصر الثانى تبعها انهيار اجتماعى وسادها التعصب وعدم التسامح. 
ولقد تحددت مواقف الدولة تجاه رعاياها من اليهود منذ قيامها ١55١م‏ » ويذكر أن 
الاضطهادات مرتبطة بتحداث سياسية ؛ ففى أعقاب النصر المملوكى على المغول فى عين 
جالوت قام الأهالى ضد السكان المحليين من الشيعة والمسيحيين واليهود الذين اتهموهم 
بالتعاون مع المحتل المفولى فأرجعوا ذلك لحسن معاملة المغول لليهود والمسيحيين فى الأراضى 
التابعة لهم. 
ولكن إضافة الشيعة أمر غريب فهم مسلمون وليسوا أهل ذمة بينما المسيحيون المحليون لم 
يتعاونوا مع المغول . حتى الصليبيين الذين تعاونوا مع المغول كان عددهم محدودا كحاكم 
أنطاكية ويشير إلى أن بيبرس بعد قتاله الفرنجة اتهم اليهود بخرق ميثاق عمر وأرغمهم على 
دفع خمسمائة ألف دينارء كذلك صودر فى ١77١م/‏ ٠117ه‏ كنيس دمشق ٠‏ 
وفى عهد قلاوون ثم طرد المسيحيين العاملين فى الدواوين بعد اتهامهم بالتجسس وأنه في 
١‏ 10 ١ه‏ حدث هجوم مغولى جديد على سوريا المملوكية استولت القوات المفولية على 
دمشق وتسللت إلى فلسطين فتصدر السلطان المملوكى مرسوما جديدًا ضد الذميين حمل 
الجماهير على اجتياح المعابد المسيحية واليهودية. 
أرجع مارك كوهين اضطهاد ١50١م/ ١‏ ٠/اه‏ نتيجة شكوى وزير مغربى من أسلوب الحياة 
المتنامى والمتعالى لأفراد الطبقة العليا المسيحية فى مصر (؟"). 
هذا جزء من الاتهامات التي وجهت إلى دولة المماليك من المؤرخين اليهودء وإن كان أشتور 
يذكر أن حوادث الاعتداءات على الأشخاص كانت غير مالوفة فى عصر المماليك لآن اليهود 





|[ 35.1ط.طماما//:مااط 








١.6 

كانوا يشكلون مجموعة اقتصادية متعددة الاتجاهات والأعمال ؛ أى أن هذا يعنى أن اليهود ما 
زال لهم تواجد اقتصادى لم تقض عليه دولة المماليك وأنه لم يحاول أحد إبعادهم عن البلاد» أو 
تعقب من أسلم بتهم للتأكد من سلوكه وتفسر احجام اليهود عن انتاج أدب معاناة ممائثل لما 
:]| ألفه أخوانهم فى أوريا . 

ويجب أن نطرح تفسيرا واضحاء لقد وجدت فترات اضطهد فيها أهل الذمة وكما ذكر 
مارك كوهين هى نتيجة غارات خارجية على العالم الإسلامى مما يؤدى إلى زيادة الالتفاف 
الوطنى نحو الدين فتكون القرارات الملزمة بالزى أو الضرائب وخاصة أنه قد يكون هناك 
| اشتباه من أن بعض العناصر لها صلة بالغازى أو المعتدى. 

العصر المملوكى الثانى كان عصر اضطراب وأزمات اقتصادية ولقد تعرض التجار 
المسلمون والأهالى للمصادرة والإساءة إليهم , فإن الاضطراب ساد المجتمع ككل وليس 
مجتمعات أهل الذمة ولم يكن ظلمًا للذميين بل مجتمع كامل نتيجة لفساد الحكم وتراجع أعداد 
اليهود لم يكن نتيجة مذابح مملوكية بل نتيجة تراجع عددى للسكان. 

ثانيا : ما ذكر عن تدمير المعابد لم يكن ظاهرة فى عصر سلاطين المماليك ويكفى أن وثائق 
القرائين التى يعود بعضها إلى عصر المماليك وبعضها إلى بداية الحكم العثمانى وحكم فى 
خلافاتها قضاة مسلمين أعطت أرضا لكنيس كان على خلاف مع مسجد عليها . 

ولقد ذكر المقريزى أهم معابد اليهود ككنيس ديموه والشاميين والقرائين بخط قصر الشمع 
وغيرها كلها كانت قائمة وموجودة فى عهده(). 

واسرائيل ولفنسون يذكر أن كنيسة القرائين بقصر الروم أو خط قصر الشمع بزقاق 
اليهود قد اندثرت هذه الكنيسة ودرست آثارها حتى نسى اليهود مكان وجودها على أنه وصل 
إليه كتاب حجة يوجد فى خزانة المخطوطات بالحاخامية بالقاهرة ٠‏ فيذكر فيه ترميمات 
وإصلاحات كثيرة عملت باسم الهيئة الحاكمة فى كنيسى الشاميين والعراقيين . ويرجع زمن 
هذه الحجة إلى عهد السلطان قايتباى الملك الاشرف الذى حكم مصر من 4177- 1ه وقد 
دون كتاب الحجة سنة تمان وسيعين وثمانمائة. 

والظاهر بيبرس الذى نسب إليه التشدد أبطل الجوالى المعجلة فى ١‏ ./اه / 101١م‏ , 


]أ.00.135// :مط 








لحل 
القيود على أهل الذمة اليهود والنصارى وأن الوزير ابن الخليل 9./اه / 716١م‏ حاول 
التخفيف من المرسوم لقاء مبلغ من المال ألزم به رؤساء الطوائف أهل الذمة للديوان علاوة على 
الجوالى") ولكن الشيخ تقى الدين بن تيمية عارض هذه المحاولة . وفى ١/اه‏ / 1171م 
أحرق عدد من الرهبان المسيحيين أجزاء من مدينة القاهرة وتم ضبطهم . مما خلق حالة من 
التوتر لدى المسلمين فتعرض أهل الذمة لبعض القيود كرد فعل للحريق. 
ولكن الحادثة التى أفرد لها مارك كوهين مقالاً كاملاً فى الدورية المعروفة 
. 1984 , 147 701 ,وع1للات ممع تام لصة لقامء ك0 أه أممطءد أه مناعالنا8 





بعنوان . 425447 امع سدم اتدء عأناء أمدالطة دأ وبوعل! 

ويبدا مقاله أن اليهود فى نهاية عصر المماليك ساء وضعهم من الناحية السكانية والعددية 
والاقتصادية ؛ وأنه نمى عداء شديد من رجال الدين لفير المسلمين . وأن وضعهم اختلف من 
القرن الحادى عشر للخامس عشر اختلافا بين وأنهم عاشوا فترة صعبة ويرجعها لانهيار 
المجتمع الاسلامى. 

وحقيقة أن المجتمع ساده نوع من الانهيار فى العصر المملوكى شمل الجميع ٠‏ لكن كما 
ذكرت وثائق اليهود القرائين من أن تواجد اليهود ما زال قائما ومنهم الصائغ ومالك الدور 
ومنهم حرفيون وتجار فى جميع أنواع التجارة والأسواق ٠‏ ووثائق البيع والشراء للمنازل 
ووثائق الميراث توضح هذا الوضع وهى تدور حول حادثة حدثت فى 57-440له / 
6 1م”). 

وحيث تم محاكمة عدد من اليهود بتهمة الاساءة إلى الاسلام وسب الاسلام والنبى على 
درجات ومحراب معبد ٠‏ وتتيجة لهذا دمر جزء من المعبد واتبع بعدد من المعابد بعد ذلك ويذكر 
أن اشتور لخص هذا فى كتابه تاريخ مصر وسوريا وأنه لم يكن فى أيامه مجموعة تيلور 
شختر وأنه اعتمد على ابن حجر العسقلانى والسخاوى. وكان ابن حجر القاضى الشافعى 
الذى حدثت فى عصره الواقعة حيث ذهب المحتسب مع مجموعة من الناس إلى المعبد اليهودى 
فى مصر ووجدوا المنبر فى المعيد أعيد صيانته . ولقد اكتشفوا درجا حيث يقف كبيرهم وكانت 
كتابة غير واضحة فطلبوا فحصها فوجدوا أن كلمة محمد ظاهرة وكلمة أحمد خافية فقرروا 
إزالة المنبر وفقا لرأى القاضى الشافعى وذكر الحنفية أن اليهود عمدوا ذلك ليصعدوا بأرجلهم . 
على درجاته فوق اسم النبى فقرروا إزالة المنير. 


أ أأكقط.طمه)ا// :مقاط 











١.7 

ووضع الادعاء القاضى علاء الدين بن أكبر وأحد الشافعية والمشرف على الوقف ولقد أمر 
بأن يقوم المحتسب بإزالة هذا . أما الحنفية فقد طالبوا بقطع رجل أولئك الذين وقفوا على إسم 
النبى فى المنبر وقطع أيديهم. 

ولم يوافق ابن حجر العسقلانى القاضى الشافعى على هذا حيث أصر اليهود أنهم لا علم 
لهم بذلك وطلب الشيخ القيام بكشف أماكن العبادة اليهودية فأغلقت أبوابها لحين جلاء الأمر 
ويذكر أنه فرض عليهم الفرامات وتعرضوا للإهانة . وأشار الشيخ تقى الدين. الاقصرائى 
الحنفى بهدم بعض كنائس اليهود. 

ولكن القاضى الحنفى جمع مجموعة من اليهود القرائين وشكاهم إلى القاضى صدر الدين 
محمد بن محمد ابى رواق أحد قضاة الشافعية بأنهم حولوا منزل ابن سمحة فى حارة زويلة 
والذى خصص تتعليم أطفال اليهود وكملجأ إلى معبد. كذلك اكتشف فى حارة زويلة أن أحد 
اليهود البارزين حول منزله إلى مركز دينى وجعله عند وفاته كأحباس على المؤسسات الخيرية 
اليهودية. 

وترتب على هذا أن السلطان إينال أمر أن يحضر القضاة ومؤنس البطريرك اليعقوبى 
والبطريرك الملكانى وعبد اللطيف ابراهيم ناجد9”) اليهود والربانيين وأحد شيوخ القرائيين 
وسألهم عن البقط الذى كان اسلافهم متعهدين به وأمر السلطان أن يفصل معهم فى منزله 
ووافقوا على عدم اجراء أى تصليح فى بيوت العبادة التى فى حكم السلطان. 

ومع ذلك لم تكن تلك هى القاعدة فلقد تم التخفيف عن هذه القيود وسمح بترميم المعابد 
ولكن كانت هذه المشاكل تظهر فقط مع فترات عدم الاستقرار والأحداث المحركة . 

ولم يسلم المجتمع اليهودى فى العصر المملوكى من الصراعات فقد انعكس الاضطراب 
العام على ما نش فى الطائفة من مشاكل ؛ فقد تقدمت مجموعة من اليهود ضد رئيس طائفة 
الريانيين عبد اللطيف إبراهيم حيث وجدت ثلاث طوائف «الربانيين والقرائين والسامريين. 
والذى اتهموه باستغلال علاقته كطبيبٍ لحكام المسلمين وموظفى البلاد. 

«عبيدك المجتمع اليهودى الخاضعين لعظمة ومجد الاسلام يقبلون الأرقى وأنهم فى منساة 
من أن عبد اللطيف الطبيب أخذ مركز رئيس اليهود لم يهتم بنسباب الدين وأنه باع جزء كبير 
من مقر مؤسساتهم الدينية الخيرية وأجر أخرى بأقل من قيمتها . وكذلك ما حدث بخصوص 


]أ.35ط.طم)م»ا// :مط 





4 
المنبر يشيروا إلى «السب الذى كتب بخصوص المنبر فكأنهم يحرضون السلطان ضده» يجب 
أن يترك منصبه ويخضع عبيدك لعقاب دفع آلاف الدنانير خلال حكمه بسبب سوء إدارته التى 
تخلو من العلم والعدل ولجهله ٠‏ شيخ القضاة المكرمين والقضاة الآخرين اثبتوا عدم جدارته 
ومقدرته على التكلم باسم الطائفة اليهودية ولحماية الناس» وأحاط نقسه بمجموعة شبان » 
وسرق أموالنا وأعماله السيئة وعصابته صادرت أموال اليهود وسرقتها وأن النقاش الذى قام 
القضاة به ليس لديه سلطة فى موضوع المعبد . والضرر جاء على المجموعة كلها بسيب سوء 
تصرفه , لأن المبنى بعد أن دمر أمر الثلاث مجموعات على دفع آلاف الدنانير ولم يعرفوا أين 
ذهبت ولا.فائدة من عقاب مجتمع عن طريقه؛ إننا لانذكر شروره كلها بل مختصره لقد أضر 

بأموالنا وأرواحنا ونحن فى حالة سيئة». 

الرسالة مقدمة للسلطان المقام الشريف : الغرض عزل عبد اللطيف ايراهيم فى الالتماس 
تم ذكر قاضى القضاة عدة مرات لمناوشتهم ضد رئيسهم , وفى فترة رئاسة عبد اللطيف 
مجموعة اليهود القرائين حصلوا مؤقتا على حق بالاستقلال بقضاء خاص به تحت رئاسة 
رئيس اليهود القرائين ومن الواضح أنها مترتبة على الحالة الأولى التى حكم فيها ابن حجر 
العسقلانى والتى تم كتابة اسم النبى على درجات سلم ال معبد. ومن الواضح أن عبد اللطيف 
ابراهيم رئيس القرائين كان مكروها فمضمون الرسالة يحمله مسئولية ما كتب على درجات 
السلم بل يكاد يقول أنه فاعلها فقد أرادوا التخلص منه. وربما يرفع العقاب والفرامة . 

الحادثة كما هو واضح والمصادرة مترتبة على فعل قام به اليهود ويحاولون نسبته إلى 
رئيس طائفتهم . 

فإذا نظرنا إلي الأحداث التى عرضت لها نجدها نتيجة انهيار أوضاع المجتمع وشمل 
المسلمين كما شمل أهل الذمة فقد تعرض المسلمون أيضا للكثير من الاضطهاد على أيدى 
السلطات الحاكمة. 

؟- أن الاضطهاد كان قصير المدى ويتتهى فى الغالب يعد فترة بسيطة. 

7- سيب تصرفات اليهود أنفسهم كانت دافعا للاضطهاد «حادثة المحراب» . 

:- نتيجة لضرر خارجى واشتباه فى التعاون مع الأجنبى. 

ه- كان عزلهم عن المناصب ينتهى بإعادتهم ثانية للحاجة إلى خدماتهم . 


هذا عن الشطر الأول من دولة المماليك. 





غ]أ.35ط. مما // :مط 





١.6 

أما عن الشطر الثانى بلاد الشام » فإنه بعد دخول الصليبيين إلى الشام جاءت إلى مصر 

أعداد كبيرة من اليهود إلى مصر حيث أصبحت ملجأ لهم منذ العصر الفاطمى فعاشوا فى 

الفسطاط وتشير وثائق الجنيزة إلى العديد من العائلات التى جات لمصر واستقرت فى 
الفسطاط . والاسكندرية . 





ناثان بن كوهين الذى أصبح قاضيا فى الفسطاط للطائفة اليهودية وكان حماه يعيش فى 
بلبيس وأصبح رئيس المجتمع اليهودى هناك. حيث أصبحت بلبيس مركرًا لليهود الهاربين من 
أراضى الشام . ويدعى موسى جيل أن اليهود دافعوا عن حيفا ضد الصليبيين مع الجيش 
الفاطمى وصورة التعامل على المستوى الحكومى تعكسها وثائق تلك الفترة. 

مع صلاح الدين تم السماح لليهود بدخول القدس . وإذا انتقلنا لعصر المماليك. فيذكر 
اسحق شيلو 775١م/‏ 40/اه الذى زارها أثناء حكم المماليك أن التسامع سائد ويدعو للحاكم 
ويذكر أن الناس يعيشون فى أورشليم فى سلام وسعادة وأن بعضهم يشتغل بالحرث والبعض 
بالتجارة والطب والفلسفة والرياضة(1"). 

ونفس الأمر أكده الياهو فيرارا 16252 ناطد/(11 ١471‏ م/ 4748ه(:*), حين تحدث عن 
طبيب السلطان وابنه الذى سار على دربه ؛ فما زال اليهود يشغلون وظيفة الطبيبء ويذكر 
ملشلوم الذى زار مصر حوالى ١54١م‏ 147ه قرب نهايات عصر المماليك(*)؛ وجود يهود 
يتمتعون بمكانة كبيرة » وذكر أن مترجم السلطان كان يهوديا واسمه 12111072502 وأن له 
سلطات واسعة حتى أنه كان بحاجة إلى مثله فى الشام لمراعاته فى رحلته فى الشام لأن ناجد 
مصر كتب إلى نجيد الشام للعناية به » وهذا يعنى أنهم مازال لديهم نفوذ وسلطان, ويذكر 
ملشلوم أن المماليك منعوا الجميع من ركوب الحصان فلايجرؤ حتى المسلم على ذلك عدا 
المماليك85(7). 

وحين يتحدث عن المترجم سابق الذكر يذكر أنه فى أسبانيا كان قد اعتنق الاسلام ولما جاء 
إلى مصر عاد إلى دينه ولم يجبره السلطان على اعتناق الاسلام فمن الواضح أن «لا إكراه 
فى الدين» 

والرحالة عويدايا الذى زارها فى فترة مشيلوم يتحدث عن الواقع الفعلى على العلاقة بين 
السلطة السياسية الحاكمة فى أواخر عصر سلاطين المماليك فقد حضر فى عهد الغورى 
وتحدث عن اليهود ومؤسساتهم. 








]أ.00.135// :مط 





١ 
فذكر أن السلطان أصدر قرارًا بخفض ضريبة الرأس المقررة على اليهود وكانوا فى الأول‎ 
دوكة للسلطان . ش‎ :..١ يدفعون‎ 
وأن الاساءة جائتهم من كبار السن المسئولين عن المعبد فى اورشليم الذين باعوا أكثر‎ 
ظلكات الكنيست حتى الكتب الدينية لسائر الأغيار.‎ 
وحين يتكلم عن السلطان الغورى يذكر أنه ليس عدوا لليهود ولكن أخذ منهم ضرائب عالية‎ 
هم والاسماعيلية «المسلمون» نتيجة ظروف بلاده ٠46١م/ 17ه وأن اليهود الاشكنار لم‎ 
يتعرضوا لأى ضرر ووجدوا حسن معاملة ويذكر أنه سافر حول البلاد طولها وعرضها ولم‎ 
يضع مسلم عقبات فى طريقه؛ وأنهم طيبون «أن المسلمين طيبين جدا تجاه الأجانب فى حالة‎ 
إذا كنت لاتعرف اللغة وإذا وجدوا مجموعة يهود معا لايضايقوهم وممكن لأى شخص لديه‎ 
حس سياسى أن يحكم الاثنين.‎ 
فهو هنا يعكس صورة الصلة بين الدولة واليهود وهو يشرح ببساطة أنها ظروف وسياسة‎ 
عصر وطبقت على اليهودى والاسماعيلية (المسلمين) ولقد أشار الرحالة إلى خلاف بين الرهبان‎ 
الفرنسيسكان واليهود حيث قام اليهود بأخذ كنيسة للفرنسيسكان عن طريق تحريض‎ 
السلطان ضدهم وادخالهم فى نزاع معهم وفى المقابل فإن البابا لما عرف أن اليهود القادمين‎ 
, من الخارج اتخذوا الكنيسة اصدر مرسوما بمنع نقل اليهود إلى أورشليم عن طريق البندقية‎ 
ورفع المنع بعد ذلك49).‎ 





...مما // :مط 





مل 
اليهود والحكم الاسلامى فى إسيانيا والمغرب 

يرتبط تاريخ المغرب خلال هذه الفترة باسبانيا ارتباطًا وثيقًا ولقد ركز المؤرخون اليهود 
على عهد الموحدين والمرابطين بوصفهم قمة فترات التعصب ضد اليهود ثم عصر بنى مرين 
الذى عاش فيه اليهود فى حى خاص بهم جيتوء وفى إسبانيا عاش اليهود أزهى عصورهم 
الحضارية والثقافية وكانت أغلب الطبقة اليهودية المتعلمة فى العالم الاسلامى تعيش على أرض 
أسبانيا حيث نعموا بالتسامح الاسلامى ووصلوا إلى أعلى المناصب ؛ وظهر حسداى بن 
شبروط لبا ودبلوماسيا ومقربا من عبد الرحمن الناصر ووجدت جاليات يهودية فى جميع 
مدن إسبانيا الاسلامية واشتغلوا بجميع الحرف وجنوا الثروات ولقد سبق ذكر ذلك فى الجزء 
الأول. 

ولقد وجهت اتهامات للحكم الاسلامى فى المغرب وإسبانيا تمثلت فى الأحداث التالية: أولا 
ما وجه للموحدين والمرابطين كأنظمة اسلامية ووصفها بالتعصب بالإضافة إلى حادثة ابن 
نغرلة وهذه سأعرفها فى الموقف الشعبى لأنها كانت موقفا شعبيا وليس حكوميا. 

نبع موقف المرابطين والموحدين مما حدث فى إسبانيا من هجوم الشمال المسيحى وضعف 
وتخاذل ملوك الطوائف فى الأندلس الذين بدأوا يفقدون معقلاً بعد آخر وكما ذكر دوزي «كان 
الخطر محدقا بالمسلمين بعد أن استولى الفونس السادس على طليطلة 86١١م/‏ 408ه 
وللأسف يدأ الموقف المتخاذل للمسلمين حيث أرسل بعض أمراء الطوائف يهنئونه ويبعثون له 
بالهدايا » واتجهت أنظاره إلى بلنسية وسرقسطة واتجهت أنظار المسلمين إلى أفريقية التى 
أمل البعض أن يكون خلاص الأندلسيين على يد أهلهاء ولذلك سعوا إلى الاستعانة بالمرابطين 
الذين امتدت دولتهم فيما بين السنفال والجزائر. 

والمرابطون كما يقول جورج مارسيه حركة الرجال اللثمون هم رجال الرباط وهم الميراث 
القديم لفقهاء القيروان . ولقد ظهرت الدعوة فى منتصف القرن الحادى عشر الميلادى. وهؤلاء 
البربر البدو من قبيلة صنهاجة جاءوا عن طريق الجنوب الغربى واستقروا فى المغرب وأسسوا 
فيها امبراطورية خلال غزو العرب الهلالية لأفريقية عن طريق الشرق ولقبوا بالقاب عديدة منها 
الملثشمون » ويالنسبة للقب المرابطون فهو يشير إلى الرياط الذى اتخذوه بالقسم الشمالى 
للسنقال حيث تلقوا تدريبا عسكريا , وتحول هؤلاء الرجال الذين يعيشون على تربية الجمال 
إلى مقاتلين فى سبيل العقيدة ويعد أن مارسوا دورهم فى نشر الدين الإسلامى بين الزنوج 
الوثنيين » اتجهوا جنويا عبروا ساحل الأطلسى واندفعوا نحو الغرب ثم المغرب الأوسط 


.00.35 // :مط 1 









































1 
وفتحوا البلاد حتى مدينة الجزائر ويعد ذلك وصلوا إلى أسبانيا حيث طلب مجيئهم رؤساء 
الطوائف المهزومين أمام الغزو المسيحى(؛). 

وكان المعتمد حاكم غرناطة يواجه قوات الإسبان التى تهدده وقام بالاستعانة بالمرابطين 
ويوسف بن تاشفين . 

ولقد خاف البعض ومنهم الرشيد بن المعتمد من قدوم المرابطين ويوسف بن تاشفين 
زعيمهم ؛ فقال المعتمده والله ... أنه لا أحب إلي أن ألقى الله هكذا من أن ألقاه وقد حالت 
الاندلس دار كفر , ولأنه لأولى بى أن أكون راعى لجمال (نسبة إلى المرابطين البدو» من أن 
أكون راعى خنازير»(**). 

واتجاه حركة المرابطين للأندلس اكتسبت شرعيتها لقيامها بالجهاد الاسلامى أمام 
محاولات الإسبان في الشمال للقضاء على النفوذ الإسلامى وطرد المسلمين. ومن هنا جاء 
موقفها من أهل الذمة لخشيتها من نوايا المسيحيين والمستعربين فى أراضيها وموقفهم من 
مسيحيى الشمال. بالإضافة إلى موقفها المتشدد لم يكن قاصرًا على أهل الذمة بل من خالفهم 
أيضا فى المذهب , وسنجد أن بعض اليهود آنذاك لعب دورًا أدى إلى إثارة نفوس المسلمين , 
وكان ألفونس السادس ملك طليطلة وزيران يهوديان أولهما ابراهيم بن الفخار اليهودى وكان 
شاعرًا ويجيد العربية وأرسل سفيرًا للمرابطين وإلى ملوك المغرب حسب ما أورده المقري فى 
نفح الطيب للملك الفونس ”7ه . والثانى يدعى حنين اليهودى وكان اليهود قد تعسفوا مع 
الأهالى أثناء قيامهم بعملهم كجباة ضرائب بالإضافة إلى سيطرتهم على قطاع من الاقتصاد 
الأندلسى مما أدى إلى كراهيتهم فى عصر الطوائف , (كذلك قتل يهودى وكان وزيرا للملك 
المسيحى فى معركة أره عام ٠.4ه‏ / .07(01١٠١‏ 

وحين أرسل الملك الإسبانى سفارة إلي المعتمد يطلب منه الجزية السنوية» وكانت هذه 
السفارة تتالف من فريق كبير من الفرسان ووكل باستلام المال رجلاً يهوديا أسمه أبوشاليب 
إن كانت قد جرت العادة فى تلك الأيام أن يقوم اليهود بالوساطة بين المسلمين والمسيحيين » 
فلما تسلم المال فكان دون ما ينبغى رغم قسوة الضرائب التى فرضت على الرعية ٠‏ فلما رأى 
ابن شاليب من نقص المال قال لا أخذ منه هذا العيار ولا أخذ منه إلا ذهبا شجرا ولايؤخذ 
منه فى هذا العام إلا اجفان البلاد فلما سمع المعتمد ذلك استبد به السخط وأمر بصلب 
اليهودى07). 


]00.135.1// :مط 











01 

ونستطيع أن نستشف موقف المرابطين المتشدد نتيجة هذه الأخطار التى تواجه التواجد 
الاسلامى وتوضح أسباب الموقف المتشدد ضد اليهود. 

ولقد قال يوسف بن تاشفين بعد انتصاره على الفونس السادس فى معركة الزلاقة 
ه/ 87١٠م‏ ثم عزله المعتمد بن عباد. 

«إنما كان غرضنا من ملك هذه الجزيرة أن نستنقذها من أيدى الروم لما رأينا استيلائهم 
على أكثرها ٠‏ وغفلة ملوكهم وإهمالهم للغزو وتواكلهم وتخاذلهم وإيثارهم الراحة وإنما همه 
جميع البلاد التى ملكها الروم من طول هذه الفتنة إلى المسلمين , لأملانها عليهم يعنى الروم 
خيلاً ورجالاً لا عهد لهم بالدعة, ولا علم عندهم برخاء العيش ٠‏ إنما هم أحدهم فرس يروضه 
ويستعرضه أو سلاح يستجيده - أو جريح يلبى دعوته ». 

وكان يوسف وأولاده يعتمدون على الفقهاء وكان أبوه أبو الحسن لايقطع أمرًا فى جميع 
مملكته دون مشاورة الفقهاء , ويلغ الفقهاء فى أيامه مبلفا عظيما لم يبلغوا مثله فى الصدر 
الأول من فتح الأندلس , وسنجد أنهم اتخنوا موقفا من أصحاب المذاهب التى تخالف مذهب 
مالك الذى كان يعتقدونه , لم يكن يقرب من أمير المسلمين ويحظى عنده إلا من علم علم 
الفروع؛ أعنى فروع مذهب مالك ٠‏ فبعث فى ذلك الزمان كتب المذهب وعمل بمقتضاها ونبذ ما 
سواهاء ويقول عبد الواحد المراكشى وكثر ذلك حتى نسى النظر فى كتاب الله وحديث رسول 
الله عه فلم يكن أحد من مشاهير أهل ذلك الزمان يعتنى بهما كل الاعتناء ودان أهل ذلك 
الزمان بتكفير كل من ظهر منه الخير فى شئ من علوم الكلام وقرر الفقهاء عند أمير المسلمين 
نقبيح علم الكلام وكراهة السلف له وهجوم من ظهر عليه شئ منه وأنه بدعة فى الدين وربما 
أدى أكثره إلى اخلال فى العقائد. 

واتخذوا موقفا من كتب الامام أبى حامد الغزالى وأمر باحراقها ولما دخلت كتب أبى حامد 
الغزالى رحمه الله «كتاب احياء علوم الدين» المغرب أمر أمير المسلمين ياحراقها وتقدم بالوعيد 
الشديد من سفك الدم واستئصال من وجد عنده شيئء منها واشتد الأمر فى ذلك»(28). 

وأفتى ابن حمديس قاضى قرطبة بتكفير كل من ينظر فى كتابات الغزالى وحكم عليه 
بالهلاك » ورفعت كل فقهاء قرطبة هذه الفتوى للسلطان الذى أجازها واعتبرت الفلسفة أيضا 
من المواد المحرهة. 

هنا موقف متشدد لاضد أهل الذمة فقط بل ضد من يخالفهم فى المذهب حتى لو كان عا 
جليلاً كأيى حامد الغزالى فالطبيعة البدوية تحكمت فيهم, بالإضافة إلى ظروف الفترة » فمع 


]00.135.1// :مط 





1 
نشأتهم الدينية المتقشفة وشعورهم بتراجع المسلمين أمام المد المسيحى فى إسبانيا . كان هذا 
الموقف ضد جميع مخالفيهم من مسلمين وأهل الذمة الذين كان لهم موقف مشكوك فيه. فهو 
نوع من التعصب المذهبى خوفا على الدين ومن ضياع الأرض بالإضافة إلى طبيعة النشأة 
كما لخصها ابن تاشفين فى عباراته السابقة عن نفسه ورجاله . فابن تاشفين لم يكن يثق فى 
أهل الذمة من المسيحيين واليهود. وفى آخر أيامه أمر بأن يتميزوا بالزى» ولقد سعوا فى أيام 
ابنه عبد الله بأن يرفع عنهم هذا التمييز فأمر أبو عبدالله بلبسهم الثياب الصفر والعمائم 
الصفرء وكان هذا مصحويًا بطلب دخولهم فى الاسلام وإن لم يكن على ثقة من إسلامهم كما 
ذكر عبد الواحد المراكشىء ولكن من الواضح أن الإجبار على اعتناق الدين لم يطبق تعلبيقا 
فعلياء ويشير دوزى «أن أحد فقهاء قرطبة بحث عن طريقة تجعلهم د يعتنقون الاسلام فزعم أنه 
عثر فى أوراق ابن مسره على حديث نبوي يقول أن اليهود قد قطعوا على أنفسهم عهدًاً 

للرسول بأن يسلموا فى ختام القرن الخامس للهجرة؛ إن لم يظهر المسيح المنتظر. 

وكان السلطان يوسف بن تاشفين ذهب إلى مدين لوسينا 67عناآ: وكلمننا بوني 
خالصة لايسكنها عراشل وان 1 من ابن تاشفين من ذلك الذهاب هو دعوة اليهود 
للتمسك بالعهد الذى قطعه أسلافهم على أنفسهم . وكانوا أكثر الناس ثراء وإن كان دوزى 
يحاول أن يؤكد أن الدافع لابن تاشفين هو الحصول على المال ولكن من الواضح أنه لايتفق مع 
موقفه المتشدد والسابق تجاه جميع المذاهب المخالفة وأن الاتجاه المتشدد كان ضد الجميع لا 
من أجل المال. والتمس اليهود مساعدة ابن حمديس قاضى قرطبة وسعيه لدى السلطان فوافق 
على أن يدفعوا مبالغ مالية(1*). 

ويقول دوزى أن حكومة المرابطين كانت شديدة الوطأة على فريق خاص من الناس مسرفةٌ 
فى اضطهادهم مثل المسيحيين واليهود وأصحاب الفكر من علماء المسلمين والفلاسفة 
والشعراء والأدباء كانوا لايزيدون على فئة قليلة وإن كانت بلاريب فئة هامة لايمكن إغفالها. 

واعتقد أنه من المفروض أن ننظر للجانب الآخر فما حل بالمسلمين على يد الفونسو 
السادس فى المدن التى وقعت تحت سلطانه من القتل والتعذيب والاستيلاء على الأرض 
واتتهاك الحرمات مما دفع المرابطين لهذا الموقف المتشدد. 

ويعود دوزى ليؤكد بالنسبة للفئة السابقة أنها لم تكن الشعب الذى بنى الآمال العراض 
على الحكومة الجديدة والذى كان يطمع أن تقر النظام فى الداخل وتخلص الشعب من الأعداء 
النين يهددونه من الخارج » كما كان الشعب يتطلع إليها بعين الرجاء فى أن تخفف عبء 
الضرائب وتعمل على زيادة الرخاء العام وإن كان مع الوقت لم يتحقق ما أملوه(""). 





| أأ.كقطواماه»//:ملام 


2 


١6 


ويذكر دان كوهين أن اليهود بعد فترة من حكم المرابطين عادوا لسابق عهدهم وفى الأجيال 
التالية ظهر شعراء وفلاسفة ورجال دين فى حياة اليهود فى إسبانيا وعادت الحياة كما 








كانت. 
ولم يلبث المرابطون أن وقعوا بدورهم فى اغراءات بلاد الأتدلس الجميلة ففى خلال جيلين ْ 
فقدوا يح كير داراو اذى كات وجي اجيم وهزموا من أقارب آخرين لديهم : ْ 


قوة جديدة وهم الموحدون. 1 
المرابطون نبع موقفهم من طبيعة دينية متشددة ارتبطت بالدفاع عن الاسلام بعد أن فقد ظ 
المسلمون مواقعهم فى الأندلس ومما تعرض له المسلمون على أيدى جيوش الامارات المسيحية ظ 
ولى نظرنا فى وثيقة أندلسية عن سقوط غرناطة حققها العالم جيمس موترو على ما حدث ِ 
للمسلمين بعد سقوط غرناطة من إرهاب وقتل وإجبارهم على ترك الاسلام وتباكى اليهود من 0 
عهد الموحدين فلقد قاسوا فيما بعد ممن تحالفوا معهم على أيدى محاكم التفتيش ومع ذلك ظ 
لايدعو 0 ولا المسيحية للاضطهاد فأنه منظور سياسة وعصور وصراعات .)3١(‏ 
قضى الموحدون على دولة المرابطين . الموحدون كانوا من البربر ولكنهم يختلفون عن [ 
المرابطين من حيث أنهم ليسوا سكان صحراء بل جبليين مستعربين وكان مقرهم فى جبال 
الأطلس الأعلى. وكان صاحب الدعوة محمد بن عبدالله بن تومرت وأطلق عليه الإمام المهدى 
وقام بسوس وكان من قبيلة تسمى هرغة وقومه يعرفونه بأيمرغين وهم الشرفاء بلسان 
المكسامنة ويقال أن لهس كن توهرت تسب متصل بالحسن ين الحسن بن علن بن أبن طالب 
(7*) وكان قد رحل إلى المشرق فى ١.5ه‏ فى طلب العلم وانتهى إلى بغداد ثم ذهب إلى 
الاسكندرية ثم رحل إلي صلالة وأدعى أنه المهسدى المعلوم: وكان على مذهب أبى الحسن ٍ 
الأشعرى وكان يبطن شيئا من التشيع لكنه لم يظهر للعامة شيئاء ودعا المرايطين إلى الآمر ْ 
بالمعروف والنهى عن المنكر وإزالة البدع , والاقرار بالامام المهدى المعصوم وإلا قاتلهم , وأمر 
على الحسين عبد المؤمن بن على وقال أنتم المأمنون وهذا أميركم فاستحق لقب أمير المؤمنين 
فى ذلك الوقت39). 
وفان يتشتده فق آزاقة رامن تقون الناس المخالفين بالنعال وسعف النخيل متشبها 
بالصحابة» وعبد المؤمن هو عبد المؤمن بن على بن علوى الكومى نسبه إلى قبيلة كونيه وأحياتا ا 
يطلق عليها كوميه تقع على ساحل البحر بالقرب من مدنية تلمسان وقومه يقال لهم بنو مجبر 
ونسب نفسه إلى قيس بن عيلان بن مضر بن مزار بنى معد بن عدنان ٠‏ ولقد دخل فى دعوتهم 























]أ.00.135// :مط 





حل 
كثير من أعيان المغرب والأندلس دخل فى دعوتهم كالجزيرة الخضراء ورنده وأشبيلية وقرطبة 
وغرناطة ثم خرج عبد المؤمن إلى الأندلس , واستمر أبناؤه وأحفاده على سنته بالأمر بالكتاب 
والسنة فى أيامه وانقطع علم الفروع وما حققه الفقهاء وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن رفع 
ما فيها من حديث رستول الله معطل مالك واحزق متها جملة فى سائر الباذن كدونة سعتون 
وكتاب ابن ماجه ونحوها ‏ ويذكر عبد الواحد المراكشى أنه كان يؤتى منها بالأحمال فتوضع 
ويطلق فيها النار. وتقدم الناس فى ترك الاشتغال بعلم الرأى والخوض فى شئ منه , وتوعد 
ذلك بالعقوية الشديدة وطلب بجمع المصنفات العشرة الصحيحين والترمذى والموطأ ومسند أبى 
داود والنسائى ومسند ابن أبى وسنن ابن ماجة وسنن البيهقي. 

على نحو الأحاديث التى جمعها بن تومرت فى الطهارة وجمعوا ما أمرهم بجمعه فكان 
يمليه بنفسه على الناس ويئخذهم بحفظه واتتشر هذا المجموع فى جميع المغرب وحفظه الناس 
من العوام والخاصة ؛ وكان هدفه محو مذهب مالك وإزالته من المغرب وحمل الثاس على 
الظاهر من القرآن والحديث . 

السياسة المتشددة التى انتهجها الموحدون تنبع من الاخطار التى أحاطت بالمسلمين فى 
الاندلس وفى الخطر يكون اللجوء الدينى ويظهر التشدد. 

وهم كالمرابطين لم يصب تشددهم وتعصبهم فئة معينة بل كل من خالفهم نسبوه على أتباع 
المذهب المالكى والذى سبق أن فرضه المرابطون . ووصل تشددهم إلى جميع المسلمين الذين 
يخالفون فكرهم- فلقد تعرض عدد من المفكرين للاضطهاد كالفيلسوف الوليد بن رشد الذى 
تعرض لمحنة شديدة بسبب كتاب الحيوان لأرسطوطاليس الذى هذبه ويسط أغراضه وزاد ما 
رأه؛ وتم إبعاده وإبعاد كل من يتكلم فى الفلسفة . وكتبت الكتب فى البلاد بترك هذه العلوم 
وأمر باحراق كتب الفلسفة كلها إلا ما كان من الطب والحساب وما يتصل به من علم النجوم , 
ولكن لما رجع أبو يوسف إلى مراكش نع ذلك وجنح إلى علم الفلسفة وأرسل يستدعى الوليد 
بن رشد من الأندلس لمراكش للإحسان إليه؟؟). 

فالشدة كانت طابعهم ضد مخالفيهم من المسلمين وبالتالى فإن اليهود والمسيحيين تعرضوا 
للاضطهاد وأجبروا على اعتناق الاسلاء(*"). 

ولم يكن هذا الموقف نتيجة ثورة غضب أو نتيجة الاستيلاء على المدن التى كان أهل الذمة 
يمثلون نسبة ضئيلة من سكانها ولكنها تتفق وروح الموحدين . ويقول أحد المؤرخين إن 





ا 
[أأ.مطط.طم كما // :مقط 
/ 





17 ظ 
المسلمين المناؤين للمهدى يعتبرون كفرة مارقين . وكما ذكر دان كوهين أن الخوف من 
الاستيلاء المسيحى دفع الموحدين بالاتجاه لسياسة التشدد الضيقة تجاه الجميع 1). 


وزاد اليهود الأمر سومًا عند تحالفهم مع أعداء المرابطين ثم الموحدين فقد وقفوا إلى جانب 











النصارى فى إسبانيا كما حدث فى موقعة الزلاقة . وحملة الفونسو الأراجونى وعملوا جاهدين ا 
لمساعدة أعداء الموحدين مثل الذى فعلوه من تأييد لابن همشك فى منازلة غرناطة لاه56 / ظ 
ام ١‏ ْ 

ومن الظلم للموحدين أن يحملوا هجرة أهل الذمة واليهود منهم بصفة خاصة. فالهجرة 2 2 ْ 
اليهودية إلى الشرق بدأت منذ مطلع القرن الخامس / الحادى عشر على الرغم من موقف بنى ا 


حماد المتسامح مع النصارىء وهكذا يتضح أن موقف الموحدين لم يكن إلا عاملاً مساعدًا فى 
استمرار الهجرة . فقد كان هناك تيار هجرة إلى الدولة الفاطمية حيث فرص الثراء والحياة 
الرغدة التى جذبت اليهود إلى الشرق الاسلامى والى مصر خاصة. 














غ]أ.35ط. مما // :مط 


١14 


هوامش الفصل الثانى 
-١‏ الدولة اليهودية فى اليمن كانت متهوده والخزر كانوا متهودين فالدولتان لشعوب لاتمت فى الحقيقة إلى 
الاصول اليهودية وفقا لليهودية الكلاسيكية. 


نه . 48-49 ,م وطهمة لسة 165 : ص1 زه 





3 . عأممعم تلدتباع1 عطا أه بماونط ذخ (كنة]/3) قتامعىء11 ,عتقالا عل مم4 


غ- عقمناك ماعطا 0 تعتتنا 121611 هنه؟؟ قأطهعة 01 63[ عط 01 برماونة1 4 (معل:ه0) بإطبوعلز 
. سهاذا ععلمنا 


ه- ابن هشام السيرة النبوية تحقيق طه عبد الرؤوف ٠‏ بيروت . ١910‏ . 

1- اسرائيل ولفنسون : تاريخ اليهود فى بلاد العرب صة؟١‏ . 

1- اسرائيل ولفنسون , نقس المرجع ص/؟١‏ . 

8- انظر ابن هشام : السيرة. 

4- انظر البلاذرى : فتوح البلدان . 

1 95 .م , 81 /1717لا 


نه ابن هشام 0 اج صه . 
-١‏ سورة النساء من الآبة 5 اه 


65 اين هشام ج7. ص8١‏ ؛ أبن خلدون : تاريخ ابن خلدون المسمى كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر, 
ديروت : 1١567‏ ص+؟ ار ٠.‏ 


]35.1 ط.طم)م»ا// :مط 


1 
ابن هشام : ج7 : ص84١؟‏ . 
- أحمد سوسه : ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق . بقداد 159148 , ص97١‏ . 
؟- انظر: 306 .2660 :ضاء)001 
77- بنيامين التطيلى: رحلة بنيامين ترجمة عزرا حداد , بغداد . ه984١‏ 2 ص؟]١‏ . 
78- رحلة فارتيمان » صسن5؛ . 
ه"- 1937 . مملدمآ : دمهقاذآ لدلاعتلء11 4ه ء]ئ! لمعنانامم لسة عتدسمدمعظ عط وبع[ : أعطعوا1 
711 ,صم 
1- انظر الاصفهانى : الاغانى ج١١‏ ص١‏ ؛ ترتون : أهل الذمة فى الاسلام , القاهرة . 15414, 
ص/"١‏ . 
07”- بالنسية لليهود والعراق كتاب 180[ وباء[ عطا :مدكازت1 تستووذلط 
4 ادم متز : تاريخ الحضارة الإسلامية ص١٠‏ فى القرن الرابع الهجرى ترجمة عبد الهادى ابوريده 
عن 
-٠‏ ادم متز: المضارة الاسلامية . ص١8‏ . 
١‏ المقريزى : السلوك ج١.‏ صر737/86 ؛ أبو المحاسن ج؟. صه؛ ؛ تريتون » ص١٠٠‏ . 
77- القفطى : أخبار العلماء باخبار المكماء صر؛ "١‏ ؛ ابن أبى أصيبعة : طبقات الاخبار » ص77١‏ . 
مسكويه : تجارب الأمم ج” . ص7 . 
77- القفطى, ص١7‏ ؛ توفيق سلطان اليوذبكى: تاريخ أهل الذمة فى العراق» الرياضء ,١547‏ 
صلاة” . 
غ؟- أنظر القفطى, ص١٠‏ واليوزبكى تفاصيل الاسماء اليهودية فى مجالات الطب والعلم . كذلك سليم 
شعشوع : العصر الذهبى صفحات من التعاون اليهودى العربى فى الأندلس ص0؟١‏ إلى ص7١"‏ . 
ه- جدع جلادى ص١”‏ . 
1 بنيامين: رحلة بنيامين ص/7١‏ . 
/ا- جدع جلادى , ص١7‏ . 
4 اين القوطى: الحوادث الجامعة تحقيق مصطفى جواد بعد ١97”‏ , ضصس59؟ . 
9 بنيامين التطيلى . ص/ا7١‏ - 778 . 


قت ْ . 97.م ماعتطعماء8 : عللم 


]00.135.1// :مط 























١ع-‏ . 13ت أناة قناء2025 2805 تتفقسطم ]0 عاعتدمعدكت 1 
- . 13 يأك .م0: سسمابز 
8- الكندى : الولاة والقضاة. 

5- أبى صالح الارمنى : تاريخ الشيخ أيوصالح الارمنى ص47 . 

ه- مارك كوهين : المجتمع ص١ 7١٠‏ . 

5- المقريزى الخطط ج”؛ مره . 

/اغ- . 16-17 .م , أك .م0 : سمدالة 
ب4ع- ققتسطم أله عاأعندمعتك عط 1" 
- السيوطى : حسن المحاضرة ص١7‏ . 

.- المؤرخ عاش عقب سقوط دولة بنى حماد التى انفصلت عن بنى زيرى -4٠0‏ ها. 


١ه-‏ . 82 .م وطهعة لصة وبرعز مأعائه6 


3 1 . 7.32 بأك .م0 , مصقاة 
0 17ه- المقريزى الخطط ج؟, صره . 


الجودريه حارة فى القاهرة عرفت بالطائفة الجودرية إحدى طوائف العسكر أيام الحاكم بأمر الله على ما 
ذكره المسجي». 

4ه- الانطاكى : الكتاب المعروف بصلة تاريخ أوتيخًا تاليف يحيى بن سعد الانطاكى تحقيق عمر عبد 
السلام لبنان 1945 ,ص08 . 

هه- المقريزى: اتعاظ الحنفا ج؟» ص5ه . 

1و- . 154 ,م ممشتعءدك2 : معطم عأندالة 

/ام- . 435-5 .م راك , 02 , مدال 

4-- الانطاكى : تاريخ المعروف بصلة تاريخ اوتيخا تاليف يحيى بن سعيد بن يحى الانطاكى تحقيق عمر 
عبد السلام لبنان» 195 ,ص١ 3١‏ . 

8- . 79 .م : أعطعواط 


٠. ١١ وكتب بتاريخ 800-167 / ءام ص>؟‎ ٠١١7 - رحلة ناصر خسرى 155ه‎ ٠ 





غ]أ.35ط. مما // :مط 


١7١ 
.م بأك .م0 , سمةا/ة‎ 8183 . 1 





ا . 204 .م , سقط للن5 , 76-77 مسقا ,81 .م , اعطعفاط 
1 . 76-77 .0 مأك .00 مسدكلة 


*”مقطعصهءة لهءنعهأمعط1”“ طوتوع1 عطا كه لمدعناه1 عط 4ه صهنماء00116) : 4121 وثيقة فى 


. لجنيزة غير مؤرخة‎ ١ 





م1 .375 .م .1 أملاعء1 : مسدلا ْ 





1 . 557 .م ستادعلةط : 611 عطؤمكية 
/اك- . 77-88 اعطءماظ - 55 .م : 011 عطومالة ظ 
4- تريتون : أهل الذمة ص/717١‏ . ا 
8- . 16 .م , سعطه0 عاتماة ظ 
- اسرائيل ولفنسون . ص6١‏ . 1ْ 
-١‏ اسرائيل ولفنسون : موسى بن ميمون ص27 . 1 
”"لا- ابن أبى أصيبعة : عيون الأنباء ص؟7 . ١‏ 
/ا- ابن العيرى : ص7 1١‏ . 

. 3١١ , 7١١ القغطى: ص‎ - 

0- المقريزى : الخطط ذكر جميع المعابد اليهودية فى مصر ج7. ص5" , 1389 . 
المقريزى , السلوك ج7. ص477 . 


/ا- ابى اياس الحنفى : بدائع الزهور فى وقائع الدهور , الجزء الثانى من 877-4١0‏ , الهيئة العامة 





ا - . 135 ماعط عدو1 :ع1لم4 
2 . 151-156تمدمء"! نتطء ئراط : عللمف 
١م-‏ . 172 تسساأعطع كا : عللةق 
4 5 .159-148 .م ,تسنااعطوعا! : ءللم ٍ 


7- عن التسامح انظر : .م متعطقصة!! .2 ص8 تسباالسطةل!ة . 153 معدت غه نطكء 1ل 4016 








]أ.00.135// :مط 








الأأأ.كهط.طماما//:ملام 


١7 


148 

44- جورج مارسيه : بلاد المغرب وعلاقتها بالشرق الاسلامى فى العصور الوسطى ترجمة محمود هيكل 
ص 51-5 , 

46- انظر ابن خلدون : ج35 ص١٠‏ . 

عبد الواحد المراكشى : المعجب فى تلخيص أخبار المغرب تحقيق محمد زينهم ص١٠١‏ : 

41- هنرى بيريس : الشعر الاندلسى فى عصر الطوائف ترجمة طاهر مكى » ص١‏ 1” : 

/41- البيان المغرب ج؟. صرة؟ . 

م- عبد الواحد المراكشى ص١١١‏ . 

44- بوزى : 7117-1617 . 

- دوزى : ص77217 . 

.م١155١ جميس مونرى : وثيقة اندلسية عن سقوط غرناطة ترجمة عبدالله الشرقاوى بيروت‎ -١ 

7- جورج مارسيه ص١؟‏ . 

45- عبد الواهد المراكشى : ص٠0١١‏ . 

47- عبد الواحهد المراكشى ص؛؟ : 

- عز الدين أحمد موسى: النشاط الاقتصادى فى المغرب الاسلامى شلال القرن السادس الهجرى 
صة١ا١ا.‏ 


- . 111505 وبجع[ أه قلاخ : سعطه0 هدنا 








الفْصل الثالث 
دعاوى اللاصطهاد على المستوى الشعبى : 


موفم الئاس 

أشار المؤرخون اليهود إلى تعصب شعبى يعبر عن نفسه ويصب جام غضبه على أهل 
النمة ومنشآتهم الدينية ويتعمد إهانتهم على المستوى الفكرى والدينى ويمتد إلى الاساءة 
البدنية. إذا اتيحت لهم الفرصة فى ذلك. 

ولقد سبق أن عرضت لما أكده المؤرخون اليهود من أنه لم يكن هناك جيتى بأى حال من 
الأحوال سواء فى المسكن أو العمل أو التجارة وهناك ممارسات تجارية مشتركة؛ وقد حمل 
اليهود أسماء وكنى إسلامية وكان من الصعب أحيانا التفريق فى الديانة بين اليهودى والمسلم 
من الاسم . ووفقًا لما أورده رحالتهم عوبدايا وماشلوم فقد أخنوا عادات إسلامية فى الطعام 
ولتم 

وذكر عدد من المؤرخين علاقات اجتماعية وزيارات متبادلة » وكان ابن ميمون الطبيب يتردد 
على فقهاء وعلماء المسلمين لعلاجهم , وقد دخل أطباء اليهود القصور والأكواخ الاسلامية على 

حد سواء المملوكة للأثرياء أو العامة وكان منهم موسقيون احيوا الحفلات ودخلوا قصور 

الحكام ومنازل الأهالى» وكان الموسيقى الذى استقبل زرياب المغنى المشهور عند وصوله إلى 
الجزيرة الخضراء يهوديًا يدعى منصور اليهودى. وكافة الحفلات التى أقامها المأمون فى 
طليطلة قام بإحيائها موسيقى يهودى وفرقته . 

والشريعة الاسلامية لم تحرم التعامل والزواج منهم, ولكن لم يمنع هذا من وجود تعحصب 
على مستوى العامة من اليهود ومن بعض المسلمين على حد سواء. وإن كان اليهود أكثر 
إفتعالاً للأزمات . وخاصة رجال الدين اليهود الذين حرضوا العامة اليهود وحثوهم على نبذ 
الآخر وتجنبه . 

فالتعصب موجود فى التاريخ القديم والوسيط والحديث وما زالت الأحزاب اليمينية اليهودية 
تلعب دورها فى إذكاء روح التعصب فى العصر الحديث . فالتعصب والمتعصبين يمكن 
تواجدهم في أى دينء ولكن هذا لم يكن السمة العامة عند عامة المسلمين بل كان استثناء 


سا ات 


]00.135.1// :مط 


























1 
مرتبطًا بوضع سياسى أو اقتصادى معين أو فتنة أو شائعة أو إثارة قد يكون وراعها يهود 
متعصبون أو عناصر تستغل الأوضاع. 
ويذكر «دافيد فاسرشتاين 1/2556151]618 102110 «أن الحظر على مشاركة اليهود فى 
الحياة العامة بسيط ٠‏ حتى أولتك الذين فاجموا الاسلام ومواقف النبى؛ لم ينلهم عقاب شديد, 
وأن المسلمين واليهود خاضعون لنفس القانون وأن وضع الصفوة الاسلامية كالصفوة اليهودية 
فى أسبانيا» .)١‏ اسرائيل شاحاك يرى أن اضطهاد عامة اليهود كان ينبع من حاخاماتهم 
الذين فرقوا بين اليهود بعضهم ويعض فى نفس الجالية ويقول أنه يعطى مثلاً واحدا » وهو 
شخصية صلاح الدين والتى تبعث فى عصره على الاحترام العميق؛ ولكنه مع هذا الاحترام؛ 
أنا لا أستطيع أن أنسى الامتيازات الزائدة التى منحها للجالية اليهودية ولابن ميمون رئيسها 
وقد أدى هذا إلى اضطهاد دينى مارسه الحاخامات ضد اليهود المعروفين بإنحدارهم من 
الكهنة القدامى الذين خدموا الهيكل وممنومون من زواج البفايا بل والمطلقات»: وكان هذا 
الحظر الآخير الذى سبب بعض الصعويات خلال الفوضى التى سادت فى ظل الحكم الفاطمى ١‏ 
فى الفترة من حوالى 70١1م-‏ 78١1م/‏ 177-070ده من قبل الكهنة وتزوجوا خلالها خلافًا . 
للقانون اليهودى من مطلقات يهوديات فى المحاكم الشرعية الاسلامية التى تمنحهم صلاحية 
عقد زواج غير المسله9('). 
والتسامح الذى أبداه صلاح الدين تجاه اليهود عند تسلمه السلطة مكن ابن ميمون من 
إصدار أمر للمحاكم الدينية الحاخامية فى مصر للقبض على جميع اليهود الذين عقدوا مثل 
هذه الزيجات الممنوعة وجلدهم حتى يوافقوا على تطليق زوجاتهم وبالمثل فى الامبراطورية ٠‏ 
العثمانية كانت سلطات المحاكم الدينية واسعة جدًا وبالتالى أكثر أذى لأبناء دينهم». ٍ 
نفس الأمر تكرر فى إسبانيا المسيحية فمنذ القرن الحادى عشر اضطهد اليهود القرائين ١‏ 
بنى جلدتهم حتى الموت حتى يتويوا والنساء اليهوديات اللواتى يعايشن غير اليهود تجدع | 
أنوفهن حتى يفقدن جمالهن» واليهود الذين يتواقحون ويهاجمون قاضيًا حاخاميًا » كانت تقطع 
أيديهم وكان الزناة يسجنون بعد التشهير بهم فى الحى اليهودى . فقد اعطى هنرى الثانى / 
1 م/ ١‏ ااه حاخامات قشتالة هذا الحق (), 





وفى الممالك الاسبانية المسيحية زاد نفوذ اليهود وخاصة فى عهد بدرو الأول والذى أعطاهم ١‏ 
حق إنشاء محاكم تفتيش للتحقيق مع اليهود المتمردين قبل مئة سنة من انشاء محاكم . 
التفتيش المقدسة الكاثوليكية الأكثر شهرة حوكم اليهود أنفسهم فيها. ٍ 


غ]أ.35ط. مما // :مط 


6 

هذا نص لكاتب يهودى اسرائيلى يؤكد أن ظلم اليهود جاء من بين أبناء دينهم والحاخامات 
بوجه خاص وهم الذين أحالوا حياة العامة من اليهود إلى شقاء واستغلوهم. 

وهناك حالة توضح كيف أن اليهود أنفسهم كانوا وراء إثارة العامة ضدهم . وإذا طبقنا 
نفس منظور «مارك كوهين» أن الاضطهاد هو المساس بعقيدة الآخر وتحقيرها » فإن ما فعله 
اليهودى «ابن كمونة» هو اضطهاد فعلى ضد مشاعر عامة المسلمين بما كتبه عن دينهم وتبيهم 
رغم ما تمتع به من تسامح ومكانة متميزة عند الادارة الإسلامية فى بغداد عاصمة الخلافة 
وعلماء المسلمينء وقربه من الأمراء وتمتعه بحمايتهم. 

وابن كمونة هو «سعيد بن منصور بن كمونة» اليهودى الذى عاش فى القرن السابع 
البجرى ووردت ترجمة له فى ابن القوطى(؛) وفى كشف الظنون قيل أنه كان عادًا بالقواعد 
الحكيمة والقوانين المنطقية مبررًا فى الفنون والآداب وعيون الكتب الرياضية والحساب, ولقد 
دعاه إليه الأمير «يوسف الدين سنجر الضحكء» فقد اطلع على مؤلفاته » رجل كرمته المراجع 
والمؤرخون المسلمين كذلك وكرمه الأمراء ودعوه لقصورهم ومع ذلك أهان دينهم ونبيهم . 

والكتاب الذى أساء فيه إلى الإسلام هو كتاب تحقيق ما للملل الثلاث اليهودية والمسيحية 
والإسلام , والكتاب يقع فى أربعة فصول . فصل تحدث فيه المؤلف عن النبوات؛ والفصل 
الثانى عن عقيدته اليهودية ودافع فيه عن اليهودية والفصل الثالث خاص بالمسيحية والفصل 
الرابع عن الإسلام وكما ذكر الناشر للكتاب د. عبد العظيم ابراهيم أن ابن كمونة ارتدى وهو 
يتحدث عنه اليهودية والمسيحية ثوب المحامى العام. 

وقد ركز ابن كمونة فى حديثه عن الاسلام على محور واحد ومكون من ستة دعائم أما 
المحور فهو ثبوت نبوة محمد أو عدم ثبوتها أما الدعائم فهى دلائل ستة قال أن المسلمين 
يستدلون بها على نبوة محمد ثم راح يذكرها بالتفصيل وينقدها واحدًا تلو الآخر("). 

ويدعى أن نبوة محمد غير ثابتة ما دامت أدلتها محل نزاع . وهدفه أن يثير الشكوك حول 
نبوة النبى . ولقد أشار أن بعض كتاب الوحى قد ارتدوا لما وجدوا أن النبى يزيد فى القرآن 
. عند تنزيله وأشار إلى عبدالله بن سعد بن ابى السرح كاحد المرتدين ويكذب أقواله أن عثمان 
بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين ولى أمر مصر بعد عمرو لعبدالله بن أبى السرحء وكيف يمكن 
أن يتحقق هذا أو يتولى ولاية كمصر إذ كان كما ذكر ابن كمونة مرتدًا؟! 

وكذلك طعن فى القرآن وصدقه وذكر أنه محرف وأن محمدًا عليه السلام لم يأت بمعجزات» 

وأنه كان يصيغ بعض الوعود صياغة خاصة على أنها وعد تحسبا لما سيكون» فإذا تحققت 





]00.135.1ا// :مط 


2 


و وا و ا ا ان ا 

















١5 
أوهم الناس أنه قد وعد بها «ثم يطعن فى صدق الآيات «يقال أن اليهود حرفوا هذين الكتابين»‎ 
ولكن نقول أن هذين الكتابين كانا مشهورين فى المشارق والمغارب » ومثل هذا بما لايتطرق‎ 
التحريف إليه كما فى القرآن ثم يعمد بعد ذلك إلى الإساءة إلى شخص النبى باتهامه بأنه‎ 
استمتع بمباهج الدنيا ونكح النساء من غير حد وأجبر زيد على طلاق زينب ليتزوجها » وكان‎ 
يخرج بسراياه لمجرد نهب الأموال من الكفار والاستيلاء على تجارتهم واستبد بالحكم().‎ 

وهذا جزء بسيط من التجريح الذى مس شخص النبى والقرآن والدين الاسلامى والرجل 
يعيش فى ظل الدولة الاسلامية التى تعمد الإساءة لدينها. 

وكان من الطبيعى أن تحدث ثورة شعبية بعد أن أساء إلى المسلمين عامة فى اقدس 
مقدساتهم وفى عقيدتهم وهى يعيش فى عاصمة الخلافة والخليفة من سلالة النبى الذى يجرحه 
ويطعنه فى نبوته. 

وذكر القوطى أنه تعرض لذكر النبوات » فثار العوام وهاجوا واجتمعوا على داره وأرادوا 
القبض عليه فخرج شحنة العراق . وجماعة من الحكام إلى المدرسة المستنصرية واستدعوا 
قاضى القضاة والمدرسين للتحقيق وطلبوا ابن كمونة الذى سارع بالاختفاء وكان ذلك فى يوم 
الجمعة وما ركب قاضى القضاة للصلاة منعه العوام فعاد إلى المدرسة المستنصرية فخرج 
إليهم «واسمعوه قبيح الكلام ونسبوا التعصب لابن كمونة فأمر الشحنة لتسكين العامة بالنداء 
فى بغداد بالمباكرة فى الغد إلى ظاهر السوق لاحراق ابن كمونة فسكن العوام » ولم يعدله بعد . 
ذلك ذكرء أما ابن كمونة فإنه وضع فى صندوق مجلد وحمل إلى الحلة سرا حيث يعيش ابنه 
هناك وكان يعمل كاتبًا. 

هل من الممكن أن نتصور تسامحا أكثر من هذا؛ رجل يهودى سب النبى والقرآن والدين 
الإسلامى فى عاصمة الخلافة وسط جموع المسلمين وتقوم الادارة الحاكمة بتهريبه وارساله 
سالًا. 

وابن كمونة كان المسئول عن إثارة العامة بما كتبه وأذاعه من تهم صريحة ضد الدين . 
هذا أحد الأمثلة التى تنسب إلى اليهود وتسبيت فى إثارة الشعور ضضدهم فى الوسط 
الاسلامى الذين يعيشون بين ظهرانيه . 

بل أن الادارة سعت لتقديمه لمحاكمة عادلة ليبرر موقفه ولكنه لم يحضر ويدافع عما كتب 


ومع ذلك حمته الادارة فى بغداد. 


غ]أ.35ط. مما // :مط 











١١ 

ويؤكد هذا الأمر ما كتبه الرحالة بتاخيا «عن تسامح عامة المسلمين وعن وجود معبر بناه 
ابراهيم عليه السلام عند الخليل وله حديقة هذه الحديقة يحرسها حارس غير يهودى ادخله 
إليها وذكر أنه اعتاد آن يعامل اليهود معاملة طيبه, هذا فضلا عما قاله رحالة آخرون عن 
تبادل الزيارات بين مسلمين ويهود ومشاركتهم فى احتفالاتهم » وما كان يقوم به المسلمون 
وفقًا لما ذكره الرحالة عند قبور الأنبياء من توزيع الطعام والشراب دون نظر للدين . 

أما الحادثة التى ركز عليها أغلب المؤرخين «كاشتور ومارك كوهين.. الخ» واعتبروها 
تصويرا حقيقيًا للتعصب , فهى حادثة مقتل يوسف ابن النغريلة على يد العامة . واعتبروها 
رمرًا للتعصب الاسلامى المعادى وسنجد أنها كحادثة ابن كمونة كان يوسف بن النفريلة هو 
المسئول عن تلك الثورة الشعبية التى أودت بحياته نتيجة سلوكه وتصرفاته . ويوسف ابن 
النغريلة هو وزير حبوس حاكم غرناطة: وابن صموئيل بن نفريلة . ولقد اختلف المؤرخون هل 
هو صموئيل أو يوسف ولكنه فى الفالب هو يوسف وليس صموئيل الذى وصفه بعض الكتاب 
بإنه كان ذكيا كيسًا فى المعاملة؛ أما يوسف فقد ألف وكتب تهجم على الدين الإسلامى مما 
جعل الإمام ابن حزم يقوم بالرد عليه فى كتابه «الرد على ابن النغريله» والتى حققها د.إحسان 
عباس. 

بالإضافة إلى أنه اتصف بالصلف والغرور سواء تجاه المسلمين أو اليهود والإساءة إلى 
المسلمين . ومحاولة التآمر على الدولة التى رفعته إلى أعلى المناصب , وأعطته العزة والمكانة » 
وسعى مع أعدائها للقضاء عليهاء وتعيين اليهود فى المناصب ,» وعزل المسلمين ومما أثار موجة 
من الغضب أدت إلى إشعال ثورة عليه, لتلاعبه بالمقدسات , والإساءة إلى المسلمين وإلى الدولة 
التى احتضنته هو وأباه . 

ولقد أبدت دول الطوائف فى غالبيتها احترامًا لحقوق اليهود الاجتماعية والإنسانية 
والضرب على يد من يمس بها. 

فلقد أورد «ابن بسام» فى كتاب «الذخيرة» أن عبدالله بن سلام صاحب مدينة اشبيلية أمر 
بحبس رجل مسلم من اشبيلية اعتدى على رجل يهودى فى سوق اشبيلية . ويذكر ابن 
عبدون”) فى رسالة أوردها المقرى «إن اتصال المسلمين باليهود سار أمرًا مالوفًا فى الاسواق 
وكل المرافق الاجتماعية كالحمام وغيره . 

وقد وصل التسامح لاقصاه فى اشبيلية فلقد ذكر ابن حيان أنه فى عام 455ه /ر ٠7١١م‏ 
فى يوم الاثنين 17 من ذى الحجة حدث هيجان كبير فى اشبيلية لآن يهوديًا سب الشريعة » 


]أ.00.135// :مط 

















> 
وأثار ذلك غضب أحد المسلمين فبطش به فى وسط السوق وجرحه وأثار العامة فتدخل صاحب 
المدينة عبدالله بن سلام وقبض على المسلم واعتقله فكان لعامة الناس فى حبسه كلام واتكار 
ولم يهدأ الأمر ولم يستقر النظام إلا بعد تدخل سراج الدولة بن المعتضد وابن زيدون 
الشاعر(؟). 

والمقصود من إيراد هذه الأحداث هو إثبات أن الشعور لدى عامة الشعب والادارة 
الحكومية لم يكن معاديًا لليهود وأن اليهود عادة كانوا هم البادئين بالإساءة فحادثة اشبيلية 
تثبت «مدى التسامح . ورغم هذه الروح العامة فإن من وصل إلى منصب كبير منهم لم يراع 
ما أنعم الله به عليه كابن نفريلة. 

وموضوع ابن نغريلة تناولته كثير من المصادر أهمها مذكرات الأمير عبدالله » آخر ملوك» 
بنى زيرى فى غرناطة وابن حزم الذى رد على ابن النغريلة(١')‏ وكتب عنه ابن بسام وسعيد » 
وصاعدٌ وآخرون. وصموئيل والد يوسف واسمه صموئيل يوسف اللاوى بن نغريله واشتهر 
أيضمًا فى كثير من المصادر العبرية باسم صموئيل ناجد وذكرته بعض المصادر العربية باسم 
اسماعيل يوسف بن نغريلة وكنيته أب إبراهيم وكلمة النغرال كانت تعنى الرجل الأسود ولقد 


شاع بين عرب الأندلس والمصادر أحيانًا تذكره ابن نغرالة وأحيانًا تصحفه إلى غزال فى 
طبقات صاعد وآخرون١),‏ 


وتجمع معظم المصادر العبرية على أنه ولد فى قرطبة عام 7ه / 1957م فى عصر ملوك 
الشزائف وتفتلف المصادر التى ترجمت له فى تاريخ وفاته فيذكر المؤرخ اليهودى إبراهيم بن 
داود فى كتابه القبالة أنه توفى /ا585ع / 68١٠م‏ . 

وليفى بروفنسال يذكر أنه توفى عام 4144ه - 1١١٠م‏ ويذكر ساسون فى مقدمة طبعته 
لديوان بن تهليم أن صموئيل توفى 444-.40ه / 01 4-10 ١1م‏ وطبقًا لابن حيان عاش 
4ه /7١٠م.‏ 

وهذه الفترة تصور الانحلال الاجتماعى والسياسى فى الأندلس قبل معركة الزلاقة ومدى 
التقدم الذى أحرزته ممالك الشمال المسيحية على حساب المسلمين » فالصراعات بين ملوك 
الطوائف باتت واضحة خلال النصف الأول من القرن الحادى عشر الميلادى وكان هناك عداء | 
بين الدولة الزيرية ودولة اشبيلية . وكان الصراع بين العنصر العريى والبريرى ٠‏ وكان والد 
صموئيل تاجرًا متوسط الحال انتقل من مارده عقب اندلاع عدة حروب وثورات واسنقر بقرطبة 
مسقط رأس صموئيل ثم فر من قرطبة 7ه - ١١17‏ م عقب نشوب الفتنة البربرية وكان 


غ]أ.35ط. مما // :مط 





حمل 

عمره آنذاك عشرين عامًا توجه إلى المرية ثم إلى مالقه وعمل فترة بالتجارة وكان له فى مالقة 
دكان يبيع العطور والمواد الغذائية . وكانت الطائفة اليهودية فى مالقة صغيرة وقوية لسيطرتها 
على التجارة والأعمال وعمق فى جباية الضرائب فترة فى بعض الأقاليم وعزل لوشاية أعدائه 
«وحسدونى من أجل مجدى وثروتى وداسونى كما تدوس العجلة». 

ولكن المصادر تبدأ بذكره منذ أن أصبح كاتبًا عند ابى العباس وزير حبوس ملك غرناطة 
ويقول ابن حزم عنه «اسماعيل بن نغريلة لم يكن اندلسى الأصل بل كان أهله من الطارئين 
على الأندلس وقد أخطأ سعيد فى قوله أنه من بين المشناهير بغرناطة فهو غريب على الأندلس 
وعن غرناطة لأنه نشأ بقرطبة واضطرته فتنة البربر ٠56م/‏ 775ه إلى الهجرة منها فسكن 
مالقة . حيث اتخذ له دكانًا وكان يدرس التلمود بقرطبة على يد الكاهن .. كما درس الأدب 
العربى وغميره حتى يتقن الكتابة العربية وتوصلت به الأحوال إلى أن أصبح كاتبًا عند ابن 
العباس وزير حبوس». 

وحبوس أحد أمراء بنى زيري «أسس الامارة فرع من بنى زيرى البربر الصنهاجية » وذلك 
بعد سقوط الخلافة الأموية بقرطبة». 

أما عن غرناطة فقد أقام بها العديد من اليهود حتى سميت غرناطة اليهود وحيث وجدوا 
هناك مجالا واسعا ويذكر الأمير عبدالله بن حبوس «كان إبراهيم اليهودى كاتبًا بين يدي أبى 
العباس كاتب حبوس وعندما توفى أبوالعباس المذكور وترك بنين أقام حبوس رحمه الله 


أكبرهم عوضنا عن أبيه واستعمله مكانه وكان فى الابن صبوة لايرتبط معها إلى خدم الرياسة 


فمكر بنا أبو ابراهيم!") . 

وقام صمويل بالايقا ع بابن ابى العباس عند حبوس حتى أصبح مقريًا له وكذلك تمكن عنده 
عندما أخبره بمؤامرة دبرت ضده وكان المتآمرون قد سعوا لديه على تدبير الأمر معه فأحضر 
حبوس واسمعه ما اتفق عليه المتأمرون عليه وادى هذا إلى ارتفاع مكانته (09). 

ويذكر الأمير عبدالله الدوافع وراء استخدامه لبنى النغريلة . «كان فى اليهود من الكيس 
والمواراة للناس ما طبق الزمان الذى كانوا فيه والقوم الذين يرمونهم . فاستعمل لذلك دون 
غيره وكان يرى من طلب بني عمه له ولأن هذا اليهودى ذمى لاتشره نفسه إلى ولاية ولا هرا 
أندلسى» فيبغى منه ادخال داخله مع غير جنسه من السلاطين ولاحتياجه إلى الأموال التى 
ورثها من عمه وليحارب بها ابن عمه , وليجار فيها أمر الملك ٠‏ لم يكن له بد من مثله أن يجمع 
له من الأموال ما يدرك معها الآمال ولم يكن له سلطة على مسلم فى حق ولا باطل ولأن الرعايا 




















1 
ا 
أ.00.25)»ا//:مااط 1 ظ 





١. 
أكثرهم هلك والعمال أيضًا كانوا يهودًا فكان يجبى منهم الأموال ويعطيه . فلا يلقى لظلماتهم‎ 
أى كلمة ويأخذ منهم أموالاً ويملا بها بيت المال».‎ 
فتحليل الأمير لاختيار ابن النغريلة مرجعه أنه يهودى لن تشره نفسه إلى الحكم ودوزى‎ 
يؤكد على ماقاله الأمير عبدالله ويذكر أن مما كان مالوفًا فى تلك الأيام أكون الوزير أدينا‎ 
كبيرًا حتى يصيغ الرسائل التى يبعث بها الأمير إلى غيره من الأمراء وكانت تكتب فى نثر‎ 
سيو ويأسلوب بالغ الروعة, وكان ملك غرناطة أشد القوم اهتماما بالكفاءات التى من هذا‎ 
القبيل . ويذكر دوزى أن حبّوس كان يظهر الميل إلى الأدباء على الرغم من أنه بربرى‎ 
صنهاجى كان يجيد العربية ومطلع على القرآن غزير العلم كثير العطف على الفقراء.‎ 
وهنرى بيريس يرجع أسباب اهتمام حبوس بأمر بن النغريلة لمهارته فى تدبير المال إلى‎ 
الأسرة المالكة . وكانت تتخبط شأن الكثيرين فى مشكلات مالية . وإن كان حاول ايراد أمور‎ 
تبدو بعيدة عن الواقع بأن ذكر أن هناك صلات سرية بينه وبين حبوس وربما كانت بنات عمه‎ 
1 .)١؟!ميرحلا أو قريباته جزء من‎ 
وواضح من كلام الأمير عبدالله أن هذا الافتراض لايمت للواقع بصلة , فهو فى الغالب‎ 
يعنى الأمر الذى حدث مع الفاطميين وعدم ثقتهم فى العرب والبربر ولاعتقادهم أن اليهود لن‎ 
يتطلعوا إلى سلطة ولوجود أعداد كبيرة من اليهود فى غرناطة . فيصبح من السهل على أى‎ . 
.)1١!لاومألا شخص من دينهم جمع‎ 
ولقد قلده حبّوس عددا من الوظائف فأدار الشئون الخارجية وكان وزيرا للحربية). امتد‎ 
نفوذه إلى جميع شئون الدولة وعين ناجد لليهود ولقد اختلفت المصادر حول تعيينه فى وظيفة‎ 
الوزير هل هى ١٠4ه- ١5١٠م أو بعدها يذكر أنه عين وزيرًا فى 16١4ه - 17١٠م ولقد كتب‎ 
: شعرا فى مشاركته فى قتال المرية‎ 
يقفا زاى أفنا ع ستاكتن ساحل اليكن‎ 
ووزيره الذى يدعى ابن عباس‎ 
سكن دح متنك وح ةا امتحستوير‎ 
كل أمر وصااحب كل مش كورة‎ 
ولأقوق كلهسسسفى وتتفسية قستراراكى‎ 


#تعوفيو انز امسق زوتت ان ارد ةنا 


]أ.00.135// :مط 





١ 

ولقد ازداد نفوذه عند باديس الذى خلف حبوس . وكان إسماعيل قد قدم خدمات لباديس 
أثناء إمارته فلم ينس له باديس هذا وجعله وزيرًا وأقامه على رأس جيش وشارك فى القتال 
لسنوات ضد أعداء الدولة الكثيرين مما دعم مكانته عند باديس . بعد وفاة حبوس ١47ه‏ / 
١٠م‏ ترك ولدين أكبرهما باديس والثانى بلقين فمال البربر وفريق من اليهود لاستخلاف 
الأخير وكان باديس يتمتع بتأييد العرب ويقية من اليهود بينهم صموئيل سعودى فى أن يؤول 
الحكم إلى باديس بن حبوس وكادت الفتنة تنشب بين الجانبين , لو لم يبادر بلقين بالتنازل 


د و ا وي در ع ا 


لي عي الو عو و كح الج اول و و يا 


لأخيه عن العرش من تلقاء نفسه وتبعه أتباعه فى ذلكء وهو الأمر الذى دعم من مكانة ابن 
النغريلة. 

ذكر ابن عذارى «أن باديس مين اسماعيل ابن النفريلة وزير أبيه وزيرًا له وكاتبًا على ٍ 
وزارته وكتابه وسائر أعماله ورفعه مما زاد من منزلته('') . ويقول ابن الخطيب!"') «استولى 
على دولة باديس كاتبه الاسرائيلى ابن نفريلة وذكر الأمير عبدالله فى مذكراته (كان فى زمانه ظ 
للمظفر أبيه وزيران ابن القروى أحدهما على والآخر عبدالله نشأ معه وكانا حضير له فى 1 
المكتبة وكان قائدى العسكر وإليها كان يرجع الرأى فى أمور الفتنة وكان أبو إبراهيم الشيخ 
مؤذنًا لهماء مستعيئًا بهما. 

كان لصموئيل ثلاثة أبناء وابنة واحدة؛ والأبناء هم يوسف ويهود والباسفء وقد اهتم بتعليم 
ابنه » فجمع إليه المعلمين والأدباء وأطلع علي الكتب وألحقه بوظيفة الكتابة وجعله فى خدمة 
بلقين بن باديس. وكان هدفه أن يجعل ابنه يحتل مكانته. 

ولقد بلغ أوج مجده فى عهد باديس 458 - 476ه / 75-1071١1م‏ وكان متميرًا فى 
اللغة العربية بدرجة أدت بابن حيان أن يشهد له بذلك التفوق قائلاً: «شفف باللسان العربى 
ونظر فيه وقرأ كتبه وطالع أصوله فأنطلقت يده ولسانه. وصار يكتب عنه وعن صاحبه بالعربية 
فيما احتاج إليه من فصول التمجيد لله تعالى والصلاة على رسوله صلي الله عله وسلم 
والتزكية للدين الاسلامى وذكر فضائله فمنها قرأ القرآن ليساعده فى حرفته فى الديوان وأجاد 
اللغة العربية» ولقد جمع بين سلطة السيف والعلم؛ ويؤكد ذلك قصائده التى نظمها أثناء وجوده 
فى ميدان القتال؛ وقبيل القتال أو فى أعقاب الانتصار على جيوش الأعداء ٠‏ وهى بمثابة تاريخ 
لعدارك الدولة الزدرية كمه جيتراتها وذلك كتلال تسفنة عشر عام ودر 
4--١١6١٠م‏ ولقد تأثر نطريقة شعراء العرب الأندلسيين ("). ولقد استاء عدد من الأهالى 
باستئتاره بالحكم مثل ابن يحر: 


ا 
أ 
ا 
5 
1 
2 





]00.135.1// :مط 


١ 
تحكمت اليهود على الفروجح وتاهت بالبقولويالسروج‎ 
وقامت دولة الأنذال فينا وصر الحكم فينا للعلوج‎ 
:)"( ولقد عبر أبو الأسحق الألبيرى عن سخط أهل غرناطة لزيادة عدد اليهود وحكمهم‎ 
ش وأنى حللت بغرناطة  ففكنت أراهم فيها عابثين‎ 
ولقد قسموهاوأعمالها فمنهم يكل مكان لعين‎ 
وهم يقبضون جباياتها وهميخصمون وهم يقيمون‎ 
وهم يلبسون رفيع الكسا وأنتم لاومضاعها لابسون‎ 
ويذكر ابن النغريلة فى قصيدته بن تلهيم كراهيته لابى جعفر أحمد بن موسى وزير‎ 
الحموديين بمالقه . ولقد وضع تحت رعايته كثيرًا من الشعراء اليهود مثل اسحق بن حلفون‎ 
ويوسف بن حسداى.‎ 
» ولقد تمادى أبى النغريلة فى غلوائه وتطاول على الإسلام وشرائعه واستهزأ بالمسلمين‎ 
وجاهر بإنه قادر على أنه ينظم القرأن فى أشعار وموشحات ليتغنى فى المجالس والأسواق‎ 
: ومن شعره بالعربية عن القرآن‎ 
نقشت فى الحدا أسطر من كتابالله مسوزون ظ‎ 
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحخحبون‎ 
والبيت الثانى نظم للآية الواحدة والتسعين من سورة آل عمران وأقد هاجمه ابن جبرول‎ 
: اليهودى بقوله‎ 
قل للرئيس الذى علا وتكبر وتجسد فيك ومنك نشا‎ 
علي كاعحتمدت فتخيب أمالى فيك‎ 
: ومدحه شعراء عرب أمثال المنفتل «عبد العزيز بن خيره»‎ 
هذا ابن يوسف الذى ورثالفضائل فواصل‎ 
شرف الزمان بمثله شرفالأسنة بالنواصل‎ 
ولقد مدحه أيضًا بأنه مثوى السماح والضيف ورحلة الشتاء والصيف حامى لعبيد المضمار‎ 
ولايظلم فقيراء يحافظ على صلاته-حفيظ لصلاته ويحن إلى البذل حنين الغريب إلى الأهل(؛").‎ 





]00.135.1// :مط 





يفيل 
كما امتدحه الشاعر العريى الأحفش بن ميمون الفندامى «المكنى بابن الفراء ويقول فيه : 
1ؤ1 شنم قل تدوع شواء فقن . ...ملعا كشو لمن لاه قن سن 

ويلاحظ أن هناك فرقًا واضحا بين صموئيل «اسماعيل» وابنه يوسف أكد عليه المؤرخون 
فهنرى بيريس يرى أن صموئيل كان متواضعا وهادنًا وطيبًا وجاء ابنه يوسف على النقيض 
منه متكبرًا ومتعجرفًا ولقد دفعته الثروة الطائلة التى جمعها والده وزادها هو نفسه إلى أن 
يضمر طموحا أكبر يتمثل فى الرغبة فى السيطرة على الأمر إلي أن يصبح أميرًا بدوره(:؟) 
وأشار المؤرخون العرب لمحاولة يوسف إزاحة باديس وإحلال المعتصم بدلاً منه ليصبح ملكا 
على غرناطة ويصبح هو ملكًا على المرية. 

«فعل كل ما فى وسعه ليدفع باديس لحياة الفسق والفجور ولم يكتفى بذلك وكان أنصاره 
يشغلون كل المناصب فى القصر وهى دون شك اللحظة التى هرب فيها كل الشعراء والأدباء 
العرب من غرناطة لاخوفًا من باديس وإنما لآن يوسف قد خشى أن يفضحوه وأصدر حكمه 
بنفيهم ووقع باديس الأحكام . و«كان صاحب الأمير يهودى اعتنق الإسلام واتخذ كاتيًا له من 
الأندلس يسمى أبى الحسن» . 

ويذكر بيريس أن الشاعر ابن الفراء «واسمه الحقيقى الأحفش بن ميمون» هذا المتماق 
الوضيع لم يكن يبعث فى نفوس عرب المملكة ولا فى بريرها إلا التعصب ويكرر دوزى نفس 
الأمر بالنسبة لصموئيل بأنه لم يكن عنده ما عند أرباب النعمة الجديدة من التعاظم والغطرسة 
والزهو الأحمق . وقد يلغ صموئيل من المكانة عن استحقاق نتيجة لصحبه وللطف المعشر 
وقربه من النفوس ويعده التام عن التعالىي9). 

رغم أن يوسف كان مثقفًا ولكنه كان بخلاف أبيه لا يذعن إلى كنفه وهو فى مكانته السامية 
هذهء بل كان يطلع على الناس في زهو الأمير وخيلائه » فإن خرج فى رفقة باديس وكل منهما 
على جواده لم ير الناس فارقًا بين لباس الملك ولباس وزيره . والواقع أنه كان للوزير يوسف 
من السلطات فوق ما كان للحاكم ذاته الذى لم يكن ليصحوا أبدًا من سكره. 

ولقد عمد يوسف إلى إحاطة باديس بالعيون الذين ينقلون إليه كل ما يبدو من مولاه من 
قول صغر هذا القول أو كبرء ولقد نهج هذا النهج ليظل مسيطرا على باديس كما يذكر الأمير 
عبدالله «فلما توفى أبى إبراهيم وترك ابنه وزيراً » وورث لإبنه أموالاً كثيرة ووصاه بأن يسعى 
فى طلب الوزارة عند استقامة الدوئة للرئيس » وعرض عليه الأبواب التى منها يكون حتف كل 
واحد منهمء لما كان بأيديهم فى البلاد واستتثارهم بالجبايات » ويذكر كيف تحايل على الوزير 


]00.135.1// :مط 
































ول 
على وأقنعه بأن يوليه مكانة أبيه ويذل له الأموال لأن باديس كان لايرغب فى توليته فى البداية, 
فأعطاه الجبايات وقدمه على العمال». ولقد سعى ضد الوزير لدى باديس مما أدى إلى غضيه 
عليهء وأخذه إقطاعات سبق أن ضمها لأخيه("')., ويذكر الأمير أنه دس لابنه سيف الدين بلقين 
لأنه كان يرغب فى التخلص من يوسف ويذكر أنه سقاه سما » ودوزى يرى أن يوسف لم يكن 
له فى اليهودية إلا اسمها وزعم الناس أنه لايؤمن بملة آبائه ولابغيرها من الملل ولايكترث بأى 
دين من الأديان. ش 

وإذا لم يكن هاجم الموسوية جهارًا فقد هاجم الإسلام وصرح باستحالة مطابقته للعمل, 
ولم يسلم القرآن من نقده . ولقد اختلف المؤرخون فيمن كتب هذا التعدى على الإسلام فنسبه 
النعضن لابسفاعيل واليسفن لوسك ولكن امريجح آنه لتوسف: 

ويك شان هران أنه هتاك كلظ مديما قن يعشن اسان مكل التخيرة ونقم الطين ١‏ 
والبيان المغرب ومغرب ابن سعيد بجعل المقتول هو اسماعيل وجعل الوزير الأول أياه ويسميه 
يوس ويذكر ابن أسفيدا أن للمقتول استماعيل ابد اعدمه يوسف كان صغين حن ققل أبوه ١.‏ 
وهذا كله يصححه كتاب التبيان للأمير عبدالله لأن مؤلفه هو حفيد باديس نفسه . ظ 

وكانت من الأسباب التى مكنت له كبر سن باديس وانشغاله بالشراب واختلاف النساء فى 
القصر حول من يقدم للإمارة بعد باديس وتوصل يوسف إليه بأسباب الخدمة وعمله مع أناس 
قليلى التجارب مثل ابن القروى وبلقينى وأشباههم , وحرصا على سياسة فرق تسد التى أدت 
ثورة عليه والتوسع فى استعمال اليهود وتسلطهم على المسلمين فى حكومته وحكومة أبيه من 
قبل ونفوذ المسلمين ودفع الجبايات لليهود خصوصًا وأن باديس لم يأذن رسميًا بمطالبة 
المسلمين . ولكن يوسف وأعوانه كانوا يحتالون لذلك . 

ثم الصراع بين الناية ويينه ووهو عبد كان للمعتضد بن عباد » فر إلى غرناطة ولقى حظوة 
عند باديس» وكانت المنافسة بينه وين اليهودى . وكذلك أخذ باديس يصغي إليه فيما يقوله - 





ضد يوسف . 
أما قصيدة أبو الاسحق الألبيرى والذى كان يوسف قد قضى على آماله فى تيبو مكانه فى 
البلاطء وانصرف للتدين ويوضح فيها موقف باديس من اين التنفريلة. 
إلاقل لصنهاجة أجمعين بدو الزمان وأسد العرين 
مقالة ذزى مقهمشفقه بيعدالنصيحة زلفى ودين 
لقد ذل سيدكمذلة تقريهاعين الشامتين 





]00.135.1// :مط 











م١‏ 
تخير كاتبه كافرًا ولوشاءكان من المؤمنين 
فعزاليهودوانتخوا وتاهوا وكانوا من الأذلين 
ومع ذلك لم يتخل باديس عنه كما ذكرنا ولكن كُره البربر لتجاوزاته وصلفة وغروره وقتله 
بلقين والمكانة التى نالها خاصة بعد أن تخلص من بلقين . وما كتبه الأمير عبدالله عن وضع 
ابن النفريلة » يعكس صورة حقيقية لما حدث . ويقول الأمير عبد الله عن سيطرة اليهودى 
وقصة تلك السيطرة «لما توفى أبونا. وكانت من أكبر الرزايا للناس , لما كانوا يرجونه من 
العدل على يديه هاج الناس سائرة » وهموا بقتل اليهودى وكانت تلك مقومات لهلاكه غير أنهم 
كانوا يتوقعون معاقبة الرئيس» 2). 
وأضاف أيضا «سعى فى إقامة ماكس عمناء كبرت عند ذلك سن جدناء وأخلد إلى الراحة, 
وزهد فى طلب البلاد لكبر سنه وموت ابنه وألقى بمقاليده إلى اليهود فى الخدمة عنه فتمكن 
بما شاء من الأمر والنهى» ويتهمه الأمير عبدالله يوسف بأنه سير وادى آش لابن صمادح 
«حاكم المرية حتى لم يبقى لبنى زيرى أكثر من غرناطة والمنكب وباغة وقبرة». 
وإن المعاقل خلت من الرجال» وأن موظفى الدولة اتفقوا مع اليهودى إذ كان وزيرا للسلطان 
وصاحب سرهء فمنهم صنيعة له ومنهم استغنى عنه ومنهم عدو له مؤازر له فى الظاهر 
استدفاعا لشره . وساءت الأمور بذلك. ويعد استيلائه على مالقة ترك الأمر ليوسف ولقد عبر 
يوسف عن موقفه وإحساسه بالكراهية المحيطة به بقوله «إنما استهزاؤنا بالناس من أجل عز 
السلطان . وأمناهم على أنفسنا لحمايته وعنايته . وأما الآن. فقد انقطع الرجاء , لا سلطان 
| تأمنه وقرين سوء يطلبنا وعامة تريد هلاكنا ونحن قليل مستضعفون فى الأرض». 
ولقد خشى منه ماكس ابن السلطان وقال له أتريد أن تقتلنى كما قتلت أخى وكان هناك 
أكثر من يهودى له سلطان وكان ليوسف خال يهودى يعرف بأبى الربيع بن الماطونى وتحالفت 
معه أم ماكس ابن باديس مما دفعه للأمر بقتل أمه وداياته وبيعض من انتمى إليه. 
وقتل الوزير خاله أيضًا غدرًا فى منزله على الشراب لخلافة عليه فى هذا أو غيره ولقد 
أعطى السلطان فى مقابل ذلك مالا جسيما. 
يشير الأمير لمقتل ماكس بقوله «ثم أمر بعد ذلك بنفى ولده وكان من أكثر الأسباب فى 
خفيه أن خرج السلطان يومًا لعرض الأجناد وقت الفتنة مع أبى صماديح فانتدب إليه من 
شيوخهم من قال له ما ينبفى لك أن تقدم علينا العبيد وغيرهم وتترك مثل هذا الابن أرسله 
معنا ونتيعه فى كل ملمه» يعنى ماكسء فعز ذلك على أبيه » مع سخطه عليه لما كان يرى منه 





]00.135.1// :مط 








١1 
ونقل إليه عنه » وخاف أن يكون وراء هذا الكلام فعل بأن يحملوه ويقدموا ابنه. وجزع اليهودى‎ 
لذلك جزعًا شديدًاء وقال «ماحسبت نفسى في ذلك اليوم إلا مقتولاً » فأعلم السلطان بهذه‎ 
الوجوه وأقر على المقام بنفسه عن البلد ووجد معه عبيده من يخرجه عن نظره كله ووصى‎ 
اليهودى لعنة الله ذلك العبد أن يصل معه إلى موضع سماه بحيث يخفى أمره فيضرب فيه‎ 

عنقه »(59). 

فمن المؤكد أن الوزير كان وراء مقتل ابن السلطان ٠‏ ويعود فيؤكد على هذا الأمر بأن 
اليهودى أراد تولية أخيه المعز فسعى اليهودى لقتل ماكس وتولية المعز . وخافوا على أنفسهم 
من ماكس أن يثور عليهم ويعاقبهم لمحبتهم فى ابن أخيه وتقريبهم لست فكان من ذلك ما 

1 
ولقد زادت مكانة الوزير ونصحه البعض بالفرار بماله إلى بلد آخر يستوطنها فخشى إن 
ذهب إلى مكان آخر يطلبه باديس فيقوم صاحب المدينة أو الإقليم بتسليمه لباديس ٠‏ ولقد أهان 

النآية أحد اليهود وهو حليف للوزير اليهودى فترك أثره فى نفس يوسف. ش 

ولم يكن يوسف يثق با معز ثقة كاملة فهو ابن سيف بلقين لأن نساء القصر كما يقول «له 
أمهات وطبقات جمة من النساء والحاشية فكيف يرجو معهم الفلاح» فى نفس الوقت يعلم 
الصبى الشائعات الخاصة بقتل اليهودى لوالده؛ ولقد أراد يوسف التخلص من كبار القادة فى 
صنهاجة وغيرهم ومن عبيد القصر الذى يخشى أمرهم فنصح السلطان بإرسالهم إلى المعاقل 
الهامة وأبلغهم سرًا بأن السلطان هو الذى سعى للتخلص منهم فيبادرو! إلى قبول الولايات 
«وتخير من كبار صنهاجة وغيرهم من العبيد الذين يخشى معرفتهم. أقوامًا . وأشار على 
السلطان بإرسالهم إلى المعاقل المهمة . وصكك لهم بهاء وقال لهم فى سر الأمر أنتم إخوتي؛ 
وقد احتملتم معىء ورأيتمونى وأرى من دولة هذا السلطان ما ينبغى لكم إنكاره بأن يقوم 
عليكم من ليس منكم ولا شأنه شأنكم وتبقى ولايته عار عليكم وأشنارًا ما بقى الدهرء وقد 
نصحت السلطان فى أمره ٠‏ فلم يقبل منىء ولايقدر على معنادته»(0). 

وكتب فى نفس الوقت لابن صمادح يخبره فى خروج القوم الذى يخشى أمرهم. وأنه لم 
يبق إلا من يأمن له وأنه مستعد لفتح أبواب المدينة , وأهمل حماية المدينة وكان باديس منكبا 
على الشراب ولم يشعر بما حدث من خلو المعاقل من أهلها وشاع بأن السلطان مات وأخذ 
بنى صمادح الحصون ولم يبق بها إلا حصن قبريرة » على مقربة من غرناطة فى طريق وادى . 
آش . وأرسل إلى ابن صمادح يلح عليه فى الإقبال على المدينة ويلغ الخبر للعامة الذين يكنون 


غ]أ.35ط. مما // :مط 





يفل 

له الكراهية وفى يوم السبت عشر من صفر 4505ه/ 77١٠م‏ كان اليهودى يجلس على 
الشراب مع أقوام من عبيد المظفر , كانوا قد التقوا معه فأيلفهم بئمر بنى صمادح ٠‏ والتحالف 
معه وكان بعضهم يكمن له البغض فى نفسه فساله عن الأمير إذا كان حيا أو مينًا فنهره 
أتباع الوزير فخرج وصاح بالناس «يا معشر من سمع بالمظفر قد غدره اليهودى وهذا ابن 
صمادح داخل فى البلدة فسمعه الخاصة والعامة فخرجوا راغبين فى قتله» فئخرج لهم 
السلطان وقال «هذا سلطانكم حى وهرب اليهودى إلى داخل القصر فاتبعه العامة حتى ظفروا 
به وقتلوه وأجالوا السيف فى كل يهودى من البلدة ('2). وكان شعر بن الألبيرى قد انتشر 
وشاع أن اليهودى يريد تكوين مملكة, واجتمع الأهالى ثائرين أمام قصر يوسف واقتحموه 
وبحثوا عنه وكان قد تخفى فى قبو متنكرا فى ثياب قذرة وقتلوه وتعرضوا لليهود بالسلب 
والنهب وكان ذلك فى يوم 1 صفر 455ه / 7١‏ ديسمير 57١٠م.‏ 

ولكن أحداث العنف انتهت بانتهاء اليوم ولم تمتد إلى اليوم التالى لأن البرير كانوا 
باختصار يكرهون يوسف وحده ؛ أما اليهود فواصلوا حياتهم كما كانوا يعيشون قبلاً فى 
مقاطعة غرناطة. 

ومن واقع ما سبق فكل الأحداث فى مجملها عبارة عن صراعات سياسية تحدث فى 
العصور الأندلسية ولكن الموقف ضد اليهود كان بسيب ما فعله يوسف من تعريض بالدين 
الإسلامى مما جعل فقيها كابن حزم يقوم بتفنيد ما كتبه من طعن فى الرسالة الإسلامية 
وتأليف كتاب فى تناقض القرآن مما أثار الشعور الإسلامى ضده . قام ابن حزم بتاليف كتاب 
الرد على بن نغريله ولم يذكر ابن حزم اسم يوسف أو اسماعيل وإنما أشار إلى اليهودى يعمل 
فى ظل ملك ضعيف وأنه استشعر البطر وسمحت نفسه لكثرة أمواله . وأنه قليل العلم وسيئ 
الهيئة وكل هذه الصفات يمكن أن تلصق بيوسف لا بإسماعيل . والمرجح أن يوسف كتب ضد 
القرآن فى فترة الوزارة ؟45- 405هء وأن ابن حزم لم يظفر بالكتاب وإنما ظفر برد أحد 
العلماء عليه فى تاريخ سابق لقتل ابن التغريلة. 

والرسالة التى كتبها ابن حزم تنقسم إلى قسمين : المشكلات التى أثارها ابن النفريلة ورد 
ابن حزم على كل مشكلة منها وتقع فى ثمانية فصول والقسم الثانى وهو ما يسمى بالمسائل 
التى وردت فى كتب اليهود. 

وابن حزم درس التوراة ليرد عليهم . وكان يجلس فى دكان اسماعيل بن يوسف الطبيب 
الإسرائيلى الذى كان مشهورا بالفراسة وقد جعل منذ البدء هدفه إثيات التحريف والتناقض 


]00.135.1// :مط 











١ 
والتعديل فى التوراة . وكان إسماعيل بن النغريلة من أول اليهود الذين التقاهم ابن حزم‎ 
5 م٠١١7 ووصفه بأنه أعلم اليهود وذكر ابن حزم أنه التقى به مرة عام 4 .4ه/‎ 

وبالنسبة للرسالة التى كتبها ابن حزم ذكر ابن بسام « قد اختلف المؤرخون إلى من وجه 
ابن حزم الخطاب إلى اسماعيل بن النفريلة ونسب إليه ما نسبه آخرون إلى ابنه يوسف وتابعه 
على ذلك ابن سعيد وبالعودة إلى النص يجد أن كلمة يوسف تقع حيث وردت كلمة إسماعيل 
أما إذا اتبعنا كلام ابن بسام فإن اسماعيل كتب ردًا على ابن حزم يقول فيه «لعمرى أن 
اعتراضاته التى اعترض بها لتدل على ضيق فى العلم وقلة فى الفهم على ما عهدناه عليه 
قديما» يدل على سابق معرفة ونحن لا نعرف إن كان ابن حزم على صلة بيوسف وكل ما أشار 
إليه صلته بإسماعيل ولكن هناك مؤرخون يستبعدون أن يكون مؤلف كتاب فى تناقض القرآن 
لأن المصادر تجمع عن أن إسماعيل كان بعيد النظر فى الإدارة ولايتورط فيما يوغر عليه 
الصدور وهذه الصفات لاتوجد فى يوسف والذى يمكن أن ينطبق عليه قول ابن بسام «جاهر 
بالكلام فى الطعن على ملة الإسلام». ْ 

ويذكر ابن حزم ما قام به يوسف وأهله دون ذكر الاسم «أطلق الآشر لسانه وأرضى البطر 
عنانه. واستشمخت لكثرة الأموال لديه » نفسه المهينة وأضفى توافر الذهب والفضة عنده همته 
الحقيرة فألف كتايًا قصد فيه بزعمه إلى إبانة تناقض كلام الله عز وجل فى القرآن اغترار 
بالله تعالى أولا ثم تملك ضعيف ثانيًا .واستخفافًا باهل الدين بدمًا , ثم بأهل الرياسة فى 
مجانة. عودا؛ فلما اتصل بى أمر هذا اللعين لم أزل باحفًا عن ذلك الكتاب الخسيس لأقوم فيه 
بما أقدر منى الله عز وجل عليه من نصر دينى بلسانى وفهمى والذب عن ملته ببياني وعلمى ' 
إذ قد عرفها المشكى إلى الله عز وجل ووجود الأعوان على هذا الخسيس المستبطن فى مذهب 
الدهر فى باطنه؛ المتكفى بتابوت اليهود فى ظاهره»ء9". 

وإذا عدنا ثانية إلى ما كتبه مارك كوهين أن الاضطهاد هو الاساءة إلى دين الآخر فيوسف 
هو الذى بدأ الاضطهاد والإساءة إلى دين ومشاعر الآخرين بالإضافة إلى صلفه وغروره 
ويطشه ثم ما قام به من خيانة وتآمر ضد أولاد الحاكم ثم استعانته بعدوه عليه » فهذه 
الشخصية المتآمره كان من الطبيعى أن تنتهى هذه النهاية , والعنف انعكس على اليهود م 
تمتع به بعض أتباعه من اليهود بسلطان ومن الطبيعى فى أثناء فتنة واضطراب أن يتحول 
البعض للتطرف, ولكن من المصادر لم يدم هذا الوضع إلا يومًا وعادت الحياة فى غرناطة إلى 
ما كانت عليه وظلت بها أعداد كبيرة من اليهود حتى أسمتها المصادر الإسلامية بغرناطة 
اليهودية لكثرتهم. 


! )5.1 وط.طم)م»ا// :مط 





أغل 
ولقد استقبلت المدن الإسلامية الفارين من اضطهاد الإمارات الإسبانية المسيحية فى عهد 
بنى الأحمر وكانوا من أكثر الملوك تسامحا ؛ فقد سمح لليهود بالحفاظ على مصالحهم وتأمين 
حريتهم فى ممارسة شعائرهم ففى عام 17لاه / 1777م فى عهد محمد الخامس استقبلت 
غرناطة ثلاثمائة عائلة يهودية هربت من اضطهاد القشتاليين ولجأت إلى غرناطة وشهدت 
مناطق قشتالة وكتلونية وجزر البليار موجة اضطهاد وحملت الناجين من اليهود على الفرار 
إلى مملكة بنى الأحمر . ولقد توزع اليهود فى المملكة النصريه على المدن الكبرى وتجمعوا فى 
أحياء وكان لهم معابدهم وحماماتهم . وفى مالقة سكن اليهود شرفى المدينة. وقد بقى الناس 
إلى عهد غير بعيد يطلقون على قسم فى ذلك المكان اسم مقبرة اليهود . وفى غرناطة تجمعوا 
فى وسط المدينة فى حى البيازين وعندما طردوا من البلاد سنة 14لمه / 1547م وهدم الملك 
القشتالى فرديناد بيوتهم التى تقع وسط المدينة ويني كنيسة على اسم العذراء مريم وعندما 
فتحت غرناطة أبوابها لجيوش قشتالة كان بها حوالى ٠٠١‏ يهودى مع العلم بأن عددهم كان 
يقدر فى عهد محمد النحاس ٠١‏ ألف يهودى «وفى مدينة مالقة أسر الأسبان 47له / 
41 ١م‏ أكثر من أربعمائة رجل وامرأة من اليهود9". 
وعندما دخلوا بلنسية وجدو فيها خمسين يهوديًا . ويمكن القول إن اليهود لم يتجاوزوا عدد 
ألف نسمة داخل مملكة «بنى الأحمر» فى أواخر القرن ١١‏ وقد وقع الملكان فردينادو وإيزابيلا 
هه / 1847م على الوثيقة المتعلقة بشأن اليهود والتى خيروا فيها هؤلاء بين الرحيل 
والتنصرء ولقد رحل الذين أبوا التنصير إلى المغرب الإسلامى واستقروا فيه ولقد تعرض 
مسلمو ويهود أسبانيا لعمليات تنكيل وتعذيب على يد حكام الإسبان . 


]00.135.1// :مط 











١ 
اليهود وملاح المغرب‎ 

ظهرت أطماع الغرب فى المغرب واتجه البرتغال إلى الغرب الإسلامىء ومر الغزو البرتغالى 
للمغرب بمرحلتين متميزتين جغرافيًا وزمينًا وسياسيًا . الأولي مرحلة الشمال وتمتاز بأنها كلها 
تمت فى القرن الخامس عشر سنة 0١8١م/‏ 48١4ه»ء‏ القصر الصغير 580١م/‏ 850ه. طنجة 
١‏ م امه المرحلة الثانية فهى تصل بحيون ابن الربيع وتمت فى القرن ال ١1‏ مزغان 
واع/ 4ه مصعودة 6."7١او/‏ 117ه اسفى 5١6١ام/‏ 6ه ازمور 1617م/ 115ه 
. ولم يواجه البرتغاليون صعوية فى تشييد حصون بآكدير ومقدور ومزعان » وهى الفترة التى 
ظهرت فيها الحمية الإسلامية ضد الغزى الخارجى واتخاذ بعض اليهود موقف موالى للغزاة. 

وعادة أمام الفزو يكون اللجوء إلي الدين فظهر عدد من الفقهاء والمحدثين والمفسرين 
والكتاب والشعراء والمؤرخين الذين امتلاؤا حماسا دينياء وكان للدراسات الفقهية النصيب 
الأكبر من الاهتمام فى المغرب كما كان نفس الأمر بالنسبة لنشاط الأبحاث الصوفية والذى 
أثر فى السمة العامة لروح العصر ولمواجهة الخطر الخارجىء وهنا اتجه اليهود للتحالف مع 
الغزاة مما أدى لحادثة توقات المشهورة التى أشار لها عدد من المؤرخين اليهود كدليل على 
الاضطهاد » فالشعور الدينى المتقد ضد الغازى ومن يتعامل معه , أدى إلي إثارة الشعور 
العام ضد اليهود. 

ومن علماء ذلك العصر والشخصيات المؤثرة فى أحداثه الشيخ أبى عبدالله محمد عبد 
الكريم المغيلى » كان من أكابر العلماء . وممن يأآمرون بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكرء ويدأ 
هذا الشيخ دراسته بتلمسان ثم هاجر إلى مدن المغرب الأخرى ٠‏ وأخذ العلم عن بعض العلماء 
وغادر تلمسان إلى توات أو توقات بالصحراء والمرجح أن هذا كان فى أواخر القرن التاسع 
الهجرى ولقد توفى 607١م/‏ 1-5ه أما عن حياة الشيخ أنه بعد اتمام دراسته اتجه إلى 
الشمال إلى الصحراء فسكن توات ويها توفى ولايعرف سبب انتقاله إلى الصحراء؛ غير أن 
حملته على اليهود القاطنين بها فى زمانه ورسائله العديدة فى موضوعهم تحمل على الظن بأنه 
وجد ضيقًا فى العيش بالشمال حيث يسيطر اليهود على أهم المدن وعلى مصادر التجارة 
والمال » وتوغلوا فى شراء ذمم بعض المسئولين فأصبحوا صنائع لهم, ولما انتقل إلى الجنوب 
وجد اليهود يشاركون بنشاط فى حركة القوافل التجارية مع السودان ويتصرفون تصرفات 
أكثر حرية مما فى الشمال فطارد اليهود ودعى لمحاريتهم بنواحيها . 


]00.135.1// :مط 





١.١ 

وكان فى رأيه أن اليهود تجاوزوا الحدود الشرعية واستغلوا تسامح المسلمين حتى أنهم 
أكثروا فى التصدى والطغيان والتمرد على الأحكام بتولية أرباب الشوكة أى خدمة السلطان. 

ويذكر أنه كانت هناك علاقة ودية بين المسلمين واليهود فكان الواحد منهم يقرب اليهودى 
إلى نفسه وعياله ويستعمله فى أعماله ويجعل بيده ما شاء من ماله("), وهاجم الشيخ معابد 
اليهودى ولكن قاضى توات الفقيه عبدالله العضونى عارضه وأرسل إلى العلماء والفقهاء 
فجاءت أجويتهم مختلفة ما بين مؤيد ومعارض فألف كتابه أى رسالة «مصباح الأرواح» وذكره 
أبى عبدالله بن على بن عمر بن مصباح فى كتابه دوحة الناشر7". 

لما اشتد الخلاف بين المغيلى والفقهاء قدم إلى فاس بعد 5480١م/‏ ٠14ه‏ لمناظرة مخالفه 
وكان هذا بحضور الحاكم المرينى ١1935-41ه)‏ والشيخ زكريا الوطاس ويشير صاحب 
الدوحة أنه لما نزل بظاهر فاس حرضوا عليه المرينى وأبلغوه أنه يرغب فى الوصول إلى الملك 
فلما قابله قال له السلطان «إنما أنت تحاول علي هذه الدار يعنى الملك. وليس لك قصد غيرها 
فغضب وخرج وهاجر وعاهد ألا يلقى سلطانا أبدا واستقر بتوات. 

ولقد هاجر بعد ذلك إلى السودان وأسلم على يده سلطان تنبكتو وأهله . ويشير محقق 
الكتاب إلى انتشار الإسلام على يده هناك فى أواخر القرن التاسع ولقد أكد على هذا ابن 
مريم صاحب البستان وأحمد بابا التنبكتى» وأثناء غيابه تمكن اليهود فى توات من قتل ولد 
المغيلى وهو عبد الجبار . وبلغ المغيلى نبأ ذلك وهو فى بلاد التكرور فانزعج منه وطلب القبض 
على التواتيين الذين كانوا فى كاغو فقبض عليهم وأنكر عليه أحد الفقهاء وهو أبو المحاسن 
محمد بن عمر إساءته إلى هؤلاء الأبرياء فرجع عن ذلك وأطلق السلطان سراحهم وعاد المغيلى 
إلى توات وتوفى 7١٠1١م/‏ 5١1ه‏ ولقد سرت شائعة بأن أحد اليهود بال على قبره فأصيب 
بالعمى وهذه الشائعة تعكس شعورا عاما بالرفض لموقف اليهود(2). 

والمغيلى نتاج عصر يموج بالكراهية للمستعمر وأعوانه ازدهرت فيه الدراسات الدينية فى 
محاولة الالتفاف وحماية التواجد الوطنى ومع ذلك فلا الحاكم ولا الفقهاء اتخذوا موقفًا ضد 
اليهود بل أن القاضى وعددا من الفقهاء وهم من رجال الدين منعوا المغيلى من هدم البيع 
اليهودية فى حين قتل اليهود ولده لم يتخذ ضدهم إجراء ؛ فهنا عنف متبادل وإن كان موقف 
الشيخ ينبع من خوفه من الهجمة الغربية الشرسة على المفرب العربى . ويالفعل لم تمض 
سنوات على وفاة المغيلى حتى احتل الأسبان المرسى الكبير 4١6١م/ 4١5‏ ه / وتلى ذلك 
سلسلة من الحملات الاستعمارية الأسيانية والبرتغالية9), 





.طم همكا// :مط 5 ١‏ 


١‏ ش 
ويردد هارشبرج أمرا بالغ الأهمية : 1 


فهو يرى أنه خلال القرن الرابع عشر الميلادى تعرض اليهود فى تلمسان وتونس لغضب 
الجماهير والقتل لأنهم لم يتولوا مناصب فى البلاد ولكن يوجد العديد منهم كمترجمين وأطباء 
وموظفين متوسطين لكن وصول بعض اللاجئين من اليهود الإسبان لمناصب فى بلاط الحاكم 
أشار إلى أن الطبيب الرئيسى لحاكم تلمسان يهودى ولكنه لم ينغمس فى الحياة السياسية. 2١‏ ( 

وفى رسائل متبادلة بين يهود أرسل سيمون بن سمحه خطايًا لابرهام بن ساسبورتاس 
60115 من ميوركا بأنه شخص قوى له نفوذ فى البلاط» وكان من الذين لهم صلة ببلاط 
تلمسان إبراهام 132061 وياشو ابن موسى ويوجد أثرياء من الجيل الثانى من اللاجئين 
الذين جاءوا من إسبانيا فهناك الرابى 80066 الذى غرمه السلطان حوالى ألف دينار(:؟) 
وهناك عائلة شولال من مايوركا أصلاً وكان أحد أبنائها نجيد فى أول الحكم العثمانى. 

ويذكر أن حاكم فاس بعد أن تخلص من حكم وزرائه بنى وطاس عين يهوديًا ليصبح أقوى 
شخصية لأنه يرى أنه لن يسعى إلى أن يخلفه أو يغتصب سلطاته ٠‏ ْ 

ويقال إن خطيب جامع القيروان حث الناس على مهاجمة اليهود فى غياب السلطان عن 
الحق وهارون اليهودى وزيره. حيث ثارت شائعة عن اعتداء يهودى من أقارب هارون على 
شريفة من سلالة النبى وهوجم اليهود ولقد قتل عبد الحق بعد عودته وأنهى الأسرة المرينية, 
وذكر الأحداث تاجر مصرى وصل من إسبانيا للشمال الأفريقى ويدعى عبد الباسط بن خليل 
وقف فى تلمسان للاضطراب فى فاس . 

ولقد درس على يد اليهودى مما أعطاه أجازة لممارسة المهنة وشكر أستاذه وتحدث عن عبد 
الحق وكيف أنه تخلص من الوطاسيين وجعل اليهود يتحكمون فى الأهالى 5ه 450 ا/م 
وأن الوزير اليهودى يلبس درعا وسيفًا وأن مساعد الحاكم فى فاس استدعى امرأة من 
الأشراف وكلمها بطريقة غير لائقة والبعض قال ضربها ووصل الأمر إلى الخطيب سعيد أبو 
عبدالله محمد القاضى فى المسجد الجامع فى القيروان فثار الأهالى ضد اليهود (4). 

حتى هارشيرج أشار فى فقرة فى كتابه إلى أن اليهود يقومون بإثارة العامة نتيجة سوء 
معاملتهم الإنسانية للآخرين. 

وهارشبرج يشير إلى نقطة جوهرية وهى أن اليهود لايحبون أن يكونوا تحت حكم دولة 
موحدة قوية ولكنهم يفضلون انقسام الدولة إلى أقسام فهم يرفضون حكم الموحدين كدولة 
واحدة وحكم ملوك الإسبان الكاثوليك القشتاليين فى ارجون ويفضلون حكم ملوك الطوائف 


]أ.00.135// :مط 


١27 
فهم يفضلون ال مغرب المنقسم إلى دويلات بين مرينيين وحفصيين وغيرهم عن المغرب الموحد(؟).‎ 
فإن عدم وجود ملوك أقوياء ودولة موحدة تعد أكثر فائدة حيث كانوا يتنقلون بين مملكة وأخرى‎ 
إن لم يجدوا ما يبفونه فى إحداها . ويقول إنه قد حدث نفس الأمر مع بداية الحكم الإسلامى‎ 
فى أفريقيا حيثما كانت المنطقة مقسمة بين دول متعادية كان اليهود يعيشون فى سلام لأن‎ 
الحكام اضطروا للتعامل مع الأديان والعناصر السكانية بنوع من التسامح ونفس الأمر‎ 
بالنسبة للامارات المتعددة.‎ 
هارشبرج يؤكد أن اليهود لايعيشون بسلام إلا إذا وجدت فرقة وضعف فى العالم‎ 
الإسلامى.‎ 


فهو يرى أن الوضع السياسى فى الدول الصغيرة المنقسمة غير قادر على فرض سلوك 
عام على العناصر المختلفة, التى تحكمها وجعلها فى شكل موحد «فهناك أشخاص من أصول 
مختلفة وديانات وعادات اجتماعية مختلفة ولغات مختلفة يعيشون جنبا إلى جنب, وهذا ملاحظ 
فى حالة تونس وطرابلس اللتان تعرضتا لموجات من الفزاة من الشرق والجنوب وتجار أجانب 
استقروا فيها وفى القرن ال ١١‏ وجد فى تونس خليط من البشر والطبقات يعيشون معًا فى 
موانئ تونس ولايفكرون فى دين بعضهم البعضء نفس الاطار بالنسبة لليهود نجدهم 
لايعيشون فى الشمال فقط بل فى الجنوب فى ملكيات الحدود بين الصحراء والمستعمرات 
والشيئ الآخر فى نظره الذى أوجد التسامح هو الأسرة المرينية والتى لاتنسب إلى 
الأرستقراطية الخاصة بقرابة النبى والمقاومة للموحدين والتى لديها تسامح دينىء مما ترتب 
عليه زيادة عدد اليهود فى بلاط حكامها فى حين أن الأشراف أثاروا الأهالى ضد اليهود. 

وهناك سبب اقتصادى لوجود جاليات يهودية فى مملكة الحفصيين وهذا ينطبق على 
الموانئ' التجارية فى شرق أفريقيا حيث التجارة مع إيطاليا والمدن التجارية ؛ وفى عام 
م 7كلاه حدثت هجرة من أرض ارجون وكاتولنيا ومايوركا هربًا من الحكم الإسبانى 
إلى شمال أفريقيا والجزائر ويداية تطورها كمركز تجارى . ويرى أنه فى النصف الثانى من 
القرن الثالث عشر فى بادية حكم المرينيين جاء يهود من أسبانيا إلى مراكش فى بعثات 
وسفارات دبلوماسية لصالح ملوك أرجون وقشتالة » وعرفوا نفوذ اليهود فى البلاط المرينى ومع 
انهيار حكم المرينيين أصبحت عاصمتهم فاس مركزا لنفوذ الأشراف . ويذكر عبارة غريبة على 
عبادة إدريس مؤسس فاس والذى اكتشفت مقبرته /84117١م/‏ ١441ه».‏ وقد اتخذ موقفًا عدائيًا 
سيبه هؤلاء الأشراف . وأن الحى اليهودى الذى اختاره الحكام بجوار مقرهم لحماية اليهود لم 
يعد يحقق في الغالب هذا الأمر. 





ك١‏ 
على أهم الموانئ الشرقية فى الشمال الأفريقى حيث ازدهرت التجارة مع إيطاليا والمان 2 
الأرربية الأخرى ٠‏ ويذكر أنه فى عاع 2.>لا هر 751 أمجاء لاجكون من أرجون وقشكالة ١:‏ 
ومايوركا لايجاد منوى لهم فى الشمال الأفريقى ووجدوا موطنًا لهم يسمى الآن الجزائر 
واستقر عدد منهم فى مدن الجزائر وبدأوا نشاطًا تجاريًا ملحوظًا وأثروا فى وضع المدينة فى 
القرن ال ١5‏ . ظ 

بعد سقوط المرينيين تعرضت المدينة لهجوم الإسبان والبرتفال ويذكر مؤلف -5106 
6206 صورة لما حدث من استقبال اليهود الفارين من أسبانيا واليرتغال حيث كتبوا 
لأقربائهم أنهم عانوا فى الطريق وأن الأهالى من المزارعين ثاروا ضدهم وذكروا أن المسلمين 
يدافعون عن أرزاقهم . وظل الحال على ذلك إلى أن وصل الأمر للملك ودفع البعض أموالاً 
لهؤلاء المزارعين والبعض آثر العودة. 

وعلي عكس الأمر يذكر أن الرابى افرام إكاف 51210 ١151-ه‏ .مه / 2:5-11505ام 
الذى قضى فترة فى مراكش ثم ذهب لأغادير إحدى ضواحى تلمسان يذكر أنه لم يحدث أى 
معاناة للمهاجرين من السكان المسلمين . 0 

وإن كان الرابى اسحق بارشيشيت 511651766 يذكر ما حدث أثناء الصراع بين الفرق 
العسكرية المنافسة على أرض الجزائر لصالح إحدى الأسر المتصارعة على الحكم ولكن تأثير 
ما حدث من ضرر لم يكن قاصرًا على اليهود بل شمل الشعب ككل. 

ويشير الحسن الوزان إلى أن داء الافرنج الزهرى بنوجاعه وبثوره وقروحه منتشر كثيراً فى 
بلاد البرير لايكاد يسلم منه إلا القليل حقًاء إن هذا الداء لايكاد يعرف فى البوادى وجبال 
الأطلس ولايوجد بتاتا عند الأعراب . وهذا الداء لم يشاهد قط ولم يذكر اسمه لكن عندما طَرد 
انتشر قليلاً فى ظرف عشر سنوات حتى لم تعد تسلم منه أسرة9؟). 

اختلف التعامل مع اليهود حسب الاستقرار فى مدن المنطقة ووضع اللاجئين 1ه / 
47م الذين ذهبوا لأفريقيا واستقروا فى مراكش كانوا من المثقفين والذين تجاهلتهم موجات 
هجرة 54/اه / 1791م والذين تجنبوا شواطئ تونس والجزائر بسيب الحالة الداخلية والخطر 
الذى يأتى من الخارج ووفقا للرابى اسحق شيشيت أن تصرفات المهاجرين الأول تجاه 
القادمين الجدد لم تكن عادلة. 


]00.135.1// :مط 





١ 

ويذكر قصة عن وصول اليهود من مايوركا وبلانسيه ويرشلونة وأن حاكم المدينة أراد 
السماح لهم بالدخول لمصلحة له وهى تحصيل 001164008 واحد عن الرأس وفقًا لواسطة 
أحدهم وكان فى الأصل مسموحًا لهم بالدخول بلا تحمل أى اعباء » وحينما ثار بعض العرب 
على دخولهم للمدينة لأنه سيؤدى إلى غلاء الأسعار ٠‏ يدخل القاضى ابن محمد دكال للناس 
لقد اعتقدت أنكم مؤمنين حقيقيين ولكن أرى غير ذلك ٠‏ أليس الله بقادر على إطعام البشر 
جميعًا والإنسان يعيش وفق كلمات الله. ولكن تدخل شخص لدى الناس لتحريضهم على عدم 
إدخالهم المدينة وإعادتهم لمايوركا . 

ولقد سمح لهم الحاكم فى البداية بالدخول بلا مقابل ولكن بتحريض يهودى من المقيمين 
قرر فرض ضريبة واحد دويلون على الشخص وهذا اليهودى نفسه الذى كان لاجئًا من 
مايوركا حاول التأثير على الحاكم ليتراجع عن إدخال اللاجئين . 

وفى مدينة تنس منح اليهود اللاجئيين تخفيضًا فى ضريبة الرأس وضريبة الملك » وهذا 
أغضب المقيمين !4 وأقام اليهود أيضا فى اغاديز. وانتشر اللاجئون فى المدينة ونظموا 





























أنفسهم جنيًا إلى جنب مع الاجانب أو فى أحياء خاصة . وكما نعلم المجتمعات الجديدة التى ٍْ 

أقيمت فى تلمسان لم تكن بجديدة تماما وانما كانت استمرارًا لتلك التى فى أغادير واستقروا ظ 

على الشاطئ فى حاجا فى غرب طريق اوران مستغنيمة تنس برشك ؛ الجزائر » بجاية » ا 

تونس» واستقر البعض فى العاصمة تلمسان ومدن أخرى فى السهل مثل مليانه ٠‏ قسطنطينة. ظ 
ولقد وصل بعضهم لمناصب كبرى ومراكز مرموقة فى بلاط الزيانيين وتحكموا فى رقابهم 


سيمون بن سمحه دوران قال عنه ابراهيم ساسبورتس 53580165 من مايوركا أنه له مكانة 
ويعد رجلاً قويًا من رجال البلاط ٠‏ وكذلك الرابى اسحق بن شيشيت وحصل على إعفاء من 
المكوس للكتب التى أحضرها من أسبانيا 0؟). 

واليهودى الآخر الذى له صلة ببلاط تلمسان ابرهام مانديل [ع8)4220 ويوشع بن موسى بن 
موسى الدارس الريانى الشهير الذى استقر فى جاجا كان سفيرا فى عام 15154١؛‏ إلى 
مراكش فى بعثة ارسلها جون الأول ونجد أن هناك أغنياء ورجال ذوي مكانة مؤثرة من الجيل 
الثانى من المهاجرين مثل ريونيه 13150864 الذى غرمه الملك الف دينار ذهبي . وكذلك هناك 
عائلة ممائة 121ئط5) أو (52/21) شولال من مايوركا وكانت لها مكانة وجدنا افرادها في تنس 
وتلمسان. 








ا غأ.35ط.طهه)ا// :مقط 





١5 
واضح من الكتابات السابقة التى ذكرها هارشبرج أن اليهود لقوا في إسبانيا والبرتغال‎ 
معاملة سيئة وحين لجنوا إلى المغرب وقف اليهود المقيمون ضدهم حرصا وخوفا على‎ 

مصالحهم الاقتصادية . 





نفس الخلاف بين اليهود المقيمين فى المغرب والوافدين ذكره حاييم زعفران فى كتابه 
«ازدادت تعاسة اليهود مع التفتيش وسقوط الاندلس وأخذوا يرتدون حتى قبل مراسيم ١79١م‏ 
ويتجهون نحو بلدان المفرب التى تركها احبارهم قبل قرون ووصل المهاجرون الأسبان 
والبرتغاليون فى موجات متتابعة /5.7-441ه / 1447١-1441١م‏ واستقروا مؤقثًا أى نهائيًا فى 
أرض البربر (المغرب) وفى الموانئ المتوسطية أو الاطلنتكية » وفى مدن البلاد الداخلية » وقد 
حملوا معهم لفتهم القديمة القشتالية وعلومهم ومؤسساتهم الجماعية كما حددتها مراسيمهم 
الرئيسية تقنوت واعرافهم وعاداتهم وروح المبادرة التى جعلت منهم عكس إخوانهم يهود 
المغرب المحليين مجموعة اجتماعية ثقافية مهنية حيث استقطبت النخبة المثقفة ويرجوازية 
النبلاة من هذه الطبقة التى لعبت دورا من الأهمية بمكانة سواء فى المجالات التجارية أو المالية 
والسياسية». 

وهو يرى أنه دور لم يقم به أى يهودى فى البلدان المسيحية أو حتى فى المناطق الإسلامية 
الأخرى(). 

ويستطرد أنه إذا كان وصول مهاجرى الاندلس قد أثار بعض البلبلة فى حياة الجماعات 
المحلية, فإنه كان فوق هذا عامل إغناء روحى لايستهان به. لقد بقى يهود المغرب المحليون 
«توشفيم» والمهاجرون «مكورشيم» مختلفين في عديد من مسائل التعبد وطقوسه وقوانين تخص 
النبائح ‏ إلا أن القادمين الجدد أخذوا فى النهاية قيادة الجماعات اليهودية أقاموا خصوصا 
فى شمال البلاد . وكانت السروة الاميرية وهى حق موروث يخول للاخبار ولعل منه ما يخدم 
الأمور الدينية وقفًا على بعض عائلات من أصول إسبانية وأغلبية لجنة مشاهير يهود المغرب 
من هذه العائلات فمنهم علماء فى الشريعة وسفراء ورجال أعمال ومستشارو الملك وقناصل 
وملحقون تجاريون من بينهم علماء ورجال مهمات مثل ابن عطار وابن دنان وابن سور وثرير 
ويرديكو وسرفاتى وطولياتو وازريلوس وعوذيل بباس وقوربان وازولاى وغيرهم . فهنا يهود 
المغرب رفضوا يهود الأندلس وهؤلاء كونوا ارستقراطية متعالية عليهم فالتميز هنا لا صلة له 
بالإسلام بل بين اليهود بعضهم ويعض فهؤلاء نظروا لليهود المقيمين نظرة تدنى وهؤلاء وجدوا 
أنهم يريدون السيطرة على اقتصاديات المغرب . يذكر هارشبرج أنه رجل الدين الرابى -4.6 





]00.135.1// :مط 


١ ا‎ 

121 261 ابنار هاسرفاتى والذى عاش فى القرن ١9‏ كتب فى أجيال فاس 795 كقطة/آ 
إنه وجد فى نهاية هامش خاص بأسفار موسى أمر حدث فى فاس478١م/‏ 47ه أن اليهود 
عاشوا فى فاس القديمة 478١م/‏ 447ه مع العربء لكنهم طردوا ١477‏ وأقاموا فى الملاح 
حيث بنت عدة عائلات منازل هناك وكان الاتهام الموجه لهم أنهم وضعوا نبيذا فى وعاء ماء فى 
المسجد وأن حى الملاح بتى فى عهد الأمير يعقوب وأن أول منزل أقامه أحد اليهود يعود 
تاريخه 8474١م/‏ 8014ه. 

ولقد كتب رافئيل موسى البير 18405635 [ع12م152 فى ممتطعلةاء/! 556ل أنه فى عام : 
4ه / 1558م طرد اليهود من مدينة فاس القديمة بسبب الخمر التى وجدت فى وعاء فى 
بيت الصلاة فحدث شغب عنيف وأن بعض العائلات بنت منازل فى الملاح ويعضهم ارتد. 

ويذكر هارشبرج أن هناك فقرات فى المادة المعروفة بخصوص من أنشأ الملاح غير واضحة 
ويها الكثير من الثغرات . فعند الحديث عن الأمير يعقوب الذى نقل اليهود إلى الملاح يري أن 
هناك اختلافًا بالمقصود بهذا الأمر. هل هو الأمير يعقوب ١778-1704‏ مؤسس البيت المريني 
فى فاس أم أنه اسم لأمير آخر. 

لأنه يرى أنه من الممكن أن يكون المقصود هو الأمير يعقوب الذى كان مع الأمير سعيد ْ 
وظهر فى قائمة ©2001 26 ها بين أعوام 871-١815‏ ام / 58-4115له . 

وأنه في عام ١1؟47١-410١م/‏ 4807-.417ه كان حاكم فاس عبد الحق وكان الوصى عليه 
فى صغره أبو زكريا يحيى أبوطاس» واعتمد على رواية الحسن الوزان «ليو الأفريقى». 

كانت مساكن اليهود قبل ذلك فى المدينة القديمة. وكان المسلمون ينهبون أمتعتهم كلما مات 
ملك. فلما ولى الملك أبوسعيد نقلهم من المدينة القديمة إلى المدينة الجديدة بعد أن ضاعف 
عليهم الجزية ويها يقيمون اليوم ويشغلون شارعا طولا وعرضا (!؟). 

ويذكر أن أعدادهم زادت بعد طرد ملوك إسبانيا «وقد تكاثر السكان اليهود حتى أنه لم 
يعد بإمكانه معرفة عددهم , لاسيما بعد أن طردهم ملوك إسبانيا . وأن اختيار عام هله 
م لم يأت جَزَافًا لأنه يواكب ازدياد وشهرة الأسرات الحسنيين المنسوب إلى المسن 
حفيد الرسول والذين اعتمدوا على هذا فى المطالبة بالعرشء بالإضافة إلى اكتشاف مقبرة 
الشريف ادريس مؤسس فاس ويرى أن هذا أدى إلى انبعاث الكراهية بالاقامة إلى جانب قبر 
حفيد الرسولء ولكنه يعود ليؤكد أنه لايقبل بحقيقة أن الفتن ثارت فى هذا الوقت . 

وهذه الفترة شاهدت مجتمعات يهودية فى مناطق مختلفة فى المغرب أشار إليها الحسن 





1 00.31ا// :مقاط ْ ٍ 


لمع ١‏ 
الوزان فأشار إلى أنه فى تازا والتى يرى أنها تحتل المكانة الثالثة فى مملكة «الوطاسين فى 
فاس» عدد كبير من اليهود يقومون بعصر العنب وصناعة الخمر ولهم نحو خمسمائة دار فى 
المدينة , وكذلك فى مدينة آزمور أحد مدن دكاله على مصب نهر أم الربيع بالإضافة إلى 
تواجدهم فى فاس وتلمسان ومجتمعات صغيرة أخرى متئخرة » وظهر دارسون يهود فى 
الجزائر فى هزه الفترة كسيمون بن سمحه دوران1(00182 457 ام/ 5ه وابنه سليمان 
وحفيده سمحه كانوا على صلة بيهود قاس ٠‏ وهناك رجال الدين مثل اسحق تحماس -ناولط 
5 وسليمان بن فالكون 1211058 وناثان بوستى لاأكنا8 ولم توجد اشارة إلى الاضطهادات 
بل هناك إشارة إلى صلات بين اليهود فى الجزائر واسبانيا وتونس وإشارة إلى وجود مجتمع 
يهودى فى مراكش . 

ومع ذلك فلقد تعاون عدد من اليهود مع الغازى البرتفالى والإسبانى ورغم ما تعرضوا له 
على يد البرتفال والاسبان وما لاقوه من ترحاب فى الشرق. من أشهر المهاجرين ابرهام بن 
سليمان ©1نال1ش الذى استقر فى فاس وكتب سفر القابلاه025012 تكملة لعمل ابراهيم بن 
داود وأن وفقا لابرهام بن سليمان اغتصب إثنان من الأغنياء المسيحيين فتاة يهودية ربما 
كانوا من قباطنة السفينة التى أقلته . 

ولقد أشار الحسن الوزان إلى أن معظم الصاغة فى فاس من اليهود الذين ينجزون 
أعمالهم بفاس الجديدة ثم يحملونها إلى المدينة القديمة لبيعها فى سوق معد لهم قرب سوق 
العطارين ولايمكن صياغة الذهب ولا الفضة فى المدينة القديمة , كما لايمكن لأى مسلم أن 
يمارس مهنة صائغ إن يقال أن بيع المصوغات الذهبية والفضية بثمن أعلى مما يساويه وزنها 
يعتبر ربا ولكن الملوك يسمحون لليهود بالقيام بهذا العمل. أما المسلمون من الصاغة فلا 
يريحون إلا مقدار أجر عملهم(8؛). 

ومع ذلك لم يترددوا فى التعاون مع الأجانب؛ فيذكر الوزان أن التجار البرتغاليين أقنعوا 
ملك البرتغال بالاستيلاء على المدينة» فأرسل عددًا من السفنء لكن انهزم بسبب قلة خبرة 
القاث وغرقت معظم السفن,ء ولقد أعاد ملك البرتغال الكرة على أزمور فأرسل إليها بعد سنتين, 
أسطولاً آخر مكوئًا من مائتى سفينة. 

ويقال إنه قبل أن تبدأ المعركة مع المسيحيين بقليل كان اليهود قد اتفقوا مع ملك البرتغال 


على أن فسلسوا له مدينة أزمور شريطة أن لا يلحقهم منه أذى ففتحوا الأبواب بموافقة 


]00.135.1// :مط 





ل 
الجميع- وهكذا استولى المسيحيون على أزمور وانتقل بعض أهلها للسكن بسلا ويعضهم إلى 
السكن بفاس. 

ويشير محقق النص أن الأمير زيان ابن عم ملك فاس الوطاسى الذى كان فيما سيق 
حاكمًا لمكناس والشاريه ٠‏ وكان قد ثار على ملك فاس والتجأ إلى البرتغال ثم أزمور حيث لعب 
على الحبلين . ولقد صالح ابن عمه الملك أخيرًا بصفة رسمية عام ٠57ه‏ / 1514م ويذكر 
المحقق أن تلك المصادر تشير إلى أن اليهود لم يسلموا أزمور إلى البرتقاليين وإنما جاء أحد 
اليهود إلى البرتغاليين فى منتصف الليل يخبرهم بإخلاء المدينة فاحتلها البرتفاليون صباح 
السبت " سبتمبر 7١١1م‏ رجب 519 ه . 

وحادثة أخرى حين منع حاكم ارزيلا (49١-16:1م/‏ 4457-/11ه - 4-16.0١هام/‏ 
١0-.47ه)‏ اللاجئين من النزول قرب القصر الكبير الذى فى سلطة مراكش والذين وصلوا 
إلى ميناء باديس وهو فى حوزة السلطان كانوا فى أمان . ولأن حاكم المنطقة مولاى منصور 
من العائلة الحاكمة وقابلهم وعاملهم معاملة طيبة. وسفر القابلاه أشار إلى الملك الكبير للأغيار 
مولاى الشيخ محمد الشيخ (6.5-141/75١م/‏ /ا/41-١411ه)‏ أول ملوك فاس من الوطاسيين 
الذى استقبل اليهود فى مملكته وكان رفيقا لهم وأنه أكرم اليهود الفارين رغم خوف الأهالى 
من كثرتهم وتأثيرهم وعلى أقواتهم وأمالهم فأعطاهم الحاكم مكانًا خارج أسوار المدينة وبنى 
لهم منازل. 

ولقد كان ضعف الدولة المغربية من العوامل التى أدت إلى ازدياد الأطماع فى مملكة 
الوطاسيين فدخل البرتغال اسفى ١44١م/‏ 847ه ولقد تصارع البرتغال والأسبان فيما بين 
عام 494١-4١6١م/‏ 114-104ه واعترفت بالسلطة البرتفالية » وسقطت أزمور كما سبق 
ذكره 1617م/ 114ه وكان اليهود عنصرًا فعالاً فى الأحداث ويقول د. أحمد بوشارب أن 
المجتمع اليهودى لايخلو من تباين طبقى ومن اختلاف فى الجاه والفنى . وكما وجدت فئات 
متعاملة مع الاستعمار فهناك يهود لعبوا دورًا طلائعيًا فى احتلال الحواضر الدكاليه وفى نشر 
تفون الاستعمار داخل دكالة . وكان جل هؤلاء اليهود المتعاملين من الأرستقراطية اليهودية من 
مسئولين دينيين أو كبار التجار . وكانت غايتهم في ذلك الحفاظ على مصالحهم الشخصية . 

ويلاحظ عادة أن عدد من اليهود الذين يرجعون إلى أصل يرتغالى وسبق أن طردوا من 
البرتغال على يد حكامها تعاونوا مع المستعمرين البرتغال وتناسوا ما تعرضوا لهم على أيديهم 
وسخروا أنفسهم لصالح الاستعمار (1؛). 





]00.135.1// :مط 





1١66 
ورغم أن الملك البرتغالى أمانويل الأول سمح للجالية اليهودية فى كل من اسفى وازمور‎ 
ريال أو‎ "٠١ بحرية الدين ومنحهم الحماية فى مقابل أن يؤدى كل فرد ضريبة تصل إلى‎ 
دوتيه. ولكن كان البرتغاليون يتشككون فى ولائهم فعملوا على تحديد عدد الأسر اليهودية‎ 
باسفى وازمور وطرد عدد من الأسر من اسفى كما حدث سنة 1615١م. والقيام بترحيل يهود‎ 
إلى اصيلا . والملاحظ أن الطبقة العليا من اليهود هى المسئولة عن هذا (:"): أما‎ ١١4١ ازمور‎ 
الطبقة الدنيا فلم تكن لها يد فى هذه العمالة على ما ذكر د. بوشارب واندفعت إلى اتخاذ‎ 
بعض المواقف كالدفاع عن اسفى المحاصرة من طرق القبائل . ولقد تضررت من الاستعمار»‎ 
كما تضرر المسلمون هؤلاء المتعاملون مع الاستعمار من اليهود. كانوا يهدفون لخدمة‎ 
مصالحهم وللاستفادة من المزايا وامكانيات الثراء ولهذا لاتذكر النصوص مجموعة المتعاملين‎ 
» إلا مجموعة من اليهود اندمجوا فى النظام الاستعمارى كتجار ووسطاء واحترفوا الترجمة‎ 
وفى رسالة تعود لعام ١4١١م/ 1548ه إلى الملك فى أواخر التجرية الاستعمارية «ذلك أن‎ ,)*( 
ازمور بهذه الخطورة يجب ألا تسند إلى اليهود الذين لايفكرون إلا فى مصالحهم الخاصة»‎ 
وهذا هوسبب ترحيل يهود أسفى وأزمور إلي اصيلا خوفًا أن يسهموا فى دخول الأعداء إلى‎ 

المدينة بعد أن تأكد لهم أفول نجم الاستعمار بالمنطقة , فهم يبيعون الولاء وفقًا للمصلحة. 

ولقد ارتكب الوطاسيون والسعديون خطأ فى اعتمادهم على يهود كان لهم أقارب فى . 
الثغور المحتلة, وغالبًا ما كانوا ينقلون اسرارهم إلى البرتغاليين حتى أنه يصعب على المرء 
معرفة من يخدم هذا اليهودى؟ الوطاسيين أم البرتغاليين. 

يعقوب بن رؤول ترجمان الوطاس وسفيره إلى البرتغال قدم خدمات كبرى للبرتفال مما 
حدا بسفير البرتفال بباس إلى اقتراح اعطائه هدية وشكره . فقد كانت هنا مصالح مادية 
ورآها مزايا وزيارات مهمة . وكان أحد اليهود فى دارديروا «اسفى» يتقاضى عن الترجمة 
٠‏ ريال سنويًا » كان اليهودى يوكل له مهام تدر عليه أموالاً كادخال الضرائب أو كراء 
التجارية وكان يقدم الأموال للملك ويقدم مرتبات الجند مما مكنه من مضاربات مربحة على 
حسايهم. 

وأصبح اخوه ناجد يهود بابل على رأس شركة تجارية كبرى لانتاج العياءات والحياك 
والزرابى (الابسطة) وشرائها وذلك لتزويد تجارة الملوك بالسودان وأصبح الملك يدين لهما 
بالأموال وأصبحا يهددانه يعدم تسليم السلع إن لم يتوصلا إلى الأموال» كما حصلا على 


]أ.00.135// :مط 


١6 

احتكار تجارة هذه الأنسجة الصوفية بعقد موقع من الملك يعتمد فيه بتسليم ٠٠٠١‏ كسوة كل 
١‏ سنة» وذلك لمدة ثلاث سنوات . 

وتآمر اليهود المستفيدون من الوساطة التجارية والسياسية ضد المسلمين لتنحيتهم » فما 
حدث من قيام أكبر عميل وهو ابراهام بن زاميرى بالكتابة للملك أن مصلحته عدم تعيين أى 
ا مسلم فى أى وظيفة. 
| ولاغرابة أن يكن هؤلاء اليهود العداء للسعديين حين ظهورهم لأنهم يهددون مصالحهم 
| باعلان الجهاد ضد البرتغاليين ؛ ولذلك تعرض اليهود للكراهية عند تحرير دكالة. بعد أن 
تمتعوا برخاء الوطاسيين نتيجة الهدايا واحتياجهم للمال فهنا لعبت الطبقة العليا من اليهود 
دورًا عمليًا مع الاستعمار الخارجى على حساب من المسلمين والفئات الدنيا من اليهود. 

والأمر نفسه يتكرر فى العصر الحديث ففوزى سعدالله يتحدث عن يهود الجزائر يذكر أنهم 
عاشوا الحياة الجزائرية بكامل حقوقها وواجباتها وأن الجزائر فتحت أبوابها للجاليات 
اليهودية المهاجرة من إسبانيا بعد سقوط الأندلس وموجة الاضطهادات التى تعرض لها اليهود 
على يد محاكم التفتيش ٠‏ وأنه فى عام 1177م اختارت الغالبية الساحقة من يهود الجزائر 
الرحيل إلى فرنسا وبلدان أخرى رغم أن جبهة التحرير الوطنى لم تتصور هذا الرحيل 
الجماعى لليهود ورغم النداءات التى وجهوها لهم بالبقاء. من أجل طمأتتهم واشراكهم فى 
تشييد الجزائر المستقلة ولكن دفعهم الخوف بسبب المساهمة الواسعة لفئات يهودية فى المجازر 
والجرائم التى ارتكبتها المؤسسة المسلحة السرية 0.4.5 ضد الجزائريين احدثت شرخا بين 
المسلمين واليهود وخافوا انتقام المسلمين منهم لا فعلوه بهم بعد الاستقلال . ولم يحدث أن 
اشتكى أى يهودى ممن بقى فى الجزائر وإن كان بعض من الفئات العليا وهى أعداد قليلة قد 
بقيت هناك مثل مارسيل بلياك. ومحمد كنيب فى كتابه عن يهود المغرب وهو باللغة الفرنسية 
وترجمه ادريس بن سعيد وقدم له اندريه ازولاى وهو يهودى ومستشار للك المغرب . 

فيذكر أنه لم تنته عمليات الفزى العسكرى والمقاومة المسلحة المفربية إلا فى ١147‏ لكن 
تتظيم الشبان المغارية المسلمين بدأ منذ ١477‏ وظهر اتجاه مسيرته على المسرح السياسى 
بمناسبة حوادث حائط المبكى التى حدثت فى القدس سنة 14979 ٠‏ وكان لها أصداء محدودة 
فى المغرب وظفها محمد بن الحسن الوزاتى ومحمد الفاسى وعلال الفاسى وحسن بوعياد لحث 
سكان المدن العتيقة سياسيًا والشروع فى تعبئة الطلبة والحرفيين ويعض التجار من أجل 





00.341// :مط : 


8 


١6١ 
المطالبة فى مرحلة أولى بابقاف التجاوزات المرتكبة فى اطار الادارة المباشرة وحث الاقامة‎ 
العامة على الالتزام بروح معاهدة فاس.‎ 
أما الشباب اليهودى فقد كانت لديه على العموم طموحات أخرى مغايرة لأهداف الوطنيين‎ 
المسلمين وتحركاتهم ؛ وذلك لأن نسبة عالية من خريجى مدارس الرابطة الاسرائيلية العالمية‎ 
كانت تمثل ببدائل أخرى. وهكذا نشرت صحف صادرة بالمفرب وعلي غرار ما كان يروج فى‎ 
دوريات يهودية صادرة بباريس مقالات توحى بأنه «لن يبقى أمام اليهود المفارية خيار واحد‎ 
غير الشيوعية أو الصهيونية إذا لم تمنح الجنسية الفرنسية لهؤلاء اليهود.‎ 
+ وفىاققزة تشرى نكن أن النهرد واضلوا :فى امناطق التاضعة الفرسين وخاصة فن اللتن.‎ 
وأشغالهم فحصل البعض منهم على أرباح طائلة من جراء تثمين تموين الجيوش وقد كان‎ 
الحصول على وضعية تميزهم عن غيرهم من الأهالى لمن فيهم عامة الملاح من ضمن‎ 
الانشغالات الكبرى لنخبتهم منذ ذلك التاريخ لكن الاقامة العامة الفرنسية استبعدت كل تغبير‎ 
فى الوضعية القانونية لرعايا السلطان.‎ 
وهنا تتكرر مرة أخرى فى التاريخ محاولة الصفوة اليهودية التعامل مع المحتل على حساب‎ 
مواطنيهم.‎ 
وهذا الوضع الانفصالى نجده مع نهاية العصور الوسطى ودخول العالم الإسلامى فى فترة‎ 
ضعف وفى فترة التاريخ الحديث حيث سقطت دولة تحت الاستعمار الأجنبى » فاختفى ما كان‎ 
سائدًا فى العصور الوسطى من وجود نوع من التجانس والارتباط بالمجتمع الإسلامى من قبل‎ 
اليهود وهو يواكب فترة الازدهار الاسلامى.‎ 
فهم يسعون إلى الربح أينما وجد , ومع الغالب أى كان » وفى النهاية نجد أن اليمين‎ 
الاسرائيلى بل الأصولية اليهودية تعود إلى الساحة لتفرس شروط التعصب فايمانويل هيجان‎ 
فى كتابه الأصول اليهودية يذكر أن الحاخام ماكوفر لايشك لحظة واحدة فى أن الجامع ذا‎ 
القبة الذهبية والمقام على نفس الصخرة التى أقام عليها الملك سليمان كان مركزا لعباده‎ 
العبرانيه فى التاريخ القديم » هذا الجامع سيدمر ليقام مكانه هيكل القدس الجديد المعاد بناؤه‎ 
بكل فخامته . ويرى البروفسير دان مالر أن افتتاح اليشيفا التى يقوم كل تعليمها على اعادة‎ 
بناء الهيكل الثالث يكشف حالة الهذيان التى تسيطر علي العالم المتشدد فى اسرائيل0©).‎ 
ويختم المؤلف كتابه قائلا فعلى عكس المتوقع فان فلسفة الجيتى نجد من الأسهل لها‎ 
الاستمرار فى اسرائيل » فالأصوليون بسبب تصميمهم على إقامة حضارة يهودية أصيله‎ 





]00.135.1// :مط 


١6 ٌ‏ ْ 
١‏ تتطصتوق فى طالة مق طبقع نحياتهم © هوم عن سَتَعَرل الكال يرشمتون الأمتراك بالستعداء 
التقويم المدنى ويحسبون الآيام والشهور والسنين طبقا للتقويم التوراتى القديم . 1 
وشاع على اشتصران هذه النظية الكعوو بان النناسيورا معرضة كار فى المستفيل إذ 

إن المتشديين مقتنعون جميعا بأن اليهودية خارج اسرائيل ستندثر فى وقت قريب تحت تأثير 
الاندماج ومعاداة السامية. وأته لن تبقى سوى بعض الجزر الديتية المتعزلة وأن واجبهم لذلك 
هو أن يحافظوا على التقاء اليهودى بكل عتاد: وألا يسمهوا لآية قوة على الأرض أن تقف 
عقبة فى هذا الطريق المؤدى إلى زمن مجئء المسيح المنتظر9؟") . ْ٠‏ 
مأنوزة لايكتاج لتفليق لعرفة من هو المتطترى. [ 


ع حي وجرت ةو مو و و 


ا ا 0 


ا م ا ييا اا كن 





أ.كقنا.600)// :مقط : ١‏ 


102910 3. رم مهفا لداع نلء1/1 04 16905 غطا هذ قدالهلسف -ل2 صذ قعائلط طوتمع1 : معنادعدقة؟‎ -١ 
.101-11 

؟- اسرائيل شاحاك 44-45 1 

. 16-5 اسرائيل شاحاك . ص4‎ -٠ 

- اين القوطى » ص؟؟؟ . 

ه- مقدمة كتاب ابن كمونة للدكتور عبد العظيم ابراهيم . 

1- مقدمة كتاب ابن كمونة. 

/ا- .ممطقتاد 4ه متطعماء8 : ج4016 

8- ابن بسام : فى محاسن أهل الجزيرة ج١‏ ص4ه700-7 ؛ صلاح سلام رسالة ماجستير عامة غرناطة 
بنات عين شمس. 

4- الأمير صصدالله : التبيان تحقيق ليفى بروفنسال : القاهرة ه90١‏ . 

., ١951٠١ ابن حزم : الرد على ابن النفريلة اليهودى تحقيق احسان عباس القاهرة‎ -٠ 

. ١584 اكرام سكر: رسالة ماجستير جامعة عين شمس‎ -١ 

. ١اص ابن حزم : الرد على ابن النفريلة انظر المقدمة‎ -١ 

17- الأمير عبدالله : التبيان ص١”‏ . 

14- انظر هنرى بيريس : عن بن النغريلة . 

6- الأمير عبد الله : كتاب التبيان (مذكرات الأمير عبدالله آخر ملوك بنى ربرى بفرناطة 2445-1415 
تحقيق ليفى بروفنسال ص١٠‏ . ظ 

- ابن حزم : الرد على ابن النغريلة ص١١‏ . 

. ”77١ص ابن بسام : النخيرة فى محاسن أهل الجزيرة القاهرة 16 قسم الأول‎ -١/ 

8- أكرام سكر : رسالة ماجستير قصيدة ١7‏ . 

9 ابن عذارى: البيان المغرب فى أخبار المغرب والاندلس ج7 , ص8١؟‏ . 


١6‏ ظ 
هوامش الفصل الثالث 


ابن بسا م : التخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج؟: ص5"؟59؟ . ظ 


]أ.00.135// :مط 


١66 
. "7١ص عن أبن النغريلة راجع اين الخطيب الاعلام‎ -7 
. غ؟- محمد بحر : اليهود فى الاندلس ص27-47‎ 
. هترى بيرس :ا ص775‎ 6 
. دوزى ج17 ص77‎ 1 
. الأمير عبدالله : التبيان ص1”‎ 
. الأمير عبدالله التبيان ص7؟‎ 4 
. 44:84 الأمير عبدالله : التبيان‎ 
. مذكرات الأمير عبدالله : التبيان تحقيق ليفى بروفنسال ص.ه‎ -7 
. مذكرات الأمير عبدالله التبيان ص.ه-4ه‎ --١ 
. ١/ص‎ . 141 ابن حزم الرد على ابن النغريلة اليهودى تحقيق احسان عباس القاهرة‎ 7 
. 27-43 : ابن حزم‎ 75 
. 99-4 يوسف شكر : فرناطة فى ظل بنى الاحمر ص4‎ -4 
,1974 المغيلى (محمد عبد الكريم التلمساني) مصباح الارواح فى أصول الفلاح تحقيق رابح يونار‎ 
. ٠١-هص‎ 
. ١7ص المفيلى: مصباح الارواح‎ 7 
. ١١ص المفيلى : مصباح الأرواح‎ -77 
. 7١ص الوك الميغلى :ا‎ 
للشيخ المغيلى : كتاب فى «أسئلة الاسقيا وأجوية المغيلى» تحقيق عبد القادر زبايديه كتبه لماكم‎ 9 
التكرور اسقيا الحاج محمد وجرى على طريقته من الآمر بالمعروف والنهى عن المنكر.‎ 
.م اوعططعم111‎ 393 . 6 
008اناأهاع2 عط] 142-23 , 2 01؟ , صملهمآ وعنلنهد لماص 02 أه أممطك5 عط )0 سناءالس8‎ - 
.عستمقد لخ ومقط- لخ قلخ سماتلياة 1ه طافعل عط لمح 1465 -869 مز مد؟‎ 
بم , عط مم11‎ 377 - 384 7 
,1187 حسن بن محمد الوزان الفاسى : وصف افريقيا ترجمة محمد حجى محمد » بيروت‎ -45 
. ص‎ 
ننس مدينة خاصة لملك تلمسان وأيام الوزان كانت فى سيطرة أحد الأخويين التركى بربروس خير‎ -4 
. الدين ج؟ صة”‎ 





ذا أأ.35.طم0ما// :مط 


١65 


]35.1 ط.ط0)ما// :مط 


6 . 386 .م , وعططءو 
1- حابيم الزعفراني : ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب ترجة أحمد شحلان ؛ عبد الفنى أبى العزم 


47- الحسن الوزان : وصف افريقيا , ييروت , 19417 ج١:‏ ص784 . 

44- الحسن الوزان ج١.‏ ص”787 . 

- أحمد بوشارب : مقالة التجرية الاستعمارية البرتغالية بدكاله مجلة كلية الآداب والعلوم الانسانية 
جامعة محمد عبدالله فاس السنة الأولى ص4/!ا-8؟ . 

ه- أحمد بوشارب : تقس المرجع ص/-41 . 

5و2 عند كلين نهو قفرب 21117 اناس اا 

68د |نناتويل شَيمَان : الاصولية اليهودية ترئيمة سهد الطويق :صن 1 : 

05- ايمانويل هيجان : الاصولية اليهودية ص577-/77 . 

















المبانى فى حارة 


حارة ا 


4 
بض 


ديمد 


ينة! 
د الحديثةه 


مه 
تومه هم 


على الطرا 


زر 


القوطى بِأثُ 


2 


3 
دوس 








١6 /ا‎ 


١04 





حارة اليهود يمدينة فاس 1 


غ]أ.35ط.طم)ما|// :مط 


١6ه‎ 





حارة اليهود يمدينة فاس بال مغرب 





الونتطط.طمما// :مط 





كل 





صورة أحد ال منازل الحديثة فى حارة اليهود بمديئة فاس بالمغرب 





غ]أ.35ط.0)0ا|// :مط 


قائمة المصادر والمراجع ©) 
أبوريدة ط”, القاهرة , الهيئة المصرية العامة للكتاب . ١4464‏ (الألف كتاب 
الثاني- )١1584‏ . 

- آشتور (1.) التاريخ الاقتصادى الاجتماعى للشرق الأوسط فى العصور الوسطى؛ ترجمة 8 
عيد الهادى عبلة» مراجعة أحمد غسانق 0 دمشق 2 دار قتيبة « هلام ١‏ 





- أحمد بوشارب : مقالة التجرية الاستعمارية البرتفالية بدكالة مجلة كلية الآداب والعلوم ْ 
الانسانية - جامعة محمد بن عبدالله الفاسى 54-14 . ظ 
- أحمد رمضان أحمد: حضارة الدولة العربية فى عهد الرسول والخلفاء الراشدين والدولة 
الأموية , القاهرة, الجهاز المركزى للكتب الجامعية » 4/ا:15ام. 
- أحمد سوسة : ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق» بغداد . جامعة يغداد. مركز 
الدراسات الفلسطينية 51/8ام. 
الاندلسي. منشورات عكاظ (سلسلة المعتمد بن عباد للتاريخ الأندلسى 
ومصادره). 
عصر الدولتين الأيوبية والمملوكية. جامعة طنطاء كلية الآداب ١1517‏ (رسالة 
دكتوراه غير منشورة) 5 
- أحمد غسانو سبانو : تاريخ دمشق القديم؛ دمشقء دار قتيبة. 
- أخبار مجموعة وفتح الأندلس وذكر أمرائها والحروب الواقعة بينهم؛» تحقيق محمد زينهم» 
القاهرة 0 دار المفرجانى» 6ام. 
- إسبوزيتو (جول ل.) التهديد الإسلامى خرافة أم حقيقة:, ترجمة قاسم عبده قاسمء ط؟, 
القاهرة دار الشروق 0 اك 


+ رتبت هذه القائمة ترتيبًا هجائيًا محضًا , مع إغفال آل . ابن . وأبو حكمًا ووجودها رما 


لكا 





| 


انعمطممالتما 





5 
- اسرائيل شاحاك : التاريخ اليهودى؛ اليهودية وطأة ثلاث آلاف سنة, ترجمة صالح على 
:سوداح » بيروت» بيسان» 6كام. 

- إسرائيل ولفنسون : تاريخ اليهود فى بلاد العرب فى الجاهلية وصدن الإسلام: القاهرة 

- إسرائيل ولفنسون : موسى بن ميمون ٠‏ القاهرة ”157م. | 

- اشرق المنيا # #غوانة إسرايل:: الضهيونية وائهنار الإتكاد السوفيتئ القاهرة: 
جماعة حور الثقافية, ٠.٠‏ كم 

- آمنون كوهين : القدس دراسات فى تاريخ المنينة: ترجمة سلمان مصالحة :مراجعة 
إسحاق حسون» باريتسحاق بن تسفى» القدس» 155ام. 

- الإدريسى (محمد بن محمد بن عبدالله) نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق » بيروت, 
44م اج. ش 

- الأزدى (محمد ين عبدالله) تاريخ فتوح الشام» تحقيق عبد المنعم عبدالله عامرء القاهرة, 
تفل العرن». +لاكلام: 

- الأزرقى (أبى الوليد محمد بن عبدالله بن أحمد) : أخبار مكة. تحقيق رشدى صالح 

- إكرام سكن : رسالة ماجستير جامعة عين شمس . 
القاهرة . الهيئة العامة للكتاب . 1144 م (الآلف كتاب الثانى57؟) . 

- إيمانويل هيمان الأصولية اليهودية ترجمة سعد الطويل- القاهرة . 

سارك تعجائك الهثد: 

- ابن بطوطة (أبى عيدالله محمد ين عبدالله) : رحلة ابن بطوطة. بيروت » دار صادر 
7ام. 


- البغدادى: (عبداللطيف) : رحلة عبد اللطيف البغدادى فى مصرء القاهرة . 1904م . 


]00.135.1// :مط 





س3 

- بنيامين التطيلى (النبارى الأندلسى) رحلة بنيامين (74-071 ده / 11175-1176) 
ترجمة عزرا حداد : بغداد, ه1556م. 

- البلاذرى (أحمد بن يحيى بن جابر ) : فتوح البلدان » تحقيق طلاح الدين المنجد. 
القاهرة الهيئة المصرية» د.ت ”اج . 

- ترتون (أ.س) : أهل الذمة فى الإسلامء ترجمة حسن حبشى. القاهرة ٠‏ الهيئة المصرية 
العامة للكتاب. 1515م: (تاريخ المصريين-١7)‏ . : 

- التوراة السامرية: النص الكامل للتوراة السامرية باللغة العربية» ترجمة الكاهن ظ 
السامرى أبو الحسن إسحق الصورىء نشر أحمد حجازى السقا. القاهرة , ظ 
دار الأنصارء 1514م. | ظ 

- توفيق سلطان اليوزبكى : تاريخ أهل الذنمة فى العراق (70١417-1؟7ه)؛‏ الرياض 
1م ظ 

- تيودور هرتسل : الدولة اليهودية» ترجمة محمد يوسف عدس ؛» مراجعة عادل حسن 
غنيم, القاهرة , دار الزهراء » 19144م. 

- الجاحظ (أبى عثمان) : المختار فى الرد على النصارى. بيروت » د.ت . 

- جدع جلادي : إسرائيل نحو الانفجار الداخلى , التقاطب بين المستوطنين الأوروبيين 
وأبناء دار الإسلام, مراجعة عبد المجيد ابراهيم . القاهرة. مراجعة فيصل 
الوائلى القاهرة الهيئة العامة للكتاب. 151١م‏ (الألف كتاب الثانى- 517") . 

- جروهمان (أودلف) : مجموعة أوراق البردى العريية بدار الكتب المصرية, ترجمة عبد 
الحميد حسن , محمد مهدى علام. القاهرة. دار الكتب المصرية , ١5534‏ اج. 











- جمال حمدان : شخصية مصر؛ دراسة فى عبقرية المكان. القاهرة . 597١م‏ اج . 

- جوايتاين (س1) دراسات فى التاريخ الإسلامى والنظم الإسلامية» ترجمة عطية 
القوصى الكويت, وكالة المطبوعات , ٠154م.‏ ظ 

- حامد عيد القادر: الأمم السامية. مصادر تاريخها وحضارتهاء القاهرة ١114م.‏ 

- حاييم الزعفرانى: ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب, ترجمة أحمد شملان عبد الغنى أبو 
العم د.م . دين ٠‏ /1941م. 


]00.135.1// :مط 





5 

- ابن حزم الأندلسى (الإمام أبى محمد على الظاهرى) : الفصل فى الملل والأهواء والتحل 
بدروت» دار صادرء دفر ٠.‏ 
عباس. القاهرة » مكتبة دار العروية, .157م. 

سي الخ الم : مئى حسن محمود : تاريخ المغرب والأندلس من الفتح العريى 
حتى سقوط الخلافة . القاهرة: دار الفكر العريى: 1194م. 
اام. 

- حسن ظاظا : السيد محمد عاشور : اليهود ليسوا تجار بالنشأة . القاهرة » د.ت ٠»‏ 
ولاكام. ْ 

- الحسن الوزان الفاسى: وصف أفريقيا ترجمة محمد صبحى محمد بيروت “ىوا . 

- حسنين محمد ربيع : وثائق الجنيزة وأهميتها لدراسة التاريخ الاقتصادى لموانئ الحجاز 
والينن فى العضون الوشطى: من كتاب مصادبر تاريخ الجديرة العزبية: جامعة 
الرياض: 161/1م. 

- حمزة الأصفهانى ( حمزة بن الحسن) : تاريخ سنى ملوك الأرض والأنبياء عليهم 
الصلاة والسلام» يدروت» دار مكنية الحياة © ل مك٠‏ 
القدس,» ياديتسحاق بن تسفى 2 5ام. 

- حوراني (البرت) : تاريخ الشعوب العربية: ترجمة نبيل صلاح الدين: مراجعة عبد 
الرحمن الشيخ . القاهرة» الهيئة المصرية العامة للكتاب. 21549 "اج (الألف 
كتاب الثانى) . 

- ابن حيان الأندلسى : المقتبس فى تاريخ الأندلس؛ تحقيق إسماعيل العربى. المغرب» دار 

الآفاق الجديدة, ام. 

- ابن حيان القرطبى : المقتبس لابن حيان » نشره شالميت» ف يتطىء م . صبح . 


]أ.00.135// :مط 


ه15 

- ابن الخطيب (لسان الدين محمد بن عبدالله) : اللمحة البدرية فى الدولة النصرية. ط” , 
بيروت ٠‏ دار الآفاق الجديدة. /161م. 

- ابن خلدون (عبد الرحمن) : تاريخ ابن خلدون (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام 
العرب والعجم والبريرى) بيروت 2 1597م. 

- دان أوريبان : شخصية العربى فى المسرح الإسرائيلى: ترجمة محمد أحمد صالح: 
منراجسة ههه غليفة سن التاهر:: الكلدن الأعلى العاف ...++ 
(المشروع القومى للترجمة - 8١؟)‏ . 

- دراسات فى تاريخ المغرب. كلية الآداب والعلوم الإنسانية: عين الدار البيضاء ٠116م.‏ 

- ابن دقماق (إبراهيم بن محمد بن أيدمر العلائى) : الانتصار لواسطة عقد الأمصار فى 
تاريخ مصر وجغرافيتها » تحقيق لجنة إحياء التراث. بيروت » العربى؛ د.ت » 
جيه . 

- دليل وثائق وأوراق الجنيزا الجديدة. جامعة القاهرة, كلية الآداب: مركز الدراسات 
الشرقية. 1451م. 

- الدمشقى ( أبى الفضل جعفر بن على): الإشارة إلى محاسن التجارة» تحقيق البشرى 
الشوربجى. الإسكندرية, /161/7م. 

- دنلوب (د.م) : تاريخ يهود الخزر» ترجمة وتقديم سهيل زكار . دمشق » دار حسان.» 
5م 

- الدوادار المنصورى ( بيبرس بن عبدالله المنصورى الناصرى الخطائى) : التحفة الملوكية 
فى الدولة التركية, تاريخ دولة المماليك البحرية فى الفترة من (744-١1لاه)‏ 
تحقيق عبد الحميد صالح حمدان . القاهرة الدار المصرية اللبنانية, /941١م‏ 

- دوزى: المعجم المفصل بأسماء الملايس عند العربء ترجمة أكرم فاضل » يغدال , 
الاكام. 





المصرية العامة للكتاب , 1444م: ”ج. 
-.وشاد 'عبداللة الشنامى :القوئ الديتية فى إسرائيل نين فين النولة ولغية السياسة. 
الكويت المجلس الوطنى للثقافة والفنون, ٠.116م.‏ (عالم المعرفةق- 181) . 


ا 


5 














احلا 
- رشاد عبدالله الشامى : إشكالية الهوية فى إسرائيل. الكويت ٠‏ المجلس الوطنى للثقافة 
والفنون, 1م (عالم المعرفة - نقرهة : 
- رشاد عبدالله الشامى الرموز الدينية فى اليهودية» جامعة القاهرة / مركز الدراسات 
الشرقية, ٠٠١‏ (سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية-١١)‏ . 
- رفعت سيد أحمد : وصف مصر بالعبرى؛ 3 فيو محمد زينهم محمد عرزب . القاهرة, 
- روجيه جارودى : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية (الترجمة الكاملة الشرعية), 
ترجمة محمد هشام» تقديم محمد حسنين هيكل ط"”؛ القاهرة» دار الشروق» 
6ام. 
- ابن الزبير (القاضى الرشيد) : النخائر والتحف ,» تحقيق محمد حميد الله مراجعة 
- ابن أبى زرع : التبصرة السنية فى تاريخ الدولة المرينية» ترجمة عبد الهادى شعيرة: 
مراجعة مصطفى العبادى 3 اهكلام 
مراجعة مصطفى العبادى» 11ام. 
- ابن أبى زرع (أبو الحسن على بن عبدالله) : الأنيس المطرب بروض القرطاس ٠‏ 
- سبتينو موسكاتى: الحضارات السامية » ترجمة السيد يعقوب . القاهرة. الهيئة المصرية 
العامة للكتاب, ١551/‏ (الألف كتاب الثانى- كه 5 
التاسع. القاهرة, ١7601‏ //ر 5085اها. 
- سعيد عبد الفتاح عاشور : الأيوبيون والمماليك فى مصر والشام. ط جديدة مزيدة . 
القاهرة . دار النهضة العربية » 1557ام. 
- سليم شعشوع : العصر الذهبى ؛ صفحات من التعاون اليهودى العريى فى الأندلس. 
- السمهودى (جمال الدين أبى المحاسن عبدالله ين شهاب الدين بن العياس بن أحمد 
الحسيتى الشافعى) : وفاء الوفا بأخيار دار المصطفى. القاهرة . مطبعة الآداب ء 


]00.135.1// :مط 





١ 1/‏ 
6لاه. 
- السمول بن يحيى بن عباس المغريى : بذل المجهود فى إفحام اليهود. تحقيق عبد 
الوهاب طويلة ٠.‏ دمشق دار القلم» 5ام. 
خليفة حسن ٠‏ القاهرة , المجلس الأعلى للثقافة »1151م (المشروع القومى للترجمة) . 
- سناء عبد اللطيف صبرى : ثقافة السلام لدى الأطفال الإسرائيليين » دراسة تحليلية 
- سهام نصار : الصحافة الإسرائيلية والدعاية الصهيونية فى مصر. القاهرة ؛ الزهراء 
للإعلام العربى: ١1151م.‏ 
- سهام نصار : اليهود المصريون صحفهم ومحلاتهم /الاإلما-. وما ؛ تقديم خليل صابات 
القاهرة ٠‏ العربى» د.ت ٠.‏ 
- ابن سهل (القاضى أبى الأصبع عيسيى) : وثائق فى إحكام قضاء أهل الذمة فى 
الأندلس» مستخرجة من مخطوط الأحكام الكبرى» تحقيق محمد عبد الوهاب خلاف» 
- سوزان السعيد يوسف : المعتقدات الشعبية حول الاضرحة اليهودية؛ دراسة عن مولد 
- سلام شافعى محمود سلام : أهل الذمة فى مصر فى العصر الفاطمى الثاني والعصر 
الأيويى (لاكع-168ها/ لس هكام) ٠.‏ القاهرة. دار المعارف 0 18م 





- سلام شافعى محمود سلام : حصون خيبر فى الجاهلية وعصر الرسول. الإسكندرية » 
منشأة المعارف. 1945م. 


- سيجموند فرويد : موسى والتوجيد ؛ اليهودية فى ضوء التحليل النفسى» ترجمة عبد 


0 








4 

المنعم حفنى, مراجعة محمد الدمياطى. القاهرة الدار المصرية, 151/7م . 

- السيد عبد العزيز سالم: تاريخ المسلمين وآثارهم فى الأندلس من الفتح العربى حتى 
سقوط الخلافة بقرطبة . الإسكندرية » مؤسسة شباب الجامعة ٠‏ ١1971م.‏ 

- سيد محمد عاشور: اليهود فى عصر المسيح. دمشق 115917م. 

- سيدة اسماعيل كاشف : مصر فى عصر الإخشيديين. القاهرة » الهيئة العامة للكتاب. 
64م (تاريخ المصريين - 8؟) . 

- سديو : خلاصة تاريخ العرب . بيروت ٠‏ ٠.5١ه.‏ 

- السيرافى: رحلة السيرافى؛ تحقيق عبدالله الحبشى . أبو ظبى, المجمع الثقافي » 
ملم ١‏ 

- السيوطى (شمس الدين أبى عبدالله محمد بن شهاب الدين أحمد بن على بن عبد 
الخالق المنهاجى) : اتحاف الاخصا بفضائل المسجد الأقصى؛ تحقيق أحمد رمضان 
أحمد. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب/ مركز تحقيق التراث» 1545١م؛‏ اج . 

- أبى شامة المقدسى ( شهاب الدين أبى محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم) : 
الروضتين فى أخبار الدولتين . بيروت» دار الجليل, دءت "ج . 

- أبى شامة المقدسى : تراجم رجال القرنين السادس والسابع المعروف بالذيل على 
الروضتين, نشره السيد عزت العطار الحسينى. بيروت ٠‏ دار الجليل ؛ د.ت 

- شلومر دوف جوايتين : القدس فى الفترة العربية ٠١49-5774‏ (من كتاب دراسات فى 
تاربخ المدينة) القدس ياد يتسحاق بن تسفى: ٠155م.‏ 

- الشهرستانى (أبى الفتح عبد الكريم) : كتاب الملل والنحل ( على هامش كتاب الفصل 
فى الملل والأهواء والنحل) بيروت » دار صادرء /711١ه‏ . 

- شوقى عبد القوى : تجارة المحيد الهندى فى عصر السيادة الإسلامية (4-419١1ه‏ / 
5448-1 1١م)‏ الكويت» المجلس الوطنى للثقافة والفنون ٠19١م‏ (عالم المعرفق )١٠١١‏ . 

- صبحى لبيب : التجارة الكارمية » وتجارة مصر فى العصور الوسطى. المجلة التاريخية 
المصرية » مج ج7. ١110م‏ . 

- صموئيل أتينجر : اليهود فى البلدان الإسلامية )1150-١86-0(‏ » ترجمة جمال أحمد 


]00.135.1// :مط 





1 
الرفاعى » مراجعة رشاد عبدالله الشامى. الكويت المجلس الوطنى للثقافة والفنون 
,556 (عالم المعرفة - /191) , 

- صلاح أحمد عيد خليفة : طبنة قاعدة الزاب المغربى (75١-797ه‏ / الا كم) 
مجلة التاريخ والمستقبل , كلية الآداب / جامعة المنيا » قسم التاريخ ٠‏ يناير 5..؟” 3 

م أبى ضياء المكى الحنفي: مكة المشرفة والمسجد الحرامء والمدينة الشريفة © والقير 
الشريف ٠‏ تحقيق علاء إبراهيم الأزهرى؛ وأيمن نصر الأزهرى, لبنان, دار الكتب 
العلمية /1461م. 

- الطبرى (أى جعفر محمد بن جرير الطبرى) : تاريخ الطبرى؛ تحقيق تحقيق محمد أبو الفضل 
إبراهيم . القاهرة, دار المعارف 0 1614م. 

- عادل حسن غنيم : حائط البراق أم حائط المبكى. القاهرة مركز بحوث الشرق الأوسط, 
دار قباء 2 "٠ .١‏ 

عاب مانت ايد الع يبرا ري الور د الوه 

؟ج (التخائر - 4 -.0) , 

- عبد الحليم عويس : دولة بنى حماد , صفحة رائعة من التاريخ الجزائرى. ط؟, القاهرة , 

دار الصحوة / دار الوفاء ٠‏ ١154م.‏ 


- عبد الرحمن بشير : اليهود فى المغرب العربى (5575-55ه/ 747-.1١٠١م)‏ . القاهرة , 
عين للدراسات ١١٠٠5م.‏ 





- عبد العزيز الثعالبى: تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامى إلى نهاية الدولة الأغلبية, 
تحقيق أحمد بن ميلاد محمد إدريس, تقديم حمادى الساحلى. بيروت» دار الغرب 
الإسلامى: 1617م. 

- عبد المنعم حفنى: الموسوعة النقدية للفلسفة اليهودية. القاهرة, مديولى . ./15م. 

عبد الواحد المراكشى : المعجب فى تخليص أخبار المغرب» تحقيق محمد زينهم محمد 
عزب. دار الفرجانى, 1594م. 





]أ.35آ.6ممكا// :مقط 


12 
مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام » 19154م. 


المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ معهد البحوث والدراسات العربية ه161م. 

- عبد الوهاب محمد المسيرى : الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ. القاهرة . دار الشروق» 
/1كام : 

- عبد الوهاب محمد المسيرى: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية؛ نموذج تفسيرى 
حددد . القاهرة, دان الشروق وووأقلق ممج. 

- عيد الوهاب محمد المسيرى: من هو اليهودى. ط" . القاهرة »دار الشروق » انلام 

- ابن العديم (كمال الدين أبى القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله) : زيدة الحلب من تاريخ 
حلب» تحقيق سامى الدهان. دمشق ؛ المعهد الفرنسى ١56٠‏ "اج . 

- عز الدين أحمد موسى: النشاط الاقتصادى فى المغرب الإسلامى من خلال القرن 
السادس الهجرع القافرة + ظ 

ْ 

- عطية القوصى : تجازة مصر فى البحر الأحمر منذ فجر الإسلام حتى سقوط الخلافة ّْ 
العباسية القاهرة, دار النهضة العربية » الاكام. 

- على السيد على: القدس فى العصر المملوكى. القاهرة. دار الفكر للدراسات » 7ام. 

- ابن عمارة اليمنى : تاريخ اليمن ؛ تحقيق محمد زينهم محمد عزب ٠‏ بيروت؛ دار الجيل ٠»‏ 
ام. ؤ 

- علاء طه رزق : تاريخ القدس فى المصادر المملوكية المتئخرة . القاهرة, جامعة القاهرة/ [ 
مركز بحوث والدراسات التاريخية. .كم 

- أبى القداء (عماد الدين إسماعيل) : المختصر فى أخبار البشرء القاهرة . مكتية ا مثنى» 
دعت #ج فى مجلدين : ع 

- فراس السواح : آرام .دمشق وإسرائيل فى التاريخ والتاريخ التوراتى » دمشق 


]135.1 00// :مط 


١ 
6ام.‎ 
اين الفرضى الأندلسى: كتاب الألقاب » تحقيق محمد زينهم محمد عزب . بيروت دار‎ -_ 
الجيل» 19517م.‎ 
تاريخ الحملة إلى بيت المقدس‎ ٠ فوشيه الشارترى: الاستيطان الصليبى فى فلسطين‎ - 
.م٠١١ -1177م؛ تحقيق وترجمة قاسم عبده قاسم: القاهرة , دار الشروق»‎ 0 
فيليب فارج » يوسف كرباج : المسيحيون واليهود فى التاريخ الإسلامى العربى والتركى»‎ - 
, قاسم عبده قاسم : اليهود فى مصر من الفتح العربى حتى الفغزو العثمانى . القاهرة‎ - 
دار الفكر للدراسات 2«( /141ام.‎ 
. ابن قتيبة (أبى محمد عبدالله بن مسلم) ' المعارف ؛ تحقيق ثروت عكاشة .طا‎ - 
القاهرة , الهيئة المصرية العامة للكتاب, 1557م.‎ 
ابن قتيبة الدينورى (أبى محمد عبدالله بن مسلم ) : كتاب عيون الأخبار , القاهرة , دار‎ - 
الكتب المصرية, كؤأؤل, جَ 4 امج.‎ 
ابن القغطى : (جمال الدين أبى الحسن على بن القاضى الأشرف يوسف؟ : أخبار‎ - 
. العلماء بأخبار الحكماء. القاهرة؛ المتنبى  د.ت‎ 
ابن القفطى (رجال الدين أبى الحسن على بن يوسف) : إنباة الرواة على أبناه النحاة,‎ - 
5 تحقيق محمد أبى الفضل إبراهيم. بيروت» مؤسسة الكتب كول . 'ج‎ 
القلقشندى ) أى العباس أحملد ين عبدالله) صبيح الأعشى فى صناعة الإنشاء القاهرة‎ - 
ج.‎ ١5 المطبعة الأميرية , 1511م.‎ 
ابن القلانسى (أبى يعلى حمزة) : تاريخ القلانسى المعروف بذيل تاريخ دمشق. القاهرة»‎ - 
٠. المتنيى, لنت‎ 
الحاج . دمشق» 1557م.‎ 
ابن القيم الجوزية : إحكام أهل الذمة ؛ تحقيق صبحى الصالح . لبنان » دار العلم‎ - 
جح‎ ١ للملايين» ام‎ 


- ابن كبر : مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة. نشر صموئيل السريانى . القاهرة » د.ن» 





1 


نكم ططمامة اناا 





١ 


0 

- ابن كثير (الحافظ بن كثير) : البداية والنهاية . القاهرة. 1154م. 

- كلود كاهن : تاريخ العرب والشعوب الإسلامية. بيروت, 15/17م. 
- أبن كمونة (أسعد بن منصور) : تنقيح الأبحاث للملل والثلاث, اليهودية, المسيحية, 
الإسلام. القاهرة. دار الأتصار . 

- كيسطر (آرثر) : القبيلة الثالثة عشر ويهود اليوم » ترجمة أحمد نجيب هاشم . القاهرة 
الهيئة العامة للكتاب . 1151١‏ (الألف كتاب الثاني- )٠١١‏ . 

- لطفى عبد البديع: الإسلام في أسبانيا , ط" . القاهرة , النهضة المصرية , 1174م. 

- ليفى بروفتسال : مذكرات الأمير عبدالله , آخر ملوك بنى زيرى بغرناطة (45-44) 
المسماة بكتاب التبيان مصرء دار المعارف ,» ١9206‏ (ذخائر العرب- 4 : 

- ليفى بروفنسال : تاريخ أسبانيا الإسلامية من الفتح إلى سقوط الخلافة القرطبية, 
القاهرة, المجلس الأعلى للثقافة , الاكام. 

- ليلى أبو المجد : عقد الزواج عند اليهود كتوياه وتأثره بعقود الزواج عند شعوب الشرق 
الأدنى : حوليات كليات الآداب/ جامعة عين شمس . ج١‏ . 


- مارك كوهين: المجتمع اليهودى فى مصر الإسلامية فى العصر الوسطى, ترجمة نسرين 
مرار. سمير نقاش ؛ مراجعة سليمان جبران» تقديم ساسون سوينج. جامعة تل أبيب 2 
المعهد اليهودى العريى: 1541م. 
عبد البديع مراجعة جمال محرز , القاهرة الدار المصرية للتأليف , 1434م. 

- محاسن محمد الوقاد: اليهود فى مصر المملوكية فى ضوء وثائق الجنيزة. القاهرة : 
الهيئة العامة للكتاب. 15945 (تاريخ المصريين - 0؟1) . 

- محسن على شومان ؛ ا ل ل 

انمد تحتو ا عابر ووس هناة هون لالقرين قن عبد اق سمو 
عبد العزيزء كلية الآداب- الدار البيضاء. 


- محمد جبريل مصر من يريدها يسيوء , القاهرة »دار الحرية, 5م (كتاب الحريقكه- 


]00.135.1// :مقاط 


وف ُ 

. 0 

- محمد جلاء إدريس : الشخصية اليهودية, دراسة أدبية مقارنة. القاهرة » عين للدراسات 
157م. 

- محمد جلاء إدريس : يهود الفلاشا » أصولهم » ومعتقداتهم . وعلاقتهم بإسرائيل. 
القافرة. مفيولى + 1555ام. 

- محمد جلاء إدريس : فلسفة الحرب فى الفكر الدينى الإسرائيلى » جامعة القاهرة ) 
مركز الدراسات الشرقية ٠٠١١ ٠‏ (سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية )١4‏ . 

- محمد جلاء إدريس : الاستشراق الإسرائيلى فى المصادر العريية . القاهرة. العربى؛ 
56ام. 

- محمد جلاء إدريس : الأدب المقارن» قضايا وتطبيقات . القاهرة: دار الثقافة العربية, 
ءلم 

- محمد خليفة حسن أحمد : رؤية عريية فى تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضارته. 
القاهرة. 1556م. 

- محمد خليفة حسن: تاريخ الأديان» دراسة وصفية مقارنة ‏ القاهرة» د.ن» 15557ام. 

- محمد خليفة حسن : النبوى جبر سراج : الجنيزا والمعابد اليهودية فى مصر . جامعة 
القاهرة. مركز الدراسات الشرقية , 494١م‏ (سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية-؟). 

- محمد الطيب بن الخوجة : يهود المغرب العريى. المنظمة العريية للتربية والثقافة والعلوم» 
معهد البحوث والدراسات العربية , 191/7م. 


1515ام. 


- محمد عبد الستار عثمان : المدينة الإسلامية, الكويت, المجلس الوطنى للثقافة » 9//4١م»‏ 
(عالم. المعرفق- )١58‏ . 

- محمد عبد الغنى الأشقر : تجار التوابل فى مصر فى العصر المملوكى . القاهرة » 
الهيئة العامة للكتاب » 1595: (تاريخ المصريين71١)‏ . 


- محمد عبد الكريم المغيلى التلمسانى: مصباح الأرواح فى أصول الفلاح » تحقيق رابخ » 


]135.1 00// :مط 











١7 

بوتار. الجزائر » الشركة الوطنية للنشر» 1514١م.‏ 

- محمد العزب موسى: موسى مصريا » نظرية فرويد فى التاريخ اليهودى . القاهرة, 
الهيئة العامة للكتاب » 15515ام» (المكتبة الثقافيق- .؟؟) ,. 

- محمد كنب : يهود المغرب ١5221511‏ . 

- محمول سعيد عيد الظاهر : الصهيونية وسياسة العنف ٠‏ رئيف جاويتنسكى وتلاميذه فى 
السياسة الإسرائيلية. القاهرة, الهيئة المصرية العامة للكتاب: 91/4ام. (نصوص 
ودراسات الصهيونية-؟) . 

- محمود سعيد عبد الظاهر: يهود مصر ؛ دراسة فى الموقف السياسى 1441١-1144م؛‏ 
مراجعة محمد خليفة حسن . جامعة القاهرة. مركز الدراسات الشرقية ٠٠٠١‏ (سلسلة 
الدراسات الدينية والتاريخية )١1/-‏ , 1 

- بامخرمة (أبو محمد عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد) : تاريخ ثفر عدن» مع نخب من 
تواريخ ابن المجاور والجندى والأهدل؛ نشره أوسكار لوفجرن. ليدن» 555١م‏ »2 "اج . 
بيروت» دار مكتية الهلال » ١154م.‏ 

- مخطوطات البحر الميت : مروج الذهب ومعادن الجوهرء تحقيق محمد محى الدين عبد 
الحميد, بدروت» دار المعرفة, كام 003 

- المغيلى: محمد عبد الكريم التلمسانى : مصياح الأرواح فى أصول العلاج تحقيق رابح 
برنار » الجزائر 1734م. 

- المغيلى: أسئلة الاسقيا وأجوية المغيلى تحقيق عبد القادر أبايديه. 

- مصطفى كمال عبد العليم : سيد فرج راشد 3 اليهود فى العالم القديم. دمشق »دار 
القلم» 06ملم. 

- المقريزى (تقى الدين أحمد بن على) : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف 


]00.135.1// :مط 


و/ا١‏ 
بالخطط المقريزية. بيروت »دار صادر »ا لنت . 'ج. 
- المقريزى (تقى الدين أحمد بن على ) اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الخلفاء تحقيق جمال 
1611م ؟اج. 
- المقريزى (تقى الدين أحمد بن على) السلوك لمعرفة دول الملوك» تحقيق سعيد عبد الفتاح 
عاشور وآخرين ٠.‏ القاهرة »دار الكتب» ؟؟“/ا58, ١‏ قسم فى 4 00 
- المقريزى (تقى الدين أحمد بن على) تاريخ اليهود وآثارهم فى مصرء تحقيق عبد المجيد. 
مكتبة الثقافة الدينية » دءت. 
- موشيه ساسون : مذكرات أخطر سفير اإسرائيلى فى مصر ء /ا سنوات فى بلاد 
القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب, 1157 (الألف كتاب الثاني- 7؟١)‏ . 
- نريمان عبد الكريم أحمد : معاملة غير المسلمين فى الدولة الإسلامية. القاهرة, الهيئة 
داتعي رك +طريق:التتطارة النؤاكة وسيكذاتينا بن اشرق والفرن ازاخير الور 
الوسطى. القاهرة , الهيئة المصرية العامة للكتاب, 1917م. 
- النميرى البصرى (آبي زيد عمر بن شتيه) : تاريخ المدينة المقورة ؛ أخبار المدينة النبوية؛ 
تحقيق على محمد دندل 3 ياسين سعيد الدين بيان. بيرووت» دار الكتب العلمية, 
ماج . 
٠‏ - النهروانى المكى (قطب الدين محمد بن علاء الدين على بن أحمد) : تاريخ المدينة؛ تحقيق 
أبى عبدالله محمد حسن إسماعيل. بيروت» دار الكتب العلمية» 191م. 
حنايق هشاع القيرة الثنوية .: تحقيق كله عبد الرقوف' + يروس ولاقام ج. 


- هترى بيرس : الشعر الأندلسى فى عصر الطوائف ٠‏ ترجعة ظاهر مكى. 








1 ظ 
د 








١/5 
هويدا عبد العظيم رمضان : اليهود فى مصر الإسلامية من الفتح الإسلامى حتى نهاية‎ - 
ابن واصل (جمال الدين محمد بن سالم) : مفرج الكروب فى أخبار بنى أيوب» تحقيق‎ - 
سعيد عبد الفتاح عاشور. القاهرة, د.ت » هج.‎ ٠ جمال الدين الشيال » حسنين ربيع‎ 

- الواقدى (محمد بن عمر بن واقد) : فتوح الشامء مراجعة طه عبد الرؤوف سعد. 
إسكندرية دءتاج. 

- ابن الوردى (زين الدين عمر بن مظفر) : تاريخ ابن الوردى . لبنان , دار الكتب العلمية 

- ول (ه.ج) : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد القاهرة ؛ الهيئة 
المصرية العامة للكتاب , 1555م 4ج (الألف كتاب الثانىي- )١1605-1١65‏ . 

- الونشريسيى : المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقيا والأندلس والمغرب 
بيروت» , اكفكام. 

- ياسر طه محمد: يهود غرناطة فى عصر دول الطوائف (497-.45ه/ ١3935-10171١٠م)‏ 
جامعة عين شمس ؛ كلية الآداب 0 (رسالة ماجستير غير منشورة) ٠.‏ 

- يشعياهو ليفمان : العلاقات بين المتدينين والعلمانيين فى إسرائيل , ترجمة محمد محمود 
(المشروع القومى للترجمة-7١١)‏ . 

- يعقوب لاتدوا: تاريخ يهود مصر فى الفترة العثمانية »15154-10١1‏ ترجمة جمال أحمد 
الرفاعىء: أحمد عبداللطيف حماد:ء تقديم محمد خليفة حسن. القاهرة؛ المجلس الأعلى 
للحقافة » كم 75 

- الد ليعقويى (أحمد بن أبى يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضع) : تاريخ الدٍ ليعقويى. بيروت» 
دار صادرء د.ت. 

- يهوشواع بن أربيه : القدس القديمة وال لجديدة فى القرن التاسع عشر (من كتاب القدس 
دراسات فى تاريخ المدينة) . 

- يوخنا النقيوسى: تاريخ العالم القديم ودخول العرب مصر. القاهرة 1157م. 

- بوسف بيكرى فرحات : غرناطة فى ظل بنى الأحمر. 


]أ.35ط.طممكا// :مقاط 


يفن 
- يوسف دوورى: القدس فى عصر المماليك ( من كتاب : القدس دراسات فى تاريخ 
المدينة) القدس » يتسحاق بن تسفى , ٠154م.‏ 
- أبى يوسف (يعقوب بن إبراهيم) : كتاب الخراج» نشر محب الدين الخطيب, القاهرة, 
.لاه 
- يوسيفوس : تاريخ يوسيفوس اليهودى : بيروت ٠‏ المكتبة العمومية» د.ت. 
- يوشواع برافر : القدس كما انعكست فى المفاهيم الدينية المسيحية واليهودية فى مستهل 
القرون الوسطى. (من كتاب: القدس دراسات فى تاريخ المدينة)» القدسء ياد يتسحاق 
بن تسفىء ٠‏ 5م 
ثانيًا : المراجع الأجنبية : 
- -. 1996 , علوو لا باعل ورم 11اع 12107 طوابوع[ : مالم 
- | كصهل علرمد5ع] : (8) ومأطوخ صن مم8 عطا كه لمصعنه1 . عأدنء العل/ط عاملاوع 
. 1963 ,لقنم ,1لا .اه“ . امعتره )0 بمماوزا!ط ادأعهة لمد 
- لإأعأت530 متام اأطنام طوتبوعل عط؟ , متدم5 ممعادما8 أه وبجعل عط : (8) عماطاقم 
12 أ0رهكا 2 . أو , 1973 , متطماعلد ات . 1 . أه0/ا, معتعمرم إن 
. 1960-66 , تعطامء5 انض >1 . مزع لدستدع1 اتص أكنا/ط 15[ 
- ! كدمدل معزلا 12 عل 6006 عآ : (185) #مأطاوخ صعطا 01 أممسناول . علدع عم عاملزارع 
. 1960 معلاعا ,111 أهل , غصعم0 عط اه بمماوزا!ط لداعهك لهد ءا سموومعع 
- 1969 ,لالهلا :0:10 , أعدذ1 أه ممع ناع لهد نمماونة! عط : ,شاط بدمكمعلمم 


- . 1986 ,ل.]! , 11150 تأكاناء[ مز ووعووع 1ع نززو2 عق ومنتو :(221010]) لوز 

- ,.ش.5.نأ 12د لال أ0 /5 ع1 طوتوعل لدت زلء1/1 مز وتإدوكط لمعتطمدروه اط ز8 
. 1976 ,ل.ل 

- 002همآ أه ,لالمنا .5015 مدعملة نمه أمامءع 08 أه أممطعد عط أه سناء1آن8 
7 . 2ئدم 2 .أ00 . 

- 10012112 .وبتلو ل عطا أ نزرماول لك , منقط لعمعد5 عط : (مقصدهل؟) ,مامد 
. 1995 , 13ن2ا8 ألوعر0 رووعرط 

- ملقع؟5] اقرع أعممة مذ نؤع10010 لمه نممو 11] : تمأطيد0 


]00.135.1// :مط 
































5 : 


74 

- وبع[ عط : نجوه سعط علاناعء011© لتلة ععصممعظ] رمم تاتععدرء2 : (ملتدا/ة) معنام 
. تصداذآ لدلاء تلء3/1 01 5باعل 111 145-55 لوقع له زومة0[1 عغطا ص1 ند 1و1 01 

- مزع لداع تلعك/1 صا امعسم 00 -1اء5 عطوابوعل : ك2 

- وز لعاء5116 قد 2562 تتمعدعا نلء1/1! عط 01 12055565 مندك/! عط" : (.دآ.5) متعائم) 
لدءزه5 لهة عتدسمدمعظ عط أه لقسناه1 ممدندء© معند0 عطا له كلجرمعع] عط 
111 . أه؟7 .1960 , معلاعآ , أمعف0 عط أه بممأولة1 

- دو[ لوه ه11 أه ولراعل عط ص كنالهلمة مذ عاناع لداع[ :ل(مأعمءدكة171 .[) 1029010 
. 1995 , معلاعآ . لهذا 

 -‏ لا.[ة . ولراعل عطا مضه مه ناهع !011 عوماقء]2 : 884 ق) مدطاط 

- سصد[ذ! لدلاء نلء1/ا ء1ذ! لمعتانامط لتتة علسمصمعظ عطا مز ورعل : ([./1ا) اعطعساط 
. 1937 , قملمضمآ 

- كاطع مة لاع5 طاوتباعل كاز لصد اانا سدتودعط عط أه ممأعواع؟ عط 1 : (ل./171) اإعطعواع 
. لانااه ععاأطيال .عصدذا/ط معلصمععءاة دأ دعتدنا عتصسهاذ] دأ 

- عتمدمعظ عط غه لمسصنام1 بأمنزوظ عأنااصدا/ط مذ علدنا عءزم5 ع1 : (ل./7ا) اعطعساط 
. أ؟ ,1958 ,قعلأعاآ , أمع م0 عطا أه بمماولط [داعه5 لد 

- له , لإأء نم50 , ل[ انمره , 151311 لدلاء أل»1/1 آه ولاعل عط : (اعتمدط©طآ) علصصط 
1955 ,الق8 .لظ رمعلاعآ . تإأنأمعلم1 

- ورنج© عط جرم عمهتتهلصنه ونواط اوتبوع1[ عطا أه كأمعاصناع20آ1 : (عطوه/1) 011 
. 1976 بمعلاعآ .مدادء0 

- . 1992 ,لانونا .طتصد© ,634-1099 عمناوع لدم 01 لماول لل : 29<ظ2 

- 50 3 . وععة عطا طوتامعطا 01" تغط : وطدعة لصد 735ع1 : (([5.1) 001610 
. 1974 , عأممط وععمطء5 , علعدلا بجعل8 .لع 

- معنا لدبء نلء1/! مزع 120 , وماأءععمط . طوزرع[ لهاع للء14 )0 كاعااما : 2101111 
. 1966 , معلاعآ .كههنانااتاكها لمج بصمماونا!طآ عنصداكآ أه د5عنلنبطة ما 

- م012 15 . معندء0 مرند2 عطا ص ممتادء بال اكتاعل 01 كاطع 1! 510 : 53 
. 83-110 .مم ,1971 , قتطماعلدلتطم , عصسساه؟ تمدع اتصدة عوءلامء 

- . 1967 بقنصعه! ذاه .لاألانا , هه00لهمآ . 7015 5 . تجاعلء50 مدعدة )2/1601 : 023206 

- . أونط لداعه5 0ئئة عتتصمضمعظ عطا أه لقسناه1 . 12له] 0 على 150123 : 121116 


]00.135.1// :مط 


لحن 
1 . 34-66 .مم . 1980 , أعهم ,111 20 . 701 أمعتره عط إه 

ش - 01 ل03كناول. كأمقطءرء1/1 متها عطا أه وستممنوء8 عطا مه غطع نآ 216 : 1211 
-001) ععع:! عطا ها متنصء0 معنه0) عط أه بورمضى11] أواعه50 هه عتجتمومعظ عط 
| . 1927 , ممتاعه1 

- عطا هأ متاصع0 مكنهن) عطا مومع كامعممودط : ولاعده7] لصة لتمطعء نظ باتعطناه 
. 1927 , لامتاع»ة0011 رععمر] 

- لتأماقلط ماعطا دلاعل عطأ مز . عسنااديعانا عأطهرم - 0لنال .5 . تمقططءطم ,منالج1] 
. 1116-45 .8 , 1961 .لا.]! ,2. أ0/ صمو ناعجه لسه عكتائنه 

- .لط معلاعآ . معرلم لطارملخ وز 5ل عط 01 ماد 111 ى :(/21.2.[.9) ومعططعم 1[ 
...1ه“ , 1974 ,لامع 

- 1010 لع ام مم0 عام0ط عط . 1973 اعهرذ] . معلدكتدع1 تصصطنا اعمط إعمرو] 
: . دالعدمه الإعمط عطا مذ لعطعتاطيم . لإالمصتومه لدمعاوايح 

- © لالرناوظ علطا ععلضن علناكء 22 دا لله اأملزووط مز وباعل عط : (طمعهل) مموايا 
ظ . 1920 ,.لاته بلده؟:0 . عطامنذا 

-. 1984 .لالم كفطع !!! سه لإرماوز طوابوعل مذ دع ليناد لمح كاءه1 (.ل) ممذاز 

- . 1938 ,.ش.ة. 10رهن لدلء ألء11 مز وبوعل عط .2 . معد , كناعيجل/ا 

- عغطا 6 5101م دعا أأع د15 لد طدرم لاع تناع 21011 أعظ]1 عط" :(.شلط) طاناه امع دلا 
. 1920 ,13هلهمآ . تداأ؟] )0 عوزج] 

- -0]آ .اماقتنا تأواللاع[ عه! وجندء0 أ0 ععممائمم مز عط : علمدعرعاة وصدابح 
.مم , 1946-47 لأعكققع؟ لأوأنلعل ,10 لإلمعلمعمة ممعععصم م عط كه عمتلعع 
1848 7.5" , 

ع1اممعء2 طواتااع[ عط 04 115010 ذل : (كصدل/ط) عتعلسدودعاخ لصة ( دتامع مدك/1) هآ .عتدا/ز 
. 1977 ,80016 عأمليء 1 ,يه.ك. 

- )12122 1001 2م أو 5لوع1[ عطا 0 مماونت] له : (لأعصدط معلرون) برطبوعلم 
رق5ع]2 عش أاممفن) طانا50 )0 .لاتهنا . داكا ععلمن عدمتاعع عتعط) ما وعم 
ذمّكا , 

٠‏ ,00101200 .6لا أناء له 111501 أه 3000 1220 كه دوع عط : (ستكئتلظ) مديرزعجم 
مركا , 


]00.135.1// :مط 


لوث 








ا 


0ك 


18. 

- منق© 12 0113نالطتطمت عاأتدمق] عط 2نه0؟! كالاء تناء100 عأطورم : (1.5) : ملمقداءل ]1 
71 .1971 , لمعته عطا أه0 يعدن 5021 0ه 31رمع عط 102 21كنا0ل 
.1 أنقم ,2017 

- واتعومام معنف إلستهته وسمتطوععه00© نقنأى دده؟! كامعصساع100 :10.5 . كلمقطء كا 
. 1 نخدم . 111 /آ غ50 أ70 باون لقاعه5 نمه عتسمدمعط عط له ل2دتناه1 هذ 

- تمعا4 مطآ أه عكتامط امقطعععل/! لتنااصع0 طغمع ع1 ع1 : ( سقصصرهل!) مقصم 5 
73/1 701 أمعته عط غه نؤماونة1 لداءه3 لهة عتصسمصمعظ أه لدكنامل هأ . 
ايا 4 | 

- طوتبة 716 . عأممط عع501 لهة نرماوتاط ة :كلهما طهر أه ذلاء ع1 : 577ظ( 
. 1979 ملعم أه نتأعاعه5 وتاك تاام 

- . 1996 ,./آ.]8 . ه15 ابرع[ أه كدلام : معطم صد”©ا , عامطئعناد 

- -لنص لإاأتمط عطا صا لعارع ره © 0لا ولقناءء | اعامذ طاوتتاع1 00 : 1752نامناة لمتدد 
. 1995 , ماعلاعآ , تصداذآا لداع تلء/78 أن واعل مذ دعو ى ءال 

- ركع ألنا!5 لماصع م0 ,.لاتمنا وتطتماه© مهداد كصهنا عمدتطة أه عأعنهمعتك ع1 
4 7111 . إ0ى . 

- عطا هذ ستدم5 ممتافضط مذ ممتائلها عتطدرةم - معلنال ع1 : كتودة ه10 مرهلا 
. 1995 , معلاعآ .مادا لداع تلمع أن وبوجعل 

- 220 ,رك أمممعط روه 1 أع طامط عط امععاهاد لاك مد عأوه© : هد أاتاك دهللدكا ,ل1لهلا 
. 1995 ,معلاعآ ,تمواأن1 للع تل»/! أن 5بعل عطا هذ ووععم . عندأدآ أن دعع0)نامم 

- متامدل! لتقم 8 . كد11 .عتنتادع انا ائابوع1[ ]0 برماوذ!ظ له : لدع دآ ععءطلات 

.701.1 
- . 1972 ,008همآ لسة لصداء 1697© . لمدرعط اكتهدمة -عأطدة ع1 : 5200 


]00.135.1// :مط 


م١‎ 





صفحة 
المقدمة 0001 
تمهيد 0000 
الفصل الأول 
المجال الدينى فقم مم ممه وم ممه ومو مم ممم م ممم وتوت ره هورم و مونو و متهم ممم مو ممم وو ممم وم م م ممم م ةم وو و 1 1 1 98 
الفصل الثانى 
المستوى الحكومى : الدولة 0017 
الفصل الثالث : 
دعاوى الاضطهاد على المستوى الشعبى: موقف الناس .... معط 1 [ 
ملاحق الصور ممم هه ووه مهو ممم ممم مووي تومو ممم همهم مم ممم ممم مم من وموم مونو وو وو ونون لاوط آ 
قائمة المصادر والمراجع ا 
ا 











]أ.00.135// :مط 


5